تعدّ فريضة الزكاة عموماً من أهم الفرائض التي تجب على المُزّكي أدائها، لما لها من أثار إيجابية على جميع الأصعدة الدينية والنفسية وبركة في المال والرزق، وتطهير النفس من الشح والبخل. قال تعالى: “ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” وفي هذه الآية دليل على حكم إخراج الزكاة كفريضة.
وأما في مقال اليوم فنخصص الحديث عن زكاة الذهب لأهميتها في ديننا الحنيف،ما حجمه، نصابه، كيفية حسابه، وشروطها وكيفية إخراجها، ونختم مع أهم الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع.
معلومات عن حكم زكاة الذهب
ما هي زكاة الذهب؟
أما زكاة الذهب فهي من زكاة الأثمان لأن الذهب والفضة قديماً كانوا يتخذوا في المعاملات المالية، وكان يتخذ الذهب للادخار وأيضاً للزينة لذا وجب فيه حكم الزكاة، وعدم أداء الزكاة عنه يعتبر كنز للمال.
ذكر في صحيح مسلم عن رسول الله ﷺ أنه قال: “ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا صفحت له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار“.
حكم زكاة الذهب وهل الذهب عليه زكاة واجبة؟
الزكاة في الذهب واجبة عملاً بالآية الكريمة: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ“، والكَنز هو عدم أداء الزكاة عن الذهب، أي كل ما بلغ النصاب من الذهب، ولم تؤدَ زكاته فهو من الكَنز المتوعَّد بالعذاب.
حكم وعقوبة من لم يخرج زكاة الذهب
شرعاً، لا يجوز التمنع عن أداء الزكاة ومنعها عن مستحقيها، وقال تعالى في مانع الزكاة: “ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ“.
وفي تفسير هذه الآية، ذكر الله تعالى ذكراً صريحاً العذاب لمتمنع الزكاة ولا يؤدي زكاة الذهب، وتوعده بالعذاب الأليم، وذُكرَ في تفسير القرطبي: “ الكي في الوجه أشهر وأشنع، وفى الجنب والظهر آلم وأوجع، لذلك خصها بالذكر من بين سائر الأعضاء“.
شروط زكاة الذهب
أهم ما ورد في السنة والقرآن عن شروط زكاة الذهب:
- أن يبلغ الذهب حد النصاب، وهو بمقدار ٨٥ غرام من الذهب الخالص النقي.
- أن يمر حول كامل على حيازته.
- أن تكون الملكية تامة للذهب، فلا يتصرف في غير ماله.
- أن يكون المُزكي حراً، وليس بعبد.
نصاب زكاة الذهب
يُحدد نصاب زكاة الذهب هو ٢٠ مثقالًا أي ما يعادل ٨٥ غراما من الذهب النقي فما فوق، عندما يصل الذهب الممتلك إلى حد النصاب وجبت فيه الزكاة بمقدار “ربع العشر” أي ٢.٥% من مجموع غرامات الذهب.
كيفية حساب زكاة الذهب
تُحسب زكاة الذهب بحساب عدد جرامات الذهب الخالص، فإذا بلغ ٨٥ غرام فأكثر، وجب عن المجموع الكلي إخراج ٢.٥% بقسمة عدد غرامات الذهب على ٤٠ ويكون الناتج هو الزكاة الواجب إخراجها.
فإذا كنت تمتلك ٦٠٠ جرام من الذهب تكون العملية الحسابية كالتالي:
٦٠٠÷٤٠= ١٥ جرام وهي قيمة الزكاة الواجب إخراجها.
لمن تعطى زكاة الذهب
تُعطى زكاة الذهب للفئات الثمانية المذكورة في الآية الكريمة: “ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
متى تجب زكاة الذهب
تجب زكاة الذهب فور انتهاء الحول، أي في نهاية السنة الهجرية من امتلاك الذهب، فإذا بلغ الذهب النصاب، ولم ينقص قبل اكتمال الحول وجبت عنه الزكاة.
مسارات للتعليم والتمكين في الشمال السوري
يعاني آلاف الطلاب في شمال سوريا من انقطاع التعليم بسبب الحرب والفقر والنزوح. كما أدى تدمير البنية التحتية للمدارس إلى تخلف معظم الطلاب عن متابعة تعليمهم، والتوجه للعمل لإعالة أسرهم، مما يشكل تهديدا بخلق جيل كامل بدون تعليم.
تعمل مبادرة مسارات على توفير التعليم المجاني لهؤلاء الطلاب المهمشين وغير الملتحقين بالمدارس باستخدام منصات التعلم عن بعد Microsoft Teams. وتوفر لهم التعليم المدرسي والأنشطة الطلابية والإرشاد الأكاديمي، وتدعمهم حتى يصبحوا قادرين على بناء مستقبلهم دون الاعتماد على الآخرين أو الانخراط في عمالة الأطفال.
إن تبرعكم سوف يُساهم في استمرار التعلم عن بعد لهؤلاء الطلاب، ويوفر فرص التعليم المستمر لأطفالنا في منازلهم وخيامهم، بشكل مجاني وشامل.