أدعية رمضان من الكتاب والسنة النبوية: أدعية مأثورة

مع حلول شهر رمضان تتجدد الأرواح وتسمو القلوب فتسير في موكبٍ من النور نحو رحاب الرحمة والمغفرة، إنه شهر تُفتح فيه أبواب السماء ويعلو فيها صوت الدعاء، حيث تلهج الألسنة بأدعية الرجاء وترتفع الأكف تضرعاً إلى مالك الملك. 

ولأن الدعاء هو زاد الصائم وروح عبادته، أدعية رمضان من الكتاب والسنة كنوزٌ من الكلمات النبوية التي تسكب الطمأنينة في القلوب، وتزرع الحب والرحمة في النفوس.

في هذا المقال من مسارات، سنبحر في روائع الدعاء الرمضاني مقتبسين من معين النبوة، لنعيش مع أدعيةٍ مأثورةٍ تُنير ليالي الشهر الكريم وتُضيء دروب المقبلين على الله بقلوبٍ خاشعة.

أدعية رمضان من الكتاب والسنة

شهر رمضان هو نفحة إلهية يتهافت فيه المؤمنون إلى أبواب السماء بأرواحٍ متعطشةٍ للرحمة والمغفرة، وتبتهل الألسنة بأعذب الدعوات وتُرفع الأكفّ بتضرّعٍ صادق رجاءً في عطاءٍ لا ينضب، وقد حفلت النصوص الشرعية بأدعية عظيمة تنير دروب الصائمين، مأخوذة من القرآن الكريم وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أدعية من القرآن الكريم

• “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (سورة البقرة: 201)
• “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ” (سورة آل عمران: 8)
• “رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ” (سورة آل عمران: 193)
• “رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ“ (سورة البقرة: 127)
• “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (سورة البقرة: 250)
• رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي” (سورة طه: 25-28)
• “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا” (سورة نوح: 28)

دعاء دخول رمضان من السنة النبوية

جاء في أدعية رمضان من الكتاب والسنة، دعاء استقبال رمضان عندما يطلّ علينا الشهر الكريم، أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستقبله بفرحٍ عارم ويسأل الله خيره متضرعاً بدعواتٍ تفيض بالنور والبركة، ودعائه عند رؤية هلال شهر رمضان: “اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله”.

أدعية الرسول في العشر الأواخر من رمضان

أدعية الرسول في العشر الأواخر والتي هي محطات روحانية يترقبها القلوب المشتاقة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتنمها بالدعاء والقيام، وأكثر دعاء كان يردده الرسول في رمضان: “اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني”.

وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من الابتهال طلباً للرحمة والعتق من النار متوجهاً إلى الله بخضوعٍ تام، يرجو القبول والمغفرة.

أكثر دعاء كان يردده الرسول في رمضان

دعاء رمضان من السنة حيث وردت أدعية مأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان والتي واضب على ترديدها منها: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

ودعاء الرسول عند رؤية هلال رمضان، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بأن يكون شهر الخير والإيمان، فيقول: “اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله”. 

كما كان الصحابة والمسلمون يسألون الله أن يبلغهم الشهر الكريم سالمين، فيدعون: “اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر، فسلمه لي، وسلمني فيه، وتسلمه مني، اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرًا واحتسابًا، وأعذني فيه من الكسل والفتور، ووفقني فيه لليلة القدر واجعلها خيراً لي من ألف شهر”.

أما عند الإفطار، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”. كما كان الصحابة يدعون بالمغفرة والرحمة، ومن ذلك قول عبد الله بن عمرو: “اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي”.

وكان الربيع بن خثيم يحمد الله قائلًا: “الحمد لله الذي أعانني فصمتُ، ورزقني فأفطرتُ”. وعند الإفطار عند أهل بيت، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالخير فيقول: “أفطر عندكم الصائمون، وغشيتكم الرحمة، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة”.

وفي ليلة القدر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يُوصي بالدعاء العظيم: “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني”. أما عند قيام الليل، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: “اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض، أنت الحق، وقولك الحق، والجنة حق، والنار حق، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، لا إله إلا أنت.”

وكان دعاء الرسول إذا انتهى رمضان، يقول عليه الصلاة والسلام:”اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته فاجعلني مرحوماً ولا تجعلني محروماً”.

كما وردت عنه صلى الله عليه وسلم أدعية جامعة يدعو بها في مختلف الأوقات، منها: “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من عذاب القبر وفتنة المحيا والممات”.

وكان يقول: “اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.”، وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء، ويسأل الله العافية، قائلًا: “اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك”.

كما كان صلى الله عليه وسلم يطلب من الله علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ودعاءً مستجاباً، فيقول: “اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ونفس لا تشبع”.