في هذا المقال، نتحدث عن مفهوم الشخصية الانفعالية وخصائصها، ونستعرض كيف تؤثر الانفعالات القوية على سلوك الطلاب وتفاعلهم ضمن الحياة اليومية؛ ونتطرق أيضاً إلى كيفية إدارة الانفعالات والاستفادة منها لتحقيق التوازن النفسي، بالإضافة إلى استراتيجيات التعامل مع التحديات التي قد تسببها هذه الشخصية لدى الطالب.
الشخصية الانفعالية
الشخصية الانفعالية هي نوع من الشخصيات التي تُظهر ردود أفعال قوية وسريعة تجاه الأحداث والمواقف التي تواجهها. وتتميز هذه الشخصية بأنها تعكس الحياة العاطفية التي يشعر بها صاحبها مما قد يؤثر على علاقاته الشخصية والمهنية بإيجابية وسلبية لو كان هناك حدة في إظهار هذه المشاعر.
يكون أصحاب هذه الشخصية شديدي الحساسية إلى التعبير العاطفي، مما يجعلهم يتأثرون بشكل كبير بمحيطهم ويتفاعلون معه بطرق مميزة.
أسباب الغضب والانفعال السريع لدى الطالب
الانفعالات والدوافع
الانفعال هو تغير في أداء الشخص ومنشأه نفسي، ويصاحب الانفعال تغيرات داخلية تُشعره بهذا الانفعال وأيضاً تغيرات في مظهره الخارجي إشارة إلى انفعال الشخص، وتشارك هذه العملية النفسية ظهور استجابة الشخص للدوافع التي أدت إلى ظهور هذا الانفعال.
الطالب في هذا السن لعله يعيش تغيرات كثيرة على المستوى الشخصي وأيضاً الاجتماعي؛ وتغير كبير على المستوى الدراسي لذا يُطلب التعامل مع كل هذه التحديات التي يواجهها، مما يؤثر على انفعاله وسرعة غضبه.
تعود أسباب انفعال الغضب لدى الطلاب إلى دوافع عديدة أهمها:
- الضغط الدراسي: تشكل المناهج الدراسية جزء كبير من الدوافع التي تؤدي بالطالب للانفعال، وأيضاً التحديات التي تواجه الطالب لاجتياز هذه الضغوطات أيضاً يسبب ظهور انفعالات سريعة وغاضبة لديهم.
- واقع الطالب المجتمعي: إذا كان هناك مشاكل عائلية واجتماعية تؤثر على حالته النفسية وطريقة تجاوبه مع ما يعيشه، وخاصة الطلاب في الشمال السوري الذين يعيشون ضمن مخيمات اللجوء فإن واقعهم يؤثر بطريقة انفعالهم اتجاه المواقف الدراسية التي تواجههم.
- اضطرابات نفسية: يعاني بعض الطلاب من القلق والاكتئاب، مما يجعل انفعالاتهم سريعة وغاضبة، إزاء الأحداث والقضايا.
- نقص النوم: عيش أسلوب حياة غير صحي يؤثر على الطالب، وعلى المعدلات الدراسية له، مما يزيد احتمالية انفعاله بسرعة.
الانفعالات والعواطف
العواطف هي المشاعر والأحاسيس التي تؤدي لتشكل الانفعال، وأن أساس هذه المشاعر هي تكوين الشخص من الداخل، والأفكار التي يحملها تجاه عواطفه.
بعض العواطف مكتسبة من المجتمع الذي يعيش فيه. والمواقف هي المحرك الأول لهذه المشاعر الإنسانية التي تتكون من التجارب الحياتية. بمعنى أن هذه العاطفة هي استعداد عقلي مكتسب مرتبط بموضوع معين، تؤدي لاستجابة وفقاً للحالة الشعورية التي يعيشها الشخص ضمن الموقف الراهن.
وحياتنا وما تمر به من أحداث سواء كانت ايجابية أو سلبية، تولد عواطف ومشاعر مختلفة مما يؤدي إلى انفعالات سريعة، بالمقابل العواطف التي تجتاح داخل الإنسان تضيف إلى حياة الإنسان الحركة والمبادرة والنشاط لذا لولا هذه العواطف لما تحركنا نحو الطموح والأهداف والدراسة والعمل والاستمرار، ولما جعلت الإنسان يدرك قيمة ذاته التي ترتبط ارتباط وثيق بعواطفه.
أنواع الانفعالات التي يعاني منها الطالب
هناك انفعالات عديدة يعاني منها الطلاب، نتيجة التوتر تجاه تحصيله العلمي، ونلخص أهم الانفعالات المتعلقة بالجانب العاطفي بالنسبة للطلاب :
- القلق: هو شعور طبيعي يرواد الطالب ولكن القلق يتحول إلى انفعال اتجاه التحصيل الأكاديمي ومن الممكن أن يضر الطالب إذا لم يعرف كيف يواجه هذا الشعور.
- الحزن: وهو شعور يشعر به الطالب عند الفشل في الامتحان ويسبب له الإحباط.
- الخوف: من ضمن ما يشعر به الطالب هو الخوف من عدم تحقيق النجاح، حيث لهذا الشعور تأثير قوي على انفعاله.
- التوتر: من ضغوطات الحياة اليومية والدراسية التي تسبب التوتر وتؤثر على انفعال الطالب وسرعة غضبه.
- نقص الثقة بالنفس: الشعور بالشك في القدرات الشخصية يمكن أن يعيق تحقيق الأهداف الدراسية.
استراتيجيات ناجحة في علاج سرعة الانفعال والعصبية بين الطلاب
يتطلب علاج سرعة الانفعال والعصبية بين الطلاب تطبيق مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية وضمان السلوك الإيجابي للطلاب.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات الناجحة:
تقنيات الاسترخاء والتهدئة
تعليم الطلاب تقنيات التنفس العميق لتهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
تنظيم الوقت وإدارة الأنشطة
تدريب الطلاب على إنشاء جداول زمنية لتنظيم وقتهم بشكل مناسب وتجنب الإرهاق، وأيضاً تنظيم فترات استراحة لأخذ استراحة قصيرة للحفاظ على التركيز وتخفيف التوتر.
الدعم العائلي
تشجيع التواصل المفتوح بين الطلاب وأسرهم لتوفير الدعم العاطفي، وتجنب المشتتات قبل الامتحانات.
التحكم بالانفعالات والنضج الانفعالي
النضج الانفعالي هو التعامل مع التعبير الانفعالي غير الناضج الذي يسبب الاندفاع والمبالغة وعدم ضبط النفس إلى التعبير غير المؤذي المتزن. والتعامل العقلاني مع المواقف من خلال تفسير المواقف بموضوعية وتأني وعدم التسرع.
ولكن مهارة لتحكم بالانفعالات تمثل تحدي للكثيرين، والطلاب على وجه الخصوص سواء أثناء العام الدراسي أو أثناء الامتحانات ولكن يمكن التحكم بها من خلال تدريب النفس على بعض الحلول منها:
- فهم الشخصية ودرجة تأثرها بالمشاعر: فهذه المعرفة هي الخطوة الأولى في إدارة المشاعر والعواطف للتحكم بردرو الأفعال.
- تحديد الحالة الشعورية: إن تحديد ما تشعر به والتعامل معه بهدوء ومعرفة ما يختلج نفسك من الممكن أن يساعدك في التحكم بالانفعالات السريعة.
- تقنية التنفس: تساعدك في التعامل مع الحالات الشعورية التي تصاحبك، فهذا يساعد في التروى بأخذ رد فعل سلبي وسريع.
ضبط النفس والسيطرة على الانفعالات
ضبط النفس والسيطرة على الانفعالات مهمة للغاية. هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد في تحسين هذه المهارات:
- حاول تحديد المواقف التي تثير انفعالاتك، معرفة المحفزات يساعد في تجنبها أو الاستعداد للتعامل معها بشكل أفضل.
- مارس تقنيات التنفس العميق في تهدئة النظام العصبي وتقليل الاستجابة الانفعالية الغاضبة للمثيرات.
- أعطِ نفسك بعض الوقت قبل الرد على موقف قد يكون مستفزاً، هذا يمنعك من التصرف باندفاع.
- حاول فهم وجهات نظر الآخرين؛ فالتعاطف يساعد في تقليل الغضب وزيادة التواصل.
- تحدث عن مشاعرك مع شخص تثق به يوفر لك الدعم النفسي ويساعدك في رؤية الأمور من زاوية مختلفة.
تمارين عملية للتفريغ الانفعالي
التفريغ الانفعالي مهم للحفاظ على الصحة النفسية والعاطفية، سنذكر لك بعض التمارين العملية التي تساعدك في ذلك:
- الكتابة اليومية: خصص 10-15 دقيقة يومياً لكتابة أفكارك ومشاعرك دون قيود، هذا يساعد في فهم الانفعالات وتصفيتها وتنظيم الأفكار.
- تمارين التنفس العميق اجلس في مكان هادئ، وخذ نفساً عميقاً من الأنف، ثم احبسه لعدة ثوان، ثم أطلقه ببطء من الفم، كررهذه العملية لمدة 5 دقائق. تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
- النشاط البدني مارس التمارين الرياضية مثل المشي، الجري، أو تمارين القوة لمدة 30 دقيقة يومياً، يفرز الإندورفين الذي يحسن المزاج ويخفف من التوتر.
- الوصف: استخدم الرسم، التلوين، أو أي شكل من أشكال الفن للتعبير عن مشاعرك، هذا يوفر وسيلة بصرية لتفريغ الانفعالات ويساعد في تهدئة العقل.
الذكاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسي
الذكاء الانفعالي هو التعامل بذكاء مع المشاعر الإنسانية والانفعالات والعواطف التي تجتاح دواخل الإنسان، وإدارة هذه المشاعر بما يحقق مصلحة الطالب. ويعد مهم جداً لأنه يؤثر على علاقة الطالب مع محيطه، والقدرة على التعامل مع مشاعره بما يخص الآخرين بطريقة صحية ومنضبطة.
للذكاء الانفعالي عناصر مهمة يمكنها أن تحدث فرق في حياة الطالب إذا تمكن منها، وأهمها:
- التقييم الذاتي للشخصية والتحسين المستمر للعيوب واستثمار الميزات.
- ضبط النفس والعواطف لتنمية القدرة على إدارة المشاعر والتفكير بعقلانةي أكثر.
- مهارات التواصل لبناء علاقات اجتماعية قوية مع زملائه في المدرسة ومعلميه من خلال لغة الجسد وحركات اليدين.
