الصدقات الجارية للميت من أسمى الأعمال التي يمكن لأهل المتوفى القيام بها ليبقى أجره مستمراً بعد وفاته، وهي أحد الطرق التي تضيء له قبره وتمنحه الحسنات المتجددة في الآخرة.
ولقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على قيمة هذا العمل العظيم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} [النجم: 39]، إشارةً إلى أن الأجر يأتي من العمل الصالح المستمر.
وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث الشريفة، على فضل الصدقة الجارية، وأيضاً على أثرها ونفعها بالنسبة للمتوفي.
سنتكلم في هذا المقال عن فضل الصدقة الجارية للميت، وأنواعها، وعلاقتها بالعلم وطلبة العلم وكفالتهم ..
مفهوم الصدقة الجارية للميت وأثرها
صدقة جارية للميت هي عمل يبقى أثره بعد الموت، يبقى نفعها مستمراً لخدمة المستفيدين، وربما المجتمع بأكمله، وبنفس الوقت يستمر نفعها أجراً وثواباً لصاحب الصدقة على حد سواء.
وهي وسيلة لمنح الميت أجراً متجدداً يمكن أن يرفع درجته ويخفف من ذنوبه، من أهم مميزاتها أنها لا تقتصر على زمان أو مكان معين، فطالما أن الناس يستفيدون من هذه الصدقة، يبقي الأجر يتجدد لصالح الميت، وكأنها استثمار أبدي يُكتب في صحيفته أجراً إلى يوم القيامة.
أحد الأمثلة الجميلة لذلك إهداء المصاحف أو الكتب الدينية التي يقرأ منها المسلمون، حيث يعود كل حرف يقرؤه شخص بالأجر على صاحب الإهداء.
ما هي الصدقة الجارية للميت؟
الصدقة الجارية للميت عمل صالح يقدمه الأحياء عن روح المتوفى، ويظل أجره ونفعه مستمرين طالما استمر الناس بالاستفادة منه، ومن أهم مميزات الصدقة الجارية أنها تمنح الميت أجراً متجدداً ومستمراً بعد وفاته، مما يجعلها من أفضل الأعمال التي يمكن القيام بها للمتوفى.
فوائد وفضل الصدقة للميت
أشارت الكثير من الأحاديث النبوية لما للصدقة من دور كبير في رفع درجات المتوفى في الآخرة، خاصةً إذا كانت صدقة جارية، وأنها تسهم في تكفير السيئات، كما جاء في الحديث الشريف: ” والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ” (رواه الترمذي)، وهي السبيل لاستدامة ومضاعفة الأجر حتى بعد وفاته كونها استثماراً مستمراً لا ينقطع، حيث يبقى الأجر متواصلاً كلما استمر الناس في الاستفادة منها.
يمكننا أن نعدد فضل الصدقة الجارية للميت بما يلي:
- رفع درجات المتوفى وزيادة حسناته.
- تكفير سيئات وذنوب الميت وتخفيف وزره.
- دوام الأجر مستمراً للميت ما دام الناس ينتفعون بها، مما يجعلها استثماراً في الآخرة.
- الذكر الحسن و ترك أثر طيب للميت في الدنيا، مما يزيد من ذكره الحسن بين الناس.
على سبيل المثال، دعم المشاريع التعليمية، يُعَد من الأعمال المستدامة التي تُدرّ الأجر للميت باستمرار وتساهم في بناء جيل واعٍ متعلم.
لذلك فإن مبادرة مسارات تدعم التعليم في الشمال السوري، وتسهل لكم الطريق لدعمه أيضاً، والتصدق بالدعم ليكون أجره لمن توفى من أقاربكم و أحبابكم، لما لهذه الصدقة من أجر وفضل عظيمين وقيمة في ديننا الإسلامي، وذلك عن طريق حملة قطرة التي تعمل عليها مسارات من أجل دعم تعليم الطلاب الأيتام وأصحاب الهمم، والأمهات، والمنقطعين عن الدراسة، يمكنكم الاطلاع على تفاصيل الحملة من خلال
أفضل صدقة للميت
تتعدد أنواع الصدقات الجارية للميت، لكن من أفضلها ما يبقى نفعه مستمراً للمجتمع، مثل المشاريع التعليمية وحفر الآبار وبناء المساجد، حيث تظل هذه المشاريع تدرّ الأجر للميت وتخدم المجتمع في نفس الوقت.
لذا إذا كنتم تبحثون عن مشاريع هادفة تدعمونها كصدقة جارية لأمواتكم، ستكون المشاريع التعليمية من أفضلها لما لها من تأثير ليس على المستفيد فقط بل على أسرته ومجتمعه أيضاً، وهذا ما تحاول مبادرة مسارات تحقيقه من خلال منظومتها المعرفية المتكاملة التي تقدمها لطلّابها، فهي تقدم لهم إلي جانب التعليم المدرسي تمكين مهاري وتدريب مهني يصنع من الطالب شخصاً ممكناً معرفياً ومهارياً وقادراً على الاستقلال بنفسه وأسرته، وأن يحيا حياة كريمة مستقرةً تليق به، وهذا هو الأثر الذي نطمع جميعاً لإحداثه، وترك بصمة الخير فيه..
ساهم من هنا بحملة قطرة لدعم التعليم في الشمال السوري
حديث عن الصدقة للميت
جاء في السنة النبوية الشريفة حديث يشير إلى فضل الصدقة عن الميت، فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم” (رواه البخاري).
وكذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له ” (رواه مسلم).
هذه الأحاديث وغيرها تبرز أهمية الصدقة الجارية كسبيل لتحقيق الأجر المستمر للمتوفي.
آية قرآنية عن الصدقة للميت
لم تذكر الآيات القرآنية الصدقة للميت بشكل مباشر، لكنها دعت إلى الإنفاق في سبيل الله، وجاء في قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} [البقرة: 245] ما يحث على الإنفاق في سبيل الله، الذي يشمل الصدقة الجارية عن الحي والميت.
أفضل أنواع الصدقات الجارية للميت وأمثلة عنها
- بناء المساجد: تُعتبر المساجد من أكثر الأماكن التي يزداد فيها الأجر للمتوفى، حيث يجتمع فيها الناس للصلاة وذكر الله، يبقى أجر بناء المساجد مستمراً مادامت تُقام فيه الصلوات ويذكر فيه الله.
- حفر الآبار وتوفير المياه: أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل سقي الماء بقوله: ” أفضل الصدقة سقي الماء” (رواه النسائي)، ويعد حفر الآبار في المناطق التي تفتقر إلى المياه النظيفة صدقة جارية عظيمة.
- إقامة مشاريع تعليمية: دعم الطلبة أو إنشاء مراكز تدريبية يعود بالأثر الكبير على المجتمع، وفيها الأجر المستمر الذي لا ينقطع للميت.
من خلال المنح الدراسية أو الكفالات التعليمية، يمكننا نقل الطالب من حال إلى حال، يمكننا أن نأخذ بيده ليكمل طريق العلم فيكون نوراً للطالب ونوراً للمتوفي، لذلك فإن الصدقة الجارية التعليمية من أفضل أنواع الصدقات، ولذلك فإن مبادرة مسارات تفتح لكم الباب لتكونوا مشاركين في هذا الخير العظيم، من خلال المشاركة في دعم التعليم بالشمال السوري، عبر دعم المنظومة المعرفية التي تقدمها مسارات لطلابها، والتي من خلالها يتم بناء الطالب معرفياً ومهارياً ليكون قادراً على النهوض بنفسه وأسرته، معتمداً على معرفته متسلّحاً بالمهارات اللازمة ليبدأ العمل والإنتاج.
- طباعة وتوزيع المصاحف والكتب الدينية: هذه الصدقات من أكثر الأعمال فضلاً، ويبقى أجرها متجدداً كلما قُرئ من المصاحف والكتب.
- إقامة المشاريع التنموية: مثل دعم التدريب المهني للشباب، الذي يساعد في تحقيق الاستقلال المالي لهم، تشير الدراسات إلى أن التعليم والتدريب يُعتبر واحداً من أهم وسائل تمكين الأفراد والمجتمعات.
ووفقاً لإحصائية من الأمم المتحدة، فإن دعم هذه المجالات يقلل من معدلات الفقر والبطالة في المجتمعات الضعيفة بنسبة تصل إلى 40%، مما يعزز الاستقرار ويحفّز على النمو المستدام.
مبادرة مسارات عبر حملة قطرة تتيح الفرصة لدعم تعليم الأطفال والشباب السوريين المتأثرين بالحرب، ثم إشاراكهم في برامج تدريب مهني, يكتسبون من خلالها أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل، ويتأهلون لدخول حاضنات الأعمال المحلية والعالمية..
دعم حملة قطرة يحقق لهم الاستقلال والاستقرار، ويعود بالأجر المستمر الجاري للمتوفى طالما أن الشباب يستفيدون وأهاليهم ومجتمعاتهم من هذا الدعم
هل كفالة اليتيم وطالب العلم صدقة جارية للميت؟
في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” (رواه البخاري)، تأكيد على عظمة كفالة اليتيم.
وقد ذكر العلماء أن كفالة طالب العلم تندرج ضمن الصدقات الجارية التي يظل أثرها متواصلاً للمتوفى، سواءً بتقديم المنح الدراسية أو توفير الموارد التعليمية، أو دعمه ليعود إلى التعليم بعد انقطاع، تعتبر من الأعمال التي يبقى نفعها مستمراً، لأنها تهيئ الطلاب ليكونوا عناصر فعّالة وقادرة على تطوير مجتمعهم.
فكفالة اليتيم وكفالة طالب العلم تُعتبر من الصدقات الجارية التي تدوم منفعتها، وهي فرصة لبناء مستقبل مشرق للفرد والمجتمع، لذلك فهي من الصدقات مستمرة الأجر.
كيف أفعل صدقة جارية للميت في مجال التعليم؟
- دعم المستلزمات الدراسية: يمكن تقديم المساعدات المالية أو التعليمية للطلاب الذين يواجهون صعوبة في إكمال دراستهم، مثل الكتب والقرطاسية للطلاب، أو تكاليف انضمامهم للمؤسسات التعليمية
- توفير المواد الرقمية والكتب الإلكترونية: للطلاب المتعلمين عن بعد، ويكون ذلك بدعم الجهات القائمة على هذه المشاريع، والتي يمكن أن تضمن فائدة الطلاب لفترات طويلة.
- المساهمة في دعم المبادرات التعليمية: خاصة غير الربحية التي تعمل من أجل نهضة الطلّاب وتطويرهم.
ومنها مبادرة مسارات التي تعمل على إيصال المعرفة لكل خيمة ولكل بيت في الشمال السوري، الذي أنهكته النزاعات القائمة منذ سنوات، والتي أثرت بشكل مباشر على البنية التحتية وعلى قطاع التعليم بشكل خاص، انضمامك لحملة قطرة يعني أنك تساهم في دعم تعليم الأطفال والشباب السوريين المتأثرين بالنزاعات، مما يجعل هذا التبرع بمثابة وقف تعليمي، يعود أجره باستمرار للميت.
التبرع لحملة قطرة كصدقة جارية في مجال التعليم
تقدم حملة قطرة من مبادرة مسارات فرصة مميزة لإهداء صدقة جارية للميت، عبر دعم التعليم المستدام للأطفال والشباب.
التبرع الشهري بمبلغ يبدأ من 10 دولارات فقط يمكن أن يكون له أثر كبير في حياة الطلاب المحتاجين، حيث يسهم في توفير التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، بالإضافة للدعم النفسي والتقني الذي يحتاجه الطالب ليحقق نجاحاً في مسيرته التعليمية.
بعد التبرع لدعم حملة قطرة ستصلك تقارير دورية تتيح لك معرفة أثر مساهماتك، وترى الفائدة المتواصلة التي يجنيها المتعلمون من دعمه.
تذكّر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما نقص مال من صدقة”، فالصدقة باب من أبواب البركة، تفتح للمؤمن السعادة في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة، فابدأ بمساهمة، ولو بسيطة، في حملة قطرة لتحقق الأجر المستمر للميت وتترك أثراً يمتد عبر الزمن.