أشرنا في مقالنا السابق إلى أنواع وأنماط الشخصية انبساطي وانطوائي، فكيف يستقبل الإنسان معلوماته من الوسط المحيط ومن الخارج.
اكتشف كيف تؤثر أنماط الشخصية على استقبال المعلومات والتعامل مع الشخصيات القاسية والعنيدة، وتعلم استراتيجيات لفهم وتحسين التواصل واتخاذ القرارات في العمل والحياة الشخصية.
كل منا يستخدم الحواس الخمس لتذوق الطعام أو رؤية الأشياء من حولنا، وأيضاً نحن نستخدم حدسنا، كالتفكير في المستقبل مثلاً.
كيف تستقبل المعلومات من الخارج؟
الشخص الذي يعتمد على الحواس
- يستخدم الحواس الخمسة فيثبت الأشياء برؤيتها مثلاً أو سماعها.
- يهتم بالحقائق وتفصيلاتها.
- يعيش اللحظة الحالية (منطقي وأكثر واقعية)
- يثق بالحقائق الثابتة ولا يحب الخيال
الشخص الحدسي
- يثق بالإلهام والاستنتاج ويبتكر خطوات جديدة
- يردد عبارات: أشعر، أتوقع، أحس.
- يستخدم القياس والرموز والتشبيهات.
- يدرك المعنى العام وارتباط الأمور ببعضها.
- يميل إلى الخيال ولإبداع (الحاسة السادسة)
وعادة ما يتخذ الإنسان قراراته عن طريق الحقائق العقلانية وبهذا يكون مفكراً عقلانياً، أو من خلال المبادئ والقيم وقرب هذا الشيء من قلبه فيكون مشاعري عاطفي.
إذاً فالإنسان يتخذ قراراته إما عن طريق العقل أو عن طريق القلب
كلنا نكون مفكرين عندما نفعل الصواب بغض النظر عن المشاعر، فمثلاً عندما نشتري ثوباً واحداً فقط من نفس اللون لأنه لا داعي لوجود ثوب آخر من نفس اللون، وكلنا أيضاً نكون عاطفيين عندما نشتري شيئاً ما فقط لأننا نحبه دون سبب منطقي.
فما هي صفات الشخص المفكر؟
- المفكر العقلاني يسمع ويحلل ما يسمعه
- محايد المشاعر عقلاني ومنطقي عادل ومنصف
- ناقد ويرى الخطأ والخلل دائماً ولا يعجبه أي شيء
- يقول الحق ولو على نفسه صادق جداً وليس لديه أي نوع من الدبلوماسية
- يراه الآخرون بلا قلب وهذا غير صحيح فهو يرى المشاعر مهمة فقط إذا كانت منطقية
- متحمس ولديه طاقة للعمل
صفات الشخص الشاعري العاطفي
يندفع وراء تقلب مزاجه وعواطفه أكثر من اندفاعه وراء حكم العقل والمنطق والحسابات المادية، كذلك فهو شخـص:
- سريع التأثر
- سهل الإثارة
- حساس وشاعري وحالم
- خيالي ورومانسي
- طيب القلب
- سرعان ما يغضب وسرعان ما يرضى ويتصالح
- اجتماعي محب للناس
- حسن النية، يثق في الجميع
- معطاء بطبعه، يؤثر غيره على نفسه
- حاد الطبع أحياناً ولكنه سرعان ما يعود ليهدأ ويستقر وتغلب عليه صفات العفو والتسامح.
والآن عزيزي القارئ هل أنت شاعري؟ أم مفكر؟
كيف ينظم الإنسان العالم من حوله
كل منّا يستخدم صفة الحَكَم عندما يعمل قائمة بما سوف ينجزه غداً من أعمال مثلاً، وأيضاً كل منا يستخدم صفة المدرك بحواسه عندما نؤجل اتخاذ قرار ونبحث في البدائل المتاحة، وأيضاً عندما نتفاعل بتلقائية مع الحدث دون تحكم في الحدث (عندما نؤجل شيئاً ما لآخر دقيقة).
ولمعرفة إلى أي الفريقين تميل، اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- هل تتخذ القرار في سرعة وسهولة وحسم، أم تؤجل اتخاذ القرارات إلى آخر لحظة؟
- هل تفضل الحسم، أم تفضل ترك الاختيارات مفتوحة؟
- هل تفضل التحكم في الأحداث، أم ترك الآخرين يختارون؟
- هل تلتزم بالمواعيد بدقة وتقدر الوقت، أم تتأخر دائماً ولا تستطيع التحكم في الوقت؟
- هل أنت منظم في حياتك، أم تجد صعوبة في تنظيم الحياة من حولك؟
- هل تفضل العمل ثم الراحة والاستجمام، أم دائماً تؤجل الواجبات إلى آخر وقت ممكن؟
الشخص القاضي أو الحكم
يحب أن يحسم الأمور، ويشعر بسعادة كبيرة بعد اتخاذ القرارات، العمل أولاً ثم الراحة والاستجمام، يصنع الأهداف ثم يسعى إلى تحقيقها، حاسم لا يتردد كثيراً، يرى الوقت ضيقاً باستمرار، صارم في مواعيده، خطة زمنية لأمور وعمل قائمة 1 ، 2 ، 3.
الشخص المدرك الانطباعي
- يترك الاختيارات مفتوحة دائماً، يحب التحري وأخذ المعلومات
- غير حاسم ويغير من أهدافه كلما حصل على معلومات جديدة
- لديه مبدأ: استمتع أولاً ثم أدي العمل لاحقاً فالوقت طويل أمامك
- تلقائي مرن… يتكيف بسرعة مع الظروف المحيطة ومع أي وضع جديد
- يهتم بمراحل التنفيذ وليس النتيجة النهائية للعمل
- بطيء في التنفيذ… يستمتع بأن يبدأ في المشروعات لا أن ينهيها
- يترك حياته مرنة لكل الاحتمالات، المواعيد مرنة جداً
- يحب المفاجآت ويؤخر كل شيء لآخر لحظة، تلقائيّ وعفويّ
تذكر عزيزي القارئ: اختلاف أنماط الشخصيات والفروق الفردية من أهم الدوافع للعمل كفريق.
من هو الشخص العنيد صعب المراس؟
القسوة تقتل الإبداع. فالقاسي نفسه يعاني من ذلك، والذين يعاملون غيرهم بالقسوة يحصدون هذه النتيجة لأنفسهم.
- العنيد stubborn لا يرضى أن يغير رأيه بسهولة.
- العنيد لا يقبل توجيه اللوم إليه. ولا يستمع إلى صوت غيره، ولا يقبل إلا فكره هو.
كيف تعامل القاسي والعنيد؟
- كن هادئاً، اضبط أعصابك، لا تغضب.
- واترك العنيد يتحدث حتى ينتهي من كلامه. تحل بالصبر
- كن موضوعياً، ولا تأخذ الكلمات القاسية على أنها إهانة شخصية.
- حدد هدفك، وحاول أن تتجه بفكرك، ثم بحوارك لتحقيقه، وعندما تتمكن من بدء الحوار، اشرح الفوائد المتبادلة، لكافة وجهات النظر، وقدِّم بدائل الحلول أو المسائل.
- قل لمَن تخاطبه: الاقتراح الذي أقدمه يعطيك الفوائد التالية.. واذكر الفوائد له.
- قل له: أنا واثق أنك ستوافق على هذا الاقتراح، لأنه يحل المشكلة الفلانية، ويعطي الفائدة الفلانية.
- قدم المستندات متى لزم الأمر، فالمستندات تجعل القاسي على استعداد للتفاهم، وتجعل العنيد يراجع عناده.
- كن حريصاً أن كل ما تقدمه يكون مدروساً بدقة، وأن تكون لديك البيانات الكافية للاقتراح. وأن يكون اقتراحك على الورق، فمتى وافق اطلب اعتماده على الاقتراح المكتوب.
- كن واضحاً أن اقتناع أحدكم برأي الآخر، لا يعني انتصار أحد على أحد، فهذه ليست حرباً، بل أنتما معا! في نفس السفينة، والقرار قد يؤثر عليكما معاً.
- ورغم أنه قاسي أو عنيد كلاهما، فهو يحتاج لصديق. كن صديقاًواستخدم روح الدعابة متى أمكن، وعاونه أن يرى روح الفكر أكثر من حرفية اللوائح.
الكاتب: أ. محمود السلوم قائد مسار التعليم المدرسي في مبادرة مسارات