إخراج صدقة بنية الزكاة والصدقة معاً: حكمها في الإسلام

الزكاة والصدقة من أهم أوجه التعبد لله تعالى عبر إخراج مقدار من مال المسلم يكفي لإعانة ومساعدة الفقير والمحتاج في تأمين حاجتهم.

ويتساءل البعض عن جواز إخراج صدقة بنية الزكاة والصدقة معاً، لذلك تجنباً للوقوع في اللغط بينهما، نوضح في هذا المقال أهم أوجه الاختلاف بين هذين المفهومين، وبعض الأحكام الفقهية في جواز الجمع بين الزكاة والصدقة، ونختم مع أهم الأسئلة الشائعة حول الصدقة وعلاقتها بالزكاة.

هل يجوز إخراج صدقة بنية الزكاة والصدقة معاً؟

في الإسلام، تُعتبر النية أساساً لصحة العبادات بما في ذلك الزكاة والصدقة، فعند إخراج مال بنية مشتركة تجمع بين الزكاة المفروضة والصدقة التطوعية، لا يُبرأ ذلك عن الزكاة الواجبة وتُحسب تلك الأموال كصدقة تطوع فقط. لذا، يجب على المسلم عند إخراج الزكاة أن ينوي بها الزكاة المفروضة تحديداً دون الجمع بينها وبين نية الصدقة، فإن نوى بهما معًا لن تُبرئه عن الزكاة وعليه إعادة إخراجها بنية الزكاة فقط، أما إذا زاد المسلم في مقدار الزكاة المفروضة بنية أن يكون الزائد صدقة تطوعية، فهذا جائز ويُثاب عليه.

ما الفرق بين زكاة المال والصدقة؟

فما هي أوجه الخلاف بين الزكاة والصدقة؟ تتلخص الفروقات بينهما في الأوجه التالية:

• الحكم في الإسلام

الزكاة فريضة من الله تعالى على الفائض من مال المؤمن وفق شروط محدد لإخراجها، أما صدقة المال فهي عمل مستحب بإخراج جزء من المال المُمتلك لجهة مخصصة دون شروط أو فرض من الله.

• شكل الإخراج

تجب زكاة المال من أموال معينة عند المسلمين، مثل الشعير والقمح والذهب والفضة..إلخ. بينما ليس هنالك تقييد في الصدقة.

• الاستحقاق

يعطى مال الزكاة لأفراد وفئات مخصصة ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، ولا يجوز إعطائها لغير المسلمين أو لمن تجب عليهم النفقة كالوالدين. بينما الصدقة تُعطى للجميع دون تحديد.

• تقييد مكان الإخراج

تُؤخذ الزكاة من الأغنياء، وتُعطى لفقراء البلد نفسه، أما الصدقة فتُعطى للجميع.

شروط إخراج الصدقة

إخراج الصدقة من الأعمال الجليلة التي يُثاب عليها كل مسلم، وكي يُنال أجرها وتخرج بنية صادقة، يجب توافر الشروط الآتية:

• الإخلاص والنية الصادقة: يجب أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله تعالى دون رياء، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”.
• أن تكون من مال حلال: يُشترط أن تكون الصدقة من مال طيب ومكتسب بطرق مشروعة.
• تجنب المنّ والأذى: يجب على المتصدق أن لا يتبع صدقته بالمن أو الأذى لأن ذلك يُبطل أجر الصدقة، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى” (البقرة: 264).
• اختيار المستحقين: يُفضل تقديم الصدقة للأقارب المحتاجين، ثم الأشد حاجة من الفقراء والمساكين.
• تقديمها برضا وسرور: يُستحب أن يقدم المتصدق صدقته برضا نفس وسرور دون تردد أو كراهية.

حكم عمل صدقة جارية من زكاة المال 

لا يجوز عمل صدقة جارية من زكاة المال؛ لأن الزكاة فرضُ بخلاف الصدقة التي هي عمل مُستحب له ثواب وأجر عظيم لمن يؤديها.

فأداء الزكاة يخضع لشروط محددة وتخرج لفئات معينة -مذكورة في القرآن العظيم- ليس بالضرورة أن تخضع لها مال الصدقات.

كم نسبة الصدقة من زكاة المال؟

لم يحدد الإسلام نسبة الصدقة من المال على اعتبار عدم جواز ذلك في الإسلام بسبب اختلاف هذين المفهومين في حكمهما الشرعي.

فإخراج الصدقة من المال أمر أوصى به النبي، وذُكر في آيات كثيرة في القرآن الكريم، ولكن الزكاة فرض شرعي يختلف عن الصدقة فكل منهما قصد معين ونية معينة ولكنهما يشتركان في ابتغاء مرضاة الله تعالى.

هل أجر الزكاة كأجر الصدقة؟

الزكاة والصدقة كلاهما من أعمال البر التي يُثاب عليها المسلم، إلا أن هناك اختلافات بينهما من حيث الحكم والفضل، فالزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام وواجبة على كل مسلم يتوفر فيه شروط إخراج الزكاة، ويُعاقب من يتخلف عن إخراجها. أما الصدقة فهي نافلة ومستحبة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.

من حيث الأجر، فإن أداء الزكاة يحقق للمسلم الثواب والبركة ف المال ويطهره من البخل، أما الصدقة فلها فضل عظيم أيضاً فهي تطفئ غضب الرب وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

مبادرة مسارات للتعليم ونشر المعرفة عن بعد في سوريا

في مخيمات اللجوء وبين أوجاع الحياة، يعيش الأطفال الأيتام حلم الدراسة لم تكن أمانيهم بتلك الصعوبة تعمل مسارات على مواجهة صعوبات وتحديات التعليم في الشمال السوري، وأتاحت التعليم المجاني وسهلت سبل وصول المستفيدين للمعرفة عبر توفير بيئة تفاعلية إلكترونية، والدروس غير التفاعلية من خلال منصة إدارة التعلم، بالإضافة إلى وقف معرفي خاص بمبادرة مسارات على قناة اليوتيوب.

تؤمن مسارات بقوة التعليم ودوره في بناء مجتمعات أكثر استقراراً، والهدف الأول في مسارات هو توسيع رقعة المستفيدين ليكون التعليم من ضمن أساسيات حياتهم.

وتستطيع أنت كذلك دعم ومساعدة الأطفال بإيصال تبرعاتك لهم عن طريق مبادرة مسارات التي توثق كل مبلغ ترسله إليها.

تبرعك بزكاة مالك يصل للأطفال الأيتام يصل لمن هم بحاجة لهذا المال، تصل وتكون بلغت بذلك مبلغ خير وصدق عند لله، بقوله تعالى: “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.

إن تبرعك للأطفال والشباب هو غاية الخير الذي يمكنك تقديمه لهم.

هؤلاء الأيتام بحاجة لفرص التعليم وبحاجة لتمكينه بعد غياب المعيل ليكون فرد إيجابي وفعّال بالمجتمع.