الأعمال الخيرية والتبرع في كندا، إيجابيات وسلبيات

تحظى الأعمال الخيرية بتقدير كبير في تعاليم الدين الإسلامي، كما يتجلى ذلك في الآية القرآنية: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء»  

 

في هذه الآية تأكيد على الأهمية الروحية للصدقات والتبرعات، والجزاء المضاعفة للعطاء الذي يقدّمه الإنسان، وهو مفهوم يتردد صداه بعمق داخل المجتمع الإسلامي وخارجه. 

 

وبينما نستكشف الأعمال الخيرية في كندا، نرى مشهدًا غنيًا بالعطاء المدعوم من الأفراد والمنظمات الساعية لتحقيق حياة كريمة لمن يحتاج.

 

ما هي الصدقة؟

الصدقة في جوهرها، هي تقديم المساعدة طوعًا للمحتاجين، وهي تتجاوز المساعدات المالية، لأنها تجسد الرحمة والتعاطف، والشعور العميق بالمسؤولية تجاه الآخرين. 

 

يوصي الإسلام بالصدقة، ويعطيها أهمية كبيرة ومكانة عظيمة ضمن تعاليمه، فهي واجب على المسلمين، لأنها الطريق الذي يجعل المجتمع متماسكاً، وفيه مستوىً عالٍ من التضامن والمسؤولية الاجتماعية.

 

الأعمال الخيرية والتبرع في كندا وخارجها

إذا كنتم متواجدين في كندا يمكنكم أن تشاركوا في الأعمال الخيرية والتبرع لمن يحتاج من خلال (CRA) وكالة الإيرادات الكندية.

 

المساعدات الخيرية في كندا

في كندا، التبرعات الخيرية هي مساهمات يمكنك أن تقدّمها للمنظمات المسجلة تحت وكالة الإيرادات الكندية (CRA) كجمعيات خيرية. 

 

ويكون لديك عدة خيارات، أي يمكنك:

• تقديم التبرعات نقدية.
•  تقديم التبرعات العينية.

 

المساعدات الخيرية خارج كندا

ويمكنك أن تقدّم تبرعك لخارج كندا حيث الاحتياج أكبر، وخاصة في أماكن الأزمات والصراعات التي تعاني منذ سنوات طويلة، وذلك عبر المؤسسات المرخصة في كندا مثل مبادرة مسارات التعليمية في الشمال السوري، التي تسعى لإيصال الحق بالتعليم لكل طالب أجبره الصراع في سوريا على ترك مقاعد الدراسة.

 

وقد تحظى بفرصة أن تكون هذه التبرعات، مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية، وبهذا تكون قد استفدت من الأمرين معاً، أي أنك قدّمت المساعدة لمن يحتاج، وخففت من الضرائب المترتبة عليك، وهذا الأمر يحفز الجهات المانحة على المساهمة بالتبرعات في كندا بسخاء.

 

الفرق بين الصدقات والتبرعات

المصطلحين قريبين في المعنى كثيراً، و غالباً ما يستخدمان بالتبادل، ولكن يمكننا أن نتحدث عن فرق دقيق بينهما: 

 

• تشير  كلمة ” الصدقة ” عادة إلى الفعل الواجب عمله على المسلمين، ليعطفوا على المحتاجين، و يتراحمون فيما بينهم.
•  في حين أن ” التبرع ” هو فعل العطاء أو الهبة، التي يمكن أن تقدّم للجهات التي تقدّم خدمات بهدف مساعدة الآخرين. 

 

أي أن الصدقات والأعمال الخيرية تجسّد المهمة الأوسع والمستمرة المتمثلة في تخفيف الحاجة، في حين أن التبرعات هي وسيلة لدعم هذه المهام.

 

إيجابيات وسلبيات التبرع والأعمال الخيرية في كندا

التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تحصل نتيجة للتبرع هي التي تكشف لنا إيجابيات وسلبيات التبرع و الأعمال الخيرية في كندا، ويمكن أن نذكر من هذه الإيجابيات:

 

• المزايا الضريبية: 

يحصل من يقوم بالتبرع في كندا على إعفاءات ضريبية، يمكن أن تقلل بشكل كبير من دخله الخاضع للضريبة، وهذا الأمر يحفز الأشخاص، وكذلك الجهات المانحة على المساهمة بالتبرعات في كندا بسخاء، لأنها بذلك تقدّم المساعدة لمن يحتاج، وتخفف من الضرائب المترتبة.

 

• الأثر الاجتماعي: 

تساهم التبرعات في كندا بأثر اجتماعي كبير، لأنها تساهم في دعم قضايا مهمة، بدءًا من إطعام الجياع، ومساعدة المحتاجين للحصول على الصحة، والتعليم، والمأوى، وحتى دعم جهود الإغاثة في حالات الكوارث.

 

• الإنجاز الشخصي:

التبرّع والقيام بالأعمال الخيرية، يشعر الشخص بسعادة العطاء، والذي يمكن أن يعزز لديه الرضا عن نفسه وعن الأعمال الإيجابية التي يقوم بها في الحياة، لأنها تترك أثراً كبيراً في تحسين المجتمع والارتقاء به.

 

• إيجابيات إضافية

لا يقتصر العمل الخيري في كندا على الشؤون الاجتماعية الداخلية، بل يمتد إلى دعم المبادرات خارج كندا، و واحدة من هذه المبادرات هي مبادرة مسارات، التي توفر التعليم المجاني عن بعد للطلاب السوريين، الذين اضطرتهم ظروفهم لترك مقاعد الدراسة، بما في ذلك ذوي الدخل المحدود، والأيتام، وذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصة.

 

وتكتسب مبادرة مسارات أهمية خاصة بسبب الصراع الدائر في سوريا منذ سنوات طويلة، والذي أدى إلى انسحاب ما يقارب 2.4 مليون طالب من مقاعد الدراسة، وانخراطهم في أعمال لا تتناسب مع طفولتهم من أجل تأمين لقمة العيش لأنفسهم وأسرهم. 

 

بالتأكيد أن مجال التعليم من المجالات التي يرغب أي شخص بدعمها والتبرع لها، لذلك فإن مبادرة مسارات تفتح لكم المجال لتساهموا في دعم المشاريع التعليمية التي تقوم بها، وتمنحكم الفرصة لتكونوا من المانحين الذين يحدثون فرقًا ملموسًا في حياة الطلاب السوريين، ويصنعون مستقبلاً أكثر إشراقًا من خلال التعليم.

 

وكأي عمل في الحياة، ربما يكون هناك مخاطر وسلبيات تواجهك أثناء قيامك بالتبرع في كندا، منها:

 

• احتمالية الاحتيال: 

وهنا يجب عليك توخي الحذر، لأن المنظمات الاحتيالية يمكن أن تتظاهر بأنها منظمات شرعية، مرخصة في كندا، لذلك فإن تقصي صدق وشفافية المؤسسة التي ستتعامل معها مهم جداً.

 

 وبما يخص هذه النقطة فإنه لديكم خيار التعامل مع مبادرة مسارات بكل أريحية، و إرسال تبرعاتكم من خلالها لدعم الطلّاب والمجال التعليمي، والاطمئنان من خلال الاطلاع على قصص النجاح التي حققتها المبادرة، والانجازات التي قامت بها، والشركاء الذين تتعامل معهم .

 

• سوء إدارة الأموال: 

الذي تقوم به بعض المؤسسات الخيرية أثناء تنفيذ مشاريعها، مما يؤدي إلى عدم الاستفادة القصوى من التبرعات، وهنا عليكم بعد قيامكم بالتبرع في كندا، أن تتابعوا الجهة التي تبرعتم من خلالها.

 

 ولذلك تقوم مبادرة مسارات بالتواصل الدائم مع المانحين سواءً كانوا أفراداً أو مؤسسات، لتطلعهم بشكل مستمر على الأثر الإيجابي العظيم الذي صنعته تبرعاتهم في حياة المستفيدين من خلال المبادرة. 

 

لذلك يمكنكم الوثوق بمبادرة مسارات فهي من المنظمات غير الربحية المرخصة والقانونية في كندا، وهي تتعاون أيضًا مع ( Global Giving ) بهدف نشر المعرفة عن بعد بين السوريين، وتوفير فرص تعليمية لا تقدر بثمن للمحتاجين.

 

الفرق بين التبرع لمؤسسة خيرية و التبرع لمنظمة غير ربحية في كندا

في حين أن جميع المؤسسات الخيرية هي منظمات غير ربحية، ليست كل المنظمات غير الربحية هي جمعيات خيرية، فما الفارق بينها؟

 

تعمل المنظمات غير الربحية في مجالات واسعة جداً، قد لا تخدم بالضرورة أغراضاً خيرية ضمن معايير محددة ولأصحاب الاحتياج، بمعنى أن المنظمة غير الربحية قد تخدم المنفعة العامة بشكل عام. 

 

في حين أنه في كندا تنظم CRA المؤسسات الخيرية بشكل أكثر صرامة، بمعنى أنه يجب أن تكون مهمات المؤسسة الخيرية واضحة، والتي قد تتنوع ما بين التخفيف من حدة الفقر ، أو تعزيز التعليم،  أو الصحة، أو أي من مجالات المنفعة الأخرى المقدّمة للمحتاجين.

 

من يستفيد من الأعمال الخيرية والتبرع في كندا 

هناك العديد من المستفيدين الذين تصلهم المساهمات الخيرية التي يتم التبرع بها في كندا، بدءًا من الخدمات الي تقدّم في المجتمع المحلي، والتي تحسّن من رفاهية الأفراد، ووصولاً إلى مشاريع المساعدات الدولية، خارج كندا وخاصة في المناطق المنكوبة كالتي تعمل ضمنها مبادرة مسارات.

 

ويتم تحديد المستفيدين وفقًا لمهمة المؤسسة الخيرية وخصوصية عملها، ويرتبط ذلك بنوايا المتبرع، والمجال الذي يريد أن يساهم في تحسينه من خلال تبرعه.

 

ويتم بذل العناية الضرورية، والاهتمام الواجب لضمان وصول التبرعات إلى المستفيدين المستهدفين، وتحقيق التأثير المطلوب.

 

كيف تتبرع من كندا لسوريا عبر مبادرة مسارات

يعيش اللاجئون والنازحون في الشمال السوري ظروفاً قاسية، يعانون فيها للحصول على أبسط حقوقهم، لذلك أصبح الوصول إلى التعليم الجيد يشكّل تحديًا كبيرًا، بسبب نقص الموارد الأولية وتدمير البنى التحتية، مما أدى لوجود عوائق كبيرة أمام تحقيق الأحلام التعليمية لآلاف الطلاب المنقطعين عن الدراسة هناك، لذلك تعمل مبادرة مسارات في المجال التعليمي، حتى تساهم في تغيير هذا الواقع المرير لهؤلاء الطلّاب، وحتى تأخذ بأيديهم مجدداٍ ليكملوا طريق العلم، ويكونوا أشخاصاً فاعلين منتجين في مجتمعهم.

 

لهذا يعتبر تبرعك للمشاريع التعليمية التي تقوم بها مبادرة مسارات، ضوء ينير شعلة العلم في قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة في الشمال السوري، و تفتح من خلال هذا التبرع الأبواب لمستقبل أكثر إشراقًا لهم.

 

تبرعك من كندا لسوريا عبر مسارات هو صدقة جارية دائمة، تساعد من خلالها في تطوير الأفراد الأكفاء الذين يمكنهم بناء المجتمع السليم.

ساهم الآن فيما تقدمه مسارات من خدمات تعليمية شاملة، وأنشطة طلابية، وإرشاد أكاديمي، وتدريب مهني، ودعم نفسي لآلاف الطلّاب في الشمال السوري.