fbpx

مبادرة مسارات

محتوى المقال

التنمية المستدامة: أفضل استراتيجية لحماية المستقبل

تقوم الحياة أساساً على العلاقات المتبادلة بين المكونات الحية والمكونات غير الحية في البيئة، ويعتبر الإنسان هو الهدف الرئيسي للتنمية وغايتها ووسيلتها، مع التأكيد على التوازن في البيئة بأبعادها المختلفة والمتنوعة.

وهنا يجب الحرص على تحقيق كل من تنمية الموارد الطبيعية والبشرية، دون إسراف أو تبذير، وفق استراتيجية التنمية المستدامة؛ توضع للوقت الحالي والمستقبلي بصورة محددة ومخطط لها بشكل جماعي وتعاوني وعلمي سليم من أجل تلبية احتياجات الحاضر والمستقبل بما يتلاءم مع متطلبات العصر الحاضر، ويراعي الموارد الاقتصادية والبيئية المتاحة والممكن إتاحتها مستقبلاً لتحقيق التنمية.

نسلط الضوء في مقالنا على مفهوم التنمية المستدامة، وشعارها، وخصائصها وأهدافها، وأشكالها، ومجالاتها. 

تعريف التنميه المستدامه

ويمكن أن نعطي تعريفاً للتنمية المستدامة بأنها: العملية التي تهدف إلى تحقيق الحد الأعلى من الكفاءة الاقتصادية للنشاط الإنساني، ضمن حدود ما هو متاح من الموارد المتجددة، والحرص على احتياجات الأجيال القادمة، أي أنها التنمية المستمرة، والعادلة، والمتوازنة، والمتكاملة، التي تراعي البعد البيئي في جميع مشروعاتها، والتي لا تجني الثمار للأجيال الحالية على حساب الأجيال القادمة.

شعار التنمية المستدامة

شعار التنمية المستدامة يعبر عن الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، والتي تم تبنيها من قبل الأمم المتحدة في عام 2015 ضمن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030. هذا الشعار يمثل 17 هدفًا معروفًا بـ”أهداف التنمية المستدامة” (SDGs) ويتم تصويرها عادةً على شكل 17 دائرة ملونة تُرتب في شكل دائري أو بشكل يشبه الشمس، حيث يمثل كل لون ورقم دائرة هدفًا محددًا.

  • القضاء على الفقر
  • القضاء على الجوع
  • الصحة الجيدة والرفاه
  • التعليم الجيد
  • المساواة بين الجنسين
  • المياه النظيفة والصرف الصحي
  • الطاقة النظيفة والميسورة
  • العمل اللائق ونمو الاقتصاد
  • الصناعة والابتكار والبنية التحتية
  • الحد من عدم المساواة
  • المدن والمجتمعات المستدامة
  • الاستهلاك والإنتاج المسؤولان
  • العمل المناخي
  • الحياة تحت الماء
  • الحياة على اليابسة
  • السلام والعدل والمؤسسات القوية
  • الشراكات لتحقيق الأهداف

خصائص التنمية المستدامة:

  • تتوجه التنمية إلى تلبية متطلبات واحتياجات أكثر الشرائح المجتمعية فقراً، والحد من تفاقم الفقر في العالم، من خلال تحقيق التوازن بين النظام البيئي، والاقتصادي، والاجتماعي، وتحقق الرفاهية الاجتماعية.
  • تقوم على فكرة العدالة بين أفراد المجتمع، إلى جانب الاهتمام بدور المجتمع المدني ومنظماته وجميع فئاته في الأنشطة التنموية، التي تساهم في رفع مستوى معيشة الأفراد في المجتمع.
  • تهتم بالموارد سواءً كانت بشرية، أو بيئية، أو مجتمعية، وتعمل على التوعية للمحافظة عليها واستثمارها وتطويرها.
  • تعتمد على العامل الزمني حيث أنها طويلة المدى، تعتمد على تقدير إمكانيات الحاضر مع مراعاة حق الأجيال القادمة في الموارد المجتمعية المتاحة، أو التي يمكن إتاحتها، والتنسيق المتكامل بين استخدام الموارد واتجاهات الاستثمار والشكل المؤسسي.

 

أهداف التنمية المستدامة:

  • تحقيق النمو الاقتصادي.
  • تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
  • ترشيد استخدام جميع الموارد.
  • حفظ الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة.
  • التنمية الاجتماعية.

أهمية التنمية المستدامة

تعتبر التنمية حلقة وصل بين الجيل الحالي والجيل القادم، وتضمن استمرارية الحياة الإنسانية، وتضمن للجيل القادم العيش الكريم والتوزيع العادل للموارد داخل الدولة الواحدة وبين الدول المتعددة، وتقليص الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، وتقليص التبعية للخارج وتوزيع الإنتاج وحماية البيئة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين مستوى المعيشة، ورفع مستوى التعليم، وتقليص نسبة الأمية، ورفع مستوى الدخل للأفراد، وترك إرث للجيل القادم.

 

صور التنمية المستدامة

صور التنمية المستدامة تعبر عن مفهوم التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها. وهي تشمل عدة جوانب منها:

  1. الطاقة المتجددة: كالطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والطاقة الهيدروكهربائية التي تقلل من اعتمادنا على الوقود الأحفوري.
  2. الزراعة المستدامة: التي تحافظ على البيئة، تقلل من استخدام المواد الكيميائية، وتحمي الموارد الطبيعية.
  3. المدن الخضراء: التي تشجع على استخدام وسائل النقل العامة والدراجات الهوائية، وتدعم وجود المساحات الخضراء والمباني الصديقة للبيئة.
  4. إدارة المياه: من خلال تقنيات جمع مياه الأمطار، وإعادة استخدام المياه للحفاظ على هذا المورد الثمين.
  5. الحفاظ على التنوع البيولوجي: عن طريق حماية الأنواع المهددة بالانقراض والحفاظ على النظم البيئية الطبيعية.
  6. التعليم والتوعية: زيادة الوعي حول أهمية التنمية المستدامة وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة.

ومن الأمثلة على التنمية البيئية، المحافظة على الأراضي الزراعية والمسطحات المائية، ومكافحة التصحر، وزيادة المساحة الخضراء من خلال زراعة الأشجار والمحافظة عليها، والمحافظة على الحيوانات، والانتقال لاستخدام الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وترشيد استخدام الموارد.

 

مجالات التنمية المستدامة

وجب التنويه إلى أن التنمية المستدامة تدخل في ثلاثة مجالات رئيسية هي:

المجال الاقتصادي:

حيث تهتم بمستوى دخل الفرد والأسرة، والدخل القومي، وحجم الإنتاج والاستهلاك، وحجم قطاعات الزراعة والصناعة، ونسبة توظيف رأس المال، ومعدلات الاستيراد والتصدير، والقيمة الشرائية للعملة المحلية.

المجال الاجتماعي:

ويتضمن تنمية علاقات الإنسان المتبادلة، وتحسين مستوى التعليم والثقافة والوعي والسياسة والصحة لديه، وإتاحة فرص الحرية والمشاركة وخلق الرغبة في التغيير للوضع الحالي وإيجاد أدوار اجتماعية جديدة لأفراد المجتمع، وغرس القيم والاتجاهات الاجتماعية الإيجابية كالتعاون وأداء الواجبات، وأيضاً تدعيم الحياة داخل الأسرة الواحدة لتزيد من تماسكها واستقرارها وتعاون أفرادها فيما بينهم.

المجال البيئي:

ويشمل حماية البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية من التلوث، والعمل على تحقيق التوازن والتنوع والاستمرارية لها، وإشباع حاجات الأجيال الحالية، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجات الأجيال القادمة في المستقبل.

وأخيراً يجب أن نعرف أن التنمية مفهوم أخلاقي، فهي تعتمد على تغيير في أنماط السلوك، بحيث يتحمل الفرد مسؤولية الشعور بالآخرين من حوله وكذلك بمن سيأتي بعده.

 

أ. سامر العلوش – مدرس مادة العلوم في مبادرة مسارات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال