مبادرة مسارات

الشخص متعدد المهارات: كيف يحول مهاراته إلى مصدر دخل؟
3 يوليو، 2024
محتوى المقال

متعددي المهارات.. هم الأفراد الذين يمتلكون مجموعة متنوعة من القدرات والمعارف في مجالات كثيرة، مما يجعلهم قادرين على اقتناص فرص نجاح، والبروز في بيئات العمل المختلفة، ففي دراسة أجرتها جامعة هارفارد، وُجد أن الموظفين متعددي المهارات يتمتعون بفرص أعلى للترقية بنسبة 30% مقارنة بزملائهم ذوي التخصص الواحد.

 

ماذا يعني مصطلح تعدد المهارات

يشير مصطلح تعدد المهارات إلى امتلاك شخص لمجموعة متنوعة من المهارات، والمعرفة في عدة مجالات، وقد أصبح تعدد المهارات من المتطلبات الأساسية في سوق العمل الحديث، حيث أشار  تقرير لمنظمة العمل الدولية إلى أن 85% من أصحاب العمل يبحثون عن موظفين يمتلكون مهارات متنوعة، و يستطيعون تأدية العديد من المهمات، دون الاقتصار على مهمة واحدة.

 

من هو الشخص متعدد المهارات وصفاته؟

الشخص متعدد المهارات يتصف بالفضول والرغبة في استكشاف مجالات جديدة، الأمر الذي يدفعه لاكتساب المزيد من المهارات باستمرار، وقد أظهرت بعض التقارير أن الشركات التي توظف أفراداً متعددي المهارات تحقق نمواً أكبر بنسبة 20% في الإنتاجية.

يتمتع الشخص متعدد المهارات بصفات مهمة، منها:

 

  • المرونة العالية في التعلم والعمل بما تعلّم.
  • مهارات التواصل الفعالة،
  • يجيد العمل و التعاون مع فرق متعددة.
  •  يستطيع تحقيق الأهداف بكفاءة.

 

نحن في مبادرة مسارات، من خلال نظام العمل الذي نتبعه مع الطلّاب المنضمين للمبادرة، نسعى لتطوير مهاراتهم ومعارفهم، ليتمكنوا من الانطلاق الإيجابي بحياتهم، لذلك فإن طلاب مسارات يلتحقون بجانب المسار التعليمي، لمسارات متنوعة مثل الأنشطة الطلابية والتدريب المهني، في محاولة لاكسابهم مهارات متعددة، وتعزيزها إلى الحد الذي يستطيعون من خلاله أن يجدوا فرص متنوعة للعمل. 

 

التحديات التي يواجهها الشخص متعدد المهارات

هناك مجموعة من التحديات التي يمكن أن يواجهها الشخص متعدد المهارات، منها:

 

  • عدم التخصص في مجال محدد: ربما يؤدي به ذلك ليجد نفسه مشتتاً بين عدة مجالات،  دون   تعمق كافٍ في واحد منها.
  • صعوبة في التسويق لنفسه: تتمثل في إقناع أصحاب العمل بقدرته على أداء مهام تتطلب خبرة  متخصصة بمجال معين، وهذا يشكل تحدياً كبيراً في بعض الأحيان.
  • ضغوط الإنجاز: ضغط العمل والوقت هو أكبر تحدٍ أمام الشخص متعدد المهارات، فهو يحاول تحقيق إنجازات في مجالات متعددة، مما يتطلب منه مهارة عالية في إدارة وقت، وتكييفه مع مهماته.
  • الاستمرارية في التعلم: الشخص متعدد المهارات بحاجة مستمرة لتطوير مهاراته الحالية، واكتساب مهارات جديدة معها، وهذا ربما يسبب له قلق وإرهاق.

 

عدم اجتياز المقابلات الوظيفية

ربما يكون تحدي عدم اجتياز المقابلات الوظيفية للشخص متعدد المهارات، من أكثر التحديات الشائعة، حيث لا يُنظر إليه كمتخصص في مجال معين، مما يؤدي إلى شكوك من قبل أرباب العمل حول مدى توافق مهاراته مع متطلبات الوظيفة المحددة، إلا في حال كان قادراً على التسويق لنفسه بشكل جيد، فقد أجرت جامعة ستانفورد دراسة.

 

أوضحت فيها أن المرشحين الذين يمتلكون مجموعة متنوعة من المهارات، و يتمكنون من شرح تطبيقاتها بشكل واضح في مقابلات العمل، يحققون نجاحًا أكبر بنسبة 25%.

 

المهارات المطلوبة لكي يصبح الشخص متعدد المهارات

تعدد المهارات يؤثر بشكل إيجابي على الشخص من خلال تعزيز تقديره لنفسه، والقدرة على التعامل بمرونة مع الأحداث، وهناك العديد من المميزات التي يجب أن يمتلكها الشخص متعدد المهارات، منها:

 

  • إتقان مهارات التعلم الذاتي.

  • القدرة على اكتساب معارف جديدة باستمرار. 

  • المهارة في التفكير النقدي.

  • القدرة على التكيف. 

  • القدرة على مواجهة التحديات.

  • المهارة في حل المشكلات بفعالية. 

 

وكذلك لا بدَّ له أن يطوّر نفسه بمجموعة من الدورات والورش التدريبية، التي يتعلم من خلالها كيفية موازنة مهامه بين بعضها، من هذه الدورات:

 

  • كيفية إدارة المهام المتعددة، وترتيب الأولويات، والالتزام بالمواعيد.
  • مهارات تعدد المهام: ما هي وكيف أطورها؟
  • دورة حول إدارة الوقت وتعدد المهام بفاعلية.
  • فن تعدد المهام، التوفيق بين المهام في جدولك الزمني.

 

تطوير المهارات من خلال مبادرة مسارات للتعليم عن بعد..

مبادرة مسارات.. مبادرة غير ربحية، هدفها إيصال حق التعليم لكل من تضررت مسيرته التعليمية في سوريا بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة، والتي أدت بحسب اليونيسيف إلى أن يترك ما يقارب  2.4 مليون طالب لمقاعد الدراسة، فأخذت مسارات على عاتقها تأمين التعليم لهم بأعلى جودة وأحدث تقنيات ممكنة، وإلى جانب التعليم يلتحق الطلاب بالعديد من المسارات، منها:

 

  •  مسار الإرشاد الأكاديمي: والذي يستفيد منه ما يقرب من 13301 طالب منضم للمبادرة، يساعدهم بالوصول إلى أهدافهم الأكاديمية والمهنية واختيار تخصصهم العلمي، و يتضمن برامج تدعم النمو المعرفي والمهاري لديهم، من خلال استكشاف قدراتهم وميولهم وتعزيزها بما يناسبها من دورات تدريبية.

 

  • مسار الأنشطة الطلابية: وهو ركيزة أساسية لتنمية جوانب شخصية الطالب الاجتماعية، والثقافية والمهارية، ويتيح البرامج والفرص العملية أمام الطلاب لتطوير قدراتهم وتعزيز مواهبهم، عبر جلسات ودورات تدريبية تعطى من قبل مختصين ضمن بيئة تفاعلية آمنة ومحفزة، مصممة خصيصاً للطلاب المنتسبين لمسارات بناء على احتياجاتهم.

 

  • مسار التدريب المهني: وفيه تدريب وتأهيل للطلاب في المهن التي يمكن العمل بها عن بعد، يعطى التدريب عن طريق ورش مكثفة بإشراف مختصين ،تتناسب مع إمكانيات ومهارات المستفيدين، بما يضمن لهم الاستقلال والعيش الكريم.

 

كل هذا وأكثر يتم تقديمه بشكل غير ربحي للطلاب، وبأفضل الوسائل التعليمية المتاحة، وحتى تتمكن مسارات من الاستمرار فإنها بحاجة لتكاتف الجهود والدعم من كل مهتم بإيصال حق التعليم لكل طالب في الشمال السوري، لذلك فإن مسارات تنتظر تفاعلكم ومساهمتكم بدعم مشاريعها وبرامجها التعليمية التي تسعى من خلالها لإنارة الطريق، وتيسير الرحلة التعليمية لكل من يرغب.

 

  كيف يستطيع الشخص متعدد المهارات استغلال مواهبه؟

هناك الكثير من المجالات التي يمكن من خلالها للشخص متعدد المهارات استغلال مواهبه، واستثمارها لمزيد من الإنتاجية والإنجاز، منها:

 

  • العمل الحر: تقديم خدماته التي يمكن له العمل بها، وتنفيذ المشاريع لعدد كبير من الجهات، بغض النظر عن تواجدهم، بحيث يقوم بها عن بعد مستفيداً من مهاراته المتنوعة.

 

  • تطوير الخدمات التي يقدمها: أو المنتجات، بحيث يحاول دمج خبراته المختلفة، والخروج بأفضل نتيجة تدرُّ عليه دخل مستمر.

 

  • الاستثمار في التعليم: الانخراط في البرامج التدريبية وخاصة تلك التي تتيح له استثمار  وتطوير مهاراته، ليبقى على اطلاع بكل جديد في المجالات التي يتميز بها، أو ليكتسب مهارات في مجالات جديدة.

 

  •  إنشاء المحتوى: يمكنه استثمار مهاراته المتعددة لإنشاء محتوى، تعليمي، أو ترفيهي، أو بأي شكل يتناسب مع شخصيته ومهاراته، على منصات مثل ” يوتيوب، أو منصات التواصل الاجتماعي “.

 

  • التواصل وبناء الشبكات: يمكنه الانضمام إلى مجتمعات مهنية، وشبكات عمل تساعده، وتهيئ الفرصة ليستثمر مواهبه في أماكنها و بالطريقة الصحيحة.

 

أفضل طرق البناء للشخصية متعددة المهارات

بناء الشخصية متعددة المهارات ليست بالأمر السهل، فهي تحتاج إرادة من الشخص نفسه، ورغبة حقيقية بإحداث إنجاز في حياته بمجالات مختلفة، وهذا يتطلب:

 

  • الاستمرار في التعلم واكتساب خبرات جديدة.
  •  الانخراط في دورات تعليمية متنوعة.
  • الوصول إلى مصادر التعلم عبر الإنترنت.
  • المشاركة في مشاريع متنوعة و احترافية. 
  • الانضمام لمجتمعات مهنية متنوعة من أجل تبادل الخبرات والمعارف.

 

كيف يحول الشخص متعدد المهارات مهاراته إلى مصدر دخل

كل المميزات لدى الشخص متعدد المهارات، إن لم يقم باستثمارها، ولم يتمكن من تحويل مهاراته إلى مصدر دخل، فإنها مع الوقت ستقل وتندثر، لأنه سيكون مشغولاً عن تطويرها وتعزيزها بتأمين لقمة العيش، ومتطلبات الحياة، لذلك لا بدَّ أن يمتلك القدرة على أن يعمل يما يمتلك من مهارات، وربما يكون من المساعد له: 

 

  • تحديد المهارات القابلة للتسويق: أي يقوم بتقييم المهارات التي يملكها، ويختار منها ما يلبي احتياجات السوق، فيعمل على تعزيزها عنده.

 

  • البحث عن فرص العمل الحر: من خلال منصات العمل عن بعد مثل “ Upwork، ومستقل، وغيرها “

 

  • بناء علامة تجارية شخصية: أي إنشاء هوية قوية لنفسه، تعكس مهاراته المتعددة، وتميزه في المجالات التي يتقنها، بحيث يقصده أصحاب المشاريع، وأرباب العمل للتعامل معه لأنه معروف بهذه المهارات أو المعارف.

 

  • تقديم الخدمات الاستشارية: للأفراد أو الشركات ضمن مجال خبراته، بحيث يعمل معهم كمستشار مستقل، يقدّم خدماته في مشاريع معينة.

 

  • تطوير دورات تدريبية: عندما يصل لمرحلة عالية من الاحترافية، سيتمكن من  إعداد وبيع دورات تعليمية في مجالات خبراته المتعددة.

 

وسيكون لديه فرص كبيرة لتحقيق دخل مضاعف، وأكثر بكثير من كونه موظف عادي في شركة معينة، فقد أظهرت دراسة أن الأشخاص متعددي المهارات، الذين يعملون كمستقلين، يحققون دخلًا أعلى بنسبة 20% من أقرانهم العاملين في وظائف تقليدية.

الأسئلة الشائعة حول الشخصية متعددة المواهب

ما هو مرادف شخص متعدد المهارات؟

ذو القدرات الكامنة المتعددة، و هو الذي يمتلك الكثير من المهارات والمميزات التي يمكنه العمل بها.

ما أهمية امتلاك مهارات متعددة؟

في ظل التغيرات المستمرة في سوق العمل، تزداد التحديات التي تتمثل في التكيف مع التقنيات الحديثة والتحديثات المستمرة في مجالات العمل، لذا من المهم أن يكون الإنسان على استعداد للتعلم المستمر وتطوير مهارات جديدة لمواكبة التطورات، مما يوفر فرصًا جديدة للنمو والنجاح في بيئات العمل المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال