الصدقة.. هي الكلمة التي تربينا عليها من الصغر، تم زرع معناها وفضلها في قلوبنا زرعاً، فكبرنا نعرف قيمتها ومركزيتها وأثرها وبركتها، ومن تمكّن منها أصبحت أبواب الخير الأخرى بالنسبة له أسهل وأقرب منالاً، لأن النفس جُبلت على حب المال والرغبة بالاحتفاظ به، لذلك فإن الصدقة من أوضح دلالات الإيمان، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” الصدقة برهان ” أي دليل على صدق الإنسان ما وقر في قلبه من إيمان.
تعريف الصدقة وآدابها
هنا سنتكلم عن جزئيتين اثنتين تعريف الصدقة وآدابها:
أما عن تعريف الصدقة: فهي العطية التي يقدمها الإنسان للفقراء والمحتاجين، بغية إعانتهم ومساعدتهم على قضاء حوائجهم.
وهي اصطلاحاً في الشرع: العطية التي يبتغي بها العبد الأجر والثواب من عند الله تعالى.
آداب الصدقة
وأما آداب الصدقة فمتعددة منها:
1- أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله عز وجل، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى». متفق عليه.
2- أن تكون الصدقة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.
3- أن تكون الصدقة من مال المسلم الخاص، و جيد ماله وأحبه إليه، قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }
4- أن يحذر مما يبطل الصدقة كالمنِّ والأذى، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}
5- الإسرار بالصدقة، وعدم الجهر بها، لنيل الثواب وتجنب الرياء
6- أن يعطي الصدقة مبتسماً بوجه بشوش، ونفس طيبة.
لذلك نحرص في مبادرة مسارات على أن تصل صدقاتكم لمستحقيها بأفضل صورة، طيبة عطرة بحسن نواياكم، ولتكون وسيلة دعم لمسار التعليم الذي يشكل محور أساسي لبناء الإنسان وتأمين مستقبله.
الفرق بين الصدقة والزكاة
الزكاة: هي التعبد لله عز وجل بإخراج ما أوجبه من أنواع الزكاة في مصارفها بحسب ما بينه الشرع .
الصدقة: هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير واجب شرعي.
أما عن الفرق بين الزكاة والصدقة، فيمكننا أن نذكر:
- الزكاة تكون في أشياء معينة مثل ( الذهب والفضة والزروع والثمار وغيرها )، أما الصدقة : فلا تجب في شيء معين.
- الزكاة يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب، أما الصدقة : فلا يشترط لها شروط .
- من مات وعليه زكاة فيجب على ورثته أن يخرجوها من ماله، أما الصدقة فلا يجب فيها شيء من ذلك .
- مانع الزكاة يعذب، أما الصدقة فلا يعذب تاركها .
- الزكاة : لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب، أما الصدقة فيجوز إعطاؤها لهم .
- الأفضل في الزكاة أن تؤخذ من أغنياء البلد فترد على فقرائهم، أما الصدقة : فتصرف إلى القريب والبعيد .
بحسب ما سبق، بإمكانكم إرسال صدقاتكم من أي مكان تتواجدون فيه، عبر مبادرة مسارات، لتساهموا في المشاريع التعليمية التي تساعد المبادرة من خلالها آلاف الطلاب حتى يكملوا تعليمهم المدرسي والجامعي، وتسهل لهم طريق التدريب المهني لدخول سوق العمل وتحقيق دخل مناسب.
ما هي شروط الصدقة؟
لا بدَّ أن نتوقف عند سؤال ماهي شروط الصدقة، لتكون بإذن الله مقبولة نافعة:
- النية الصادقة الخالصة لله تعالى، أن تخرج من القلب المؤمن بضرورتها وفضلها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنما الأعمال بالنيات “.
- أن تكون الصدقة من مال حلال طيب، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيبا.
- تقديمها للمحتاج بسرور واستبشار بعظيم الأجر والمثوبة.
- أن تقدم الصدقة بطريقة تحترم كرامة المستفيد وإنسانيته.
- الإسرار بها وعدم الجهر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صدقة السرِّ تطفئ غضب الربِّ “
فوائد الصدقة
فوائد الصدقة لا تقتصر على الأجر في الآخرة، وإنما يستشعر المتصدق أثرها في الدنيا قبل الآخرة، من هذه الفوائد: أن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء، وأنها مطهرة للمال وبركة له، وفيها انشراح الصدر وراحة القلب، وهي دواء للأمراض، حيث ورد قوله صلى الله عليه وسلم: ” داووا مرضاكم بالصدقة “.
هذا غير أن الصدقة وسيلة مهمة للتكافل الاجتماعي، ودعم أفراد المجتمع بعضهم بعضاً كالبنيان المرصوص، حيث يتفقد من خلالها الغني أحوال أصحاب الدخل القليل والمحتاجين، ويسعى ليسد احتياجاتهم الأساسية، والتي من أهمها إعانتهم ليحصل أبنائهم على حقهم الأساسي في التعليم، وهذا الخير الذي تحاول مبادرة مسارات أن تسهل لكم طريقه، فمن خلال تبرعاتكم لمشاريع التعليم، وكفالات الطلاب، التي حقق من خلالها طلاب الشمال السوري الكثير من النجاحات في مسيرتهم التعليمية، ستساهمون في إنشاء مجتمع قويِّ التعليم، ليكون سدّاً في بناء الأمة.
الصدقة تدفع البلاء
للصدقة آثارٌ كبيرة، وأهمها أنَّ الصدقة تدفع البلاء عن فاعلها، حيث يقول عليه الصلام والسلام: ” باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة ” رواه البيهقي.
أنواع الصدقة
أنواع الصدقة و أشكالها كثيرة، ممكن أن نقسمها إلى:
1- الصدقة الواجبة أو المفروضة: مثل زكاة المال, وهي واجب على جميع المسلمين.
2- الصدقة النافلة: مثل التبرع للمحتاجين، وتكون بنية التقرب لله عز وجل، واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وتنقسم الصدقة النافلة إلى:
- صدقة السر: وهي المساعدة للفقراء، دون أن يعلم بها أحد، تبقى سراً بين العبد وربه.
- صدقة العلن: وهي إخراج الصدقة في العلن والإفصاح عنها بغرض أن يقتضي الناس بصاحبها ويفعلون الخير مثله.
3- الصدقة الجارية: وهي ما تبقى بعد وفاة صاحبها، مع استمرار أجرها له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إِذا مات الإنسانُ انقَطع عنه عملهُ إِلَّا من ثلَاثةٍ: إِلَّا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له “
فضائل الصدقات وأجرها
فضائل الصدقات وأجرها كثيرة جداً، ومنها:
1- دليلُ صدق العبد مع ربه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الصدقة برهانٌ “، أي دليل على إيمان العبد.
2- الصدقة تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ” والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار “
3- وقاية من نار جهنم، فلا يستصغر العبد العمل القليل، فقد يكون ذلك سبباً بالمغفرة له، كما قال عليه الصلاة والسلام: ” فاتقوا النّار، ولو بشق تمرة “.
4- المتصدق يستظل بظل عمله يوم القيامة، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ” رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه “
5- سببٌ في حصول البركة ونزولها، كما أخبر بذلك فقال تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
صدقتك مع مسارات تصل لمستحقيها
مبادرة مسارات، مبادرة غير ربحية، تقوم على أساس أن المعرفة حق لكل إنسان، و تهدف لإيصال هذه المعرفة إلى كل طالب في الشمال السوري، ممن تأثرت مسيرته التعليمية بسبب النزاعات والكوارث.
تتضمن المبادرة العديد من المسارات مثل التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني، التي تهدف لإعداد الطلاب علمياً وتنمية خبراتهم، وتأمين كفالاتهم، حتى يتمكنوا من إكمال مسيرتهم التعليمية، ويصلوا لمرحلة الفاعلية والإنتاجية.
مساهمتكم في دعم المشاريع التعليمية، تعني أن يكون لكم سهم في كل الخير الذي سيصل لآلاف الطلاب عن طريق المبادرة، والتي أخذت حتى الآن بيد 31322 طالب ليكمل تعليمه، وحققت بفضل الله الكثير من قصص النجاح الرائعة.
فضل الصدقة في عرفة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر “، يعني أيام العشر من ذي الحجة. (رواه البخاري)
وفضل الصدقة في عرفة مضاعف بإذن الله، لما له من خصوصية، حيث تتضاعف فيه الأجور وتتنزل البركات، فكل ما تنفقه في سبيل الله يعود عليك أضعافًا من الأجر والبركة بإذن الله.
فضل الصدقة في عيد الأضحى
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى – أو في فطر – إلى المصلى فمرَّ على النساء فقال: ” يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكنّ أكثر أهل النار “.
في الهدي النبوي هذا الحديث ما يدل على فضل الصدقة في عيد الأضحى، وعيد الفطر لما فيها من سعادة تدخلها على قلوب المحتاجين، فتكون لهم عيداً وسروراً.
فضل الصدقة في رمضان
رمضان شهر الخير والبركة، والحديث عنه يطول، ولكن يمكننا القول عن فضل الصدقة في رمضان أنها:
1- تُقرّب العبد من الله تعالى, ينال بها رضاه ومغفرته
2- تُكفّر الذنوب، وتُطفئ غضب الله تعالى.
3- تُطهر النفس من البخل، وتُعوّدها على الكرم والجود.
4- فيها مساعدة للفقراء والمحتاجين، و تنشر المحبة والألفة بين الناس، فتُعزّز التكافل الاجتماعي.
فضل الصدقة يوم الجمعة
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن فضل الصدقة يوم الجمعة:
” أن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع ، كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، وشاهدت شيخ الإسلام ابن تيمية، إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره، فيتصدق به في طريقه سراً، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة “
فضل الصدقات الجارية
الصدقة الجارية هي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه، وعن فضل الصدقات الجارية ورد قوله صلى الله عليه وسلم: ” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ” رواه مسلم.
فضل التصدق بالملابس وملابس العيد
عن فضل التصدق بالملابس وملابس العيد، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ” أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن كسا مؤمن على عري كساه الله من خضر الجنة “. صححه الترمذي والألباني
من هم مستحقي الصدقة؟
عند سؤال من هم مستحقي الصدقة، فإن أول من يأتي هم الفقراء والمساكين، و كلاهما فئتين تستحقان الصدقة، وقد فرق العلماء بينهما، فقالوا:
– الفقير: هو من لا مال له ولا كسب له يكفيه.
– المسكين: من له مال أو كسب يقع موقعاً من كفايته دون أن يكفيه تماماً، مثل شخص عنده بعض المال لكن لديه الكثير من الأولاد، والتكاليف كثيرة عليه، فهذا من المساكين.
أحاديث عن الصدقة
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث عن الصدقة، منها:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل “. رواه البخاري ومسلم.
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً “رواه البخاري ومسلم .
3- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم – في أضحى أو فطر – إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال : أيها الناس تصدقوا فمرَّ على النساء فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار “رواه البخاري ومسلم
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك “. رواه البخاري ومسلم.
استثمر الخير مع مسارات
لا تبخل على نفسك بكل الخير الذي ورد في الأحاديث السابقة، من خلال مبادرة مسارات وبخطوات سهلة يمكن أن تكون سبباً في سعادة الكثير من طلاب الشمال السوري، بعودتهم لمقاعد الدراسة، وإكمال تعليمهم الذي حرمتهم منه ظروف المنطقة الصعبة، تواصل معنا الآن، ليصل الخير إلى صحيفتك والسعادة إلى قلبك ..
