قال تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق: 1- 5].
اقْرَأْ …” هي أولى كلمات الله لنبيه (محمد ﷺ) اليتيم القدوة، والتي أراد بها تعالى إظهار عظمة القراءة والتعليم وأهميتها في تنمية الإنسان. فكيف إذا كان هذا الغنسان يتيماً؟
لقد شدد ديننا الإسلامي على حقوق الأيتام في التعليم، معتبراً كفالتهم صدقةً جاريةً ومسؤوليةً مجتمعيةً تفتح أمامهم آفاق الحياة بمساواةٍ وكرامة.
هذا المقال سيكشف لك الدور المؤثّر للتعليم في حياة الأيتام، مؤكدًا على الفضل الرباني والنبوي في رعاية هذه الفئة، وكيف أن كفالة اليتيم تتجاوز الاحتياجات المادية إلى بناء شخصيةٍ متعلٍّمة فاعلةٍ في المجتمع. فهيا نبدا مقالنا.
ما المقصود بتعليم اليتيم؟
يُقصد به تقديم الدعم والرعاية لهذه الفئة المحرومة. فتعليم اليتيم ليس مجرد واجب إنساني بل هو استجابةٌ للتوجيهات الإسلامية التي تحثّ على رعاية الفقراء والمحتاجين وتمكينهم من التعلّم والتطور بما يساهم في بناء مجتمعٍ يسوده التعاون والقيم الأخلاقية والدينية.
أهمية تعليم اليتيم على الفرد والمجتمع
تعليم اليتيم ليس وسيلةً لإعانته على التكيف مع الحياة فقط، بل هو أيضًا استثمارٌ في الموارد البشرية وتحفيزٌ للتنمية الاجتماعية والثقافية للمجتمع بأسره. فهو وعلى الرغم من فقدانه للرعاية الأبوية، إلّا أن بإمكانه أن يصبح عنصراً مجتمعياً فاعلاً. وقد ذكر لنا التاريخ العديد من العظماء والمبدعين ممن كانوا أيتاماً لكنهم تركوا بصماتٍ واضحةً في تاريخ الأمم.
سيدنا محمد( ص ) أحد هؤلاء العظماء ومن قبله سيدينا عيسى وموسى عليهما السلام. وجاء من بعدهم الكثير من العلماء والمفكرين أمثال (ابن الجوزى – الإمام الشافعى – الإمام أحمد بن حنبل – الإمام البخارى – جلال الدين السيوطى – ابن حجر العسقلانى ..)، والذين عاشوا طفولتهم أيتامًا وتركوا إرثاً عظيمًا وفضلاً كبيراً في مجتمعاتهم بسبب علمهم وعملهم وحسن سيرتهم.
أجر الكفالة التعليمية لليتيم في الدين الإسلامي
خصَّ الرسول الكريم (محمد ﷺ)، الأيتام ومن يرعاهم بالعديد من الأحاديث فقال في كافل اليتيم: “أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين”، وقال أيضاً: “السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ”، لما لليتيم ورعايته من فضلٍ كبيرٍ وأجرٍ عظيمٍ في الإسلام، فكيف إذا كان الأجر “صدقةً جاريةً” لا تتوقف لكلّ من ساهم في رعايته وتعليمه.
كيف أكفل يتيماً تعليمياً في الشمال السوري ..؟
كان لظروف الحرب القاسية في الشمال السوري والتهجير الذي عانى منه السكان أثراً بالغا ًعلى حياة الأطفال عموماً والأيتام خصوصاً لاسيما أثره على حياتهم التعليمية. ورغم أن تدمير المدارس والنزوح لم يكن العائق الرئيسي، إلا أن الواقع المعيشي الصعب الذي واجهه الأطفال وأسرهم شكلّ عقبةً كبيرةً خاصةً بالنسبة للأيتام الذين فقدوا معيلهم وأصبحوا مضطرين لتحمل مسؤولية الأسرة.
ومع ظهور المبادرات التطوعية مثل “مبادرة مسارات” توفرت الفرصة أمام هؤلاء الأطفال ليحصلوا على التعليم من خلال كوادر تدريسيةٍ متميزةٍ. وبالتالي فإن دعمك لهذه المبادرات يعزز من أدائها ويحسّن خدماتها التعليمية المقدمة للطلبة الأيتام بما يساعدهم في بناء مستقبلهم على أسسٍ تعليميةٍ قويةٍ تمكّنهم من المشاركة الفاعلة في تطوير مجتمعاتهم.
مسارات للتعليم المهني والتنمية في الشمال السوري
اللاجئون والنازحون يعانون من نقص الموارد الأساسية و تحديات هائلة في الحصول على تعليم جيد. يقبعون في بيئات حيث التعليم قد يكون حلما بعيد المنال، ولكن مع دعمكم، يمكن تحويل هذه الأحلام إلى حقيقة.
بتبرعك بزكاتك، تُشعل نور المعرفة في قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. كن سببا في تغيير مسار حياتهم وإشراكهم في مستقبل مشرق، من هذا المنطلق، تدعوكم مبادرة مسارات للتبرع لدعم برامجنا التعليمية المتعددة، التي تشمل:
التعليم المدرسي: ضمان استكمال الطلاب اللاجئين، الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة لمراحلهم الدراسية الأساسية والانتقال إلى التعليم الجامعي والعالي.
الأنشطة الطلابية: تقوية وتنمية المهارات الناعمة للمستفيدين من خلال برامج متنوعة تشجع على الإبداع والتفاعل.
الإرشاد الأكاديمي: اكتشاف ميول الطلاب وتوجيههم نحو مسارات مهنية وأكاديمية تتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم.
التدريب المهني: تأهيل المستفيدين للانخراط في سوق العمل، خاصة في مجالات العمل عن بُعد التي توفر فرصًا واسعة.
الدعم النفسي والتقني: توفير الدعم اللازم لضمان استمرارية التعليم في ظروف مواتية، بالإضافة إلى المتابعة الدورية من قبل قسم شؤون الطلاب لضمان تحقيق الأهداف التعليمية.