زكاة الذهب من الفرائض التي شدّد الإسلام على ضرورة أدائها في أوقاتها المحددة،. ويشكّل تأخيرها محور جدلٍ فقهيٍّ بين العلماء، حيث تتنوع الآراء والتفسيرات حول توقيت وشروط إخراجها والظروف التي تبرر تأخيرها.
وفي هذا المقال سنوضّح لك مختلف الآراء حول شروط وأحكام تأخير زكاة الذهب بناءً على ما جاء في النصوص الشرعية وتفسيرات العلماء، لتتمكن في النهاية من حساب زكاة الذهب لهذا العام والأعوام السابقة.
حكم تأخير زكاة الذهب
على الرغم من قلّة النصوص الشرعية الخاصّة بزكاة الذهب، إلّا أن العلماء اختلفوا في تفسيرها مما أدى إلى تنوع الآراء الفقهية حول وجوبها. ومع هذا، هناك إجماعٌ على وجوب زكاة الذهب المُستخدم في التجارة عند اكتمال الحول وضرورة إخراجها فوراً لمساعدة الفقراء.
وقد ذكر المذهب الحنفي في حكم إخراج زكاة الذهب، أن المُزكي يمكنه دفع زكاته أول الحول أو أوسطه أو آخره، والأوجب في أول الحول لما له من أثم في تأخيره، إلّا إذا وجد سبباً للتأخير كأن يكون المحتاج غير موجود.
هل يجوز تأخير زكاة الذهب؟
يُعد إخراجك الزكاة في موعدها المستحق من أهم الواجبات الشرعية، ومع ذلك، يجوز تأخيرها لأسبابٍ معتبرةٍ شرعاً، كعدم توافر النقد أو الحاجة. غير أن التأخير بلا مبررٍ يعتبر خطأً يستوجب الإسراع في الأداء لتفادي التفريط في حقوق الله.
شروط تأخير زكاة الذهب
أكّد العلماء على ضرورة دفع زكاة الذهب في أوانها دون إغفال ظروفك الخاصّة والتي قد تؤثر على تيسير أدائك لهذه الفريضة. ومن أهم الشروط الواجب مراعاتها:
- عدم توفر السيولة المالية أو وجود صعوبةٍ في إخراج الزكاة مباشرةً من الذهب.
- تأجيل الإخراج بسبب انتظار مستحقٍ ذو حاجةٍ أكبر.
- وجود أسبابٍ مبررةٍ لتأخير الزكاة.
متى يمكن تأخير زكاة الذهب
جاء عن الإمام النووي في شرح المهذب: (الزكاة عندنا يجب إخراجها على الفور. فإذا وجبت وتمكن من إخراجها لم يجز تأخيرها. وإن لم يتمكن فله التأخير إلى التمكُّن. فإن أخر بعد التمكن عصى وصار ضامنا).
وبذلك، يجوز لك تأخير زكاة الذهب لأعذارٍ شرعيةٍ كغياب النصاب المالي، عدم وجود المستحقين أو مواجهة صعوباتٍ متعلّقةٍ بإخراج الزكاة من الذهب نفسه.
حساب زكاة الذهب للعام القادم بعد التأخير
يتعيّن عليك دفع زكاة الذهب فوراً بعد بلوغها نصاب 85 غرامًا أو أكثر بمقدار “ربع العشر” من قيمتها. والأصل هنا هو إخراج الزكاة من الذهب نفسه.
وفي حالة تأخرك في إخراجها، فتُحسب وفقًا لقيمة الذهب في وقت الإخراج وليس وقت الوجوب، وذلك لضمان العدالة والدقة في الإلتزام بفريضة الزكاة.
مسارات للتنمية المستدامة والتعليم في الشمال السوري
يواجه أكثر من 10.000 طفل من ذوي الإعاقات الجسدية تحديات تعليمية كبيرة. بما في ذلك الوصول إلى المدارس، والقيود المالية، وضرورة وجود مرافق لضمان سلامتهم، والزيادة الحادة في عدد الأشخاص المتضررين خلال الحرب. ويعيشون في مخيمات مؤقتة بعيدة عن المدارس، ويفتقرون إلى الدعم والموارد اللازمة لمواصلة دراستهم.
تعمل مسارات على تقديم التعليم عبر منصات إلكتروني وبشكل مجاني، تصل إليهم في منازلهم، وتقدم لهم التعليم والدعم النفسي والتقني، بغض النظر الظروف المكانية أو الزمانية.
كما تساعدهم على الخروج من عزلتهم الاجتماعية من خلال توفير بيئة تفاعلية آمنة لهم من خلال Microsoft Teams، حتى يتمكنوا من تلقي المعرفة من خلال التعليم المدرسي والأنشطة الطلابية والإرشاد الأكاديمي وبرامج التدريب المهني.
إن تبرعكم بزكاة مالكم هو صدقة جارية لك مدى الحياة وسيحدث فرقاً في مستقبل هؤلاء الطلاب، ومساهمتكم ستمكن هؤلاء الأفراد من استمرار الحصول على التعليم المجاني وفق الظروف التي تناسبهم، وبدعمكم نزرع بذور نجاحهم المستقبلي واندماجهم في المجتمع.