لزكاة المال تشريعات كثيرة استنبطها العلماء والفقهاء من النصوص القرآن والحديث فيما يخص زكاة المال وأحكامها؛ وذلك يدل على أهمية إخراج زكاة المال وعدم التهاون فيها؛ لما لها من فضل كبير في سد حاجة الفقراء والمساكين؛ وأيضاً تعود بالنفع على المزكي بالبركة والخير وتطهير ماله.
وفي هذا المقال سنناقش جمع أحكام وجوب زكاة الدين والمال المقترض في الشريعة الإسلامية، بالإضافة لأحكام زكاة المال المدخر لسداد الدين.
مفهوم زكاة المال مع وجود الدين
الزكاة لمن عليه دين ففيها قولين:
الأول: أن وجود الدين يمنع الزكاة، واتفق على هذا جمهور أهل العلم؛ ولكن هناك اختلاف في أنواع المال التي تمنع الزكاة، ولكن عروض التجارة والنقود إذا كان هناك دين يمنع زكاتها.
الدليل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول”. رواه البخاري
الثاني: الدين لا يمنع الزكاة وهذا مذهب الشيخ ابن عثيمين وأيضاً الشيخ ابن باز؛ ودليلهما أنهم عندما يبعث النبي عماله لجباية أموال الصدقات لا يعلمون أحوال الناس ألديهم دين أم لا.
حكم زكاة المال المدين في الإسلام
ذهب جمهور العلماء إلى أن الدين لا يمنع الزكاة مطلقاً؛ وهذا مذهب أغلب أهل العلم وذهبوا بذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدل على هذا بحديث صحيح بل كان يجمع مال الزكاة من الناس دون سؤالهم عن أحوالهم.
ومنهم من ذهب إلى أن الدين لا يمنع الزكاة في الأموال الظاهرة مثل الثمار والبقر والغنم والإبل.
وإذا كان للمسلم مالاً ولكن له لبعض الناس دين في أمور استدانها مقدماً، هذا الدين لا يمنع الزكاة عن ماله الأصلي.
هل تجب الزكاة في مال الدين؟
يجب لزكاة الدين حالتين:
الأولى: أن المدين يعترف بدينه ويكون قادر على سداده في أي وقت، هنا تجب الزكاة كل سنة على صاحب المال الأصلي وليس على المدين.
الثانية: أن الدين معسر، أو ينكره صاحب الدين، وهنا لا تجب الزكاة عليه إلا بعد الحصول على المال؛ ويجب أن يزكي عن سنة واحدة أو عن جميع السنين الماضية، وهذا أقرب للتقوى.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
“والصحيح أنه تجب الزكاة فيه كل سنة، إذا كان على غني باذل، لأنه في حكم الموجود عندك؛ ولكن يؤديها إذا قبض الدين، وإن شاء أدى زكاته مع زكاة ماله، والأول رخصة، والثاني: فضيلة، وأسرع في إبراء الذمة.
هل يجوز دفع زكاة المال للمديون من عليه دين؟
نعم يجوز ذلك لأنه من الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى “الغارمين” الذين يعجزون عن سداد دينهم، فيأخذوا من أموال الزكاة من يسد دينهم.
زكاة المال المدخر لسداد الدين
أن المال المدخر لسداد دين إذا بلغ النصاب بنفسه أو إذا انضمت إليه أموال أخرى؛ وقد حال عليه الحول يجب إخراج الزكاة عنه وذلك بشرط أن يكون له مال آخر ليس للزكاة زائد عن حاجة صاحب المال يجعله بدل الدين.
حكم زكاة المال المقترض والمال المقرض للغير
أولاً: زكاة المال المقترض إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول تجب الزكاة في هذا النوع من الأموال على صاحب المال الأصلي وليس على المُقترض؛ إلا إذا كان المال يملكه المُقترض كاملاًفيجب أن يزكى عنه.
ثانياً: المال المقرض للغير إذا كان المال المقرض لشخص معترف به؛ وإذا طلب سداده تم تأديته إلى صاحبه تجب الزكاة عنه، إما إذا كان المقترض معسر في سداده أو مانع السداد ففي هذه الحالة لا تجب الزكاة عن هذا المال حتى يُقبض فإذا قبض يُزكى عن سنة واحدة فقط.
كيف يزكي من عليه دين؟
إذا كان المسلم يملك مالاً آخر غير الدين ووجبت فيه الزكاة ببلوغه النصاب وحال عليه الحول، يجب أن يخرج زكاته ولله يقضي عنه دينه، لأن الدين لا يمنع الزكاة وهذا محل خلاف بين العلماء. والأصل أن يزكى عن ماله حتى لو عليه دين.
جاء في “الموسوعة الفقهية”: “القائلون بأن الدين يسقط الزكاة في قدره من المال الزكوي، اشترط أكثرهم أن لا يجد المزكي مالا يقضي منه الدين سوى ما وجبت فيه، فلو كان له مال آخر فائض عن حاجاته الأساسية، فإنه يجعله في مقابلة الدين، لكي يسلم المال الزكوي فيخرج زكاته”
مبادرة مسارات للتدريب المهني في سوريا
ضمن ما يعيشه آلاف الطلاب اليوم من تحديات تواجههم بإكمال تعليمهم، بسبب ظروف اللجوء والمخيمات وانعدام تأمين الإمكانيات المطلوبة، بدأت فكرة مبادرة تعليمية مجانية تقدم جهودها لخدمات القطاع المعرفي وتيسير وصوله إلى جميع الفئات وخاصة من هم بحاجة له، من الأيتام وذوي الهمم، والنساء الأرامل.
تقدم مسارات التعليم عبر أنظمة خاصة بها ابتكرتها لتتناسب مع ظروف الطلاب الحالية وتلبية احتياجهم للتعليم دون تمييز بل مساواة لجميع الفئات: ١- نظام تعليمي تفاعلي بين الطلاب والمدرسين ٢- نظام تعليمي غير تفاعلي عن طريقة منصة إدارة التفاعل ٣- وقف معرفي خاصة بالمبادرة وهو قناة يوتيوب.
إن تبرعك بزكاتك اليوم يتيح لمبادرة مسارات توسيع رقعة المستفيدين، التي من شأنها أن تُحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع بتعليم أكثر 31000 طفل إلى الآن.