إخراج زكاة المال في الإسلام ليست مجرد فريضةٍ بل ركنُ أساسي يؤكد على العدالة الاجتماعية، ومع تنامي التعاملات المالية تبرز قواعد زكاة المال كمنظومةٍ دقيقةٍ لضمان توزيع الثروة وتحقيق التوازن في المجتمع الإسلامي.
اليوم في مقالنا سنعرّفك إلى أهم حكم الزكاة في الإسلام، كيفية إخراجها وما هو فضلها في الدين الإسلامي. فدعنا نبدأ.
حكم عدم إخراج زكاة المال
ونميّز هنا حالتين في عدم إخراج زكاة المال:
حكم ترك زكاة المال بسبب البخل
ترقى الممانعة في إخراج الزكاة بدافع الشح إلى مصافّ الكبائر. حيث ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
ومع تحوّل النقود لتكون بديلاً للذهب والفضة في الزمن الحاضر، تساوى حكم كلٍّ من ترك زكاة المال وزكاة الأثمان مثل الذهب والفضة.
حكم من لا يخرج الزكاة في الإسلام
تجاهُل الزكاة بدعوى النسيان يعكس غفلةً عن فقه الدين وأحكامه مما يتطلّب من المسلم الإلمام بأحكامها الفقهية وشروطها. وبذلك يتعيّن عليه سداد زكاة ماله لتطهير ذمته أمام الله وتأدية حقوق الفقراء مع مراعاة إخراجها عن السنوات المنسية بقدر المستطاع.
حكم المسلم الذي لا يخرج زكاة ماله
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ).
وبناءً على ذلك فإن إهمال أداء الزكاة في الإسلام يعدّ مخالفةً شرعيةً صريحةً، إذ حثّ الإسلام على ضرورة إخراج زكاة المال في أوقاتها المحددة دون تأخيرٍ. لذا يتوجب على الممتنعين عنها اللجوء إلى الاستغفار والتوبة والإسراع في تصحيح ذلك بأدائها.
شروط إخراج الزكاة في الإسلام
لإخراج زكاة المال في الإسلام يجب توافر عدة شروط، وهي:
- الإسلام: فلا تجب زكاة المال على غير المسلم.
- الحرية: لا تُفرض الزكاة على العبد، لأنها تتعلق بالمال المستقل.
- ملك النصاب: وهو الحد الأدنى من المال الذي تجب فيه الزكاة.
- مرور الحول: يجب أن يمر على امتلاك المال عام هجري كامل.
- الزيادة عن الحاجة: أي أن يكون المال فائضاً عن الحاجة الأساسية للإنسان.
- نمو المال: ويعني أن إخراج زكاة المال في الإسلام واجب لمن يكون ماله في ازدياد مثل البهائم التي تُولد والزرع الذي يُثمر، وتجارة في زيادة دائمة.
لمن تُعطى زكاة المال في الإسلام؟
الزكاة في الإسلام تُخرج بحسب ما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ“.
ففي هذه الآية ثمانية أصنافٍ ذكرها الله ممن تجوز لهم الزكاة، وقال بعض الصالحين أنّ الأحق في مال الزكاة الفقراء والمساكين لأن الله أولى ذكرهم في بداية الآية، ومع ذلك فقد وجب تحرّي صاحب الحاجة الأشد ّللمال من غيره.
فضل الزكاة في الإسلام
فريضة الزكاة في الإسلام تلك الركيزة الأساسية للدين تعكس روح التكافل والمودة بين المسلمين، حيث تجسّد حق الله والفقراء في ثروات الأغنياء. أما فضلها فإننا نراه في عدة أوجهٍ منها:
- أداء زكاة المال في أوانها يجلب بركة المال ويزكّيه ويطهّره من الشوائب، فضلاً عن تنقية النفس من الشّح والبخل وتخفيف التعلّق بزوال الدنيا.
- تعزيز التكافل الاجتماعي حيث تدعم الزكاة في الإسلام الروابط بين الغني والفقير، مما يعمّق الشعور بالمسؤولية والتعاون بين المسلمين.
مبادرة مسارات للتعليم عن بعد في الشمال السوري
في ظل حركات التهجير، وانتشار مخيمات اللاجئين وخاصة العشوائية، انعدمت البنية التعليمية الصحية، ومع ازدياد نسبة الفقر، ارتفعت نسبة الانقطاع عن التعليم وخاصة الأيتام، وذوي الهمم، لذلك تعمل مسارات على توفير التعليم المجاني عن بعد، حيث نصل إليهم في منازلهم وداخل خيمهم القماشية المهترئة
نقدم لهم التعليم والمعرفة عبر نظام معرفي متكامل يهدف لبناء الفرد المتمكن ليعش حياة كريمة.
تبرعك اليوم من زكاة المال يساهم في توسعة رقعة الاستهداف، والوصول للآلاف من الأيتام الذين تركوا دراستهم وانخرطوا بسوق العمل، وتذكر قول النبي: “أنا وكافل اليتيم كهاتين” وأشار بأصبعيه الوسطى والسبابة.