تبرع للأيتام: كيفية دعم الأيتام وفضل كفالة اليتيم في الإسلام

هل تساءلت يوماً عن الأثر الذي يمكن أن تتركه في حياة طفل فقد أحد والديه أو كلاهما؟ 

قد لا يشعر الكثيرون بثقل الفقد الذي يعانيه طفلٌ فقد أحد والديه أو كليهما، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الخسارة على نواحٍ عديدة من حياته.

 

اليتيم ليس طفل بلا أم أو أب، هو إنسان ينقصه الأمان العاطفي والاستقرار المالي، ويحتاج إلى كفالة تعيد له الشعور بالمساندة، وتساعده على بناء مستقبل مستقر.

 

في هذا المقال، سنتناول كيفية دعم الأيتام وفضل كفالتهم، بالإضافة إلى الطرق المتاحة للتبرع والمساهمة في تحسين حياتهم، وكيف يمكن لكم الاستفادة مما تتيحه مبادرة مسارات في هذا المجال من الخير.

 

من هو اليتيم؟ وما الذي يميّز وضعه؟

اليتيم هو الطفل الذي فقد والده قبل أن يبلغ سن الرشد، مما يجعله في حالة من الاحتياج العاطفي والمادي، خصوصاً في المراحل الحرجة من حياته. 

 

هذه الفئة من الأطفال تشكّل شريحة مهمة في المجتمع، إذ تشير منظمة ” اليونيسف ” إلى وجود ما يقارب 150 مليون يتيم حول العالم، منهم وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حوالي مليون طفل يتيم في سوريا، ربما الأسوء وضعاً بينهم أيتام الشمال السوري، وهم بحاجة إلى دعم شامل يشمل الغذاء، و التعليم، والرعاية النفسية.

 

ويزداد الوضع صعوبةً في مخيمات الشمال البالغة 1440 مخيم، كل قاطنيها من المهجّرين بسبب الأزمة التي تعاني منها المنطقة منذ حوالي 13 عام، حيث يُحرم أطفال وشباب هذه المخيمات من أبسط حقوقهم الإنسانية، ويصبحون عرضةً للحرمان من التعليم، والانخراط في أعمال لا تناسب أعمارهم وقدراتهم الجسدية.

دعم هؤلاء الأيتام تعليمياً هو ما تسعى إليه مبادرة مسارات، التي صممت طريقة عملها لتكون منظومة معرفية متكاملة تقدّمها عن بعد، فتصل لكل يتيم في كل خيمة، وتعمل على بناء الطالب الممكن معرفيّاً ومهاريّاً، فتلبي احتياجه الأساسي لتعزيز مكانته ودوره في الحياة، وتعيد بناء الأمل في النفوس المتعبة التي أرهقها الفقد المترافق مع سوء الظروف.

 

حقوق اليتيم في الإسلام.. تكافلٌ مجتمعي يضمن كرامة الإنسان

أكد الإسلام على رعاية اليتيم وحدد واجبات على المجتمع تجاهه، وجعل له حقوقاً تعزز من شعوره بالكرامة وتساعده على النمو في بيئة تحميه وتضمن له الحياة الكريمة، ومن أبرز هذه الحقوق:

 

• الحفاظ على أمواله: الله تعالى شدد على ضرورة حفظ أموال اليتامى وصونها حتى يبلغوا سن الرشد، إذ قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10].
• التربية والرعاية الشاملة: يمرّ الأطفال بفترات حساسة تتطلب دعماً ورعاية عميقة، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، لذلك، ينص الإسلام على ضرورة رعاية اليتيم وتأمين بيئة تدعمه نفسياً وعاطفياً.
• عدم التمييز والمعاملة الحسنة: يشدد الإسلام على التعامل العادل والمساواة بين الأيتام وأفراد المجتمع، لضمان شعورهم بالمساواة وإعادة بناء ثقتهم بالمجتمع من حولهم.

 

لكن يبقى السؤال: ما دورنا في إحداث هذا الأثر الإيجابي؟ كيف نستطيع إحداث فرق حقيقي ومستدام في حياة الأيتام؟

وللإجابة على هذا التساؤل نعمل في مبادرة مسارات عبر حملة قطرة لدعم تعليم الأيتام في الشمال السوري، حيث نفتح الباب أمام المساهمين في الحملة لصناعة الأثر الإيجابي الذي يبحثون عنه في حياة الأيتام.

 

يقدم المساهم في حملة قطرة تبرّع دوري شهري يدعم من خلاله تعليم يتيم، أو يدفع الكفالة التعليمية مرّة واحدة، من خلال منصات تبرع موثوقة ومعروفة عالمياً، فيشارك بذلك في بناء الفرد القادر على النهوض بنفسه وأسرته ومجتمعه، ويدوم الأثر نامياً مثمراً ما دام هذا اليتيم ينمو ويتطور. 

 

فضل كفالة اليتيم

كفالة اليتيم من أعظم الأعمال الصالحة التي يستمر أثرها طويلاً لما لها من مساهمة في بناء إنسان فعّال في الحياة، وقد ثبت ذلك في العديد من الأحاديث النبوية، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل كفالة اليتيم بشكل خاص، وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تبين فضلها، منها قوله عليه الصلاة والسلام:  ” أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ” وأشار بالسبابة والوسطى (رواه البخاري)، وغيرها الكثير من الأحاديث التي تشير إلى أنها تُقرب العبد من ربه، وتكون سبباً في دخوله الجنة.

 

ولا يُقصد بالكفالة تقديم المال فقط، بل يمكن أن تشمل الرعاية العاطفية والمعنوية، وهو ما يعمق الأثر في حياة اليتيم، لذلك فهي تزرع الرحمة والرأفة في قلب الكافل، وتزيد من ترابط المجتمع وتماسكه.

 

أهمية كفالة اليتيم

تعد كفالة اليتيم من أعظم الأعمال الإنسانية التي دعا إليها الإسلام، فهي تجسد قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي وتساهم في تحقيق الاستقرار للمجتمع. كفالة اليتيم ليست فقط مساعدة مادية، بل هي دعم شامل يوفر له الرعاية والتوجيه، مما يساعده على تجاوز محنة فقدان الوالدين والاندماج بشكل طبيعي في المجتمع.

 

كما أن كفالة اليتيم تمكّنه من الحصول على التعليم والمأوى، وتوفر له بيئة صحية تؤهله ليصبح فرداً مستقلاً وقادراً على تحقيق ذاته. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم فضل كفالة اليتيم بقوله: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، مشيراً إلى أن هذا العمل يرفع من منزلة الكافل ويقربه من الجنة. إن توفير الكفالة لليتيم يساهم في نشر المحبة والأمان ويترك أثراً إيجابياً على كل من الكافل واليتيم والمجتمع بأسره.

 

أنواع كفالة اليتيم

 الكفالة المادية

تشمل الكفالة المادية تقديم الدعم المالي لتغطية احتياجات اليتيم الأساسية مثل الطعام، والملبس، والتعليم، والرعاية الصحية.

 

الكفالة المعنوية

يُقصد بالكفالة للمعنوية توفير الرعاية النفسية والتربوية، وإشعار اليتيم بالحب والاهتمام، ويمكن أن تكون من خلال زيارة دور الأيتام والمشاركة في الأنشطة معهم.

 

الكفالة الشاملة

تشير الكفالة الشاملة إلى دمج الكفالة المادية والمعنوية بتوفير كافة احتياجات اليتيم المادية والنفسية، مما يضمن له نمواً سليماً ومتوازناً.

 

شروط كفالة اليتيم

حتى تنال ثواب كفالة اليتيم، تأكد أنك تراعي هذه الشروط:

• النية الصادقة: أن يكون الهدف من الكفالة ابتغاء وجه الله تعالى.
• الالتزام والاستمرارية: تقديم الدعم بشكل منتظم دون انقطاع.
• المعاملة الحسنة: مراعاة مشاعر اليتيم وتجنب أي تصرف قد يسبب له الأذى النفسي.
• عدم استغلال اليتيم: الحفاظ على حقوقه وعدم الاستفادة من أمواله أو ممتلكاته بغير حق.

 

لذلك تُعتبر كفالة اليتيم من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، حيث ترتبط بالرحمة والتكافل الاجتماعي، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة “، مشيرًا بأصبعيه إلى قرب كافل اليتيم منه، مما يعكس عظمة هذا العمل وفضله عند الله.

 

طرق التبرع لكفالة يتيم

• الجمعيات والمؤسسات الموثوقة المتخصصة في كفالة الأيتام، والتي تعمل على توصيل الدعم بشكل مباشر وفعال.
• التبرع المباشر: التواصل مع أسر الأيتام المحتاجة وتقديم الدعم لهم بشكل مباشر
• المنصات الإلكترونية: استخدام المنصات الإلكترونية الموثوقة التي توفر خدمة التبرع لكفالة الأيتام بسهولة ويسر وسرعة.

 

ونحن نشهد ازدياد الإقبال العام على التبرع الالكتروني لما يوفره من وقت وجهد، وإمكانية تتبعه بسهولة، لذلك نستثمر في مبادرة مسارات هذه الوسيلة لتسهّل على المشركين في حملة قطرة أن يقدّموا تبرعاتهم من أي مكان في العالم وبخطوات سهلة عبر منصات تبرع عالمية موثوقة.

 

كما نخصص حملة قطرة لدعم التعليم في الشمال السوري وبشكل خاص تعليم الأيتام، و بفضل مشاركات أصحاب الخير تقدم المبادرة لأيتام المخيمات منظومة معرفية متكاملة، يتلقون فيها إلى جانب التعليم المدرسي، تطوير مهاراتهم وقدراتهم عبر برامج الأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني الذي يؤهلهم لسوق العمل عن بعد، ويفتح لهم أبواب الأسواق الرقمية المحلية والعالمية.

 

كفالة يتيم شهرياً دعمٌ دائم وأثرٌ لا ينقطع

تتيح الكفالة الشهرية للمتبرعين تقديم دعم ثابت للأيتام، حيث يمكنهم التبرع بمبالغ شهرية ثابتة تساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية لليتيم، مثل التعليم، الرعاية الصحية، والغذاء، هذا النهج يضمن استمرارية الدعم ويساعد في التخطيط الجيد لتوفير الرعاية المناسبة والمستدامة للأيتام.

 

كم مبلغ كفالة اليتيم في الشهر؟

يختلف المبلغ حسب المنطقة ومتوسط تكاليف المعيشة، ومع ذلك، تسعى بعض المبادرات لتسهيل المشاركة في هذا العمل الخيري من خلال تقديم خيارات كفالة بمبالغ أقل وبصورة دورية شهرية.

 

وعلى هذا ترتكز حملة قطرة التي تعمل عليها مبادرة مسارات، حيث يمكنك تقديم دعم شهري لتعليم الأيتام بمبلغ يبدأ من 10 دولارات فقط، ويمكنك الزيادة بحسب ما ترغب.

 

هذه الحملة تُسهّل على الأفراد المساهمة بمبالغ بسيطة تُحدث أثراً كبيراً في حياة الأيتام، ويتيح هذا المبلغ تقديم الدعم التعليمي اللازم لليتيم، والذي قد يكون حُرم منه بسبب فقده لأحد والديه أو كلاهما، وبسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها الشمال السوري حيث تعمل مبادرة مسارات.

 

أي أنه بإمكانكم المشاركة في حملة قطرة بتبرعات صغيرة منتظمة، ولكنها تصنع تغييراً كبيراً، وتساهم في بناء مستقبل أفضل لطفل يتيم، كما تسهم في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والرحمة في المجتمع.

 

شارك من هنا في حملة قطرة بلا تردد

 

كفالة يتيم مدى الحياة

كفالة اليتيم مدى الحياة تعني التزام المتبرع بتقديم الدعم لليتيم حتى يبلغ سن الرشد ويصبح قادراً على الاعتماد على نفسه، هذا النوع من الكفالة يترك أثراً عميقاً في حياة اليتيم، حيث يضمن له الاستقرار والرعاية المستمرة.

 

يتطلب هذا النوع من الكفالة مبلغاً جيداً حسب المكان ومتوسط المعيشة أيضاً، يُدفع مرة واحدة أو على عدة مرات بحسب تطور ونمو اليتيم المكفول واحتياجاته.

 

أفضل مبادرات كفالة الأيتام

تهدف مبادرات كفالة الأيتام إلى تمكين الأطفال والشباب في المناطق المتضررة من النزاعات، مما يساهم في تغطية تكاليف التعليم، الغذاء، والرعاية الصحية لهم.

 

من أفضل المبادرات في الشمال السوري، مبادرة مسارات التعليمية التي تهتم بالأيتام اهتماماً خاصاً، تقدّم التعليم النوعي لهم، وتسعى لبناء مستقبل أفضل من خلال الاستثمار في التعليم، والتطوير الشخصي لكل فرد منهم.

 

ما الذي يميز مبادرة مسارات؟

• الشفافية والمصداقية: تلتزم مسارات بأعلى معايير الشفافية، حيث توفر للمتبرعين معلومات واضحة حول كيفية استخدام التبرعات وأوجه صرفها، والبرامج التي تعمل من خلالها مسارات لخدمة المستفيدين مما يعزز الثقة والمصداقية.

 

• التقارير الدورية والتواصل المستمر: يحصل المتبرعين على تحديثات دورية حول حالة الأيتام ومستجدات الكفالة، بما في ذلك التقدم التعليمي والتطور الشخصي، مما يسمح لهم بمتابعة أثر مساهماتهم بشكل مباشر.

 

• التركيز على التعليم والتنمية الشاملة: تؤمن مسارات بأن التعليم هو الأساس لبناء مستقبل مشرق للأيتام، لذلك توفر لهم التعليم بمستوى احترافي، وعن بعد ليصل للجميع حيثما كانوا، وإلى جانبه تقدم لهم برامج الأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني، مما يساعد الأيتام على تطوير مهاراتهم وقدراتهم ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع.

 

• الرعاية النفسية والاجتماعية: توفر مسارات دعماً نفسياً يساعد الأيتام على تجاوز آثار الفقد ويعزز من قدرتهم على التفاعل مع محيطهم بإيجابية.

 

• برامج مخصصة لكفالة الأيتام التعليمية: منها حملة قطرة، التي توفر مسارات من خلالها فرصة لكفالة الأيتام تعليمياً بشكل دوري شهري، وبمبلغ يحدده المتبرع بنفسه، مما يجعل المساهمة متاحة للجميع لإحداث فرق كبير في حياة الأيتام، مع ضمان استخدام التبرعات بفعالية لتحقيق أفضل النتائج.

 

• سهولة التبرع عبر المنصات الإلكترونية: تُسهّل مسارات عملية التبرع عبر منصات تبرع إلكترونية عالمية موثوقة، تتيح للمتبرعين المساهمة بسهولة وأمان، مع خيارات متعددة للدفع تجعل عملية التبرع سلسة وسريعة.

 

لماذا تختار مسارات لكفالة الأيتام؟

• الأثر المستدام: بتبرعك عبر مسارات، أنت لا تقدم مساعدة مؤقتة، بل تساهم في إحداث تغيير جذري ومستدام في حياة الأيتام.
• الخبرة والمهنية: تلتزم مسارات بتقديم أفضل منظومة معرفية للأيتام، إلى جانب أفضل رعاية ممكنة له من جوانب حياته المختلفة.
• التركيز على المناطق الأكثر احتياجاً: توجه المبادرة جهودها إلى المناطق التي تعاني من نقص الخدمات الأساسية، مثل المخيمات والأماكن التي تفتقر للبنية التحتية التعليمية، مما يضمن وصول الدعم التعليمي إلى للأيتام الأكثر تضرراً.

 

انضم لحملة قطرة اليوم وساهم في رسم مسار جديد مليء بالأمل والنجاح لأيتام يستحقون فرصة حياة أفضل، وتذكّر أن تبرعك هو استثمار في الإنسانية، وفي مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

 

أنت باختيارك لمبادرة مسارات، تكون قد ساهمت في تغيير حياة الأيتام نحو الأفضل، وتقديم الدعم الذي يحتاجونه ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع.