الزكاة شرعاً هي الواجب الديني الذي فُرِض على المال النامي الذي يزيد عن حاجة المسلم؛ وجعل الله للفقراء والمساكين حقاً في هذا المال، ليشعر صاحب المال بأخيه المسلم، ويكفله ويؤدي إليه حقه.
وأموال الزكاة هي تطهير وبركة للمال؛ يخرجها المسلم ليرضى الله عز وجل، ولكن لها أحكام محددة بالشريعة الإسلامية، لذا وجب أن نتحدث في هذا المقال عن زكاة التجارة والمشاريع التجارية؛ لما لها من أهمية ضمن سوق المال.
حيث تكمن أهمية إخراج زكاة المال عن العروض التجارية المختلفة من ذهب وعقارات والأنعام في تحقيق مبدأ التوازن ضمن المجتمع الإسلامي.
لأن هناك أوجه عديدة لكيفية دفع زكاة التجارة وإخراجها في مصاريفها المستحقة؛ لتدعم المجتمعات التي تُعاني من صعاب الحياة وتأمين الأساسيات مثل التعليم والصحة والغذاء، ومن ضمنها مبادرة مسارات التي تؤمن تعليماً مجانياً وتقوم أيضاً على تقديم كفالة تعليمية للأيتام في سوريا.
زكاة المشاريع والمحلات التجارية ومتى تجب على أصحابها
زكاة تجارة الملابس والذهب
إخراج زكاة عن تجارة الملابس يعتمد على رأس مال التجارة إذا كان يبلغ قيمة 85 جراماً من الذهب الخالص، فإذا كان رأس المال يبلغ النصاب فيجب تقييم عروض التجارة بسعر بيعها، ثم يجب حساب الديون مرجوة الأداء لتضم للزكاة، وبعد اقتطاع الديون التي على التاجر من رأس المال، إذا بقي هذا المبلغ نصاباً يخرج منه زكاة بنسبة “ربع العشر” أي 2,5%.
أما زكاة الذهب المعد من أجل التجارة تكون الزكاة عنه على أساس عروض التجارة، وفي هذا تجب الزكاة عن قيمة الذهب؛ لذا يجب أن يحسب قيمة الذهب المعد للتجارة، فإذا كان يبلغ النصاب، يجب إخراج الزكاة بمقدار “ربع العشر” عند تمام الحول الهجري.
ونقصد بالذهب الذي يعد من أجل التجارة هو ما يمكن أن يباع بعد تمام السنة من امتلاكه بغرض التجارة، ويجب الإشارة إلى أنه الزكاة تجب على الجميع رأس المال والربح أيضاً، بحيث الربح هو تابع لرأس المال بانقضاء الحول.
زكاة المال المستثمر في التجارة
إن زكاة المال الذي ينتج عن ربح من التجارة، تجب في رأس المال إذا كان بالغ النصاب؛ وتجب أيضاً بالربح الناتج عنه، لأن الربح يعد جزءاً من رأس المال، ويجب إخراج الزكاة عن رأس المال وربحه بمقدار “ربع العشر” أي 2,5%.
زكاة بهيمة الأنعام المعدة للتجارة
تجب الزكاة عن بهيمة الأنعام المعدة للتجارة، وتخرج الزكاة عنها مثل زكاة عروض التجارة، ولوجوب الزكاة شروط:
١- أن تكون قيمة البهائم في السوق وصلت حد النصاب وأكثر، سواء كان النصاب بنفسها أو بما انضم إليها من نقود أخرى.
٢- أن تتم سنة هجرية على امتلاكها أو امتلاك المال المشتري به البهائم، وإذا بلغت قيمة البهائم بالسوق نصاباً وأتمت الحول وجب إخراج الزكاة بقيمة 2,5%.
زكاة السيارات والأرض المعدة للتجارة
تجب الزكاة على السيارات التي تكون للمتاجرة، لأنها تعد من عروض التجارة، وتجب الزكاة فيها عندما تبلغ النصاب بنفسها أو إذا انضم إليها عروض أو نقود أخرى، وعندما تتم الحول أيضاً.
وكيفية الزكاة أن يتم تقييم سعرها في السوق أخر الحول، فإذا كانت بنفسها أخرجت الزكاة بما يقدر “بربع العشر” أي 2,5%.
تجب الزكاة بالأرض التي تعد للتجارة؛ أي الأصل في نية الشراء للتجارة تُزكى بأن يقييم سعرها في السوق كلما حال عليها الحول، وتخرج الزكاة بمقدار ربع العشر أي 2,5%.
زكاة المحل التجاري المؤجّر أو رأس ماله دين
إن الزكاة في المحل التجاري المؤجر لا تجب على عين المحل نفسه ولكن تجب على الإيجار الحاصل منه والعائد، إذا بلغ هذا الربح النصاب وحال عليه الحول وجب إخراج الزكاة عنه.
لقد أقر جمهور العلماء أن الدين يمنع وجوب الزكاة في الأموال الباطنة مثل النقود، وعروض التجارة والفضة والذهب.
فإذا كان يملك المزكي من عروض التجارة قيمتها تصل للنصاب بعد خصم الدين، يجب الزكاة بعد مرور حول هجري.
ما هي زكاة التجارة الخاسرة و الكاسدة؟
زكاة البضاعة الخاسرة أو التي تعثر بيعها يجب أن يقطع نية أن تكون للتجارة ويتاجر بها، بحيث أن ينوي القنية، وعندها تصبح ملكه الخاص وليس عروض تجارية.
وإذا لم تقتطع نية الاتجار بها، فهناك جمهور من العلماء يذهب إلى أن البضاعة الكاسدة يتم تقيمها كلما حال عليها الحول، وتخرج زكاتها.
وهنالك بعض من المالكية أشار أن البضاعة التي تكسد لا يخرج الزكاة إلا عما انباع بالفعل.
كيف أحسب زكاة مال التجارة والمحل التجاري؟
زكاة المحل التجاري التي أساسها البضائع المشتراة والمباعة، يجب إخراج الزكاة في قيمة هذه البضائع عندما تتم الحول، وذلك بشرط بلوغها النصاب؛ عندها يجب إخراج ربع العشر أي 2,5%.
وإذا كانت هذه البضائع لم تبلغ النصاب لا زكاة فيها.
بحيث تُقيم هذه البضائع حسب سعرها بالسوق، ويضم لها ما كان له ديون مرجوة الأداء، وأيضاً يقتطع ما عليه من ديون، وشرط خصم الدين أن لا يكون لدى المزكي أموال أخرى غير زكوية تفي بالدين، عندها لا تقتطع الديون من مال الزكاة.
كيفية إخراج زكاة المال في التجارة
يجب على المزكي أن يقيم ما لديه من عروض تجارية في آخر الحول أي عندما تجب الزكاة، ويمكنه أن يضم لها أموال زكوية أخرى يمتلكها، ويحسب سعر هذه العروض بما يتناسب معها في الأسواق.
وعندها يحسب النصاب بناء على ما يملكه من أموال زكوية فإذا بلغت أمواله التجارية حد النصاب يجب إخراج الزكاة بمقدار 2,5% من القيمة الكلية.
ويجب الإشارة أن الزكاة تخرج نقداً أي بالأموال النقدية، ولا يجب إخراج الزكاة من البضائع التجارية.
وتخرج زكاة المال للجهات المستحقة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
ومن ضمن الجهات التي ذكرت ويمكن صرف زكاة المال لها “في سبيل الله” وفسرها العلماء أنه يندرج تحتها طالب العلم لأهمية الكبرى للعلم والتعليم بالإسلام، حيث حث عليه الرسول بأكثر من موضع عندما ذكر “مَن سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة”
لذا أثر إخراج زكاة المال مع مبادرة مسارات عظيم لأنها تعد صدقة جارية تخرج للطلاب، وأثرها يمتد ويظهر في كفالة تعليم آلاف الأطفال؛ وأيضاً المنقطعين عن التعليم، وهذه الزكاة تساعد في تحسين واقعهم في ظل ما يعيشه من نقص موارد، وأيضاً تحسين مستقبلهم.
مسارات للتعليم والتدريب المهني في سوريا
تعيش مجتمعات اللاجئين والنازحين تحت وطأة الظروف القاسية، حيث يصبح الحصول على التعليم الجيد تحديًا كبيرًا. يقف نقص الموارد الأساسية عائقًا في طريق تحقيق أحلامهم التعليمية، لكن مع الدعم المناسب، يمكننا تغيير هذا الواقع.
بتبرعك بزكاة أموالك، تساهم في إضاءة شعلة المعرفة في قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. هذه المساهمة هي بادرة أمل تفتح أبواب المستقبل لهؤلاء الأطفال.
تبرعك اليوم بزكاتك هو صدقة جارية لك مدى الحياة، سوف توفر مسارات الخدمات المعرفية المتكاملة التي تهدف لبناء الفرد المتمكن بمجتمع عبر تمليكه الأدوات المعرفية من التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني، والدعم النفسي، والتقني
تبرعك اليوم هو فرصة لنقل العلم والمعرفة إلى من هم بأمس الحاجة إليها.
