زكاة العقار: الشروط وأشهر أنواعها

الزكاة هي المال النامي الذي يزيد عن حاجة المسلم؛ ويطلق اصطلاحاً على المال الذي يجب إخراجه للفقراء. ولبيان أهمية الزكاة ذكرت في مواضع كثيرة في القرآن الكريم مقرونة بالصلاة: قوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ

 

في هذا المقال نوضح أهمية زكاة العقارات وأنواعها؛ وما هي أهم الشروط التي يجب مراعاتها بإخراج الزكاة على العقار المملوك أو الموروث، ونختم بالتعرف على مبادرة مسارات وما تقدمه من خدمات تعليمية مجانية للطلاب في سوريا.

 

ماهي زكاة العقار وشروطها

زكاة العقارات فيها الكثير من التفصيل، ولكل حالة شروطها وهي:

 

1. لا تجب زكاة عن العقار الذي يعود ملكه للمسلم ويسكنه؛ لعدم خروج مال أو ربح منه.
2. لا تجب الزكاة عن العقار الذي يؤجر فيه بل في الريع العائد منه. فإذا بلغ هذا المال حد النصاب بنفسه أو بما ينضم إليه من نقود أخرى تجب الزكاة عنه.
3. تجب الزكاة في العقار المملوك بنية البيع من أجل الربح عندما تبلغ النصاب بنفسه أو بما ينضم إليه من أموال زكوية أخرى، بحيث يقيم سعره بحسب سعر السوق عندما تجب زكاته أي بعد انقضاء الحول.

 

زكاة العقار  وأنواعها

زكاة العقار الموروث

ذهب أغلب العلماء  إلى عدم وجوب الزكاة في العقار الموروث حتى لو كان نية الوارث التجارة؛ لأن الشرط عند جمهور الفقهاء لوجوب الزكاة أن يكون امتلاك المسلم للعقار بموجب عقد معاوضة.  

 

وذهب آخرون في تبرير عدم وجوب الزكاة في العقار الموروث إلى أن الأخير يدخل في ملك الوارث قهراً؛ وعليه فلا زكاة واجبة فيه.

 

زكاة عروض التجارة في العقارات

يعد العقار الذي اشتُريَّ بنية البيع أي الربح فيه؛ من عروض التجارة من العقارات الواجبة الزكاة عند بلوغه النصاب بنفسه، أو انضم إليه نقود أخرى مع انقضاء الحول عليه.

 

 وتخرج زكاته حسب قيمته بالسوق وقت التقييم وليس وقت الشراء، أي يُعرف تحديداً قيمة هذا العقار عند انقضاء الحول ويزكى بقيمة 2,5%.

 

زكاة العقارات الموروثة التي لم تقسم

العقار الموروث يرى فيه أهل العلم إن لم ينوى فيه التجارة؛ لا زكاة فيه عند جميع المذاهب. 

 

أما إذا نويت فيه التجارة بعد انقضاء سنة من امتلاكه للإرث، ذهب العلماء إلى يمكن حساب حول عندما ينُوى التجارة فيه، أو لا زكاة تُخرج عنه حتى يباع، وعند البيع تُخرج زكاته مرة واحدة.

 

الزكاة على العقارات المغلقة والمركونة

فيما يخص زكاة العقارات المغلقة، ذهب جمهور العلماء إلى أن الأساس هو وجوب الزكاة فيه ما دام أن له قيمة سوقية وقابل للبيع.
شريطة امتلاك المسلم للعقار بنية البيع، أما إن كانت النية للتأجير فتكون الزكاة واجبة في ريعه والغلة منه.

 

زكاة العقارات المؤجرة والمعدة للإيجار 

كيفية زكاة العقار المؤجر

العقار الذي يُشتري ونية مالكه التأجير ليس فيه زكاة، وإنما زكاته في الربح من إجرته.

 

إذا حال على الإيجار الحول، وبلغ النصاب بنفسه، أو بما يضم له من أموال زكوية أخرى وجب أن يخرج عنه الزكاة بقدر 2,5% من قيمة المال.

 

حكم زكاة العقار المؤجر

العقار المؤجر ليس فيه زكاة؛ وإنما زكاته في ريعه بعد بلوغه النصاب، وانقضاء سنة على حيازته.

 أما في حال إنفاق أجرته في المصاريف الأساسية ليس فيه زكاة؛ لأنه لم يستوفي شروط الزكاة الأساسية وهي بلوغ النصاب وحولان الحول.

 

زكاة العقار المرهون والكاسد والمقسط

1. العقار المرهون: 

تجب الزكاة في العقار المرهون إذا كانت النية للتجارة وقت شرائه. قال الشيخ ابن باز: “فإن كنت أعددتها للتجارة وهي مرهونة فعليك زكاتها، وإن كانت مرهونة ولم تعد للتجارة، ولكن مرهونة حتى توفيه حقه، وإذا أوفيته فهي للسكن أو للتأجير، فهذه ليس فيها زكاة”.

 

• العقار الكاسد: 

زكاة العقار الكاسد واجبة إذا كان له قيمة عندما يباع، لأن أساس الزكاة في العروض التجارية أن المال فيها أساسه النماء سواء خسر أم ربح، بمعنى آخر، لا تسقط الزكاة عن العقار الكاسد إذا كان له قيمة حقيقية يمكن أن يُباع بها.

 

• العقار المقسط: 

إذا تحققت شروط وجوب زكاة العقارات وهي: 

• أن يكون شرائها بنية التجارة.
• أن يكون سعرها بلغ النصاب بنفسه أو بما ينضم إليه من أموال زكوية أخرى.
• أن يكون قد حال الحول على المال الذي تملك به هذا العقار.

 

 لذا العقار الذي اشترى بنية التجارة؛ فإنه يعد من عروض التجارة لذا وجب إخراج الزكاة عنه، وطريقة الزكاة عن العقار المقسط هي معرفة قيمة العقار الفعلية عند تمام الحول ويحسب بداية الحول من يوم الشراء، فإذا بلغ قيمة العقار نصاباً، وجب إخراج قيمة 2,5%، وذلك بعد خصم قيمة القسط الذي عليك.

 

زكاة العقارات المستثمر  والمعدة للتجارة

 العقار الذي يُمتلك بنية التجارة؛ أي الربح فيه تجب الزكاة عنه عند جميع المذاهب. والمقصود بالتجارة هنا أي الكسب من هذا العقار، قال المرداوي: “نِيَّةِ التِّجَارَةِ: أَنْ يَقْصِدَ التَّكَسُّبَ بِهِ بِالِاعْتِيَاضِ عَنْهُ”.

 

تقدر قيمة العقار كل عام عند مضي الحول من وقت شرائه، ويُتحسب سعره بيوم الزكاة وليس حسب ثمنه عند الشراء.

 

زكاة العقار السكني المعروض والمعدة للبيع والمباع

إذا كان  العقار السكني عقار خاص بصاحب الملك؛ لا زكاة فيه. وإذا كان من العروض التجارية -بمعنى أن المالك عند الشراء أعده للبيع من أجل الربح- فزكاته واجبة في قيمته عندما تبلغ نصاباً، ويُقدر قيمته كل سنة بسعره بالسوق عندما تجب عنه الزكاة.

 

زكاة عقار معروض للبيع بالتقسيط

العقار الذي يباع بالتقسيط إذا كانت الأصل في نيته الشراء للتجارة فتجب فيه الزكاة، ويُزكى عنه زكاة عروض التجارة التي تقصد الربح منه وشرائه للكسب عند البيع.

 

وتكون زكاته على كامل سعر العقار؛ لأن الأقساط تعد دين، والدين لا يمنع وجوب الزكاة. ويخرج قيمة العقار حسب سعره في السوق يوم إخراج الزكاة.

 

زكاة العقارات تحت البناء والإنشاء والتطوير

في هذا النوع من الزكاة، ذكر المذهب المالكي أن لا تخرج زكاة العقارات التي في طور الإنشاء إلا لسنة واحدة فقط، حتى لو كان الإنشاء يستغرق سنوات.

 

ولكن ذهب جمهور العلماء إلى أنه يجب تقييمه كل سنة بسعر السوق ثم تخرجه زكاته، وإذا كان المزكي غير متأكد من قيمة العقار في وقت إخراج الزكاة، فقد يخرج الزكاة عن رأس المال.

 

زكاة المال على عقار بغرض الاستثمار

إذا كان الاستثمار بنية التجارة، وجبت عنه الزكاة؛ لأنه يعد من العروض التجارية، أما إن كانت النية فيه حفظ المال فلا زكاة فيه.

 

وإذا كان الاستثمار بنية القنية مع التجارة هنا الأصل في غرض التملك، أي إذا كان هذا التملك للسكن الشخصي، ولكن إن حصل منه ربح باعه لا تجب الزكاة فيه.

 

زكاة شراء عقار بغرض الامتلاك

تسقط الزكاة في العقار بنية التملك فقط دون نية للبيع في المستقبل والربح، وتصبح واجبة إذا كان له مدخول من مال مثل التأجير، فإذا بلغ المال منها النصاب بنفسه أو بما ينضم إليه من أموال أخرى وجب إخراج الزكاة عنه.

 

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فيمن اشترى أرضاً هل تجب فيها الزكاة؟ قال: إذا كان الإنسان نوى الربح في هذه الأرض، ففيها الزكاة؛ لأنها تكون تجارة، وأما إذا لم ينو الربح، وإنما ينوي إقامة بناء عليها يؤجره، أو يسكنه، أو أراد أن يحفظ دراهمه في هذه الأرض، ولم يرد الربح، فهذا لا شيء عليه، فليس عليه زكاة.

 

مسارات للتعليم والتدريب المهني في سوريا 

تعيش مجتمعات اللاجئين والنازحين تحت وطأة الظروف القاسية، حيث يصبح الحصول على التعليم الجيد تحديًا كبيرًا. يقف نقص الموارد الأساسية عائقًا في طريق تحقيق أحلامهم التعليمية، لكن مع الدعم المناسب، يمكننا تغيير هذا الواقع.

 

بتبرعك بزكاة أموالك، تساهم في إضاءة شعلة المعرفة في قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. هذه المساهمة هي بادرة أمل تفتح أبواب المستقبل لهؤلاء الأطفال.

 

 

تبرعك اليوم بزكاتك هو صدقة جارية لك مدى الحياة، سوف توفر مسارات الخدمات المعرفية المتكاملة التي تهدف لبناء الفرد المتمكن بمجتمع عبر تمليكه الأدوات المعرفية من التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني، والدعم النفسي، والتقني

 

تبرعك اليوم هو فرصة لنقل العلم والمعرفة إلى من هم بأمس الحاجة إليها.