لا يخفى على أحد أهمية أداء الزكاة في وقتها؛ فزكاة المال جزء مستحق من المال لإخراجه في أوجه الزكاة المشرعة التي فرضها الله تعالى، وإخراجها في رمضان أمر مُختلف فيه، لأن للمال وقتاً محدداً تُخرج زكاته عند تمام الحول سواء كان ذلك في رمضان أو خارج رمضان.
نوضح في هذا المقال الأحكام المتعلقة بزكاة المال في رمضان وأحكامها، وهل تجب الزكاة في رمضان أم لا؟
هل يجوز إخراج زكاة المال في شهر رمضان؟
تتعلق زكاة المال بتمام الحول، وأجمع علماء المسلمين على ضرورة إخراج زكاة المال في وقتها دون تأخيرها بحساب اليوم الذي بلغ فيه المال النصاب، إذا كان هذا اليوم في رمضان يدفع الزكاة في رمضان القادم. أما إذا كان تمامه خارج رمضان مثل شهر شعبان وأراد المزكي تأخيرها لرمضان ذلك غير مجزئ؛ ولا يجوز تأخيرها بل تخرج زكاة المال عند تمام الحول إلا في حال وجود سبباً وعذراً مقبولة أو حاجة ملحة لذلك.
ورد سؤال في اللجنة الدائمة للإفتاء عن رجل ملك النصاب في رجب، وأراد إخراج الزكاة في رمضان، فكان الرد:
تجب الزكاة عليك في شهر رجب من السنة التالية للسنة التي ملكت فيها النصاب، لكن إن رغبت في إخراجها في رمضان الذي بالسنة التي ملكت فيها النصاب تعجيلًا لها قبل أن يحول الحول، جاز ذلك إذا كانت هناك حاجة ملحة لتعجيلها، أما تأخير إخراجها إلى رمضان بعد تمام الحول في رجب، فهذا لا يجوز لوجوب إخراجها على الفور.
فضل وحكم زكاة المال في رمضان
في شهر رمضان، يكثر الخير والكرم والجود؛ ورسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كان أجود الناس في رمضان،
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاس، وَكَان أَجْوَدُ ما يَكُونُ فِي رَمَضَان حِين يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَان يَلْقَاه فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَان فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. رواه البخاري
والصدقات في شهر رمضان المبارك أفضل فيه من غيره، لما لها من أجر وثواب.
ولكن يتعلق حكم إخراج زكاة المال بمرور حوله، ولا يجوز تأخير أو تعجيل إخراج زكاة المال إلى رمضان إلا لعذر مبرر كأن يكون سداً لحاجة ملحة لفير إلى المال.
مقدار زكاة المال في رمضان
يبلغ مقدار زكاة المال في رمضان 2,5% بعد أن يبلغ المال النصاب، ويتم الحول.
إذا أتم الحول في رمضان فقد وجب إخراج “ربع العشر” من كامل المبلغ المراد زكاته.
ونصاب زكاة المال هو 85 جرام من الذهب الخالص، فإذا بلغ المال هذا النصاب ومرّ عليه سنة هجرية، تجب عليه الزكاة، فإذا أتم النصاب في رمضان فإن الزكاة تجب في رمضان
طرق حساب زكاة المال فى رمضان
لحساب زكاة المال في رمضان، أولاً يجب معرفة مقدار المال المملوك وإذا كان يبلغ النصاب أم لا، يمكن حساب زكاة المال بمعرفة سعر الذهب في السوق وضربه ب85 والناتج يكون هو نصاب زكاة المال؛ ويخرج منه بمقدار 2,5%.
متى تُخرج زكاة مال شهر رمضان
يفضل بعض المسلمين إخراج زكاة المال في شهر رمضان المبارك لما له من أهمية كبرى لدى المسلمين، اقتداءً بفعل الكثير من الصحابة مثل سيدنا عثمان بن عفان الذي كان يحب إخراج زكاة المال في شهر رمضان لفضل وعظم الثواب في هذا الشهر.
تتناسب أهمية وقت إخراج الزكاة مع أهمية لمن تجب فقد تجب للفقراء والمساكين والمحتاجين ومن خصهم الله عز وجل بإخراج زكاة المال لهم، لذا تخرج لمن هم بحاجة هذا المال الذي بأدائه لهم يسد احتياجاتهم الأساسية من الطعام والكساء والتعليم.
كيفية إخراج زكاة المال في رمضان
تُخرج زكاة المال للمسلم الحر الذي يمتلك نصاب ماله بمقدار 2,5% بعد تمام الحول،
يُخرج المزكي 2,5% من ما يملك من أموال نقدية، مع تأكيد ضرورة إخراج زكاة المال من نفس جنس المال أي نقود، ولا يجوز إخراجها طعاماً في رمضان.
مبادرة مسارات للتعليم عن بعد ونشر المعرفة في سوريا
إن جهود مبادرة مسارات للتعليم المجاني تصب جميعها لتؤدي دوراً أساسياً في تأمين فرص تعليمة متساوية لجميع الأطفال في الشمال السوري، بعد ما عانوه من فقر وتهجير، وأثر الحروب والنزعات بدا واضح المعالم على مستقبلهم.
لذا أنشأت مبادرة مسارات نظام تعليمي متكامل يهدف لتنشأت الأفراد لمواجهة كافة جوانب الحياة العلمية والمهنية عبر مسارات تقدمها تختص في رفع مستوى الكفاءة لدى الطلاب.
من خلال التبرع للأطفال والشباب ستتمكن من المساهمة في تطوير وتعزيز فرصهم التعليمية، وذلك من خلال تعزيز الوعي بقضايا العلم وأهميته في بناء مستقبل آمن لهم.
ساهم لتكن يدك تسعى في الخير دائما للطلاب المحتاجين في الشمال السوري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ”، لذا الإنفاق في مرضاة الله ذلك خير لك في الدنيا والآخرة، وعلى أثره ييسر لله لك كل أمرٍ عسير.