حكم زكاه الزروع والثمار: نصابها وطريقة حسابها

تشكّل زكاة الزروع والثمار ركنًا هاماً في نظام الزكاة الإسلامي، حيث تعكس مبادئ التكافل والعدالة الاجتماعية. وإن فهم أحكامها وتمييزها عن باقي أنواع الزكاة الأخرى مع فهم الأسس التي تحدد المحاصيل التي تجب فيها الزكاة وطرق احتسابها يعدّ ضرورةً لتعميق الوعي بأحكام الزكاة وإسهاماتها في دعم الفئات المستحقة.

حكم زكاة الزروع والثمار وشروطها

تُفرض الزكاة على مخرجات الأرض كالشعير، القمح، العنب، والزيتون، تبعاً لرأي الإمام أبي حنيفة، ويُخرج مقدارها من ذات الثمار لا من قيمتها النقدية عند الحصاد. 

هل يوجد زكاة على الأرض الزراعية؟

تجب الزكاة على الأرض الزراعية المخصصة للتجارة من قيمتها السوقية سنوياً، لكن في حال كانت الأرض مُعدّة للزراعة فإن زكاتها تُخرج من المحاصيل المزروعة والمُستَحقة للزكاة.

ما الفرق بين زكاة الزروع والثمار؟

زكاة الزروع والثمار تُفرض على ما يخرج من الأرض من الحبوب والفواكه عند بلوغ النصاب وحلول وقت الحصاد، لكن الفرق يكمن في نوعية المنتج وطريقة الري؛ حيث تُعتبر زكاة الزروع للحبوب كالقمح والشعير، وزكاة الثمار للفواكه كالتمر والعنب مع اختلاف نسبة الزكاة باختلاف طرق الري والعناية المستخدمة.

أنواع محاصيل الزروع والثمار التي تجب عليها زكاة

تُجمع آراء العلماء على وجوب الزكاة في أصنافٍ رئيسيةٍ من الزروع والثمار وهي القمح، الشعير، الحنطة، التمر والزبيب.

شروط زكاة الزروع والثمار

طبعاً إن لزكاة الزروع والثمار شروطٌ لازمة التحقق لوجوب أدائها ومن أهم هذه الشروط:  

1.   أن تكون الزروع والثمار مزروعةً بمجهودٍ بشريٍّ.
2.   أن يكون صاحب الزكاة مسلماً.
3.   أن تبلغ النصاب المُحدد بالحديث الشريف “ ليس فيما دونَ خَمسِ أواقٍ صَدَقةٌ“
4. أن تكون من أنواع الحبوب والثمار التي تُكال وتُدّخر.

نصاب زكاة الزروع والثمار

تُحدد نسبة الزكاة بمقياسٍ ثابتٍ استناداً إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي نقله أبو سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال:(ليس فيما دونَ خَمسِ أواقٍ صَدَقةٌ، وليس فيما دونَ خَمسِ ذَودٍ صَدقةٌ، وليس فيما دونَ خَمسِ أوسُقٍ صدقةٌ)، وهو ما يعادل في وقتنا هذا 653 كيلوجراماً من الثمار أو المزروعات.

كيفية حساب زكاة الزروع والثمار؟

تصبح الزكاة في الزروع والثمار واجبةً عند تخزينها وبلوغها نصاباً محدداً بخمسة أوسق، أي ما يُعادل 653 كيلوجرام. ويتغير مقدار الزكاة بناءً على طريقة الري؛ فالعشر (10%) يُطبق على المحاصيل المروية بماء المطر، بينما يُقلّص إلى نصف العشر (5%) لتلك التي تروى بالآلات. 

وفي حال اختلاط مِقدار السقي، يخرج العشر تحسُباً، لِحديث النبيّ عليه الصلاة والسلام: (فِيما سَقَتِ السَّمَاءُ والعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وما سُقِيَ بالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ).

وقد أوضح النبي أن الزكاة تُفرض عند نضج الثمر وظهور صلاحه، مثل تغير لونه إلى الأصفر أو الأحمر، وإذا تم بيع المحصول قبل نضجه، تُصبح زكاته مسؤولية المشتري.

حساب زكاة المحاصيل الزراعية المسقية

•   لكل طريقة سقاية طريقة للحساب:
  تحسب زكاة المحاصيل الزراعية المسقية دون تكاليف من ماء المطر أو مياه الأنهار، بمقدار “العشر” أي ١٠%.
•   والمحاصيل المسقية بواسطة الآلات أو بمجهود مكلف يقدر الزكاة فيها “نصف العشر” أي ٥%.
•   والدليل مروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه عن النبي قال:(فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرياً العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر).
•   وإذا كانت المحاصيل مشتركة بطريقة السقاية بين ماء المطر والآلات المخصصة يكون مقدار الزكاة “أرباع العشر” أي ٧.٥%.

هل تُخصم التكاليف من زكاة الزروع؟

لا تُخصم النفقات والتكاليّف من زكاة الثمار والزروع وهذا بإجماع المذاهب الفقهية الأربعة، وقد استُدل على ذلك بقول النبي الكريم “نصف العشر” للزروع المسقاة بمؤونة، مؤكداً عدم جواز إسقاط المزيد من التكاليف دون حجةٍ شرعيةٍ.

هل يجوز إخراج زكاة الزروع نقداً كمال؟ 

يُفضّل شرعاً إخراج زكاة الثمار بنفس نوعها بدلاً من قيمتها المالية. إلّا أن ابن تيمية يبيّن استثناءاتٍ تُجيز إخراج القيمة نقداً لأسباب الحاجة، المصلحة أو العدالة كما في حالة بيع الثمر أو الزرع مقابل دراهم، حيث يكفي إخراج عشر هذه الدراهم مُعْفياً المزكي من شراء ثمرٍ أو حنطةٍ للفقراء مراعياً بذلك التساوي والعدل.

لمن تُعطى زكاة المحاصيل والزروع ومن يستحقها؟

فُرضت الزكاة من أجل سدّ حاجة الفقير والمساواة والعدل بين المسلمين، لذا ذكر الله تعالى في كتابه الكريم الفئاتٍ التي تجوز لها الزكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)التوبة.

مسارات للتعليم والتدريب المهني للنازحين في الشمال السوري

لو تفكرت قليلاً بالتحديات الحياتية التي يواجها الطلاب في الشمال السوري كل يوم من أثر التهجير والنزوح والعيش في مخيمات اللجوء لبحثت عن سبل تيسر دعمهم ليتمكنوا من إتمام مسيرتهم التعليمية ضمن بيئة داعمة.

ومبادرة مسارات تسهم في خلق هذه الفرص لتدعم من خلالها طلابنا الأيتام، وذوي الهمم، وجميع الفئات المحتاجة لتأمن لهم فرص تعليمية.

عبر ما تقدمه مسارات من جهود مبذولة لتوفير التعليم المجاني “أون لاين” ضمن منصات إلكترونية مجانية؛ توفر من خلالها دروس تفاعلية بين الطالب والمعلم، بالإضافة إلى منصة غير تفاعلية منصة إدارة التعلم، أيضاً وقف معرفي متاح لجميع الطلبة في سوريا عبر فيديوهات تعليمية أنشأتها المبادرة على قناتها اليوتيوب.

تبرعك بزكاة أموالك يسهم في إعانة آلاف الطلاب في الشمال السوري لاستكمال مراحلهم التعليمية وهناك من يدعمهم ويشد من عزيمتهم.

حديث أبي هريرة، يقول النبيُّ ﷺ: “إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، ولإنفاق في سبيل العلم والتعلم هو صدقة جارية تلقى أثرها في الدنيا والآخرة.