تفتح سيكولوجيا الألوان في التعليم آفاقاً جديدة لفهم كيفية تأثير البيئة اللونية على العملية التعليمية والتعلمية. من خلال استكشاف الطرق التي تؤثر بها الألوان على الانتباه، الذاكرة، والمزاج، يمكننا تصميم بيئات تعليمية تعزز الفعالية الأكاديمية وتحفز الطلاب بطرق مبتكرة، وترغبهم فكرياً وعملياً للاستجابة للمؤثرات لزيادة النشاط العقلي
نناقش في هذا المقال أهمية الألوان في حياتنا وفي العملية التعليمية، ونتعرف أكثر إلى سيكولوجيا الألوان في حياة الطفل، وتأثيرها في ذاكرته ورحلة تعلمه، ونختم أخيراً مع دلالات بعض الألوان في سيكولوجيا الألوان لتوظيفها بالشكل الأمثل داخل صفوفنا التعليمية.
سيكولوجيا الألوان في حياتنا
تشير سيكولوجية الألوان والمقصود بها (علم نفس الألوان) إلى تأثير الألوان الذهني والعاطفي على الأشخاص حين يرونها في جميع جوانب الحياة، سواء الطبيعة حيث تتميز بألوانها الخضراء الساحرة وهو ما يبحث عنه الإنسان لذا ترى الكثير من الأشخاص يهتمون بالجانب البيئي وقد نمى مؤخراً الاهتمام بالنباتات المنزلية أو ما تسمى بنبات الظل لكي يحيط نفسه بهذه الألوان الزاهية والتي لها دلالات عميقة تثير داخل النفس مشاعر بهجة والراحة والسلام النفسي.
وعلى اختلاف الألوان إلا أنها تؤثر تأثيرًا قويًّا في مزاج الإنسان وتركيبته الوجدانيّة والنّفسيّة، وحسب آراء المختصّين في علم النّفس، فإنَّ الألوان تخترق جسد الإنسان عبر ما يسمُّونه الموجات الضّوئيّة، إنَّ الألوان من مفاتيح السّعادة إذ تحفّز المزاج، وتثير الطّاقات الكامنة وتوقظ الحسّ، وهناك ألوان تنبض بالحيويّة، وألوان أخرى تُعطي إيحاء بالسكون والدفء والسلام.
استخدام الألوان في التعليم
تعمل استراتيجيات استخدام الألوان أو سيكولوجية الألوان في التّعليم أن للألوان تأثيراً فعّالاً على الحالة المزاجيّة، وإنَّ استخدام اللّون المناسب له تأثير كبير على المشاعر والانتباه والسّلوك عند التّعلّم، بسبب الارتباطات المختلفة للألوان داخل النفس البشرية وأيضاً رمزية الألوان تختلف من ثقافة إلى أخرى، حيث أظهرت الأبحاث أنّ الإشارات اللّونيّة تحسّن الذّاكرة وأنّ المُتعلّمين يتذكّرون الصّور الملوّنة بسهولة أكبر من الصّور بالأبيض والأسود.
ويمكننا القول إن الألوان تعدّ مصدراً مهماً لتوفير مساحة إبداعية وفنية، لما لها من صلة عميقة بالأفكار والعقل اللاوعي، ومن هنا أوجه الحديث إلى أن بعض الألوان تؤثر على النشاط والحيوية، ولربما لها تأثير في اتخاذ القرارات.
استراتيجيات تحسين التعلم: كيف يمكن للطلاب تحقيق النجاح في رحلتهم التعليمية
سيكولوجية اللون في حياة الطفل
مثلًا الأطفال أصحاب الهمم الأبطال الصغار وجِدَ بأن الألوان تؤثر على النشاط الحركي، وتساعد في سرعة الحفظ وتعزز نشاط الإدراك الحسي والجسدي، وأيضا تدعم مراكز الطاقة الحيوية في الدماغ والجسد، وهو تحسن واضح للصحة النفسية والجسدية باستخدام الألوان.
الألوان الزاهية والمفعمة تؤثر على تحفيز المتعلمين حيثُ تعزز الحماس وتزيد الانتباه، فالألوان الصاخبة مثل الأحمر والبرتقالي قد تعزز الطاقة والحيوية والنشاط ويمكن استخدام الألوان الهادئة مثل الأزرق والأخضر لبيئة هادئة ولزيادة التركيز.
وإذا أردنا أن نوجه انتباه المتعلمين إلى معلومة هامة ونزيد تفاعلهم معها نستخدم الألوان التي لها دلالة قوية مثل اللون الأصفر، لأن اللون الأصفر يشبه الإنارة فعندما تضيف أو تلون مربع المعلومة بالأصفر فكأنما أضفت إنارة فوق هذه المعلومات تخيلت معي صحيح؟ لذا أريد أن أضيف إليك أن مثل هذه الألوان تحسن الذاكرة وتزيد الاستيعاب، ومن الممكن استخدامها داخل قاعات التدريس فهي تضيف تأثيراً إيجابياً على الجو العام.
وإن استخدامها بشكل إبداعي وضمن قوالب جديدة يساعد في تحفيز التفاعل بين المعلم والطلاب، مما يسهم في تحسين فعالية التعلم والتدريس.
كما يساعد الاستخدام الذكي للألوان في العمليات التعليمية بالاحتفاظ بالمعرفة ونقلها وكذلك التمايز، وهناك الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها دمج الألوان في الفصول الدراسية والتعليمية لتحسين الاستمرارية والتعلم، ومن الجيد دمج استراتيجيات مختلفة للألوان في التعليم.
تأثير الألوان على الذاكرة في العملية التعليمية
الألوان ليست مجرد عنصر جمالي في الفصول الدراسية والمواد التعليمية؛ بل هي أداة قوية يمكن أن تعزز الفهم والاحتفاظ بالمعلومات وتحفيز الإبداع والمشاركة لدى الطلاب.
الألوان وتحسين التركيز
الألوان الهادئة مثل الأزرق والأخضر تُعد مثالية لخلق بيئة تعليمية تساعد على التركيز. الأزرق، على وجه الخصوص، يرتبط بتحفيز العقل وزيادة الإنتاجية، بينما الأخضر يساعد على تقليل التوتر وتحسين الراحة النفسية، مما يجعل الطلاب أكثر استعدادًا للتعلم والاحتفاظ بالمعلومات.
تعزيز الذاكرة باستخدام الألوان الزاهية
استخدام الألوان الزاهية مثل الأحمر والبرتقالي يمكن أن يلفت الانتباه إلى المعلومات الرئيسية ويعزز الذاكرة. الأحمر، على سبيل المثال، يعمل كمحفز قوي يجذب الانتباه ويمكن استخدامه لتسليط الضوء على النقاط الهامة أو الأفكار الرئيسية التي يجب تذكرها. ومع ذلك، يجب استخدام هذه الألوان بحذر لتجنب الإفراط في التحفيز.
الألوان والتعلم البصري
الطلاب الذين يميلون إلى التعلم البصري يمكن أن يستفيدوا بشكل كبير من استخدام الألوان في المواد التعليمية. الرسوم البيانية، الخرائط الذهنية، والمخططات الملونة يمكن أن تساعد في تنظيم المعلومات وتسهيل استرجاعها. الألوان تعمل كرموز يمكنها تحسين القدرة على تذكر الحقائق والمفاهيم.
دلالات الألوان الأساسية نفسياً وتعليمياً
الأحمر يشير إلى الحب والعاطفة، ولكن في العملية التعليمية يشير إلى الأهمية ويعدّ من المثيرات البصرية.
الأزرق وهو لون السماء يشير إلى الصفاء والهدوء ولكن في العملية التعليمية يشير إلى الدقة والسرعة.
اللون الأصفر في علم النفس يشير إلى الفرح ولكن دلالاته في التعليم أنه يزيد الإدراك البصري.
الأخضر وهو لون الطبيعة ولكن دلالاته التعليمية يشير إلى الحيوية والنشاط.
الأسود وهو لون الحزن ولكنه أساسي في العملية التعليمية لأنه يُكتب به فقد اتَّسم بسهولة القراءة.
وأخيرا عند اختيار الألوان في مجال التعليم من المهم اختيار الألوان الوظيفية بدلاً من الألوان الجمالية، فيمكن أنْ تسبب الألوان المستخدمة في بعض الأماكن إجهادًا أو قد يكون لها تأثير محفز ضئيل للغاية بحيث لا يمكنها تشجيع الإنتاجية، وبمعنى آخر يمكن أنْ يكون نقص المحفزات ضارًا في بعض الأحيان مثل الإفراط في استخدامه، وتُظهر الدراسات التي أجريت أنّ الفروق الشخصية يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند اختيار الألوان للتأكد من أنها تفيد التعلم.
كتبها سيرين حربا – متطوعة في مبادرة مسارات
لا توجد أفكار عن “سيكولوجية الألوان في التعليم: كيف تؤثر الألوان على تعلم الطلاب ونفسياتهم”
جميل جدا بارك الله بكم