في نهاية كل فصل أو مرحلة دراسية تواجه الطلاب عقبات وحواجز يعطونها كل اهتمامهم، وربما يتمنون لو لم تكن موجودة أبداً، ألا وهي الامتحانات وخاصةً الفصلية أو النهائية..
ولأن كل طالب يتمنى أن يكون من المتفوقين، فإنه يبدأ بزيادة وتيرة المراجعة والمذاكرة حتى يصل أقصى جهده، لكنّ البعض يتفاجأ بأن نتيجته أقل بكثير من الجهد الذي بذله في المذاكرة، مما قد يكون له نتائج عكسية على الطالب مع الأسف، وغالباً ما يُلقي الطالب اللوم على الأسئلة، أو على المصحح، وقد يتعذر بأن الطالب الفلاني غشَّ فحصل على نتيجة أفضل، وهكذا..
التحديات التي تواجه الطلاب في فترة الامتحانات
هل فكرت يوماً أن طريقة مذاكرتك ربما تكون خاطئة🤔، وأن هناك طرق أخرى للمذاكرة تؤدي لنتائج أفضل بكثير؟
ولكن قبل أن نتكلم عن طرق الدراسة الناجحة، انتبه جداً لحماية نفسك من الإيحاءات السلبية، حاول قدر المستطاع أن تبتعد عن الكلمات والعبارات المُحبطة، التي قد تسمعها من حولك، وأحياناً من داخل نفسك، لأنها سهام قاتلة تقتل همتك، وطموحك، ورغبتك بالتقدم، وتكرارها سيبني داخلك اعتقاداً قوياً بأنها صحيحة فهي تتسرب إلى عقلك الباطن، و تتجذر فيه مع الوقت.
مثال ذلك: ” أنا فاشل في الدراسة، لا يوجد فائدة، لا يمكن أن أنجح في هذه المادة، لا يوجد لدي أسس قوية في هذه المادة، لا يمكن أن أحصل على أكثر من مقبول، المادة صعبة والمدرّس لا يستطيع إيصال الفكرة ” .
تجنب الإيحاءات السلبية لتحقيق النجاح
كن متفائلاً، التفاؤل هو سر النجاح في هذه الحياة، الإنسان الناجح هو الإنسان الذي لا تُضعفه ضربات الحياة من حوله، بل تكون سبباً لنهوض أقوى، وديننا جعل التفاؤل أساس من أسسه، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: ” أنا عِند ظنَّ عبدي بي فليظُنَّ بي ما شاء “، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” تفاءلوا بالخير تجدوه “، لذلك استعن بالله، واجعل التفاؤل وقودك الذي يدفعك لتحقيق مزيد من التقدم والنجاح..
كيف تذاكر بفعالية في المدرسة؟
الاستذكار في المدرسة يعني:
– الانتباه للمعلم ومتابعته أثناء الشرح.
– تسجيل النقاط البارزة والملاحظات الهامة.
– توثيق الأوراق والتبليغات والقرارات المهمة.
– اصطحاب جميع الدفاتر والكتب والأوراق.
– السؤال عن الدرس في حال الغياب.
– الجلوس في مكان مناسب.
– المساهمة في مختلف الأنشطة المدرسية.
واحذر من مشكلات تعيق استذكارك في المدرسة، مثل ” الرفقة السيئة، البيئة الصفية السلبية، أسلوب التدريس غير المتقن “
طرق المذاكرة الفعالة في المنزل
الاستذكار في البيت يعني:
– تحديد الأوقات المناسبة للمذاكرة.
– اختيار المكان المناسب للمذاكرة.
– مراجعة ودراسة المادة المطلوبة.
– تنظيم الوقت بشكل مناسب.
– المحافظة على اللوازم المدرسية.
– تنمية الثقافة العامة والاطلاع.
– الاعتماد على النفس وبذل الجهد بالتوكل على الله تعالى.
– تأدية الواجبات المنزلية بانتظام.
– الدراسة بشكل إيجابي بمساعدة الأسرة.
– تجنب العادات السيئة التي تصاحب المذاكرة.
– الترويح عن النفس بين فترات المذاكرة.
وكذلك عليك أن تحذر من المشكلات التي قد تواجهك، مثل : ” اضطراب العالم من حولنا، ازدياد المشاغل عن الدراسة، الأسرة ومشاكلها، المعاناة من قلة التحصيل، إقامة الطالب بجانب مصدر إزعاج، الحالات المرضية ” .
تهيئة الجو النفسي للاستذكار الناجح
– النية الصالحة والثقة بالله تعالى.
– الابتعاد عن التسويف والإيحاءات السلبية.
– الثقة بأهمية العلم وفضله.
– الاهتمام بالصحة النفسية والجسمية.
– التدرج في المذاكرة.
– التفاؤل والإيجابية والتفكير بالنجاح.
– إدامة الدعاء والبدء ببسم الله دائماً .
مهارات دراسية مهمة للاستذكار الفعّال
– مهارة التخطيط الاستراتيجي .
– مهارة القراءة المتعمقة.
– مهارة التركيز .
– مهارة الحفظ المتقن .
خطوات المذاكرة الناجحة لتحقيق أفضل النتائج
1- ذاكر كما لو كنت تتابع فيلماً أو مباراة، بالطريقة التي تنجز بها، اجعل المادة صديقة لك.
2- ذاكر بانتظام، اختر المكان المناسب، رتّب وقتك، صفّي ذهنك.
3- اعتن بمكان استذكارك، ابتعد عن مصادر التشتت، جد لنفسك محفزات إيجابية، مثل ” مقعد مريح يتسع لأوراقك وكتبك، حافظ عليه مرتباً ومنظماً، ضع حولك نباتات زينة، واستخدم إضاءة جيدة ”
4- نظّم وقتك، اعرف أولوياتك دائماً، وضع الخطط لتفعيل هذه الأولويات.
5- ضع جدولك الدراسي، بحسب قواعد التخطيط الجيد للجدول، أي ضمّنه كل المهام المطلوبة منك، ابدأ بأهم الأعمال، منتبهاً إلى سر الوقت وهو ” أن تعلم الوقت الذي تحتاجه منك كل مهمة “
6 -اعتمد على الاستذكار الفعّال، تفحص جميع الصور التوضيحية بعناية، اقرأ العنوان وفكر فيه، اقرأ الفقرات وتفحصها، اقرأ الخاتمة، اقرأ أي أسئلة أو ملخص، ارسم خريطة ذهنية تساعدك.
7 – خذ قسطاً من الراحة، لا ترهق نفسك، استنشق الهواء النقي.
أمور تجنبها أثناء الاستذكار
– التلفاز والموبايل.
– استخدام الضوء الخافت.
– سماع الموسيقى الصاخبة.
– المذاكرة في الأماكن العامة.
– المشروبات الغازية والمنبهات.
– الاعتماد على الملخصات السريعة.
– تأخير المذاكرة لنهاية العام.
– الجلوس بطريقة غير صحية.
– المذاكرة على السرير.
– المذاكرة بطريقة جماعية .
نصائح للاعتناء بصحتك أثناء المذاكرة
– السلامة الجسمية والمحافظة على الصحة.
– التغذية وخاصة الإفطار .
– نظافتك ونظافة المكان.
– ممارسة الرياضة.
– النوم الجيد .
– اختيار الوجبات الغذائية المتكاملة .
كيفية الاستعداد للامتحانات بشكل مثالي
قبل الامتحان
– كن جاهزاً وادرس المواد بشكل كامل.
– مارس الحركات الرياضية تساعد على شحن الذهن.
– خذ قسطاً كافياً من النوم قبل الامتحان .
– اذهب إلى الامتحان مبكراً ومن غير عجل.
– لا تحاول أن تراجع كل شيء في اللحظات الأخيرة قبل الامتحان.
– لا تذهب إلى الامتحان ومعدتك خاوية.
– واجه الامتحان بثقة تامة واعتبره فرصة لعرض ما ذاكرته.
خلال الامتحان
– نقطة البدء، اقرأ جميع الأسئلة بعناية.
– انتبه لعدد الأسئلة المطلوبة.
– انتبه لأنواع الأسئلة والتعليمات الخاصة بكل سؤال.
– اختر الأسئلة التي تستطيع الإجابة عليها أي التي تثق بمعلوماتك عنها .
– استخدم وقت الامتحان بدقة، حتى تستفيد من الوقت لأن الوقت هو عدوك الأكبر في الامتحان.
استراتيجيات التعامل مع الامتحان أثناء الحل
– تمهّل وفكّر قبل أن تكتب، لتنسّق أفكارك وتنظم إجابتك.
– اكتب بأسلوب بسيط وبصورة صحيحة وواضحة.
– ابدأ إجابة كل سؤال بسطر جديد مع تدوين رقم السؤال فقط.
– يُفضل ترك سطر بين كل سطرين لأي إضافة أو تعديل.
– اهتم بنوعية ما تكتب وليس بكيفيته.
– اذكر الحقائق الأساسية التي تستند إليها في الحل لأنها تعطي مؤشراً على فهمك للمادة.
– رتب إجابتك بتسلسل رقمي إذا طلب السؤال ذلك.
– لا تنسى أن تجيب على جميع أجزاء السؤال بنفس التسلسل حتى تتأكد أن تأخذ حقك كاملاً أثناء التصحيح.
– رتب وقتك بأن تترك وقتاً للمراجعة للتأكد من صحتها ومن عدم نسيان إجابة أي سؤال.
– اكتب ما هو ضروري ولا داعي للزخرفة والتلوين.
– اشطب ما لا تحتاج إليه ولا تستخدم المزيل.
مواجهة الامتحانات بثقة وتحقيق النجاح
في نهاية هذه الرحلة الطويلة من الاستذكار والمذاكرة، يأتي وقت الامتحانات كاختبار حقيقي لما بذلته من جهد وتفانٍ. لذا، فإن الثقة بالنفس هي المفتاح الذي يفتح لك أبواب النجاح. تذكر دائمًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن ما زرعته خلال فترة الدراسة ستجني ثماره قريبًا.
لتواجه الامتحانات بثقة، اعتمد على نفسك واستعن بالله، وضع خططك واستراتيجياتك بعناية، وتجنب التسويف والإيحاءات السلبية التي قد تؤثر على أدائك. تعامل مع الامتحانات كفرصة لعرض ما تعلمته، وليس كمحطة خوف وتوتر. كن واثقًا بقدراتك، وتذكر أن النجاح هو نتاج العمل الجاد والاستمرارية في المذاكرة والاستعداد الجيد.
باستخدام النصائح والاستراتيجيات التي تمت مناقشتها في هذه المقالة، ستكون مستعدًا لمواجهة الامتحانات بثقة وتحقق النجاح الذي تطمح إليه. اجعل التفاؤل والتفكير الإيجابي جزءًا من يومك، واستفد من كل لحظة لتحسين أدائك وتحقيق أفضل النتائج. وعندما تجني ثمار جهدك، ستشعر بالرضا والفخر بما أنجزته.
الكاتب: أ: سليم حامض مدرس اللغة العربية في مبادرة مسارات
