علامات ليلة القدر بالأدلة من القرآن والسنة النبوية

ليلة القدر قد خصها الله سبحانه وتعالى بفضل عظيم، حيث قال في كتابه الكريم: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)

(الدخان: 3)، وفي هذه الليلة العظيمة، يكثر البحث عن علامات ليلة القدر رغبةً في إدراك هذه الليلة التي (خيرٌ من ألف شهر)، وذلك من خلال فحص أمارات وعلامات ليلة القدر التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. في مقال مسارات نذكركم بعلامات ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك الاسم. 

علامات ليلة القدر الصحيحة من القرآن والسنة

إذا كنت من المتطلعين للبحث عن ماهية علامات ليلة القدر، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية قد وضعا لنا علامات ليلة القدر الثابتة التي تميزها عن باقي الليالي. 

من أهم هذه العلامات، كما ورد في الحديث النبوي، من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن إمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”. 

وفي حديث صحيح، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان، وأرجاها ليلة السابع والعشرين”.

عن الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: “تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة”، وهذا الحديث يوضح علامة ظاهرة تدل على قرب ليلة القدر في أواخر شهر رمضان.

ففي هذه الفترة، يظهر القمر بشكل غير اعتيادي، حيث يكون مثل “شق جفنة”، أي نصف دائرة، وهذا لا يحدث إلا في الأيام الأخيرة من الشهر.

أما العلامة الثانية التي تأتي بعد انقضاء ليلة القدر، فهي ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه، حيث تطلع الشمس في صبيحة يوم ليلة القدر بيضاء لا شعاع لها، كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي بن كعب.

هذه العلامة تشير إلى أن ضوء الشمس يكون خافتاً جداً في اليوم التالي لليلة القدر، وهذا بسبب الغلبة الكبيرة لنور تلك الليلة على ضوء الشمس، فالشمس تشرق في ذلك اليوم من دون إشعاع قوي، وكأنها مغطاة بنور خاص لهذه الليلة المباركة.

وهذه دعوة لك لتكلل هذه الليلة بنور الإحسان فتجعله يملأ قلبك وروحك، أن تسعى هذه الليلة ليكون لك عمل خير تقدمه بين يدي الله تعالى، ثم تدعو بما تحب علّه تبارك وتعالى أن يتقبل ويستجيب.

وقد فضّل العلماء للداعي أن يقدم بين يدي دعائه عملاً صالحاً بنية خالصة، ويتوسل بذلك إلى الله تعالى، فإنه أرجى لقبول دعائه، وما أجمل أن يكون عمل الخير فيه سعادة تدخلها على قلب مسلم، ربما تكفل تعليم يتيم يحتاج منك الدعم ليكمل دراسته، ثم ينهض بنفسه وأسرته، أو تشارك في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون في أيدٍ حانية تمتد لهم فتعينهم ليحصلوا على تعليمهم ويحققوا نجاحاتهم..

مبادرة مسارات تيسر لك ذلك من خلال حملاتها التي تدعم تعليم الطلاب الأيتام، وتعليم أصحاب الهمم، فلا تبخل على نفسك بعظيم الأجر، والخير الذي تقدمه لوجه الله تعالى قبل أن ترفع يديك إليه بالدعاء.

تبرع الآن لدعم تعليم الأيتام في سوريا 

الحكمة من عدم معرفة ليلة القدر بشكل قاطع

من أجل أن يظل المسلمون في حالة من الجد والاجتهاد في العبادة طوال الشهر الكريم، وخصوصاً في العشر الأواخر من رمضان، كان من الحكمة أن يظل موعد ليلة القدر غامضاً، هذا الغموض يدفعنا للاجتهاد الدائم في الأعمال الصالحة، لعلنا نصادف ليلة القدر المباركة.

 لذلك، فإن الله سبحانه وتعالى جعلنا نتشوق إلى إدراك ليلة القدر عبر السعي في العشر الأواخر، حيث تزداد العبادات وتعلو الدعوات، لنكون أقرب إلى فضل الله ورحمته.

سبب تسميتها بليلة القدر

أما عن سبب تسميتها “ليلة القدر” فقد اختلف العلماء في تفسير هذه التسمية، ولكن المتفق عليه هو أن كلمة “القدر” تشير إلى العظمة والشرف، فهي الليلة التي يقدر فيها أمر الله وتكتب فيها المقادير.

وفي هذه الليلة، يقدر الله سبحانه وتعالى حياة الإنسان ويحدد رزقه وأجله، بل ويكتب ما سيكون عليه الحال طوال العام، يقول الله تعالى: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” (الدخان: 4).

هذه أعظم ليلة ممكن أن تمرّ علينا خلال السنة كاملة، فحريٌّ بنا أن لا نضيعها، بل وأن نستثمرها بكل أعمال الخير والإحسان التي نقدر عليها، ولنا في حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال وقدوة، فقد كان عليه السلام في رمضان كالريح المرسلة من العطاء، وكان إذا أتت العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر كثّف العبادة ودعا أهله لذلك..

وعلى هديه صلى الله عليه وسلم نسير ونسعى، فنستثمر آخر أيام شهرنا المبارك وأفضل الليالي فيه، لنتفقد من يحتاج منا المساعدة، نتفقد الفقراء والمساكين، ونتفقد من يمكننا من خلالهم أن نحصل على أجر الصدقة الجارية، لذلك نفتح أمامكم الطريق ونيسر لكم السبل حتى تصل تبرعاتكم وصدقاتكم للطلاب الأيتام أكثر الفئات احتياجاً لدعمكم، و للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون منكم يداً حانية تدعمهم ليحققوا انجازاتهم، ولأطفال المخيمات عبر حملة علّم وأطعم فيكون لكم أجر التعليم والإطعام معاً.

لذلك تضع مبادرة مسارات بين أيديكم خمس حملات يمكنكم من خلالها أن تضاعفوا حسناتكم مع كل كتاب يفتحه الطالب ليدرس، ومع كل درس يحضره عبر المبادرة:

• حملة تعليم الطلاب الأيتام في سوريا 
• حملة تعليم أصحاب الهمم 
• حملة تعليم نازحي المخيمات 
• حملة دعم التدريب المهني للشباب
• حملة علّم وأطعم 

هنا نحن نتكلم عن دعم أكثر الفئات احتياجاً في سوريا، من نشترك معهم بالقيمة الإنسانية، ونختلف عنهم بالظروف التي أنعم الله بها علينا، واجبنا تجاههم كبير وكل مساهمة أو تبرع منك لدعمهم إنما تضيئ لهم من خلالها طريق التغيير والانتقال من واقعهم لواقع أفضل.

لذلك لا تجعل هذه الليلة تنقضي دون أن تترك أثراً، أن ترسم بسمة، أن تعين محتاجاً، وأن تمدَّ يداً بيضاء تساعد بها غيرك ممن يحتاج لك، فربم تكون لك شفيعاً يوم القيامة، رافعةً لدراجتك، مثقّلةً لميزان حسناتك، هي أيام معدودات، وليلة هي ليلة العمر فلا تردد في جعلها ليلة الفوز برضى الله تعالى والتقرب منه !!