عاشوراء.. ذلك اليوم العظيم الذي فرَّق فيه الله تعالى بين الحق والباطل، فنجَّى موسى عليه السلام، وأغرق فرعون وجنده، قال تعالى عن هذا الحدث العظيم ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ الشعراء 61 – 62
يوم عاشوراء أحد الأيام المميزة وله مكانة خاصة في قلوب المسلمين، يوافق هذا العام يوم الثلاثاء العاشر من شهر محرم، والسادس عشر من يوليو 2024
في هذا المقال، سنتناول فضل يوم عاشوراء، بالإضافة إلى معلومات مفصلة عن أحب الأعمال إلى الله فيه، وسنتكلم عن مبادرة مسارات وكيف يمكنكم من خلالها تقديم الصدقة في هذا اليوم المبارك لتساهموا بدعم التعليم في الشمال السوري.
معلومات عن فضل يوم عاشوراء
ما هو يوم عاشوراء؟
عندما قدِم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً، وجد اليهود يصومون العاشر من شهر محرم، ولما سألهم عن السبب، قالوا: يومٌ أنجى الله فيه موسى ومن معه، وأغرق فرعونَ ومن معه، ثم صامه موسى شكراً لله، فنحن نصوم، قال لهم النبي: ((نحن أحق وأولى بموسى منكم))
فصامه النبي صلى الله عليه وسلم، شكراً لله على ما منحه لموسى عليه السلام، وأمر الناس بصيامه، بل و أرسل إلى الأنصار: ((من أصبح صائماً فليتمَّ صومَه، ومن أكل فليتمَّ بقيةَ يومه))، ورغّب جدّاً بصيامه.
صام الحبيب صلى الله عليه وسلم عاشوراء تسع سنين، وفي العام الأخير قال: ((لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسعَ))، يعني مع العاشر، ولكن توفي عليه الصلاة والسلام قبل أن يصومه، وقال لنا ” صوموا يوماً قبله، أو يوماً بعده، خالفوا اليهود “.
متى يوم عاشوراء؟
يأتي عاشوراء في اليوم العاشر من شهر محرم، الشهر الأول في السنة الهجرية، والذي يوافق هذا العام يوم الثلاثاء العاشر من محرم، السادس عشر من يوليو 2024م.
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – ” فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر “، وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب:
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر.
2ـ صوم التاسع والعاشر.
3ـ صوم العاشر وحده.
وقد عزم النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في آخِرِ عُمُرِه ألَّا يصومه منفردًا، بل نوى أن يضمّ إليه يوم التاسع من محرّم مخالفةً لأهل الكتاب في صيامه، وقد قال عليه السلام في مستحثّاً لنا على صيامه ” إنَّ عاشوراء يومٌ من أيَّام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه “.
الأحاديث الواردة في فضائل يوم عاشوراء
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية التي تذكر فضل يوم عاشوراء. منها:
1- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” (رواه مسلم).
في الحديث إشارة إلى عظيم الفضل الذي يحمله صيام يوم عاشوراء، فهو يُكفر ذنوب الإنسان التي ارتكبها في السنة السابقة، و المراد به صغائر المعاصي والذنوب، أما الكبائر فتحتاج توبة خاصة.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء ” ( رواه الطبراني)
فصوم عاشوراء وإن لم يكن واجباً فهو مما ينبغي الحرص عليه غاية الحرص، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتحرّى صيامه، فقد ورد عن ابن عباس أنه ” ما رأيت رسول الله يصوم يوماً يتحرَّى فضلَه على الأيام من هذا اليوم، يعني يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان “
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم ” ( الترمذي).
و يأتي فيه يوم عاشوراء الذي قال عنه النّووي: « يوم عاشوراء كفارة سنة، فإن وجد ما يكفّره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت له به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر » من كتاب المجموع.
4- عن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ” من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم ” قالت ” فكنا نصومه بعد ذلك ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ” (البخاري)
ومعناه أنه إذا طلب الأطفال الطعام أعطوهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم..
أحب الأعمال إلى الله في يوم عاشوراء
لكل ما سبق من خصوصية ليوم عاشوراء، وجب علينا أن نتحرّى أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله في هذا اليوم المبارك، ومنها :
1- الصيام، لما له من أجر عظيم، وما يكرمنا فيه الله تعالى من تكفير للذنوب كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- الصلاة، والأفضل المحافظة عليها في جماعة والتبكير إليها والإكثار من النوافل، فإن ذلك من أفضل القربات، لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة ” (رواه مسلم)
3- حفظ الجوارح عن المحرمات من أفضل الأعمال يوم عاشوراء, لقول الله تعالى ” إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ” (الإسراء 36).
4- الإكثار من الأذكار والمداومة عليها طول اليوم، خاصة الباقيات الصالحات ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر ).
5- من أفضل الأعمال يوم عاشوراء كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار، وأحسن الدعاء ” رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ “، وكذلك ” اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقّه وجلّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار “
فقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يرددها لأنها من الأدعية الجامعة.
6- الإكثار من الأعمال الصالحة، ومنها الصدقة، وبالتحديد للمجالات الأكثر تأثيراً على المجتمع ككل، مثل المجال التعليمي الذي يشكل أساس رئيسي لبناء صرح الأمة، ويمكنكم ذلك من خلال التواصل الآن مع مبادرة مسارات المعنية بالعمل للمجال التعليمي تحديداً.
7- صلة الرحم وبر الوالدين، وهي من أفضل الأعمال يوم عاشوراء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا إن شئتم ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ” رواه البخاري.
فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء
صيام عاشوراء من أحب الأعمال إلى الله، و يُستحب معه صيام تاسوعاء، أي اليوم الذي قبله، لما ورد عن نية الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك حين قال: ” لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ” (رواه مسلم)، في هذا الحديث دليل على أهمية صيام تاسوعاء وعاشوراء معًا، لتحقيق المزيد من الأجر والثواب، وقوله صلى الله عليه وسلم ” صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً ”
وحكمة صيام التاسع مع العاشر ، هي كما قال النووي رحمه الله:
- أنَّ المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
- الاحتياط في صوم العاشر خشية وقوع غلط فيكون التَّاسع في العدد هو العاشر .
وقد كان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء وتاسوعاء في السفر خشية فواته، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، لما له من فضل، وكان الزهري يقول: (( رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت )) أي لا يمكن صيام يوم بعده تعويض له كما يحدث في تعويض صيام رمضان.
الصدقة في يوم عاشوراء
الصدقة من الأعمال الصالحة، ومن أحب القربات إلى الله تعالى، والعمل الصالح يتميز خلال المواسم والأيام الفضيلة بمذاقٍ أكثرَ جمالاً، لأن الأجر فيها مضاعف، والعطاء من الله تعالى فيه غزير، أي أن للصدقة فضل كبير في الأيام المباركة مثل يوم عاشوراء، وهي من الأعمال التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها لله تعالى، لما فيها من مساندة ودعم لمن يحتاج، وما تتضمنه من تكافل اجتماعي وأخوي.
حكم صدقة عاشوراء
الصدقة لا تجب في شيء معين، بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد، فلا يشترط لها شروط، لذلك فهي تعطى في أي وقت وعلى أي مقدار، وللصّدقة أنواع، نذكر منها:
- أن يتصدّق الإنسان بأقواله.
- أن يتصدّق الإنسان بعمله.
- أن يتصدّق الإنسان بماله.
ولكن الصدقة في يوم عاشوراء تحديداً ليست واجبة، إنما هي مستحبة جدًا، لعظيم هذا اليوم، وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، مما يُظهر فضله وأهميته، فالصدقة في عاشوراء بأي مقدار ، عمل خير يُحتسب لك عند الله.
مقدار صدقة يوم عاشوراء
لا يوجد مقدار محدد للصدقة في يوم عاشوراء، لأن الشرع لم يخصصها بشيء، لذلك يمكن لك أن تتصدق بما تستطيع، وذلك لعدة أسباب:
- نيل الأجر والثواب استثماراً لأهمية هذا اليوم والفضل فيه.
- الاحتياج الكبير الذي يعاني منه الكثير من أهلنا في أماكن الاضطرابات.
- أثر العطاء الذي تتركه الصدقة في نفسك كمبادر بالصدقة.
- الأثر الذي تفعله الصدقة في نفوس المستفيدين.
مستحقي صدقة عاشوراء
يمكنك أن تقدّم الصدقة في يوم عاشوراء للفقراء والمحتاجين، والأيتام، والأرامل، والطلّاب، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وكل من تراهم بحاجة إلى أي مساعدة.
ويمكنك أيضًا إيصال الصدقة عبر المؤسسات الخيرية، والمنظمات المعنية بالموضوع، والتي تعمل على دعم الفئات المحتاجة.
لأن هذه الجهات تسهّل لك الطريق لإيصال تبرّعك إليهم، مثل مبادرة مسارات التعليمية في الشمال السوري، والتي تقدّم الدعم للطلاب الراغبين بإكمال تعليمهم هناك، وتوفّر لهم بيئة تعليمية بأعلى جودة، وبشكل مجاني تماماً، بهدف الارتقاء بالمجال الأكاديمي والتعليمي في هذه المنطقة التي تعاني النزاعات والصراعات منذ سنوات طويلة.
فضل الصدقة في يوم عاشوراء
لا يقتصر فضل الصدقة على الأجر في الآخرة، وإنما يستشعر المتصدق أثرها في الدنيا قبل الآخرة، ولها الكثير من الفوائد والفضائل، خاصة بالأيام التي لها خصوصية مثل يوم عاشوراء، ومنها:
- أن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء.
- وأنها مطهرة للمال وبركة له.
- وفيها انشراح الصدر وراحة القلب،.
- وهي دواء للأمراض، حيث ورد قوله صلى الله عليه وسلم: ” داووا مرضاكم بالصدقة “.
ومن جهة أخرى مهمة أيضاً، أن الصدقة وسيلة:
- للتكافل الاجتماعي.
- دعم أفراد المجتمع بعضهم بعضاً كالبنيان المرصوص.
- شعور المجتمع بروح الأخوة والمحبة.
- تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين.
- تعزيز روح التعاون والتضامن بين الناس.
وفي ذلك عظيم الأجر والمثوبة، خاصةً إذا كانت بنية خالصة، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (البقرة261).
حيث يتفقد من خلالها الغني أحوال أصحاب الدخل القليل والمحتاجين، ويسعى لسد احتياجاتهم الأساسية، والتي من أهمها إعانتهم ليحصل أبنائهم على حقهم الأساسي في التعليم، وهذا الخير الذي تحاول مبادرة مسارات أن تسهل لكم طريقه.
التبرع بصدقة عاشوراء للطلاب في سوريا
تشهد سوريا أوضاعاً صعبة منذ سنوات عديدة، مما أدى إلى تأثير سلبي كبير على بنية المجال التعليمي في كل مراحله، وأدى إلى ترك ما يقارب 2.4 مليون طالب لمقاعد الدراسة، ليتمكنوا من المساعدة في إعالة أسرهم، وتأمين لقمة العيش ومتطلبات الحياة، لذلك هم يحتاجون الكثير جداً من الدعم المناسب ليتمكنوا من العودة ومتابعة تعليمهم، بما في ذلك توفير حصولهم على الدروس التعليمية، والمساعدات المالية لأسرهم.
يوم عاشوراء فرصة لتقديم ما تستطيعون عليه من صدقات لدعم التعليم في الشمال السوري، والأخذ بيد الطلاب الراغبين بإكمال دراستهم هناك فتساعدوهم في بناء مستقبلهم، ومستقبل مجتمعهم، ويمكنكم ذلك من خلال التواصل مع الجهات المعنية بذلك ومنها مبادرة مسارات، لتتعرفوا على طرق تقديم المساعدة.
مسارات للتنمية المستدامة ودعم الشباب السوري
يعتبر التعليم من أهم ركائز التنمية المستدامة، لما له من تأثير على مستقبل المجتمعات والأمم، لذلك فإن مبادرة مسارات أخذت على عاتقها العمل من أجل كل الطلاب السوريين الذين لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم بسبب ما تعانيه المنطقة من أزمة أثرت على جميع نواحي الحياة فيها.
تقدّم مبادرة مسارات الدعم التعليمي للطلاب لتمكينهم من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم، لأن التعليم يفتح أبواب الفرص، ويُعزز قدرات الشباب ومهاراتهم اللازمة لهم في قادم الأيام.
ولتستمر مسارات في عملها على أكمل وجه فهي بحاجة لتكاتف الجهود والتعاون من قِبلكم، ويوم عاشوراء هو مناسبة عظيمة للتقرب إلى الله بمثل هذا العمل الصالح.
عبر مبادرة مسارات يمكنكم دعم الطلاب من خلال:
- مسار التعليم المدرسي: الذي نهدف من خلاله لضمان وصول التعليم للطلاب الذين وجدوا أنفسهم خارج المنظومة التعليمية، ويتم فيه شرح المقررات المدرسية بطريقة تفاعلية عبر تطبيقات التعلم عن بعد
- مسار الأنشطة الطلابية: بهدف تنمية جميع جوانب شخصية الطالب، وإتاحة البرامج والفرص العملية والأنشطة التي تعززها أمام الطلاب.
- مسار الإرشاد الأكاديمي: ويعتبر مورداً شاملاً يساعد الطلّاب بالوصول إلى أهدافهم الأكاديمية والمهنية واختيار تخصصهم العلمي.
- مسار التدريب المهني: الذي يتناسب مع إمكانيات ومهارات المستفيدين بما يضمن لهم القدرة على الاستقلال والعيش الكريم.
ختاماً:
كلنا نتفق على أن دعم الشباب السوري من خلال التعليم والمشاريع التنموية له أثر إيجابي كبير عليهم وعلى المجتمع، و يُساهم بإنشاء جيل من الشباب المتعلم المثقف القادر على قيادة التغيير والإصلاح، كما يُعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ويُسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للبلاد.
و يوم عاشوراء هو مناسبة عظيمة للإسهام في كل ذلك، وزرع بذور الخير والتعاون والمحبة في مجتمعاتنا، فلا تترددوا بالتواصل مع مبادرة مسارات الآن.