تُعَدُّ العشر الأواخر من رمضان من أكرم وأفضل الأيام في السنة، حيث تتجلى فيها روح العبادة والتقرب إلى الله، في هذه الفترة المباركة تنهمر الأحاديث الصحيحة التي تبيّن عظمة هذه الأيام وفضلها.
يتجلى ذلك في أحاديث صحيحة واردة في فضل العشر الأواخر من رمضان، والتي تحمل في طياتها رسائل عميقة وأثرًا كبيرًا على نفوس المسلمين، في مقال مسارات نذكر الأحاديث النبوية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان.
أحد معلمين مسارات حدّثنا عن شهر رمضان ودوره كمعلم يجتهد ويتعب في هذا الشهر الكريم لتقديم العلم لطلابه وقصّ لنا تجربته الملهمة في تفاعله مع الطلاب وتعليمهم دروسهم في التعليم عن بعد.
أحاديث في فضل العشر الأواخر من رمضان
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيا ليله” (متفق عليه).
عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر، ويقول: “التمسوها في العشر الأواخر” يعني ليلة القدر.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” (رواه البخاري).
وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها حديث عن ليلة القدر قالت: “قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”. (أخرجه البخاري ومسلم).
وعنها رضي الله عنها قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله” (أخرجه البخاري).
هذه أعظم أيام وليالي ممكن أن تمرّ علينا خلال السنة كاملة، فحريٌّ بنا أن لا نضيعها، بل وأن نستثمرها بكل أعمال الخير والإحسان التي نقدر عليها، ولنا في حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال وقدوة، فقد كان عليه السلام في رمضان كالريح المرسلة من العطاء، وكان إذا أتت العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر كثّف العبادة ودعا أهله لذلك..
وعلى هديه صلى الله عليه وسلم نسير ونسعى، فنستثمر آخر أيام شهرنا المبارك وأفضل الليالي فيه، لنتفقد من يحتاج منا المساعدة، نتفقد الفقراء والمساكين، ونتفقد من يمكننا من خلالهم أن نحصل على أجر الصدقة الجارية، لذلك نفتح أمامكم الطريق ونيسر لكم السبل حتى تصل تبرعاتكم وصدقاتكم للطلاب الأيتام أكثر الفئات احتياجاً لدعمكم، و للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون منكم يداً حانية تدعمهم ليحققوا انجازاتهم، ولأطفال المخيمات عبر حملة علّم وأطعم فيكون لكم أجر التعليم والإطعام معاً.
لذلك تضع مبادرة مسارات بين أيديكم خمس حملات يمكنكم من خلالها أن تضاعفوا حسناتكم مع كل كتاب يفتحه الطالب ليدرس، ومع كل درس يحضره عبر المبادرة:
- حملة تعليم الطلاب الأيتام في سوريا
- حملة تعليم أصحاب الهمم
- حملة تعليم نازحي المخيمات
- حملة دعم التدريب المهني للشباب
- حملة علّم وأطعم
هنا نحن نتكلم عن دعم أكثر الفئات احتياجاً في سوريا، من نشترك معهم بالقيمة الإنسانية، ونختلف عنهم بالظروف التي أنعم الله بها علينا، واجبنا تجاههم كبير وكل مساهمة أو تبرع منك لدعمهم إنما تضيئ لهم من خلالها طريق التغيير والانتقال من واقعهم لواقع أفضل.
لذلك لا تجعل هذه الليالي العشر تنقضي دون أن تترك أثراً، أن ترسم بسمة، أن تعين محتاجاً، وأن تمدَّ يداً بيضاء تساعد بها غيرك ممن يحتاج لك، فربم تكون لك شفيعاً يوم القيامة، رافعةً لدراجتك، مثقّلةً لميزان حسناتك، هي أيام معدودات، وليلة هي ليلة العمر فلا تردد في جعلها ليلة الفوز برضى الله تعالى والتقرب منه !!