مبادرة مسارات

فوائد الخروج من منطقة الراحة واستراتيجيات تحقيق النمو الشخصي
27 يونيو، 2024
محتوى المقال

كل واحد منا لديه ” منطقة الراحة ” الخاصة به، وهي ليست مجرد مكان فعلي اعتدنا عليه، بل هي بناء نفسي – عاطفي – سلوكي، يحدد روتين حياتنا اليومية.

 

إن التواجد في منطقة الراحة الخاصة بالفرد يعني الأُلفة والسلامة والأمان، فهو العالم الذي اعتدنا التواجد فيه، ويبقينا مرتاحين وهادئين نسبيًا، ويساعدنا على البقاء متحررين من القلق إلى حد كبير.

 

تعريف منطقة الراحة وتأثيرها على الأداء الشخصي

منطقة الراحة هي حالة سلوكية يعيش فيها الشخص في حالة خالية من القلق، مستخدمًا مجموعة محدودة من السلوكيات لتقديم مستوى ثابت من الأداء، وعادةً دون الشعور بالمخاطرة.

 

وفي تعريف آخر، هي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد، ينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعورًا غير واقعي بالأمان، وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع.

 

فوائد الخروج من منطقة الراحة

من المفيد تجربة القليل من التوتر والقلق بين الحين والآخر ، إذا كان كل ما تفعله هو البقاء ملتفًا في دائرتك الصغيرة، والحفاظ على الدفء والراحة، فقد يفوتك الكثير، من التجارب والتحديات والمخاطر الجديدة، إذا لم تكن لديك القدرة على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، فقد تواجه صعوبة في إحداث التغيير أو التقدم والنمو، هذه بعض الفوائد للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك:

 

تحقيق الذات وتطوير المهارات

بالنسبة للكثيرين يُعد تحقيق الذات حافزًا قويًا لمغادرة منطقة الراحة، وقد تم انتشار هذا المفهوم من خلال نظرية أبراهام ماسلو (1943) عن الدافع البشري، والتي قال فيها: “ما يمكن أن يكون عليه الرجل، يجب أن يكون “، هذه الحاجة يمكن أن نسميها تحقيق الذات.

 

تطوير عقلية النمو

عقلية النمو تعني أن البشر قادرون على التغيير والتطور، لذا تصبح النكسات والمخاطر التي يتعرضون لها فرصًا للتعلم، و ترك منطقة الراحة هو صورة من صور عقلية النمو.

 

زيادة المرونة والتكيف مع التغيير

لا يمكن لأحدنا التنبؤ بما سيواجهه مستقبلاً، ولكن الدنيا دار ابتلاء، مما يعني أننا سنتعرض للشدائد، لذا فإن القدرة على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا تجعلنا جاهزين للتعامل مع التغيير  والعقبات بمزيد من التوازن، مما يؤدي إلى المرونة.

 

مواجهة التحديات واستغلال القدرات الشخصية

 تحدي نفسك يدفعك لاستثمار مخزونك الشخصي من المعرفة والمهارات والقدرات، والتي قد لا تكتشفها إلا إذا قمت بالمغامرة خارج منطقة الراحة المألوفة.

 

المخاطرة الإيجابية والتعلم من التجارب

ترك منطقة الراحة يعني المخاطرة، وهي بغض النظر عن نتائجها من تجارب النمو، التي يمكنك الاستفادة منها في المستقبل، حتى لو لم تنجح بها في البداية، فلا يوجد فشل إذا حصلت على أي فائدة من هذه التجربة.

 

طرق عملية لترك منطقة الراحة الخاصة بك

  1. تغيير الروتين اليومي وتجربة أنشطة جديدة

في الحياة اليومية، هناك فرص كثيرة لتتحدى نفسك، مثل:

 

  • جرب حجب الإشعارات والتوقف عن استخدام الهواتف الذكية لبعض الوقت في اليوم، خاصةً قبل النوم، هذا يمكن أن يساعد في تهدئة العقل وتحسين جودة نومك.

 

  • بدلاً من الاعتماد على التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي لقضاء وقت فراغك، جرّب اكتشاف هوايات جديدة مثل الطهي، الرسم، القراءة، أو حتى كرة القدم، هذا يمكن أن يعزز الإبداع ويساعد على التحرر من التوترات اليومية.

 

  • اقرأ وابحث بمجالات تختلف عن مجالات اهتمامك المعتادة، هذا يساعدك لتوسيع رؤيتك وقدراتك ومعارفك.

 

 

  1. تعزيز المهارات الشخصية والمهنية

إن تنمية مجموعة مهاراتك يمكن أن يعزز لديك الإبداع، فضلاً عن زيادة فرص التوظيف، ويمكن أن يكون اكتساب أو تعزيز مهاراتك في أمور مثل ” التحدث أمام الجمهور، والتفاوض، والقيادة ” تحديًا جديدًا، إذا استطعت تجاوزه تكتسب المرونة والرضا الشخصي.

 

  1. تجربة نظام غذائي جديد

يرغب العديد من الأشخاص في تحسين نظامهم الغذائي والتوقف عن العادات الصحية التي يتبّعونها، القيام بذلك يعني تجربة شيء جديد، والخروج من منطقة الراحة.

 

  1. تحقيق أهداف اللياقة البدنية الجديدة

بالنسبة للبعض، قد يعني ذلك الركض لمسافة مئات الأمتار، ولكن بالنسبة للآخرين، قد يعني إكمال سباق 3 كيلومتر، وهكذا تكون انتقلت إلى تحدي جديد يعطيك المزيد من الثقة بالنفس.

 

  1. الانخراط في الأنشطة الإبداعية

الإبداع عادة ما ينطوي على عنصر المخاطرة، وللإبداع أشكال مختلفة تتفاوت بين كتابة قصيدة إلى بناء مشروع تجاري، إن ممارسة الإبداع هي طريقة جيدة لتدريب نفسك على عقلية النمو المتدرّج والتخلي عن الحاجة إلى الكمال منذ البداية.

 

لا بد أنّ تغيير منطقة الراحة يعتبر خطوة جريئة ومهمة في رحلة النمو الشخصي والتطوير، فإذا كنا مستعدين للمغامرة خارج حدودنا المألوفة، فإننا نمنح أنفسنا الفرصة لاكتشاف مواهبنا وقدراتنا الكامنة.

 

عندما نتحدى أنفسنا ونخوض تجارب جديدة، نمتلك الفرصة لتوسيع آفاقنا وتطوير مهاراتنا، مما يساعدنا على النمو والتطور كأفراد.

 

قد تكون الرحلة صعبة أحيانًا ومليئة بالتحديات، ولكنها تستحق كل جهدنا، حيث تمنحنا الفرصة لاكتشاف جوانب جديدة من ذواتنا وتحقيق إنجازات لم نكن نتوقع أننا نقدر عليها.

 

الكاتب: فؤاد الديك مدير الموارد البشرية في مبادرة مسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال