لا يمكن أن نتعامل مع المحتاجين والفقراء كأعداد أُحصيت ونشرت لنقول بعدها أن بلادنا تعاني والحال يتدهور واليد عليلة لا تُرشد تائه لطريقه حتى تسد جوع محروم.
بل إننا قادرون كلّ بسعته يساعد من حوله بمساعدة المحتاجين والمساكين والفقراء بقدر استطاعته، فإن بذرة تحصد شجرة، والخير عدوى فإن مددت يدك مُدّت الأيادي معك، في هذا المقال وفي شهر رمضان المبارك، حريٌّ بنا أن نتكلم كثيراً عن فعل الخير ومساعدة المحتاجين.
لماذا يجب علينا مساعدة المحتاجين والفقراء؟
إن مدّ يد العون للمحرومين هو إحسان نُسديه انطلاقاً من قيمنا وأخلاقنا، فمن ترك فقيراً أو محتاجاً يعاني في صمت سمح لنفسه بأن ينطفئ نور الرحمة في قلبه، حين تتجاهل مجتمعاتٌ بأسرها حاجات الفقراء فإنها تبني جدرانًا عالية بين أفرادها، جدرانًا لا تهدمها إلا يد الخير.
فإن التفاوت في الأرزاق كان لحكمة تُمتحن فيه نفوس البشر وقيمة العطاء لديهم، ومن ظن أن الفقر شأن فردي فقد أغفل الحقيقة الكبرى، أن بضعف أحدنا يضعف الجميع، وأن جوع إنسان واحدٍ يترك وصمة في ضمير الإنسانية.
نحن نؤمن في مسارات أن كل مساهمة منك مهما كان نوعها، تهدف من خلالها لمساعدة أشد الفئات احتياجاً في سوريا وهم الأيتام وأصحاب الهمم والنازحين في المخيمات، إنما هي صدقة تُكتب في ميزان حسناتك، ترتفع فيها منزلتك، ومكانتك عند الله عزَّ وجل.
فضل الصدقة على المحتاج
حين يُخرج الإنسان مما بين يديه ليسدّ رمق أخيه، فإنه بذلك يطهر قلبه قبل أن يملأ يد غيره، وقد وصف الله تعالى عباده المحسنين الذين لا تغفل قلوبهم عن الفقراء، فقال في محكم التنزيل: (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) (الذاريات: 16-19).
ووعد الله من أنفق في سبيله بالخلف الحسن، فقال سبحانه: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) (سبأ: 39)، فليس هناك يدٌ تمتد للعطاء إلا وأمطرت عليها الخيرات أضعافًا مضاعفة، فإن الله يأخذ القليل فيربيه لصاحبه حتى يكون أعظم مما تصوره.
كما قال النبي ﷺ: “ما تصدق أحد بصدقة من طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله” (رواه مسلم).
والصدقة هي كشف الكرب عن الملهوفين وسدّ جوع المحتاجين، فقد قال النبي ﷺ: “أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كربًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا”.
إن الصدقة نورٌ يُضيء درب المعطي وحبلُ نجاةٍ للاخذ وأمانٌ للمجتمع كله، وما من أحدٍ بسط يده بالخير إلا بسط الله له من فضله أضعافًا، إذ قال في الحديث القدسي: “يا ابن آدم! أنفق، أُنفق عليك” (رواه مسلم).
فليكن العطاء طبعاً لا طارئاً، وليكن للضعفاء في أرزاقنا نصيب، فقد وعد الله من أقرضه قرضاً حسناً بأن يرده إليه مضاعفًا، فقال: (من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة) (البقرة: 245)، فما أعظم أن يكون الإنسان سببًا في دفع الجوع وستر العوز وإحياء الأمل في القلوب التي كاد اليأس أن يُطبق عليها.
و هنيئاً لمن يستثمر أيام الشهر المبارك، فيتلمس حاجات الفقير والمحتاج، ويسعى ليكون جزءاً من تلبيتها، ليمد له يد العون والمرحمة، بل ويبحث عن أكثر الناس احتياجاً، وغالباً ما ستقوده السبل لسكان وأطفال المخيمات، الذين اضطروا لترك بيوتهم ومدنهم ولجأوا إلى خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
أطفال المخيمات هم الأكثر تأثراً بكل ذلك، يحرمون من التعليم ويعانون واقعاً اقتصادياً صعباً، لذلك نحاول أن نصل لهم من خلال خلال حملات تجمع بين التعليم والإطعام، فنغذّي عقولهم بالمعرفة، وأجسادهم بما تحتاجه من أساسيات.
وندعوكم لتكونوا مساهمين مباشرين في هذا الخير العظيم، وخاصة في هذه الأيام المباركة التي تتضاعف فيها الأجور والحسنات، ولتكونوا أشبه ما يكون بالنبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فقد كان كالريح المرسلة في العطاء.
ساهم في حملة إطعام وتعليم أطفال المخيمات
أفكار لمساعدة المحتاجين
- تقديم المساعدات المالية والعينية: يمكن تقديم المساعدات المالية للمحتاجين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والملبس والسكن، كما يمكن تقديم المساعدات العينية، مثل الأجهزة المنزلية والأثاث والأدوات المدرسية والمعدات التقنية للطلاب.
- توفير فرص العمل: يمكن توفير فرص العمل للمحتاجين لتحسين أوضاعهم المعيشية، وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي: يمكن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمحتاجين لمساعدتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
- المشاركة في الأعمال التطوعية: يمكن المشاركة في الأعمال التطوعية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين، مثل توزيع الطعام والملابس وتنظيف المنازل وتقديم الرعاية الصحية.
ولأن شهر رمضان هو شهر الخير والإحسان، فإننا نكثر فيه من أعمال البر والرحمة، فنتقرب لله تعالى بالأعمال الصالحة من الصدقة وصلة الأرحام، فكلما تقرب العبد إلى الله تعالى، كانت رحمة الله، ومحبته، وإجابة دعائه أقرب إليه، وكلما كانت الصدقة في موضع الاحتياج للمسلمين كلما كانت أعظم أجراً وأمدُّ أثراً.
لذلك ندعوكم للمساهمة معنا خلال شهرنا المبارك في حملات دعم تعليم الأيتام و دعم تعليم النازحين في المخيمات بسوريا، وحملة التدريب المهني للشباب السوري الذي يعاني من فجوة كبيرة بين واقعه وبين ما وصل إليه العالم من التكنولوجيا الرقمية، لذلك نحاول في حملاتنا أن نزوّد الشباب السوري بالتدريب الاحترافي على أكثر المهارات طلباً للعمل عن بعد، ونؤهلهم ليكونوا قادرين على دخول سوق العمل.
مساهمتك في هذه الحملات تعني أنك تعين فرد لينهض بنفسه، وهو بدوره سيكون معين لعائلة كاملة، حتى يتحقق لها الاستقرار اللازم من أجل حياة كريمة.
ساهم الآن في ولا تحرم نفسك فضل هذه الأيام المباركة
لماذا تركز مسارات عملها مع أشد الفئات احتياجاً في سوريا؟
باختصار لأنهم محتاجون للدعم، محتاجون لأن نقف معهم ونسندهم بكل ما أوتينا من سعة، محتاجون لنؤمن لهم حقهم الأساسي في التعليم، والذي من خلاله سيكونون أفراداً فاعلين قادرين على النهوض بأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم.
لذلك انطلقت هذه المبادرة من مبدأ أن التعليم حقٌ للجميع، وسعت جاهدةً لتوفير بيئة تعليمية متكاملة تلبي احتياجات الطلاب، خاصةً أولئك الذين انقطعت بهم سبل التعليم بسبب الظروف القاسية، مثل الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، وسكان المخيمات، والأهم الشباب السوري الذي يعيش فجوة كبيرة بين واقعه وبين ما وصل إليه العالم أجمع..
– دعم التعليم عن بُعد:
أدركت مسارات التحديات التي تواجه الطلاب في الوصول إلى المؤسسات التعليمية التقليدية، فقامت بمبادرة تهدف إلى دعم التعليم عن بُعد تُقدم منظومة معرفة متكاملة، و بشكل مجاني للطلاب في سوريا، استفاد منها للآن ما يقارب 50,000 طالب، حيث عمل أكثر من 150 متطوعًا من داخل سوريا وخارجها على تقديم الدعم التعليمي والتقني لضمان استمرارية العملية التعليمية.
– كفالة طلاب العلم:
تؤمن مسارات بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل المجتمع بأسره، لذلك عملت على إطلاق:
– حملة دعم تعليم الطلاب الأيتام.
– حملة دعم تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
– حملة دعم تعليم النازحين في المخيمات
– حملة دعم التدريب المهني للشباب السوري.
فمن خلال توفير الدعم المالي والمعنوي لهم، نتيح لهم التركيز على دراستهم وتحقيق طموحاتهم الأكاديمية، نساعدهم ليكونوا غداً أفضل من أنفسهم اليوم، نساعدهم ليحلموا ويصلوا لواقع أفضل من واقعهم ومستقبل أكثر إشراقاً من وضعهم الحالي.
لا تتردد بالمشاركة في هذه الحملات، وتذكر أن كل مساهمة منك تعني أنك ستكون شريكاً في الخير، شريكاً في التغيير، حاصلاً على الأجر المضاعف بإذن الله.