تعتبر نظرية التغيير نظرية متكاملة لعلاج ذلك السلوك الشاذّ، وأساس هذه النظرية بتقييم حالة الفرد واستعداده للعمل على سلوك صحي جديد، وهذه النظرية تؤمّن طرقاً واستراتيجيات لإرشاد الفرد.
مكونات نظرية التغيير
- مراحل التغيير
- عمليات التغيير
- مستويات التغيير
- النجاعة الذاتية
مراحل التغيير
- مرحلة ما قبل التأمل: في هذه المرحلة يكون الفرد غير مستعد لعملية التغيير في سلوكه؛ وغير مستعدّ لذلك في المستقبل القريب وهذا الفرد لم يكن لديه أي معلومة ولو صغيرة أو لم يملك الوعي الكافي، لذلك من الصعب التواصل معه.
- مرحلة التأمل: في هذه المرحلة يكون الفرد على استعداد لعملية التغيير؛ لكن لم يكن واثق بها أو بكيفية كسر الجليد والبدء بها. هنا يجب دراسة حالة الفرد والنظر في المنافع الناتجة عن السلوك والمساوئ، ومن السهولة الوصول إلى الأفراد.
- مرحلة الاستعداد: الأفراد على استعدادٍ تام لتغيير السلوك في الشهر المقبل. الأفراد في هذه المرحلة لديهم خطة كاملة مثال: (التسجيل في النادي الرياضي، الذهاب إلى أخصائي التغذية)، وهذه المرحلة تعدّ المرحلة المثالية لمنسوبي الصحة لأن الأفراد متحفزين للتغيير.
- مرحلة العمل: في هذه المرحلة قد بدأ الفرد بالتغير، وبدأ بالعمل المؤدّي لتغيير السلوك؛ ممارسة الرياضة، الإقلاع عن التدخين.
فترة هذه المرحلة من بداية اتباع السلوك الجديد إلى ستة أشهر لاحقاً. الأفراد في هذه المرحلة معرضين للانتكاس والعودة إلى نمط الحياة القديم بشكل كبير.
مرحلة العمل بنظرية التغيير
في هذه المرحلة الأفراد لا يحتاجون إلى التعليمات وتدخل تحفيزي، بل إلى الدعم والمساندة من خلال إزالة العناصر الخارجية والداخلية التي قد تؤثر وتكون عائق لممارسة السلوك الجديد.
- رحلة المحافظة: السلوك الجديد تمت ممارسته لأكثر من ستة أشهر، لكن أقل من خمسة سنين. الانتكاسة للعادات القديمة في هذه المرحلة ضئيلة جداً، لكن يتطلب العمل على بعض الحواجز الممكنة مثل التوتر.
- مرحلة المثابرة (النتيجة النهائية): مرحلة التغيير لسلوك ما قد تمت، وهي خمسة سنين من المحافظة، لا يوجد نسبة كبيرة لحدوث انتكاسة لأن الفرد أقل عرضة للإغراءات الممكنة.
لكن يوجد دراسات عدة تبين أن نسبة الأفراد ضئيلة جداً للوصول إلى هذه المرحلة لأنها الأصعب من بين مراحل التغيير.
التغيير قد لا يكون دائم الثبات ومستقيم، ولا بد من أن يتعثر الفرد عدة مرات والمجاهدة للوصول إلى التغيير المطلوب والسلوك الجديد.
عمليات التغيير
توضح الــعديد من أدبيات التغيير أن هنالك العــديد من الاستراتيجيات والتي تتبـعها المنظمات للتعــامل مع مقــاومة التغيير. ومن تلك الاستراتيجيات التي تتحدث عنها تلك الأدبيات:
- استراتيجية المشاركة والإقناع
- استراتيجية الاحتواء
- الاستراتيجية الإكراه
- استراتيجية التمويه والمراوغة
مستويات التغيير
تشمل مستويات التغيير على المستويات التالية:
- التغيير في المعرفة
- التغيير في المواقف
- التغيير في سلوك الأفراد
- التغيير في سلوك المجموعات أو سلوك المؤسسة بشكل عام.
النجاعة الذاتية
النجاعة الذاتية هي مدى اعتقاد الشخص بقدرته على إتمام المهام وبلوغ الأهداف وقوة ذلك الاعتقاد؛ وبعبارة أخرى هو اليقين من الاقتدار على إتيان المهام وبلوغ المقاصد.
النجاعة الذاتية عامل مباشر ومؤثر رئيسي في كل جوانب تحقيق الهدف، وبذلك تؤثر بشكل كبير في كمية الطاقة التي يمتلكها الشخص لإنجاز هدف ما بشكل ناجح والخيارات التي يسلكها الشخص في سبيل هذا الهدف. هذه التأثيرات واضحة وقد تكون مرتبطة بسلوكيات مضرة بالصحة.
مصادر التغيير
- المحيط الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي.
فوائد التغيير
التغيير له فوائد عديدة في حياة الإنسان، منها:
- يساعد على التركيز
- الثقة والتقدم في مجالات الحياة المختلفة
- يعلّم كل ما هو جديد ويزيد من الخبرة والمعرفة.
- يضمن تجدد الحياة والابتعاد عن الملل والروتين.
في ختام رحلتنا مع نظرية التغيير، يبرز مدى أهمية وقوة هذه النظرية في توجيه الأفراد نحو اعتناق سلوكيات صحية وإيجابية. من خلال تناول مراحل التغيير المختلفة والاستراتيجيات الموصى بها، يتضح أن التغيير ليس مجرد خطوة واحدة، بل رحلة متكاملة تتطلب الإصرار والدعم. النجاعة الذاتية وإدراك الفرد لقدرته على التغيير تلعب دوراً حاسماً في هذه العملية، مشيرة إلى أن الإيمان بالنفس هو الأساس الذي تقوم عليه كل خطوة نحو التحول الإيجابي. وبينما تستمر الحياة في تقديم تحدياتها، تقدم نظرية التغيير الأدوات والمفاهيم التي يمكن للأفراد استخدامها لمواجهة هذه التحديات بثقة وفعالية، مما يضمن مستقبلاً أكثر صحة وإيجابية.
الكاتب: أ. خالد العبدو مدرس مادة الفيزياء في مبادرة مسارات