قد زخرت السنة النبوية بأحاديث عن فضل الصدقة في رمضان، التي تؤكد أن هذا الشهر موسم للمتسابقين في الخير، وفرصة لمن أراد أن يمدّ يد العون فيكون سببًا في إسعاد القلوب المنكسرة.
في هذا المقال نروي لكم عن أهمية الصدقة في رمضان وأحاديث فضلها التي وردت في السنة النبوية.
أهمية الصدقة في رمضان
الحديث عن صدقة رمضان يكشف عن كونها سببًا في مغفرة الذنوب وطهارة النفوس، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن النفحات الربانية في رمضان تتنزل على من أقبل على الصدقة بنفسٍ طيبة، فكل معروفٍ يُبذل، وكل كفٍّ تمسح دمعة محتاج وكل لقمةٍ تُقدَّم لفقير، هي بابٌ يُفتح لصاحبه نحو الرضا الإلهي.
في هذا الشهر الكريم كل الأعمال الصالحة أجورها مضاعفة في العبادات والصدقات، والصدقة من أجل الأعمال في رمضان لأنه شهر الرحمة والعطاء وكل الناس فيه فرحين بهذا الشهر العظيم لذلك إدخال السرور إلى قلب المحتاجين والفقراء لهي أعظم الأعمال.
أحاديث عن فضل الصدقة في رمضان
ورد في السنة المطهرة أكثر من حديث عن الصدقة في رمضان يبين ثوابها وعِظم أثرها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة في رمضان) (أخرجه الترمذي)، وفي هذا التوجيه النبوي إشارة واضحة إلى منزلة الإحسان في هذا الشهر، حيث تجتمع فيه فضيلتا الزمان والطاعة.
كما جاء في حديث عن فضل الصدقة في رمضان أن رسول الله كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فهو ريحٌ مرسلة من الرحمة والعطاء، لا يرد سائلاً ولا يحجب الخير عن طالب.
الصدقة في الإسلام لها فضل عظيم في كل الأوقات، وقد وردت أحاديث عديدة تبين مكانتها وأثرها الإيجابي على المسلم في الدنيا والآخرة. منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”.
وفي حديث آخر عن الصدقة، قال صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… وذكر منهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”. (رواه بخاري ومسلم)
كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تظل صاحبها يوم القيامة، فقال: “كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس”. (رواه الإمام أحمد)
ومن الأحاديث التي تحث على الصدقة وتبيّن فضلها، قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. (رواه مسلم)
أنواع الصدقات في رمضان:
- الصدقة المالية: تقديم المال للفقراء والمحتاجين، المساهمة في بناء المساجد أو كفالة الأيتام، دفع الزكاة لمن يستحقها.
- إطعام الطعام: تفطير الصائمين، سواء بإعداد وجبات جاهزة أو التبرع بها للمساجد والجمعيات الخيرية، توزيع المواد الغذائية (سلل رمضان) على العائلات المحتاجة.
- التبرع بالملابس والحاجات الأساسية: إعطاء الملابس للمحتاجين، خاصة قبل العيد، التبرع بالأثاث أو الأدوات المنزلية للفقراء.
- الصدقة الجارية: حفر الآبار لتوفير الماء للفقراء، طباعة المصاحف أو الكتب الدينية وتوزيعها، إنشاء مشاريع خيرية يستفيد منها الناس على المدى الطويل، كفالة الأيتام وطلّاب العلم.
- الصدقة المعنوية: الكلمة الطيبة والتبسم في وجه الآخرين، مساعدة كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة، قضاء حوائج الناس دون مقابل.
- العفو والتسامح: التصدق بالعفو عن الآخرين، خاصة في هذا الشهر المبارك، إصلاح ذات البين بين المتخاصمين.
الصدقات تؤثر بشكل إيجابي أولاً على حياة المتبرعين، فهي تساعدهم على الشعور بالرضا والراحة النفسية، وتُحفزهم للاستمرار في تقديم الخير، لما يرونه من أثر صدقاتهم المستمر المتجدد، وخاصة في شهر رمضان شهر الرحمة والإحسان ومضاعفة الأجور، وبنفس الوقت تؤثر على حياة المستفيدين بالتيسير والتسهيل.
لذلك تضع مبادرة مسارات بين أيديكم خمس حملات يمكنكم من خلالها أن تضاعفوا حسناتكم مع كل كتاب يفتحه الطالب ليدرس، ومع كل درس يحضره عبر المبادرة:
- حملة تعليم الطلاب الأيتام في سوريا
- حملة تعليم أصحاب الهمم
- حملة تعليم نازحي المخيمات
- حملة دعم التدريب المهني للشباب
- حملة علّم وأطعم
هنا نحن نتكلم عن دعم أكثر الفئات احتياجاً في سوريا، من نشترك معهم بالقيمة الإنسانية، ونختلف عنهم بالظروف التي أنعم الله بها علينا، واجبنا تجاههم كبير وكل مساهمة أو تبرع منك لدعمهم إنما تضيئ لهم من خلالها طريق التغيير والانتقال من واقعهم لواقع أفضل.
لا تتردد تبرع الآن لدعم التعليم في سوريا
نماذج من سلوك النبي في الإحسان والعطاء خلال رمضان
كان النبي محمد ﷺ مثالًا يُحتذى به في الإحسان والعطاء، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، فقد كان أجود الناس، وكان جوده يزداد في رمضان حين يلتقي بجبريل عليه السلام لمدارسة القرآن. وقد وصف ابن عباس رضي الله عنهما هذا الجود بقوله: “كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل… فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة”.
تجلّت مظاهر إحسان النبي ﷺ وعطائه في رمضان في عدة صور، منها:
- الصدقة والإحسان: كان ﷺ يُكثر من الصدقة، فيعطي بسخاء من غير خوف من الفقر، وقد وصف ابن القيم رحمه الله ذلك بقوله: “كان صلى اللَّه عليه وسلم أعظمَ الناس صدقةً بما ملكت يدُه… وكان لا يسأله أحدٌ شيئاً عنده إلا أعطاه قليلاً كان أو كثيراً”.
- إفطار الصائمين: حثّ النبي ﷺ على تفطير الصائمين وإطعام الطعام في رمضان، مبينًا عظم الأجر في ذلك، حيث قال: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا”.
- تدارس القرآن: كان جبريل عليه السلام يلتقي بالنبي ﷺ في كل ليلة من رمضان لمدارسة القرآن، مما يزيد في جوده وعطائه.
هذه النماذج من سلوك النبي ﷺ في الإحسان والعطاء خلال رمضان تُبين أهمية هذا الشهر كفرصة لترسيخ القيم الإنسانية والتقرب إلى الله من خلال الأعمال الصالحة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى هديه صلى الله عليه وسلم نسير ونسعى، فنستثمرأيام شهرنا المبارك لنتفقد من يحتاج منا المساعدة، نتفقد الفقراء والمساكين، ونتفقد من يمكننا من خلالهم أن نحصل على أجر الصدقة الجارية، لذلك نفتح أمامكم الطريق ونيسر لكم السبل حتى تصل تبرعاتكم وصدقاتكم للطلاب الأيتام أكثر الفئات احتياجاً لدعمكم، و للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون منكم يداً حانية تدعمهم ليحققوا انجازاتهم، ولأطفال المخيمات عبر حملة علّم وأطعم فيكون لكم أجر التعليم والإطعام معاً.
لا تبخل على نفسك بعظيم الأجر .. اختتم شهر الخير بأعمال الخير والإحسان
تبرع لحملة علم وأطعم الآن
لماذا تعمل مسارات لدعم التعليم والتنمية المستدامة في سوريا؟
لأننا نؤمن أنه من أعظم الصدقات الجارية أن تكفل تعليم طالب، فيتزوّد بالعلم والمعرفة، ويتسلح بالمهارة التي تمكنه من العمل عن بعد ، فينتهي به المطاف ليكون قادراً على تحقيق الدخل والاستقرار المادي لنفسه وأسرته.
وهذا جوهر معنى العطاء، أن يتحول المتلقي من مستهلك إلى منتج، ومن مستفيد إلى مساهم في تنمية مجتمعه وأمته.
وفي مسارات ترجمنا ذلك إلى واقع واستطعنا بدعم المساهمين إيصال التعليم ونشر المعرفة في سوريا، من خلال منظومة معرفية متكاملة تبدأ بالتعليم المدرسي وتنتهي بإكساب الطالب لمهارات العمل عن بعد، لأننا بالتعليم نستطيع أن نصل العلياء وننهض بالبلاد.
مبادرة مسارات هي مبادرة تعليمية تطوعية غير ربحية تأسست عام 2019، تهدف إلى توفير التعليم عن بُعد بشكل مجاني للطلاب السوريين، خاصة في المناطق الشمالية من سوريا، حيث تضررت البنية التحتية التعليمية بسبب النزاع المستمر.
منذ انطلاقها، استفاد من مسارات أكثر من 31,000 طالب، بفضل جهود فريق يضم 150 متطوع، يسعون لضمان استمرار العملية التعليمية رغم التحديات.
في عام 2022، حازت المبادرة على جائزة أفضل مبادرة تطوعية في مجال التعليم على مستوى الوطن العربي، ضمن النسخة الرابعة من قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل الأعمال التطوعية.
ونحن اليوم نفتح لك الطريق لتكون شريكاً معنا في تحقيق التغيير، وفي إحداث الأثر الممتد الذي يُكتب في ميزان حسناتك كصدقة جارية، من خلال تمكين الأفراد بالتعليم والمهارات والتدريب المهني، لأنك تساعد في بناء مستقبل أفضل لسوريا بأكملها.
