حينما تسكن الأرض وتخفت الأصوات يعلو نداء القلوب إلى السماء، حيث تهمس الأرواح بخشوع في ظلمة الليل تبحث عن أنس القرب من الله.
في هذا الشهر نكثر من أداء العبادات ودفع الصدقات لمستحقيها والدعاء والإطالة في قيام الليل في رمضان، نرجو مغفرة الله وأن تشملنا رحمته ندعوه بإخلاص ويقين الاستجابة راجين أن يحقق مُنانا.
في مقال مسارات، نستذكر سوياً أدعية قيام الليل في رمضان وبعض الأذكار التي يداوم العبد المؤمن على ترديدها.
أدعية القيام في رمضان
عندما يسجد العبد في الليل، ويُناجي خالقه في صلاة القيام في رمضان، يكون الدعاء نافذة يطل منها على رحمات الله الواسعة، ومن جميل ما يُقال في أدعية القيام في رمضان:
- (اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضِ فيَّ حكمُكَ، عذلْ فيَ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعمَتِكَ، وتَحَوُلِ عَافِیَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).
- (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّا).
- (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
و من آداب الدعاء، وأسباب إجابته حمد الله تعالى قبل الدعاء، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة من الصدقة وصلة الأرحام، فكلما تقرب العبد إلى الله تعالى، كانت رحمة الله، ومحبته، وإجابة دعائه أقرب إليه، وكلما كانت الصدقة في موضع الاحتياج للمسلمين كلما كانت أعظم أجراً وأمدُّ أثراً.
في هذه الأيام الفضيلة ما أرحم أن نتفقد أحوال المحتاجين فنمد لهم اليد التي يحتاجونها، ثم ندعو الله تعالى بما نشاء، وربما يكون الأيتام وسكان المخيمات الذين يعانون منذ سنوات طويلة أكثر الفئات احتياجاً لدعمنا.
لذلك ندعوكم للمساهمة معنا في حملات دعم تعليم الأيتام وسكان المخيمات في سوريا، التي تقوم بها مبادرة مسارات بهدف مساعدتهم ليكملوا تعليمهم، ويتمكنوا معرفياً ليكونوا قادرين على العمل بمجالاتهم واختصاصاتهم فينهضوا بأنفسهم وأهاليهم.
كل مساهمة منك في حملة دعم تعليم الأيتام وتعليم سكان المخيمات، لن يبقى أثرها محصوراً في اليتيم نفسه بل سيمتد ليكون فرداً فاعلاً يفيد أسرته ومجتمعه.
تبرع الآن لدعم تعليم الأيتام في سوريا
أدعية قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان
إذا دخلت العشر الأخيرة، حلّت بركات مضاعفة وتهيّأت القلوب لاستقبال ليلة القدر، تتجلى في هذه الليالي أعظم الفرص فتُرفع الأيادي بالدعاء وتلهج الألسن بـ أدعية قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، طمعاً برحمة الله الواسعة:
- (اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
- (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
- (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
- (اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يَذلُّ من واليت، ولا يعزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفرك ونتوب إليك).
- (اللهم ارحمنا واحفظنا و الطف بنا والمسلمين، اللهم اكفنا وإياهم شر مصائب الدنيا والدين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين).
- (اللهم ارفع عنا البلاء والغلاء والقحط والجور والظلم والفتن والمحن، ما ظهر منها وما بطن، برحمتك يا أرحم الراحمين).
- (اللهم تقبّل منا، وعافنا واعف عنا، وارحمنا اللهم برحمتك، اللهم تقبّل صلاتنا وصيامنا، وقيامنا ودعاءنا، وتوجهنا إليك، وتقرُّبنا لديك، بمنك وفضلك يا رب العالمين).
أذكار قيام الليل في رمضان
لا يقتصر السحر على الدعاء، بل تمتد أنواره إلى الذكر الذي يروي القلوب ويوقظ الأرواح من غفلتها، إن أذكار قيام الليل في رمضان بمثابة أنفاس الروح التي تبث الطمأنينة في الوجدان، ومن أجملها:
- “سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته”.
- “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
- “يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
أفضل دعاء لصلاة القيام في رمضان مكتوب
حين يطول الليل ويخلو العبد بربه، ينطلق الدعاء من أعماق القلب ينساب بصدق، فيكون أصدق ما يقال في أفضل دعاء لصلاة القيام في رمضان:
- (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحولُ به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تُهّون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا، وقوتنا أبداً ما أحييتنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا).
- (اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهنّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تُؤثر علينا، وارضنا وارض عنا بمنّك وكرمك، يا أرحم الراحمين).
- (اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عنّا).
ليكن ليلك مزداناً بالصلاة ولسانك عامرًا بالذكر وقلبك متعلقًا بالرحمة والمغفرة، عسى أن تبلغ بها نور القرب من الله.
واستذكر أن شهر الرحمة والإحسان هو أفضل الشهور التي نتزود فيها من أعمال الخير، لذلك نتقرب لله تعالى بأعمال البر والخير، نستثمر فيها شهر الفضل في شهر الرحمة والإحسان، فنكثر من الصدقات والتبرعات لأكثر الناس احتياجاً، ونحن نستذكر قول الله تعالى ” الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “، فنجود بما يرضى قلوبنا وأنفسنا.
ونحاول أن تكون صدقاتنا لأكثر المشاريع أثراً ومنفعة، المشاريع التي تهتم ببناء الإنسان، الفرد المسلم معرفيّاً ومهاريّاً، ليكون قادراً على النهوض بنفسه وأسرته دون احتياجٍ لأحد، وليكون فاعلاً في مجتمعه وأمته.
لذلك نضع بين أيديكم مجموعة من الحملات التي تعمل عليها مبادرة مسارات في هذا الشهر المبارك، علّه يكون لديكم مساهمة خيّرة تضيفينها فتصنعون فيها فرقاً كبيراً:
- حملة تعليم الطلاب الأيتام في سوريا
- حملة تعليم أصحاب الهمم
- حملة تعليم نازحي المخيمات
- حملة دعم التدريب المهني للشباب
- حملة علّم وأطعم
هنا نحن نتكلم عن دعم أكثر الفئات احتياجاً في سوريا، من نشترك معهم بالقيمة الإنسانية، ونختلف عنهم بالظروف التي أنعم الله بها علينا، واجبنا تجاههم كبير وكل مساهمة أو تبرع منك لدعمهم إنما تضيئ لهم من خلالها طريق التغيير والانتقال من واقعهم لواقع أفضل.