تعد زكاة الفطر من العبادات الأساسية في الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم قادر على دفعها، زكاة الفطر تطهير للنفس والمال، وسبيل ديني لتقوية روابط المحبة والتكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.
نناقش في هذا المقال أهم الاستفسارات عن أحقية إخراج زكاة الفطر في بلد آخر، والحكم الشرعي في ذلك، وما أهم الأحكام التي تترتب على إرسال الزكاة لبلد آخر، ونختم بالإجابة على أهم الاسئلة الشائعة حول هذه المسألة الدينية الهامة.
هل يجب إخراج زكاة الفطر في بلد الإقامة؟
أوجب الإسلام زكاة الفطر على كل مسلم حر؛ كبيراً أو صغيراً؛ والأصل في إخراج زكاة الفطر هو أن يدفعها المزكي في بلد إقامته حتى تفي بغرضها من تطهير الصائم وإغناء الفقراء في محيطه المسلمين، ولا يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم، هذا يعكس مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام. وفي هذا الأمر قال ابن قدامة: “فأما زكاة الفطر فإنه يخرجها في البلد الذي وجبت عليه فيه، سواء كان ماله فيه أو لم يكن“.
شروط زكاة الفطر
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر تُؤدى قبل صلاة عيد الفطر ولها عدة شروط يجب توفرها، وهي:
- الإسلام: لا تجب زكاة الفطر على غير المسلم.
- القدرة المالية: تجب على من يملك قوت يومه وليلته وما يزيد عن حاجاته الأساسية وحاجات من يعول.
- الوجوب على كل فرد: تجب زكاة الفطر على كل مسلم سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، ذكرًا أو أنثى، حتى الجنين إن وُلد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان.
- الوقت المحدد: تبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى قبل صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
- إخراجها من الطعام أو قيمته: يجب إخراجها من الطعام المعتاد في البلد، مثل التمر أو الأرز أو القمح، وقيمتها تُقدّر حسب سعر هذه الأصناف.
هل تجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟
في المذهب الحنفي أجاز إخراج المال عن زكاة الفطر، واستدل بـأن النقد أنفع للفقراء حيث يمكنهم شراء ما يحتاجونه، وأن المقصد من الزكاة هو سدّ حاجة الفقراء، وهو ما يتحقق بالمال أكثر من الطعام أحيانًا.
حكم إخراج زكاة الفطر في بلد آخر
يُستثنى من هذا الأصل في حال كان هناك حاجة أشد أو ضرورة أكبر في مكان آخر، كوجود كوارث طبيعية أو فقر مدقع في بلد آخر. في هذه الحالة، يُعتبر إخراج الزكاة لذلك المكان جائزاً وأولى لمساعدة المحتاجين هناك، ودليله أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَستدعي الصَّدَقاتِ إلى المدينةِ، ويَصرِفُها في المستحقِّين.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر في غير البلد المقيم فيها المزكي؟
وبذلك يكون إخراج زكاة الفطر في بلد آخر غير بلد المزكي جائزاً في الإسلام وفقاً لما تراه الحاجة والضرورة بعد الأخذ ببعض الاعتبارات : كالأصل في الزكاة والحاجة والضرورة ونية المزكي.
فالأصل في دفع زكاة الفطر أن تُدفع في نفس بلد إقامة المسلم، ولا تُنقل إلا إذا لم يكن هناك مستحقين للزكاة بنفس البلد، أو كان هناك أحد أحوج للزكاة من غيره في بلد أخرى، أي كان هناك حاجة شديدة للمال في مكان أخر، خاصةً إذا كان من الأقرباء؛ يجوز إرسال الزكاة إليه.
قال ابنُ تيمية في ذلك: “وإنما قال السلف: جيرانُ المالِ أحقُّ بزكاته، وكرهوا نقلَ الزكاة إلى بلد السلطان وغيره؛ ليكتفي أهلُ كلِّ ناحية بما عندهم مِن الزكاة، ويجوز نقلُ الزكاة وما في حكمها لمصلحةٍ شرعيةٍ”
التبرع بزكاة الفطر أون لاين للمخيمات السورية
يجيز العلماء دفع زكاة الفطر للمؤسسات والجمعيات الخيرية التي تُعنى في قضايا السوريين، وتهدف إلى تحسين ظروف حياتهم بأقل الإمكانيات، في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها السوريين في المخيمات السورية، والتحديات اليومية التي تواجههم، وانعدام أسس الحياة من غذاء وصعوبة الظروف الاقتصادية عليهم.
ويقول الشيخ جعفر أحمد الطلحاوي: “يجوز نقل القيمة المادية لزكاة الفطر إلى المُستحق لها شرعاً في أي بلد، فكل بلاد الإسلام أوطان عن طريق (مؤسسات البر)، أو حتى عن طريق أفراد، شرط الوثوق بهذا الطريق أو ذاك.”
مبادرة مسارات لدعم وتمكين الشباب السوري
نقدم في مبادرة مسارات التعليم المجاني وكافة سبل العلم والمعرفة لكافة فئات المجتمع خاصة الأكثر تضرراً لأننا نرى في العلم السبيل الوحيد لتغيير حياة الكثيرين ممن هم بحاجة لمثل هذه الفرصة.
ومبادرتنا منظمة خيرية مُسجَّلة في تركيا؛ استطعنا -إلى الآن- مساعدة ما يقارب 30 ألف طالب من الطلاب المنتسبين إليها.
إن تبرعك بزكاة الفطر سيدعم الطلاب المحتاجين المنتسبين إلى مبادرة مسارات ضامنين لك أن تصل زكاتك لمستحقيها، مع توثيق دعمك وإرساله إليك عبر البريد الإلكتروني، ادفع الزكاة الآن لمستحقيها من المحتاجين.