يكافح طلاب كُثر في رحلة العلم وسط تحديات قاسية، تتلاشى معها الأحلام رويدًا رويدًا، هؤلاء الأطفال الذين تشع أعينهم بشغف المعرفة تقف أمامهم عوائق لا حصر لها، من فقر يضيق الخناق على أحلامهم إلى نقص الموارد التعليمية التي تحرمهم من فرصة عادلة للنجاح.
وسط هذا المشهد، تمتد أيادي الخير كشريان حياة يعيد الأمل في نفوسهم فتتحول المساعدة إلى جسر يُعبَرعليه نحو مستقبل أفضل.
لذلك نود أن نذكركم بفضل مساعدة الطلاب المحتاجين وأثر التبرع لهم على المجتمع برمته.
فضل التبرع للطلاب المحتاجين
العلم حق لكل إنسان، ولكنه بالنسبة للعديد من الطلاب المحتاجين أشبه بنجم بعيد المنال وهنا يأتي دور العطاء، فهو لا يقتصر على تأمين حقيبة مدرسية أو قسط دراسي، إنما يتجاوز ذلك ليُعيد رسم مسار حياة كاملة.
إن تقديم الدعم لهؤلاء الطلاب يمنحهم دفعة معنوية تكسر قيد الحاجة، وتجعلهم قادرين على مواصلة طريقهم بثقة، فالقيمة تكون في شعورهم بأن هناك من يساندهم وليس المال فقط.
فمن يرى فيهم طاقة تستحق الرعاية ومن يؤمن بأنهم قادرون على إحداث فرق في مجتمعاتهم يومًا ما يسابق لكي يكفل طالب علم لما له فضل في دنياه وأخراه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، لنبادر نحن لتسهيل هذا الطريق لطالب العلم من خلال التبرع ودعمه فهو كغيره من أقرانه يحلم ويتمنى ويريد أن يلمس النجم بكلتا يديه، لا يمكن أن نقول عنهم أنهم بلا أحلام ولا طموحات وأن حياتهم فرضت عليهم ذلك.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق”.
وقال الإمام سفيان الثوري: “لا أعلم من العبادة شيئًا أفضل من أن يعلّم الناس العلم”، العلم عبادة وتيسيره لطلابها فضل عظيم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
أثر مساعدة الطلبة المحتاجين على الفرد والمجتمع
حين تمتد يد الإنسان لتضيء درب طالب محتاج، فإن دائرة الخير لا تتوقف عنده وحده، إنما تمتد لتشمل الجميع. ذلك الطفل الذي نال فرصة التعلم، يكبر ليصبح طبيباً يعالج ومهندساً يبني ومعلماً يُعلّم، فتتسع دوائر الأثر ويغدو المجتمع أكثر نضجاً وأقوى فكراً وأقدر على النهوض بنفسه.
أما على الصعيد الشخصي، فإن تقديم العون يترك أثراً عميقًا في قلب المعطي قبل المُعطى له، إذ يمنحه شعوراً بالرضا، وإحساساً بمعنى الحياة الحقيقي الذي لا يُختزل في الماديات، بل في ترك بصمة لا تمحى على درب الخير.
طريقة مساعدة الطلاب المحتاجين
تتعدد الوسائل وتتنوع الأساليب، لتناسب كل من يرغب في دعم هؤلاء الطلاب، فهناك من يتبرع بوقته ليعلّم ومن يخصص جزءًا من دخله لتغطية تكاليف دراستهم ومن يوفر لهم بيئة تعليمية مناسبة تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء.
وتكون مساعدة الطلاب المحتاجين إما بكفالة طالب علم بإحدى طرق التبرع الإلكتروني، أو التبرع للمنظمات الخيرية والمبادرات التعليمية التي تدعم التعليم عن بعد في المناطق المتضررة.
كيف تعمل مسارات على مساعدة الطلاب المحتاجين في سوريا؟
سوريا، البقعة التي شهدت ألواناً من الألم، تحتاج إلى نهضة تعليمية تُعيد ترميم ما هدمته الحروب، وتفتح أفقًا جديدًا للأفراد الذين وجدوا أنفسهم في عالم لا يرحم الضعيف.
تسعى مسارات إلى تيسير وصول المعرفة للمتعلمين في أي مكان، إيماناً بأهمية إتاحة فرص متكافئة للتعلم ووعينا بأهمية التعليم لإعادة الإعمار، تعمل المبادرة على توفير التعليم من المرحلة الإعدادية وصولاً إلى ما بعد الجامعية، بالإضافة إلى التدريب المهني وتطوير المهارات عن بُعد.
تعتمد المبادرة على دروس تفاعلية ومسجلة تُقدَّم عبر منصة تعليمية، مستهدفةً الطلاب المنقطعين عن التعليم بسبب النزوح والتهجير، ويشارك في هذه المبادرة أكثر من 150 متطوعاً من داخل وخارج سوريا، بينهم أكاديميون ومعلمون وتقنيون.
من خلال هذه الجهود، تُشكِّل مسارات نموذجاً في مجال التعليم عن بُعد، وتسعى للمساهمة في بناء مستقبل أفضل للطلاب في سوريا.
وأنت ربما في هذه الأيام المباركة ترغب بأن يكون لك أجر الصدقة الجارية، وأثر ممتد في تعليمهم، أثر لا يقتصر على النهوض بهم كأفراد فقط، بل يمتد ليشمل النهوض بأسرهم وبالمجتمع ككل، لأنك عندما تكفل تعليم طالب فأنت تفتح له الطريق، وتهيئ له الفرصة ليكون فاعلاً منتجاً قادراً على الاستقلال ومحقق للاستقرار المادي والمعنوي..
لذلك نضع بين يديك خمس حملات يمكن لكل مساهمة منك فيها أن تحدث فرقاً كبيراً:
- حملة تعليم الطلاب الأيتام في سوريا
- حملة تعليم أصحاب الهمم
- حملة تعليم نازحي المخيمات
- حملة دعم التدريب المهني للشباب
- حملة علّم وأطعم
هنا نحن نتكلم عن دعم أكثر الفئات احتياجاً في سوريا، من نشترك معهم بالقيمة الإنسانية، ونختلف عنهم بالظروف التي أنعم الله بها علينا، واجبنا تجاههم كبير وكل مساهمة أو تبرع منك لدعمهم إنما تضيئ لهم من خلالها طريق التغيير والانتقال من واقعهم لواقع أفضل.