يعتبر اقتران أي عمل أو إنجاز بالعمل الإعلامي شرطاً أساسياً لنجاحه واستمراره، وابتعاد أي مؤسسة عن الإعلام لن يؤدي لوصولها للجمهور بالشكل المناسب، الأمر الذي سينعكس على مستوى أعمالها، فردود أفعال المتلقي سواء السلبية أو الإيجابية تشكل عاملاً محفزاً للاجتهاد أكثر في العمل، ومن هذا المنطلق ترافق عملنا في مسارات مع تغطيات إعلامية مستمرة بهدف إيصال كافة رسائلنا للمستفيدين وبهدف نقل نماذج النجاح التي كان لها تجارب معنا لتكون حافزاً لطلاب آخرين.
الإعلام ضمن الحدود
إن الحاجة للعمل الإعلامي في تغطية أعمال مبادرة مسارات لم يدفعنا للإنجرار خلف حب الظهور والشهرة دون مراعاة حق الطالب المستفيد ورغبته في الظهور الإعلامي من عدمه، فهذا الظهور يعتبر حرية شخصية لا يحق لأحد تجاوزها أو اتباع أي أسلوب قد يدفع المستفيد للموافقة على التغطية الإعلامية دون قناعة كاملة، من ناحية أخرى من حق المستفيد أن يشاهد الصورة أو الفيديو الذي يعرض له قبل نشره، فقد تظهر الصورة بعضاً مما يكرهه الطالب ومن حقه الاعتراض على نشرها أو المطالبة بالتعديل قبل النشر.
الفرق بين العمل الإعلامي والعمل الصحفي
يكمن الفرق بين العمل الإعلامي والعمل الصحفي نطاق وطبيعة كل منهما. هنا توضيح للفروق الرئيسية:
-
النطاق:
- العمل الإعلامي: يشمل مجموعة واسعة من الوسائط والأنشطة التي تتعلق بإنتاج وتوزيع المعلومات والترفيه عبر قنوات متعددة مثل التلفزيون، الراديو، الإنترنت، والسينما. يتضمن الإعلام أيضًا الإعلانات والعلاقات العامة، وهو ما يعني أنه يتخطى مجرد نقل الأخبار والمعلومات.
- العمل الصحفي: يتركز بشكل أساسي على جمع، تحرير، ونشر الأخبار والمعلومات. الصحفيون يعملون في الصحف، المجلات، البث الإذاعي، والمواقع الإخبارية الإلكترونية. العمل الصحفي يركز بشكل أساسي على تقديم الأخبار بطريقة موضوعية وتحليلية.
-
الهدف:
- العمل الإعلامي: يهدف إلى إعلام، تسلية، أو حتى إقناع الجمهور. يمكن أن يكون الهدف التجاري والترفيهي أكثر وضوحاً في بعض جوانب الإعلام مثل البرامج التلفزيونية الترفيهية والإعلانات.
- العمل الصحفي: يهدف إلى تقديم المعلومات بطريقة دقيقة وموثوقة. الصحفيون يسعون لتوثيق الأحداث وتقديم تحليلات معمقة للأخبار، مع الحفاظ على الموضوعية والحيادية.
-
المهنية والأخلاق:
- العمل الإعلامي: بينما يتبع العاملون في المجال الإعلامي معايير أخلاقية، قد تختلف هذه المعايير بناءً على الأهداف التجارية والترفيهية للمنظمات التي يعملون فيها.
- العمل الصحفي: يخضع لمعايير أخلاقية صارمة تشمل الدقة، الحياد، والنزاهة. الصحفيون ملزمون بالتحقق من المعلومات قبل نشرها وتجنب التحيز.
أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية
تشمل أخلاقيات مهنتي الإعلام والصحافة مجموعة من المعايير التي يجب على العاملين في هذه المجالات الالتزام بها لضمان النزاهة والموثوقية في تقديم المعلومات.
أخلاقيات مهنة الإعلام
- الصدق: تقديم المعلومات بصورة صادقة دون تزييف أو تحريف.
- الموضوعية: تجنب الانحياز الشخصي أو الإيديولوجي في تقديم الأخبار والمعلومات.
- الاحترام: التعامل بكرامة واحترام مع الجمهور والأشخاص الذين يتم تغطية أخبارهم.
- المسؤولية: الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها بشكل علني ومسؤول.
- الشفافية: الكشف عن المصادر والتفاصيل الضرورية لفهم القصة.
- الخصوصية: احترام خصوصية الأفراد وعدم التسبب في ضرر لهم دون داعٍ.
أخلاقيات مهنة الصحافة
- الدقة: التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها.
- الاستقلالية: العمل دون تأثير من مصالح خارجية، سواء كانت سياسية أو تجارية.
- العدالة: توفير تغطية متوازنة وعادلة للأحداث والقضايا.
- التحقق من المصادر: التأكد من مصداقية وموثوقية المصادر قبل استخدامها.
- حماية المصادر: حماية خصوصية المصادر التي تطلب البقاء مجهولة.
- عدم التمييز: تجنب التمييز بناءً على العرق، الدين، الجنس، أو أي أساس آخر.
أهمية أخلاقيات العمل الإعلامي
أخلاقيات العمل الإعلامي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على النزاهة والمصداقية للمهن الإعلامية، ولها تأثير كبير على الجمهور والمجتمع بأسره. إليك بعض النقاط التي تبين أهمية أخلاقيات مهنة الإعلام:
- بناء الثقة: الالتزام بأخلاقيات المهنة الإعلامية يساعد في بناء ثقة الجمهور في الوسائل الإعلامية. الجمهور يعتمد على الإعلام للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، والالتزام بالأخلاقيات يعزز هذه الثقة.
- ضمان النزاهة: أخلاقيات الإعلام تضمن أن يتم تقديم المعلومات بنزاهة دون تحيز أو تضليل. هذا يعزز الشفافية ويضمن أن الجمهور يتلقى تحليلًا متوازنًا وعادلًا للأخبار.
- حماية الحقوق: أخلاقيات العمل الإعلامي تساعد في حماية حقوق الأفراد والجماعات من خلال احترام الخصوصية وتجنب الإساءة في التغطية الإخبارية.
- تعزيز المسؤولية الاجتماعية: الإعلاميون لهم دور كبير في تشكيل الرأي العام والتأثير على القضايا الاجتماعية والسياسية. الالتزام بالأخلاقيات يضمن أن يكون هذا التأثير إيجابيًا ومسؤولًا.
- تحقيق العدالة: من خلال التغطية الإخبارية العادلة والموضوعية، تضمن أخلاقيات مهنىة الإعلام أن جميع الأصوات يمكن أن تُسمع وأن القضايا المختلفة يتم تقديمها بشكل متوازن.
- دعم الديمقراطية: الإعلام الأخلاقي يلعب دورًا حاسمًا في دعم الديمقراطية من خلال توفير منبر للنقاش الحر والتعبير عن الآراء المختلفة، مما يساعد الناخبين على اتخاذ قرارات مستنيرة.
- تجنب الضرر: أخلاقيات العمل توجه الإعلاميين لتجنب إلحاق الضرر بالأشخاص الذين يتم تغطية أخبارهم أو بالجمهور بشكل عام، سواء من خلال نشر معلومات غير دقيقة أو استخدام لغة تحريضية.
ولأن المهنة الإعلامية كباقي المهن لابد أن يكون لها أخلاقيات وأسس يلتزم بها أي عامل في هذا المجال، وخروجه عن تلك الأخلاقيات بهدف حصد الشهرة أو المال سيساهم بشكل كبير بالإساءة لعمله وشخصيته في ميدان العمل الصحفي.
فتصوير أي مستفيد دون استئذانه يعتبر مخالفاً لأخلاقيات المهنة إضافة لمخالفات كثيرة قد يقع بها الجاهل في هذا المجال مثل تصوير الأطفال.
عبد قنطار – مصور في مبادرة مسارات