تعتبر أساليب البحث العلمي للتعليم والتربية أساسية لتحقيق تطور في الحياة الأكاديمية والمجتمعية.
في هذا السياق، يقدم هذا المقال نظرة شاملة على مفهوم البحث التربوي وأهميته، بالإضافة إلى كيفية استخدام أساليب البحث العلمي لتعزيز التعليم وتطوير الذات.
مفهوم البحث التربوي
ثمة تعاريف كثيرة ومتنوعة يطرحها الأدب التربوي للبحث التربوي فيما يلي بعض منها:
هو جهد إنساني عقلي منظم وفق منهج محدد في البحث ويتضمن خطوات وطرق محددة تؤدي إلى تحقيق معرفة عن الكون والنفس والمجتمع ويسهم في تطوير أنماط الحياة وحل المشكلات التي تواجه الفرد والجماعة.
ويشير أيضاً إلى كونه عملية منظمة لجمع المعلومات، والعمل على تحليلها منطقياً لأغراض معينة.
وظائف البحث التربوي
- القدرة على موجهة المشكلات من خلال توليد المعرفة.
- العمل على تقدم المعرفة من خلال إيجاد ظروف أفضل لحياة الأفراد.
- إشباع الدوافع الاستطلاعية لدى الفرد والجماعة والتي تقود إلى تحقيق ذاته.
- العمل على تنمية وتشجيع التفكير لدى الأفراد على اختلاف مواقعهم (طلاب ومديرين ومشرفين)، وتحقيق صفات مرغوبة لديهم مثل تكوين الفرد المبدع والمنتج والمرن.
البحث العلمي
إن دراسة أساليب البحث العلمي تعني أن نستخدم الأسلوب العلمي في التفكير، ولا يستطيع أحد أن يستغني عن التفكير العلمي في حياته وفي عمله، وتزودنا بالوسائل العلمية الضرورية لتحسين أساليب حياتنا وتحسين عملنا وتطوير أنفسنا عن طريق التنمية الذاتية.
وعلى هذا يمكن القول: أن علينا أن نفكر علمياً قبل أن نلتحق بأي مهنة، وأن نجري بعض الدراسات المسحية عن ظروف العمل ومستقبله، وهل يحق لنا أن نسأل: هل نحن بحاجة إلى التفكير العلمي أم لا؟
ماذا يعني أن نتعلم أساليب البحث العلمي
إن منهج البحث العلمي يعني أننا نستخدم طريقة علمية منظمة في مواجهة مشكلاتنا العامة، وهذا يعني أننا نكون قادرين على ما يلي:
- وضع الفروض المبدئية التي تساعدنا على حل مشكلاتنا
- تحديد الإجراءات اللازمة لاختبار الفروض والوصول إلى حل للمشكلات
- تحديد مشكلاتنا بشكل دقيق يساعدنا على تناولها بالدراسة والبحث.
- دراسة الأبحاث العلمية التي أنتجها الآخرون، وتحديد مدى الإفادة منها وتطبيق نتائجها،
مهارات البحث العلمي
ممارسة أي عمل يتطلب أن تكون لدينا أساليب ومهارات البحث العلمي لكي نفهم هذا العمل ونحلل أبعاده ومهاراته الأساسية. حتى أن اختيارنا لأعمالنا يتطلب أيضاً أن نستخدم مهارات البحث العلمي. فما هي أهم مهارات البحث العلمي:
- مهارات البحث وجمع المعلومات: القدرة على استخدام مختلف قواعد البيانات والمصادر العلمية لجمع المعلومات اللازمة لدعم البحث.
- مهارات التوثيق والاستشهاد: الإلمام بأساليب التوثيق المختلفة مثل APA، MLA، وChicago، لضمان عدم الوقوع في الانتحال ولتعزيز مصداقية البحث.
- مهارات التحليل الإحصائي والتفسير: القدرة على استخدام الأدوات الإحصائية لتحليل البيانات وتفسير النتائج بطريقة تعزز فهم المشكلة البحثية.
- مهارات التفكير النقدي: القدرة على تحليل البيانات والمعلومات بشكل نقدي، وتقييم مصادر المعلومات بدقة، والتمييز بين الأدلة القوية والضعيفة.
- مهارات كتابة التقارير العلمية: القدرة على كتابة تقارير ومقالات علمية بلغة واضحة وموجزة، مع تنظيم الأفكار بطريقة منطقية تسهل فهم القارئ للموضوع البحثي.
خصاص البحث العلمي
- المنطقية: وتعني امتلاك مهارات التفكير الاستدلالي.
- الدقة: توظيف اللغة الفنية في الكتابة من قبل الباحث ما يسهل على القارئ فهم واستيعاب المفاهيم البحثية.
- الموضوعية: وتعني عدم تدخل الباحث في عملية جمع البيانات أو تحليلها وتفسرها ويتجنب إصدار انطباعاته الشخصية.
- الإثبات والتحقيق: التزام الباحث بالموضوعية تجعل عملية الإثبات والتحقيق وتمكنهم من تطوير المعرفة من خلال تعاقب الأبحاث والتوسع فيها.
- الاختزالية: عندما تجتمع لدى الباحث كمية من البيانات، يلجأ إلى تلخيصها من خلال التحليل والتي تقود إلى استخلاص تعميم واستخلاص أطر نظرية مناسبة.
- الاستنتاج الاحتمالي: عادة يفرز البحث العلمي مجموعة من الاحتمالات والاستنتاجات وهذه الاستنتاجات محتملة الصحة وليست بدرجة الإطلاق واليقين.
- التجريب: إن التجريب يولد خبرة تجريبية منظمة، والتجريب يعني الاسترشاد بالأدلة التي تم الحصول عليها من خلال طرق البحث والتجريب وليس اعتماد الآراء أو المرجعيات.
- القابلية للنشر والتعميم: الهدف الرئيس في البحث التربوي هو نشر النتائج تكون بمتناول باحثين آخرين مما يساعد على توليد معرفة جديدة تُنشر لتكون ملكة بمتناول البشر.
تابعونا في مقالنا القادم للحديث عن طرق الحصول على المعرفة وافتراضيات المنهج العلمي ثم أهداف البحث وأخلاقياته.
أ. محمود السلوم – قائد مسار التعليم المدرسي في مبادرة مسارات
استراتيجيات تحسين التعلم: كيف يمكن للطلاب تحقيق النجاح في رحلتهم التعليمية
فكرتين عن“أساليب البحث العلمي: تحسين التعليم من خلال التفكير العلمي”
وإياكم أستاذ خالد
جزاكم الله خيراُ أستاذ محمود
معلومات جيدة جداً