مبادرة مسارات

محتوى المقال

إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي

مع كل هذه الضجة حول الذكاء الاصطناعي “الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة” وما إلى ذلك، قد يكون من السهل الافتراض أن الذكاء الاصطناعي لا يؤثر على حياتنا اليومية، لكن في الواقع، يواجه معظمنا الذكاء الاصطناعي بطريقة أو بأخرى كل يوم تقريباً. شق الذكاء الاصطناعي طريقه سريعاً إلى حياتنا اليومية، ووفقاً لدراسة أجراها موقع Statista المتخصص بجمع البيانات، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بنسبة تصل إلى 54% كل عام.

في هذا المقال، تشرح مفهوم الذكاء الاصطناعي، مسلطين الضوء غلى أبرز ميزات وسلبيات الذكاء الاصطناعي وانعكاس ذلك على حياتنا بقطاعاتها المختلفة كالمجال الطبي والتعليمي.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

يوفر الذكاء الاصطناعي لبرنامج الكمبيوتر القدرة على التفكير والتعلم من تلقاء نفسه، إنها محاكاة للذكاء البشري في الآلات لعمل أشياء نعتمد في تأديتها عادة على البشر.

 

أنواع الذكاء الاصطناعي حسب قدرته

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الذكاء الاصطناعي بناءً على قُدراته:

  1. الذكاء الاصطناعي الضعيف “الضيق”: يركز على مهمة واحدة ولا يمكنه القيام بما يتجاوز حدودها (شائع في حياتنا اليومية).
  2. الذكاء الاصطناعي القوي “العام”: يمكنه فهم وتعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها.
  3. الذكاء الاصطناعي الفائق: يتفوق على الذكاء البشري ويمكنه أداء أي مهمة بشكل أفضل من الإنسان.

 

إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي

 

إيجابيات الذكاء الاصطناعي

تتعدد مميزات الذكاء الاصطناعي، ونحصرها لك في الفوائد التسعة التالية:

 

  • الحد من الأخطاء البشرية

أكبر فائدة للذكاء الاصطناعي هي التقليل من الأخطاء بشكل كبير وزيادة الدقة.

وتُحدد القرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي من خلال المعلومات التي جُمعت مسبقاً ومجموعة معينة من الخوارزميات عندما تُبرمج بشكل صحيح، يمكن تقليل هذه الأخطاء إلى الصفر، كأنظمة الجراحة الروبوتية التي يمكنها إجراء عمليات جراحية معقدة بدقة.

 

  • صفر المخاطر

يمكن للبشر التغلب على العديد من المخاطر إذا سمحوا لروبوتات الذكاء الاصطناعي تأدية المهام نيابةً عنهم، مثل: الذهاب إلى الفضاء، أو استكشاف أعماق المحيطات فالآلات ذات الأجسام المعدنية مُقاومة بطبيعتها ويمكنها البقاء على قيد الحياة في أجواء خطيرة، وأيضاً يمكنها تأدية عمل دقيق بمسؤولية أكبر ومثال على ذلك الروبوت الموجود على سطح المريخ والذي يرسل صوراً باستمرار.

 

  • التوفر الدائم

هناك العديد من الدراسات التي تظهر أن الإنسان يكون منتجاً لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات فقط في اليوم، واحتياجهم إلى فترات راحة وإجازات لتحقيق التوازن بين حياتهم العملية وحياتهم الشخصية.

لكن الذكاء الاصطناعي يمكنه العمل إلى ما لا نهاية دون انقطاع، بل إنهم يفكرون بشكل أسرع بكثير من البشر ويؤدون مهام متعددة في وقت واحد بنتائج دقيقة، يمكنهم أيضاً التعامل مع المهام المتكررة بسهولة بمساعدة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، مثل أدوات الذكاء الاصطناعي للدردشة الصوتية والكتابية. 

  • المساعدة الرقمية

تتعامل بعض المؤسسات الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مع المستخدمين باستخدام المساعدين الرقميين، مما يلغي الحاجة إلى الموظفين البشريين، وتستخدم العديد من مواقع الويب المساعدين الرقميين لتقديم المحتوى الذي يطلبه المستخدم، ويمكن مناقشة البحث معهم في المحادثة. لقد صُممت بعض روبوتات الدردشة بطريقة تجعل من الصعب معرفة ما إذا كنا نتحدث مع إنسان أم روبوت دردشة.

  • الاختراعات الجديدة

في كل المجالات تقريباً، يعدّ الذكاء الاصطناعي القوة الدافعة وراء العديد من الابتكارات التي ستساعد البشر في حل غالبيّة القضايا الصعبة، فعلى سبيل المثال، سمحت التطورات الحديثة في التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي للأطباء باكتشاف سرطان الثدي لدى المرأة في مرحلة مبكرة، بالإضافة للسيارات ذاتية القيادة التي أحدثت طفرة في استعمال الذكاء الاصطناعي.

  • القرارات غير المتحيزة

البشر تحركهم العواطف سواء أحببنا ذلك أم لا، والذكاء الاصطناعي يخلو من العواطف وهو عملي للغاية وعقلاني في نهجه، ومن المزايا الكبيرة للذكاء الاصطناعي أنه ليس لديه أي آراء متحيزة، مما يضمن اتخاذ قرارات أكثر دقة، كأنظمة التوظيف المدعومة بالذكاء والتي تقوم بفحص المتقدمين على أساس المهارات والخبرات مما يساعد في القضاء على التحيز البشري.

  • أداء المهام المتكررة

يقوم بالمهام المتكررة دون كلل أو ملل ومن الأمثلة على ذلك استخدام الروبوتات في تصنيع خطوط التجميع، والتي يمكنها التعامل مع المهام المتكررة مثل اللحام والطلاء والتعبئة والتغليف بدقة وسرعة عالية، مما يقلل التكاليف ويحسن الكفاءة.

  • التطبيقات اليومية

اليوم تعتمد حياتنا اليومية بشكل كامل على الأجهزة المحمولة والإنترنت، ونستخدم مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك خرائط Google، وAlexa، وSiri، وCortana على Windows، وOK Google، والتقاط صور سيلفي، وإجراء المكالمات، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وما إلى ذلك. ومن خلال استخدام التقنيات المتنوعة القائمة على الذكاء الاصطناعي، يمكننا أيضًا توقع الطقس اليوم والأيام المقبلة.

  • المجال الطبي

كما قدم الذكاء الاصطناعي مساهمات كبيرة في مجال الطب، حيث تتراوح التطبيقات من التشخيص والعلاج إلى اكتشاف الأدوية والتجارب السريرية، يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء والباحثين على تحليل بيانات المرضى، وتحديد المخاطر الصحية المحتملة، وتطوير خطط علاجية مخصصة، وهذا يؤدي إلى نتائج صحية أفضل للمرضى ويساعد في تسريع وتطوير علاجات وتقنيات طبية جديدة.

 

سلبيات الذكاء الاصطناعي

كما للذكاء الاصطناعي إيجابيات فإن له عيوب أيضاً تتضمن:

  • التكاليف المرتفعة

إن القدرة على إنشاء آلة يمكنها محاكاة الذكاء البشري ليست بالأمر السهل، فهو يتطلب الكثير من الوقت والموارد ويمكن أن يكلف قدراً كبيراً من المال، ويحتاج الذكاء الاصطناعي إلى العمل على أحدث الأجهزة والبرامج ليظل محدثاً ويلبي أحدث المتطلبات، مما يجعله مكلفاً للغاية.

  • لا يوجد إبداع

من سلبيات الكبيرة للذكاء الاصطناعي أنه لا يستطيع أن يتعلم التفكير خارج الصندوق، فهو قادر على التعلم بمرور الوقت من خلال البيانات التي تَغذيّ بها مسبقاً والتجارب السابقة، لكنه لا يستطيع أن يكون مبدعاً في نهجه.

  • البطالة

أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو الروبوت، الذي يؤدي إلى إزاحة المهن وزيادة البطالة، لذلك يدعي البعض أن هناك دائماً فرصة للبطالة نتيجة لحلول الروبوتات محل البشر. على سبيل المثال، تُستخدم الروبوتات بشكل متكرر لتحل محل الموارد البشرية في أعمال التصنيع في بعض الدول الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مثل اليابان.

  • جعل البشر كسالى

تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على أتمتة غالبية المهام المملة والمتكررة، نظراً لأننا لا نحتاج إلى حفظ الأشياء أو حل الألغاز لإنجاز المهمة، فإننا نميل إلى استخدام أدمغتنا بشكل أقل فأقل، وهذا الإدمان على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسبب مشاكل للأجيال القادمة.

  • لا أخلاق

الأخلاق من السمات الإنسانية المهمة التي من الصعب دمجها في الذكاء الاصطناعي، وأثار التقدم السريع للذكاء الاصطناعي عدداً من المخاوف أنه سينمو يوماً ما بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ويقضي في النهاية على البشرية، يشار إلى هذه اللحظة باسم تفرد الذكاء الاصطناعي.

  • بلا عاطفة

منذ الطفولة المبكرة، تعلمنا أنه لا أجهزة الكمبيوتر ولا الأجهزة الأخرى لديها مشاعر، في حين يعمل البشر كفريق، وإدارة الفريق ضرورية لتحقيق الأهداف المرجوة، ومع ذلك لا يمكن إنكار أن الروبوتات تتفوق على البشر عندما تعمل بفعالية، ولكن من الصحيح أيضاً أن الاتصالات البشرية، التي تشكل أساس الفرق، لا يمكن استبدالها بأجهزة الكمبيوتر.

  • لا يوجد تحسن دون إدخال بيانات جديدة

لا يستطيع البشر تطوير الذكاء الاصطناعي لأنه تقنية مبنية على حقائق وخبرات محملة مسبقًا، فهو بارع في تنفيذ نفس المهمة بشكل متكرر، ولكن إذا أردنا أي تعديلات أو تحسينات، فيجب علينا تغيير الرموز يدوياً، ولا يمكن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي واستخدامه على نحو مماثل للذكاء البشري، لكن يمكنه تخزين بيانات لا حصر لها.

  • سلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم

رغم فوائده، يواجه الذكاء الاصطناعي في التعليم سلبيات مثل مخاوف الخصوصية وأمان البيانات، تقليل التفاعل البشري، زيادة التفاوت التعليمي بين الطلاب، وتحديات في تطوير محتوى يلبي تنوع الاحتياجات. من المهم معالجة هذه القضايا لضمان استفادة فعالة من التكنولوجيا في التعليم.

وختام القول، يظهر بوضوح أن للذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لإنشاء عالم أفضل للعيش، ومن المهم أن يضمن البشر عدم خروجه عن السيطرة. وبالرغم من وجود نقاشات حول سلبيات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره على الصناعة العالمية لا يمكن إنكاره، حيث تستمر في النمو يومياً مما يدفع بشكل لا محالة لضرورة تعلم المهارات المطلوبة في هذا المجال لتعزيز الازدهار في العديد من وظائف العصر الحديث.

 

الكاتب: فؤاد الديك متطوع في مبادرة مسارات

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال