تعرضت سوريا لأحداث جيولوجية كثيرة خلال الأزمنة المختلفة، ورسمت حركة الصفائح التكتونية والحركات البنائية الناتجة عنها ملامح التضاريس في سورية مما أدى إلى تنوعها.
المخطط الزلزالي في سوريا
تقع معظم أراضي سورية في النهاية الشمالية الغربية للصفيحة العربية، وقد تأثرت بمجموعة كبيرة من الأحداث الجيولوجية عبر الأزمنة المختلفة، منها تصادم الصفيحة العربية بالصفيحة الاوراسية في أطرافها الشمالية (تتصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الاوراسية وتندس تحتها على الأطراف الشمالية لسورية بحركة تتجه نحو الشمال والشمال الغربي بسرعة تقدر بنحو 17-20 مم سنوياً وهي حركة مازالت مستمرة حتى الآن).
والذي نتج عنه تشكل التواءات جبال وزاغروس وطوروس، بينما تأثرت في الغرب بالصدع الآسيوي الإفريقي، وتتصادم في أقصى شمال غرب سوريا الصفيحة الأناضولية بالصفيحة المشرقية على البحر المتوسط، ونتيجة لذلك ظهرت البنية الالتوائية المتصدعة (البنية السورية) مما أدى إلى تداخل وتنوع المظاهر التضاريسية في سوريا.
النشاط الزلزالي في سوريا وأهمية الدراسات الزلزالية
تشير الدراسات الحديثة حول النشاط الزلزالي القديم في سوريا والبلدان المجاورة إلى تعرض المنطقة إلى زلازل عنيفة ضربت مناطق مختلفة على امتداد الجزء الغربي من بلاد الشام ولا سيما المناطق الواقعة قرب شبكات الصدوع المرتبطة بالبحر الأحمر، وتأثر بها الكثير من المدن السورية وخاصة الزلزال الذي حدث عام 1759م والذي قُدّرت قوّته بحوالي 7,2 درجة على مقياس ريختر.
وأدى إلى تدمير الكثير من مباني مدينة دمشق وبعض معالمها الأثرية، وما يزال الجزء الغربي من بلاد الشام يتعرض إلى هزات أرضية مختلفة تختلف شدتها ما بين الضعيفة إلى المتوسطة وكان آخرها زلزال كهرمان مرعش الذي حدث في تاريخ 6/2/2023 الساعة 4:17 صباحاً حيث كان مركزه السطحي غرب مدينة غازي عنتاب، وامتد تأثيره إلى سوريا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية، والذي بلغت قوّته 7,8 درجة على مقياس ريختر وبعد حوالي تسع ساعات وتحديداً في الساعة 13:25 ظهراً وقع زلزال آخر بقوة 7,5 درجة على مقياس ريختر بمنطقة إيكين اوزو بالقرب من مدينة مرعش وقد تجاوز عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا 50 ألف قتيل وأكثر من 120 ألف إصابة.
للتخفيف من الخطر الزلزالي المحتمل في سوريا
تم وضع مخططات الأبنية والمنشآت القابلة لتحمل الاهتزاز العنيف للأرض وتحسين هندسة البناء المقاوم للزلازل، ولأنظمة الإنذار المبكر دور كبير في التخفيف من وطأة الكارثة الزلزالية، حيث من خلال هذه النظم يتم الإيقاف الآلي لحركة المرور والقطارات والمصاعد وإغلاق الصمامات في أنابيب نقل النفط والغاز، وذلك عند تحسس محطات الرصد الزلزالي للأمواج الزلزالية الأولية التي تصدر عن البؤرة الزلزالية والتي تسبق الأمواج الزلزالية المدمرة في وصولها إلى المحطات الزلزالية.
الكاتب: أ. أسامة الخضر مدرس الجغرافيا في مبادرة مسارات