لم تتوقع “فايزة” أن يكون الذهاب للجامعة أحد أهم أعمالها اليومية، لاسيما أنها غادرت مقاعد الدراسة في سن مبكرة، وانشغلت
بالعناية بزوجها وأولادها على مدى سنوات طويلة، إلا أن تغيراً مهماً في حياتها أعادها للحلم من جديد.
فما هي قصة فايزة وقصة تحقيق الحلم بعد الصعاب، وكيف تجاوزتها ووصلت إلى حلمها التعليمي بعد انقطاع؟ ننقلها في هذه السطور لتكون درس وقصة عن الأمل بصنع المستحيل.
قصة عن الأمل بتحقيق الحلم مع فايزة
انقطاع طويل
فايزة الشيخ أم لخمسة أولاد انقطعت عن الدراسة منذ عام 2007 وانتقلت لحياتها اليومية، والاعتناء بعائلتها في قرية الشيخ مصطفى جنوب إدلب، لكن بعد التهجير الذي طال المنطقة انتقلت مع زوجها وعائلتها إلى مخيمات كللي، وهناك شعرت في الحلم والأمل عندما لاح الحلم أمام عينيها من جديد بعد أن سمعت بمبادرة مسارات من إحدى صديقاتها.
همة وثبات
حين سمعت فايزة بمبادرة مسارات وإمكانية تلقيها الدروس من منزلها عقدت العزم على المضي مع مدرسي المبادرة على أمل الحصول على شهادة التعليم الثانوي، لم تكن المهمة سهلة فانقطاعها الطويل عن الدراسة وعدم دراستها لصفي العاشر والحادي عشر كانا من أهم المصاعب التي اعترضت طريقها إلا أن همتها كانت أقوى من التحديات التي واجهتا وتابعت بإصرار حتى حصلت على الشهادة التي تمكنها من دخول كلية الآداب والدراسة في قسم الجغرافية.
مستقبل أفضل
تنطلق فايزة كل صباح نحو جامعتها تتابع دروسها أول بأول دون إهمال واجباتها اليومية أمام عائلتها، تتملكها مشاعر الفخر بعد
أن خطت خطوات هامة في سبيل تحقيق حلمها، باتت تعي جيداً أن العلم حصانة لكل سيدة وداعم أساسي لها، وتأمل أن تقترب أكثر من حلمها عبر الوصول لفرصة عمل تحسن من أحوال عائلتها وأطفالها.
فائدة مجتمعية وتحقيق الحلم مع مسارات
فايزة واحدة من 8000 آلاف طالب استفادوا من مبادرة مسارات، وتمكنوا من كسر حاجز الانقطاع والعودة لصفوف الدراسة يحدوهم الأمل بتحقيق إنجاز أفضل من ابتعادهم عن التعليم، وتمكن كثير منهم من نيل الشهادة التي تقدم إليها وتابعوا دراستهم الجامعية ضمن الاختصاص الذي يحلمون به.
وتعمل المبادرة على تقديم خدمات تعليمة ومعرفية مجانية لجميع السوريين عبر استخدام منصات وتطبيقات متطورة بمجال التعلم عن بعد، فيما تركز على الفئات الأكثر احتياجاً بالمجتمع من الأيتام وذوي الهمم والمنقطعين عن التعليم لفترات طويلة ومتضرري الزلزال وطلاب المخيمات.