fbpx

مبادرة مسارات

محتوى المقال

أثر الاستثمار في التعليم على الحد من الفقر

عندما يتعلم الإنسان يبدأ فكره في توليد فيضٍ من الحلول التي يمكن أن تنتشله من دائرة الفقر، ولكن كيف يحوّل الاستثمار في التعليم هذه الشرارة الفكرية التي تجوب بال الفرد إلى وقود تُحرّك عجلة التغيير الاجتماعي؟ لأن التعليم قوة تُعيد تشكيل الواقع، بإمكانه تغيير مصير أُسر بأكملها وبناء آمال مبشّرة للمستقبل.

 

من يَتعلم يتحكّم في تحديات حياته، ومن خلال المعرفة وتطوير المهارات يقتنص الفرص ويحسّن وضعه الاقتصادي جذرياً، ولا يتوقف تأثير التعليم عند الفرد بل يمتد ليشمل المجتمع بأسره حيث يترك أثراً مستداماً للأجيال القادمة.

 

التعليم يُمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات رشيدة تُغيّر حياتهم، وتعينهم على مواجهة التحديات الاقتصادية، أما الفقر فهو حجاب يسدله الجهل على حياة الإنسان، وعندما يُنار بنور العلم تتحوّل المعرفة إلى بوصلة تقوده نحو التقدم والنمو، ليس لنفسه فقط بل للمجتمع بأكمله.

 

نتعرّف سوياً من خلال مقال مسارات عن علاقة التعليم والفقر وعن أهمية الاستثمار في التعليم للتغلب على هذه المشكلة.

 

ما هو دور التعليم في التغلب على الفقر؟ 

التعليم والفقر نقيضان لا يجتمعان فحيث يحل التعليم ينقشع الفقر وانتشار الجهل يوّلد الحرمان، فالتعليم هو أساس في كسر دائرة الفقر والحد من انتقاله عبر الأجيال، ما هي أبرز الآثار الإيجابية للتعليم: 

ساهم شهريا

 

زيادة الإنتاجية وتعزيز الابتكار

عندما يتلقى الأفراد التعليم اللازم يكتسبون مهارات ومعارف تؤهلهم للعمل بكفاءة وإبداع، المهارات التقنية والفنية المكتسبة من التعليم تُحسِّن أداء الأفراد في وظائفهم ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية العامة للمجتمعات، على صعيد الابتكار فالتعليم يُنمي التفكير النقدي والإبداعي وهما عاملان أساسيان لتطوير حلول جديدة للتحديات المجتمعية والاقتصادية.

 

التمكين الاقتصادي للحد من الفقر

التعليم هو أحد المحركات الأساسية للتمكين الاقتصادي، عندما يحصل الأفراد على تعليم جيد يصبحون أكثر قدرة على الوصول إلى فرص العمل ذات الدخل المرتفع وبدوره يحسّن مستوى الاقتصاد الأسري.

 

وذلك من خلال الدراسة الأكاديمية بالحصول على شهادة جامعية أو بالتعليم المهني وهو باختصار دورات تدريبية تُكسب الفرد معرفة بمهارة تقنية تُمكّنه من الحصول على فرصة عمل في ذات التخصص، مثلاً البرمجة أو التصميم الجرافيكي أو كتابة المحتوى الترويجي أو علوم البيانات، إذ تقدم مسارات هذا البرنامج لتمكين شبابها من الدخول لسوق العمل بمهارات مطلوبة في الوقت الحالي.  

 

تمكين الأفراد 

التعليم يمنح الأفراد المعرفة والمهارات التي تتيح لهم اتخاذ قرارات مستنيرة ومستقلة، وبالتالي يؤدي إلى الثقة بالنفس والتشجيع على التفكير الحر، كما يمنح التعليم القدرة على المطالبة بالحقوق والدفاع عنها ويُسهم في بناء شخصيات قادرة على المساهمة الإيجابية في المجتمع فالأفراد المتعلمون يتمتعون بفرص أكبر لتحقيق أحلامهم وعيش حياة مستقرة.

 

التأثير الإيجابي على الأجيال القادمة

الآباء والأمهات المتعلمون يُقدّمون نماذج إيجابية لأبنائهم ويُعطون أهمية كبيرة للتعليم في حياتهم، فالأطفال الذين ينشأون في بيئات تعطي الأولوية للتعليم يميلون إلى تحقيق أداء أكاديمي أعلى، لهذا تكون فرصهم أفضل من غيرهم في المستقبل.

 

إضافة إلى ذلك، التعليم يساهم في تحسين الصحة الأسرية والحد من الفقر بين الأجيال حيث تُصبح العائلات أكثر قدرة على تلبية احتياجاتها وتوفير مستقبل مستدام للأبناء.

 

المساواة بين فئات المجتمع

الفقر ينمو بسبب التفرقة الحاصلة في قطاع التعليم، لذلك التعليم أداة قوية بين فئات المجتمع المختلفة وعندما يُتاح التعليم للجميع بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية، يصبح الوصول إلى الفرص متاح لكل أجزاء المجتمع.

 

كما يدعم التعليم تقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية ويُمكّن الفئات المهمشة من تحسين أوضاعها الحياتية عندما يتم تلبيته بما يناسب احتياجات الفئات المهمشة، فالمجتمعات التي تُحقق مساواة في التعليم تشهد معدلات نمو أعلى في الاستقرار الاجتماعي 

الاستثمار في التعليم يبني عقولاً واعية وأجيالاً قادرة على مواجهة التحديات، ومن خلاله تُزرع بذور النهضة التي تؤتي ثمارها في مختلف جوانب الحياة

 

الوعي في تربية الأطفال بعيداً عن العنف 

الآباء والأمهات المتعلمون يميلون إلى استخدام أساليب تربية مبنية على الحوار والفهم بدلاً من العقاب الجسدي أو العنف.

 

كما يُساعد التعليم في فهم تأثير العنف على نفسية الأطفال وأدائهم الأكاديمي والاجتماعي، مما يدفع الأسر إلى تبني أساليب تربية تدعم النمو النفسي والصحي السليم للأطفال ونشر الوعي بتربية الأطفال بعيدًا عن العنف الذي يُسهم في بناء أجيال مستقرة وقادرة على تحقيق إمكاناتها الكاملة.

 

أهمية الاستثمار في التعليم للحدّ من مشكلة الفقر

إن الاستثمار في التعليم يُترجم إلى فرص عمل مستدامة، حيث يصبح الإنسان الذي لديه علم ومعرفة بتخصصٍ ما، مهيأ للدخول في سوق العمل والمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد، فالمعرفة تمنح الأفراد فرصة للابتكار والإنجاز ليصبحوا فاعلين وليسوا مجرد متلقين.

 

كما أن التعليم يغرس في النفس الكرامة فيمنح الإنسان الفقير ما يحتاجه ليقف على قدميه بكرامة، متجاوزاً حاجز العوز بقدرته في إعالة نفسه وعائلته بإمكانياته العالية، بحسب تقرير من اليونسكو أثبت أن قضاء الفرد سنة دراسية إضافية في المدرسة تساهم بزيادة عائدات الفرد بنسبة 10%

الاستثمار في التعليم يبني عقولاً واعية وأجيالاً قادرة على مواجهة التحديات، ومن خلاله تُزرع بذور النهضة التي تؤتي ثمارها في مختلف جوانب الحياة

 

وهدف مبادرة مسارات يصبُّ في كيفية زيادة دخل الفرد من خلال التعليم والتركيز على كل الحلول التي تساعد في ذلك، عبر طرح مسارات التعليم المدرسي عن بُعد لإزالة الاعتراضات لدى المتعلمين من التقيّد في الوقت والمكان.

 

متى تظهر نتيجة الاستثمار في التعليم على المجتمع؟

الاستثمار في التعليم عملية طويلة الأمد تتطلب صبراً ورؤية مستقبلية واضحة، إذ لا تظهر نتائجه على المجتمع بشكل فوري بل تتجلى تدريجياً على عدة مراحل، تعتمد هذه النتائج على جودة التعليم المُقدّم ومدى استمرارية الجهود المبذولة لتوفير فرص تعليمية شاملة. 

 

1- التأثير على المدى القصير (5-10 سنوات):

  • تحسين معدلات الالتحاق بالمدارس وانخفاض نسب التسرب الدراسي.
  • زيادة الوعي بأهمية التعليم داخل المجتمعات المهمشة.
  • تحسين المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة، مما يمكّن الأفراد من الحصول على وظائف بسيطة وتحسين دخلهم.

 

2- التأثير على المدى المتوسط (10-20 سنة):

  • دخول الأفراد المتعلمين إلى سوق العمل بمهارات متقدمة، مما يؤدي إلى تحسين معدلات التوظيف.
  • تقليص الفجوات الاقتصادية بين المناطق الحضرية والمهمشة.
  • ظهور رواد أعمال ومبتكرين من المجتمعات التي استفادت من التعليم.

 

3- التأثير على المدى البعيد (20-30 سنة):

  • انخفاض معدلات الفقر بشكل ملحوظ بسبب زيادة فرص العمل وزيادة الدخل للأسر.
  • تعزيز التنمية المستدامة من خلال وجود قوة عمل متعلمة تدعم الاقتصاد.
  • تحسين المؤشرات الصحية والاجتماعية بفضل تأثير التعليم على وعي الأفراد.

 

ما هي العوامل المؤثرة التي تساعد في ظهور نتائج الاستثمار في التعليم؟ 

  • جودة التعليم المُقدّم ومدى ملاءمته لاحتياجات سوق العمل.
  • استمرارية الاستثمار ودعمه بسياسات تعليمية فعّالة.
  • التزام المجتمع والحكومات بتحقيق أهداف التعليم للجميع.

 

ما هي التحديات والفرص في مجال التعليم للمجتمعات النامية الفقيرة؟

التحديات في مجال التعليم للمجتمعات النامية الفقيرة

  • نقص الموارد المالية: عدم كفاية التمويل لتطوير البنية التحتية التعليمية وتوفير أدوات التعلم الأساسية.
  • غياب الكوادر المؤهلة: نقص عدد المعلمين المؤهلين وضعف التدريب المستمر لهم.
  • العوائق الجغرافية: صعوبة الوصول إلى المدارس في المناطق النائية بسبب بُعد المسافات أو غياب وسائل النقل.
  • الأزمات والصراعات: تأثير النزاعات والحروب على استقرار العملية التعليمية واستمراريتها.
  • ضعف الوعي بأهمية التعليم: انتشار الأمية بين الآباء وضعف اهتمامهم بتعليم أبنائهم بسبب الأولويات الاقتصادية.

 

الفرص في مجال التعليم للمجتمعات النامية الفقيرة

  • التحوّل الرقمي: إمكانية استخدام التكنولوجيا لتوفير التعليم عن بُعد في المخيمات وتخطي العوائق الجغرافية. 
  • الدعم الدولي: استفادة المجتمعات من المنح والمساعدات المقدمة من المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية. 
  • الشراكات المجتمعية: تعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني لتطوير التعليم وضمان استمراريته. 
  • تطوير المناهج المحلية: تصميم مناهج تعليمية تعكس احتياجات المجتمع وتؤهل الأفراد لدخول سوق العمل.
  •  تعزيز دور النساء في التعليم: أهمية التعلم الإلكتروني والعمل عن بُعد في تمكين النساء، لمساعدتها في إعالة الأسرة وتربية أبناءها. 

 

مشاريع ناجحة أنجزتها مسارات في سوريا

أضاءت مسارات دروب الشباب السوريين بمشاريعها الناجحة والتي نجحت بإمكانيات طلابها وهمتهم العالية، استقبلت مسارات منذ بدايتها إلى عامنا الدراسي الحالي أكثر من 50 ألف طالب، ولو عدنا بالزمن قليلاً إلى العام الي حدث فيه الزلزال عام 2023، فقد التحق بمسارات أكثر من 2050 طالب متعلم. 

 

 ومن أكثر المشاريع التي حققت نجاحات ونتائج مشجعة أثَّرت في مسيرة الشباب المهنية، هي مساري الإرشاد المهني والإرشاد الأكاديمي، اللذان كلاًّ منهما يركز على جانب مهم لمسار الطلاب. 

 

الإرشاد الأكاديمي: هو عملية توجيه الطلاب نحو التخصصات الدراسية الأنسب لهم بناءً على ميولهم وقدراتهم. يساعد هذا المسار في اختيار التخصص الأكاديمي التي تتناسب مع اهتمامات الطالب، يضمن الطالب مساراً تعليمياً مثمراً.

 

أما الإرشاد المهني: فيركز على تمكين الشباب من المهارات الشخصية تفيد لدخول سوق العمل بكفاءة، من خلال تقديم نصائح مهنية متخصصة ودورات تدريبية تتيح لهم تطوير قدراتهم العملية.

 

حقق هذان المساران نتائج ناجحة بين الشباب المتعلم حيث تأهل عدد كبير منهم في مهارات شخصية حاسمة للنجاح المهني، ومنهم من استفاد من الإرشاد الأكاديمي باختيار تخصص شغوف به يناسب قدراته وإمكانياته. 

 

تعرّف أكثر على مسار الإرشاد الأكاديمي: ماذا تعرف عن مسار الإرشاد الأكاديمي في مبادرة مسارات؟

الاستثمار في التعليم يبني عقولاً واعية وأجيالاً قادرة على مواجهة التحديات، ومن خلاله تُزرع بذور النهضة التي تؤتي ثمارها في مختلف جوانب الحياة

 

مسارات للتنمية والتعليم المستدام في سوريا

التعليم في سوريا رغم ما يعانيه من صعوبات، يظل الطريق الأول لبناء مجتمع قوي وقادر على النهوض، ما من شك أن أولى خطوات بناء المستقبل تبدأ من النهوض بمنظومة التعليم وتوفير فرص متساوية لكل طالب خاصة ممن يسكنون المناطق المهمشة والنائية.

 

ومسارات تقدم التعليم عن بُعد كأحد الحلول العملية التي تسهم في استدامة الممارسات التعليمية في سوريا، نموذج التعليم الرقمي يقدم فرصاً للطلاب للوصول إلى المعرفة من أي مكان وعلى مدار الساعة.

 

مسارات قدمت نموذجاً مثالياً لتجربة العمل عن بُعد من خلال مسارات عديدة يبدأ بها الطالب من المرحلة الابتدائية في مسار التعليم المدرسي وفقاً لاستراتيجيات التعلم الفعّال، وينتهي بحصوله لفرصة عمل بعد التخرج من الجامعة وخضوعه لمسار التدريب المهني

 

في موقعنا نوّضح تفاصيل كل مسار من المسارات في سوريا يمكنك زيارة الموقع وقراءة التفاصيل وكذلك طرق التبرع الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال