ضمن التسارع الكبير في ظل التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم من خلال التكنولوجيا التي اجتاحت البيوت وجعلت العالم قرية صغيرة، وأصبحت أبواب التعليم مفتوحة للجميع، وانتشرت أشكال وأدوات التعليم وتنوعت ابتداءً من الكتب الإلكترونية والتسجيلات الصوتية إلى الفيديو .
ويُعدّ التعليم عبر الفيديو من أبرز أدوات التعليم التي تدمج بين الصوت والصورة، وبالتالي تشترك حاستان في عملية صيد المعلومة هما السماع والنظر، ما يجعل تثبيت المعلومة أمراً سهلاً ولا يحتاج لتخيل وتعقيد كما هو في الكتب الإلكترونية والتسجيلات الصوتية التي تختلف من شخص لآخر بحسب نوع الذاكرة التي يملكها أيضاً.
ما هو التعليم الرقمي
التعليم الرقمي هو نمط من التعليم يستخدم التكنولوجيا والأدوات الرقمية لتعزيز وتسهيل عملية التعلم. يعتمد تقديم المحتوى التعليمي الرقمي على الإنترنت والأجهزة الرقمية كجزء أساسي من التدريس والتعلم، ويمكن أن يشمل طرقًا متنوعة مثل الفصول الدراسية الافتراضية، الموارد التعليمية المفتوحة، الدورات التعليمية عبر الإنترنت (MOOCs)، والبرامج التفاعلية.
استخدام الفيديو في التعليم
استخدام الفيديو في التعليم أصبح أحد الأساليب الأساسية في التعليم الحديث، سواء في الفصول الدراسية التقليدية أو في بيئات التعلم الرقمية. يوفر الفيديو وسيلة تفاعلية وجذابة تعزز من فهم الطلاب وتحفيزهم. وإليك أبرز هذه الاستخدامات
- الشروحات والدروس التعليمية: يستخدم المعلمون الفيديو لتقديم دروس وشروحات تفصيلية حول مواضيع معينة، مما يتيح للطلاب مراجعة المحتوى بسهولة خارج الفصل الدراسي.
- المحاضرات المسجلة: في التعليم العالي، يتم تسجيل المحاضرات ليتمكن الطلاب من مشاهدتها في أي وقت، مما يعزز المرونة في تعلمهم.
- التجارب الافتراضية والمحاكاة: يمكن استخدام الفيديو لإجراء تجارب افتراضية أو لمحاكاة العمليات التي يصعب تنفيذها في الفصول الدراسية العادية.
- التعليم التفاعلي: بعض الفيديوهات تتضمن أسئلة تفاعلية أو تمارين تطلب من الطلاب الرد أو التفاعل أثناء المشاهدة، مما يزيد من التفاعلية والمشاركة.
- الندوات الويب والورش العملية: يتم استخدام الفيديو لتقديم ندوات عبر الإنترنت وورش عمل تعليمية يمكن للطلاب المشاركة فيها من مختلف الأماكن.
مزايا وأهمية التعلم عبر الفيديو
- يخترق الحدود الجغرافية: لا نحصر التعليم باستخدام الفيديو بمنطقة جغرافية فيمكنك متابعة الفيديو التعليمي من أي مكان أو منطقة جغرافية وفيه تنتقل المعلومة والثقافة بكل سلاسة ودون قيود جغرافية ومكانية.
- غني بالمواد الإثرائية والوسائل التعليمية: يمكن إضافة المواد الإثرائية والوسائل التعليمية بسهولة وفق خطة تدريسية فعالة يمكنها إثراء المحتوى التعليمي وتبسيط كل ما هو معقد صعب الفهم.
- التفاعل: هو أهم وسيلة لتلقي المعلومة وذلك من خلال المشاركات وتنوع الأسئلة في الحصة أو عبر التعليقات التي من شأنها توسيع المدارك وإثارة تساؤلات جديدة لدى الطالب كان قد سهى عنها ومن خلال الإجابة ترسخ المعلومة وتثري الحصة.
أنواع التعليم عبر الفيديو
التعليم المتزامن
الذي يكون بشكل مباشر والتفاعل فيه آنياً ولحظياً حيث يتشارك المدرس الطلاب الحصة الدراسية، ويكون التفاعل أداة فعالة لتثبيت المعلومة وخلق ارتباط وثيق بين المدرس والطالب بشكل يجعل المعلومة تصل بكل بساطة وسهولة للطلاب.
التعليم غير المتزامن
فهي الدروس غير المباشرة، كما هو الحال في الفيديوهات المتوفرة على منصات مخصصة له أبرزها “اليوتيوب” ويتميز هذا النوع بأن المواد التعليمية متاحة بشكل دائم، كما يمكن للطالب التفاعل عبر التعليقات ويتلقى الإجابة في وقت لاحق، كما يمكنه التوقف والاستئناف متى شاء أي أنها غير محدودة بمكان وزمان.
مراحل إنشاء الفيديو التعليمي
1- تجهيز المحتوى
وهو تجهيز الأفكار والمعلومات التي يريد المدرس تقديمها للطلاب ثم تجميعها وفق تسلسل منطقي، وفق أسس تربوية وتعليمية مناسبة لعرض المادة ونوعها.
2- العرض
وهنا تبدأ مرحلة كتابة الأفكار وشرحها عبر شرائح للعرض أثناء الفيديو وتكون وفق خطة مدروس بشكل جذاب وتوزيع مريح للنظر ويساهم في شد انتباه الطالب ومساعدته على التركيز أثناء الحصة الدراسية.
3- التجهيزات
يتم تجهيز اللوجستيات الاحترافية: التطبيق المستخدم يجب أن يكون ملائماً وسهل الاستخدام ويسمح بطريقة عرض سهلة وسلسة. ثم تجهيزات فنية: يجب استخدام أدوات احترافية تساعد بإيصال المعلومة دون شوائب، كأن يُستخدم ميكروفون احترافي وكاميرا بجودة عالية وانترنت متاح دون انقطاع.
4- التسجيل
مع بداية الحصة يُسجل فيديو يُعالج فيما بعد أو يتم إتاحته وتداوله من خلال منصات الفيديو.
5- المعالجة الفنية
وفي هذا المرحلة نميز نوعين الأول الذي يتم تصويره وتجهيزه وفق خطة تصوير وبعدها يُعالج مونتاجه وفق الخطة المرسوم لها وغالباً ما تكون التكاليف لهذا النمط باهظة وخصوصاً الفيديو الطويل. أما النوع الثاني فهو تسجيلات طويلة للدرس عادة ما تُعالج بطريقة بدائية.
تجربة مسارات الرائد في المحتوى الرقمي المعرفي
عملت مسارات خلال أعوامها الأربعة على بناء وقف معرفي يحوي آلاف المقاطع التعليمية تكون متاحة للجميع بشكل مجاني يستفيد منها الطلاب في مناطق الأزمات يخص الشهادتين الإعدادية والثانوية والصف العاشر.
وتحضر مسارات الدروس وفق ثلاث مراحل تنتقل من المدرس إلى مستشار ثم مدرس مساعد في إطار ضبط جودة المعلومة المقدمة للطالب لتتناسب مع آلية العرض واستخدمت تطبيق “مايكروسوفت تيمز” ومن ثم المعالجة الفنية.
واعتمدت هنا مسارات على آلية خاصة بها وهي معالجة فنية دقيقة للصوت والصورة وإزالة المشتتات بالدروس والحفاظ على التفاعل داخل الحصة، إضافة لذلك يوضع عناوين الدروس الأساسية والفقرات الفرعية ويقسم الدرس وفقها، وبعد التدقيق تُرفع المواد على المنصة المعرفية المفتوحة لتكون متاحة لجميع الطلاب، ولم تقتصر مسارات على المحتوى التعليمي وإنما أتاحت برامج للأنشطة الطلابية والإرشاد الأكاديمي ليكون التعليم وفق نظام معرفي متكامل متاح للجميع دون قيود زمانية أو مكانية وبشكل مجاني.
الكاتب: أ. محمد سلهب مدير المكتب الإعلامي في مبادرة مسارات