تشكل الدراسة كامل أحلام وآمال عبد الملك فهو لا يملك أي عمل أو مهنة في المكان الذي يقيم به في مخيمات الشمال السوري، وهو على يقين بأن مستقبله مرتبط فقط في الشهادة التي سيحصل عليها.
اقرأ في هذا المقال عن أحد قصص النجاح في المخيمات. كيف تغلب عبد الملك على تجربة التهجيزر والنزوح، وحقق حلمه في الحصول على الشهادة التي طالما تمناها، وكيف ساعدته مبادرة مسارات في تحقيق أحلامه.
صور فيها عِبَر
عبد الملك المحمد مهجر من قرية تلمنس في ريف إدلب الشرقي ووفرت له مبادرة مسارات مقعداً دراسياً سيساعده في تحقيق حلمه، إذ تعاني مخيمات الشمال السوري من قلة المدارس واقتصارها على المراحل الدراسية الأولى بينما تتركز الثانويات في القرى والبلدات الكبرى وهو ما يشكل صعوبة على سكان المخيمات في الوصول إليها.
يعيش عبد الملك أياما من التوتر في خيمته قرب معرة مصرين فتحصيل علامات جيدة في الشهادة الثانوية يحتاج لجهد وتركيز عاليين وهو مالا يمكن تأمينه في خيمة لا تقي برد الشتاء ولا تحمي من حر الصيف، كما أن ضوضاء المخيم وعجز قماش الخيمة عن عزل الأصوات تمنعه من التركيز بشكل جيد.
لم يتوقع عبد الملك أن يحقق جدوى من الدراسة عن بعد لكن التجربة التي عاشها في مسارات غيرت من رأيه، وأكدت أهمية ان تسعَ لتحقيق حلمك. لمس قدرة على الفهم ووصولاً جيداً للمعلومة عبر الدروس التي يتابعها على منصة مسار التعليم المدرسي يهدف المس لتيسير وصول التّعليم المدرسيّ للطلاب الذين وجدوا أنفسهم خارج المنظومة التّعليميّة داخل سوريا أو في دول اللجوء، ويتم فيه شرح المقررات المدرسية بطريقة تفاعلية عبر تطبيقات التعلم عن بعد.
بينما ساهم مسار الأنشطة الطلابية بتنمية جوانب شخصية عبد الملك سواء الـجـسـمية أو الـعـقـليـة أو الثقافية والاجتماعية والنفسية والفنية، ويتيح المسار البرامج والفرص العملية والأنشطة أمام الطّلاب لكي يمارسوها ميدانيّاً أو عن بعد.
يأمل عبد الملك أن يعود كل الطلاب الذين انقطعوا عن دراستهم لصفوف التعليم فوجود مبادرة مسارات لم يترك عذراً لبعيد يمنعه عن مدرسته وبات بالإمكان وصول المعلومة لكل بيت.
في شمال غرب سوريا وثقت المنظمات التعليمية وجود أكثر من 318 ألف طفل متسربين من التعليم وأكثر من 78 ألف طفل في مخيمات النازحين يشكل 85% منهم عاملين في مهن مختلفة بينها مهن خطرة، تسعى مسارات للوصول إلى أكبر عدد منهم حيث خدمت منذ انطلاقتها وحتى الآن 1130 طالباً.