fbpx

مبادرة مسارات

محتوى المقال

العمل عن بعد فرصة حياة جديدة للنازحين المتضررين

يأتي العامل اليوم حاملاً بين ذراعيه بقايا فتاتٍ من الأمل يتسرب من بين يديه طول طريقه لا يقوى على جمعه بسبب ما يُحاط به من أحوال لا تبعث في نفسه إلا التعب واليأس، من أمسٍ زاهر تحوّل إلى جُرح يحتاج جهداً من العمل ليندمل. 

 

لكن اليأس لا يستمر في بلادنا ما إن أصابت الفرد حالة من اليأس حتى دفعتها همّة تنفض غبار التعب لنُعيد المجد والحياة لأوطاننا، عملنا بلا كلل لنجد سُبُلاً تأخذنا إلى غاياتنا ووجدنا نافذة العمل عن بُعد بمهاراته المتعددة التي تأخذ بأيدي شبابنا إلى طريق السلام المجتمعي واستقراره. 

 

العمل عن بُعد يُمكّن النازحين من تحويل محنتهم إلى منحة، وقلب حالهم من مُتلقّين للمساعدات إلى مساهمين فاعلين في بناء مجتمعاتهم بل والمجتمع الإنساني برمّته. 

ساهم شهريا

 

في هذه المقالة أوجزت مسارات كيف أن العمل عن بُعد يرسم مستقبلاً لا تحدّه الجغرافية ولا تُعيقه القيود. 

 

كيف يمكن للعمل عن بعد أن يقدم حلولاً للنازحين؟

تغيرات متكررة وتنقلات كثيرة تشهدها حياة النازح في سوريا وكل أنحاء العالم، ما يجعل الاستقرار على عملٍ واحد والانغماس فيه أمراً معقداً ومرهقاً، لأن كل بلد ينتقل إليها النازح لديها ثقافتها وظروفها ما يجعل الأمر صعباً أكثر مما نتخيل. 

 

وفئة الشباب في وقتنا الحالي تشكل النسبة الأكبر من المجتمع وبعد الأحداث السوريّة وحركة النزوح التي شهدتها المدن في السنين الماضية، أصبح الشاب أو الشابة يعتمد على نفسه ويحمل مسؤولية عائلته، لذلك انبثق مفهوم العمل عن بُعد بين الشباب وبدأوا في التعرّف عليه والاستعداد لخوض تجربة العمل الحر

العمل عن بعد فرصة تُعيد بناء الحياة حيث يُمكن للشباب في المناطق المتضررة أن يُحقّق دخلاً من أي مكان يتواجد فيه

ما هو العمل عن بُعد؟ 

باختصار، العمل عن بُعد هو إنجاز المهام الوظيفية بعيداً عن المقر التقليدي للعمل الذي غالباً ما يكون مقر الشركة أو المؤسسة أو المنظمة، معتمداً في إنجازها على تقنيات الاتصال الحديثة، أي أنه بإمكانه اختيار مكان العمل الذي يناسبه برفقة جهاز اللابتوب أو الهاتف النقال، وهذا ما يسمى بمفهوم المرونة في العمل وإيجاد مصدر دخل. 

 

ما هي الحلول التي يقدمها العمل عن بعد للنازحين؟

1- تجاوز القيود الجغرافية والقانونية: يُمكِّن العمل عن بُعد النازحين من العمل مع شركات ومنظمات دولية دون الحاجة إلى تصاريح عمل محلية، ليفتح أمامهم فرصاً أوسع للتوظيف.

 

2- تعلُّم المهارات الرقمية: يُتيح العمل عن بُعد للنازحين فرصة تطوير مهاراتهم في مجالات مثل البرمجة، التصميم، والتسويق الرقمي، مما يزيد من قابليتهم للتوظيف في السوق العالمية.

 

3- الاستقلالية المالية: من خلال العمل عن بُعد، يمكن للنازحين تحقيق دخل مستدام يُسهم في تحسين مستوى معيشتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

 

4- مناسب لمن لديهم صعوبات في التنقل: ذوي الهمم أو من لديهم إعاقات مختلفة.

 

ما هو دور التكنولوجيا كعامل تمكين في المناطق المتضررة؟

من بين أهم الأدوار التي تشغلها التكنولوجيا في المناطق المتضررة، هو دورها في تمكين العمل عن بعد ففي هذه الظروف الاستثنائية، قد يتعذر على الكثيرين الوصول إلى أماكن عملهم بسبب تضرر البنية التحتية أو انعدام الأمن 

 

حينها تظهر أهمية العمل عن بعد وفوائده بإن العاملين به لا تهمهم الأحداث الخارجية وصعوبة التنقلات ولا تواجههم صعوبة سوى تأمين الإنترنت الذي بات توفيره ميسراً إلى حد ما. 

العمل عن بعد فرصة تُعيد بناء الحياة حيث يُمكن للشباب في المناطق المتضررة أن يُحقّق دخلاً من أي مكان يتواجد فيه

 

تُتيح منصات العمل الحر عبر الإنترنت فرصاً واعدة للأفراد في المناطق المتضررة، حيث يُمكنهم تقديم خدماتهم في مجالات متنوعة كالتصميم والبرمجة، والكتابة والترجمة لمختلف الشركات في جميع أنحاء العالم وهذه الفرص تُساهم في توفير دخل ثابت للأسر المتضررة، وتُعيد إليهم الشعور بالاستقلالية والاعتماد على الذات.

 

فضلاً عن ذلك، يُمكن للشركات والمؤسسات استخدام أدوات العمل عن بعد للحفاظ على استمرارية أعمالها في المناطق المتضررة فمن خلال استخدام اجتماعات الأونلاين بالصوت والصورة، ومنصات إدارة المشاريع، والتخزين السحابي، يُمكن للموظفين من ممارسة العمل الجماعي من أي مكان وتجاوز القيود التي تفرضها الظروف الطارئة.

 

وهذا ما تتمحور جهود مبادرة مسارات حوله، وهو التوجه للتعليم والتدريب الرقمي الذي يساعد الشباب المتعلمين من الحصول على المعرفة في أي بقعة يقيمون فيها.

 

غير أن العمل يحتاج من الفرد متعدد المهارات من تطوير مهاراته، ومسارات خصصت منصاتها التعليمية عبر الإنترنت للمتضررين لإكساب الشباب مهارات جديدة أو تحسين مهارات حاسمة للنجاح المهني لرفع مستوى احترافيتهم في سوق العمل عن بُعد وهذا النهج يُسهم في بناء قدراتهم وتأهيلهم للتكيّف مع التحديات المستجدة. 

 

تحديات استمرارية العمل عن بعد

تواجه بيئة العمل عن بعد رغم مزاياها العديدة جملة من التحديات التي تؤثر على كفاءة العمل وفاعليته، ويمكن تصنيف هذه التحديات إلى ثلاثة محاور رئيسية: تحديات الاتصال، وتحديات التعليم والتدريب، وتحديات البنية التحتية.

 

1- تحديات الاتصال

التواصل الفعّال هو النبض الحيّ  في أي بيئة عمل الذي يساعد على استمرارية العمل ونجاحه، وتبرز أهميته بشكل خاص في العمل عن بعد حيث يغيب التواصل المباشر وجهاً لوجه.

 

  • نقص التواصل غير اللفظي: يُفقد التواصل عبر الإنترنت جزءاً كبيراً من الإشارات غير اللفظية كتعابير الوجه ولغة الجسد، ما قد يُؤدي إلى سوء فهم الرسائل.

 

  • صعوبة بناء الثقة والعلاقات: يُشكّل بناء علاقات قوية وثقة بين أعضاء الفريق تحدياً في بيئة العمل عن بعد، حيث يقلّ التفاعل الاجتماعي المباشر.

 

  • مشاكل في التنسيق والتعاون: قد يُواجه الموظفون صعوبة في تنسيق المهام والتعاون بشكل فعّال، خاصةً في المشاريع الجماعية بسبب بُعد المسافات والاختلاف في التوقيت.

 

  • الشعور بالعزلة والانفصال: قد يشعر بعض الموظفين بالعزلة والانفصال عن الفريق ما يُؤثر سلباً على إنتاجيتهم ورضاهم الوظيفي.

 

  • كثرة الاعتماد على التواصل الكتابي: قد يؤدي الاعتماد المفرط على التواصل الكتابي (البريد الإلكتروني، الرسائل النصية) إلى تأخير وصول المعلومات أو فهمها بشكل خاطئ.

العمل عن بعد فرصة تُعيد بناء الحياة حيث يُمكن للشباب في المناطق المتضررة أن يُحقّق دخلاً من أي مكان يتواجد فيه

 

2 – تحديات التعليم والتدريب

يتطلب العمل عن بعد توفير فرص تعليم وتدريب مستمرة للموظفين لمواكبة التغيرات التكنولوجية ومتطلبات العمل، من أهم هذه التحديات:

 

  • صعوبة توفير التدريب العملي: قد يكون من الصعب توفير تدريب عملي فعّال للموظفين عن بعد. 
  • الحفاظ على تفاعل المتدربين: يُعدّ الحفاظ على تفاعل المتدربين وتحفيزهم خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت تحدياً، خاصة مع وجود مشتتات الانتباه في بيئة العمل المنزلية.
  • تقييم فعالية التدريب: ربما نجد صعوبة في تقييم فعالية التدريب عن بعد بشكل دقيق، وتحديد مدى اكتساب المتدربين للمهارات والمعرفة المطلوبة.
  • توفير الدعم التقني للمتدربين: يحتاج المتدربون إلى دعم تقني مستمر لحل المشاكل التقنية التي قد تواجههم خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت.

 

3- تحديات البنية التحتية

  • ضعف شبكة الإنترنت: ضعف أو انقطاع شبكة الإنترنت من أكبر التحديات التي تواجه العمل عن بعد، حيث هو جوهر العمل والذي يضمن استمراره.
  • نقص الأجهزة والمعدات: قد لا يمتلك بعض الموظفين الأجهزة والمعدات اللازمة للعمل عن بعد، كالحواسيب المحمولة والكاميرات والميكروفونات.
  • مشاكل أمن المعلومات: يُشكل أمن المعلومات تحدياً كبيراً في العمل عن بعد، حيث تزداد احتمالية اختراق البيانات وسرقة المعلومات.
  • توفير بيئة عمل مناسبة في المنزل: قد يواجه بعض الموظفين صعوبة في توفير بيئة عمل مناسبة في المنزل تتوفر فيها الهدوء والخصوصية والراحة.
  • ارتفاع تكلفة توفير البنية التحتية: قد تكون تكلفة توفير البنية التحتية اللازمة للعمل عن بعد (كاشتراك الإنترنت عالي السرعة والأجهزة والمعدات) مرتفعة بالنسبة للبعض.

 

استراتيجيات متبعة للتغلب على تحديات العمل عن بُعد في المناطق المتضررة

كل ما في الحياة يحمل في طياته وجهين لكلّ أمر إيجاباً وسلباً، فكما أن للعمل عن بُعد من مرونة ويسر يجعله خياراً مفضلاً في الظروف الاعتيادية، فإنه في المناطق المتضررة يبرز بتحدياته الخاصة التي لا تنفي عنه أهميته كطوق نجاة وفرصة للاستمرار، وفي هذا السياق تبرز الحاجة إلى استراتيجيات للتغلب على هذه التحديات لضمان سير فرصة الاستمرار في بناء حياة مستقرة

 

  • تحدي التواصل الفعّال يُحلّ باستخدام أدوات التواصل الرقمي المتنوعة (مثل تطبيقات الدردشة المرئية والمراسلة الفورية)، بالإضافة لوضع جداول عمل مرنة تراعي الظروف الطارئة وتسمح بالتكيف معها، وتنسيق عقد اجتماعات دورية حتى لو كانت قصيرة للحفاظ على التواصل بين أعضاء الفريق.
  • تحدي انخفاض الإنتاجية في بيئة العمل عن بعد على الرغم من مرونته إلا أن البيئة مهمة ونتجاوز هذا التحدي بتجهيز بيئة منزلية من غرفة منفصلة ومكتب متواضع بدون مشتتات تحيطه. 
  • الضغط النفسي بسبب طبيعة الوضع المعيشي وحلّه بإطلاق برامج دعم نفسي واجتماعي للعاملين للتخفيف من آثار الأزمة وتوفير مساحات عمل آمنة قدر الإمكان بعيدة عن مناطق الخطر المباشر.
  • نقص البنية التحتية الإلكترونية بتأمين المعدات من أجهزة اللابتوب وغيرها والإنترنت السريع من خلال دعم تقدمه المنظمات أو بعض المبادرات التي تسعى لتمكين الشباب.

 

مسارات للتنمية والتعليم المستدام في سوريا

لم تكتفِ مسارات بتقديم التعليم المدرسيّ والإرشاد الأكاديميّ، بل تعدّت ذلك إلى بناء جسورٍ متينة تربط الشباب بسوق العمل من خلال برنامج التدريب المهني.

 

ندرك أن العمل عن بعد لم يعد خياراً ثانوياً بل أصبح ضرورة ملحة، ومن هنا انطلقنا في رحلة تمكين الشباب حاملين على عاتقنا مسؤولية إرساء الشباب لسبيل الوصول لغاياتهم، برؤيةٍ ثاقبة ومنهجية متكاملة.

العمل عن بعد فرصة تُعيد بناء الحياة حيث يُمكن للشباب في المناطق المتضررة أن يُحقّق دخلاً من أي مكان يتواجد فيه

 

لذلك برنامج التدريب المهني لا يقدم دورات تدريبية تقليدية بل تُركز على اكتساب المهارات العملية التي يتطلبها سوق العمل الرقميّ.

 

تُتيح مسارات للشباب فرصة لاكتشاف قدراتهم الكامنة وتطوير مهاراتهم في المجالات التقنية، مثل التسويق الرقمي والتصميم الجرافيكي وكتابة المحتوى. 

 

الشباب السوري يمتلك طاقات هائلة تحتاج فقط إلى من يُوجّهها ويُنمّيها، ومن هذا المُنطلق تُوفر المبادرة بيئة تعليمية محفزة تُشجّع على الإبداع والابتكار وتُثري دور الشباب في نهضة المجتمع عبر بناء ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.

الأسئلة الشائعة حول مستقبل العمل عن بعد

لماذا يعتبر العمل عن بعد خياراً مفيداً للمناطق المتضررة؟

العمل عن بعد يقلل من الاعتماد على البنية التحتية المحلية مثل المكاتب والنقل، التي غالباً ما تكون غير متوفرة أو متضررة، يتيح هذا الخيار للنازحين إمكانية كسب الدخل من أي مكان بوجود اتصال بالإنترنت.

ما هي التحديات الشائعة التي تواجه النازحين في العمل عن بعد؟

أبرز التحديات التي يواجهها النازحون ضعف البنية التحتية الرقمية، مثل محدودية الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة التقنية. كما يمكن أن تشمل التحديات نقص المهارات التقنية المطلوبة، وعدم وجود بيئة عمل مناسبة في مناطق الإقامة المؤقتة.

ما أنواع الوظائف المتاحة للنازحين عبر العمل عن بعد؟

  • كتابة المحتوى والتحرير
  • التسويق الرقمي وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي
  • التصميم الجرافيكي وتطوير المواقع الإلكترونية
  • الترجمة والتعليم الإلكتروني

ما الخطوات التي يمكن للنازحين اتخاذها لبدء العمل عن بعد؟

  • الالتحاق ببرامج تدريبية
  • تعلم المهارات الأساسية
  • الدخول لمنصات العمل الحر الإلكترونية
  • إنشاء ملف شخصي احترافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال