أنس قصير، شاب سوري ذو 17عاما، انقطع عن دراسته بسبب اعتقال والده، ونزوح عائلته من منزلهم، لكن رغم تحديات الحياة لم يفقد الأمل في تحقيق حلمه بالتعليم، فقد استطاع أن يستأنف دراسته، ويصنع مستقبلا أفضل لنفسه ولعائلته.
هل توقف أنس عن تحقيق حلمه في التعليم بسبب تحديات الحياة التي واجهها؟ تابع معنا القراءة لتعرف المزيد!
تحديات الحياة والعمل بدلاً من التعلُّم
عاش أنس طفولته في مدينة حلب، لكن حياته تحولت بشكل كبير. بدأت تحديات أنس عندما اعتُقل والده في عام 2016، العام الذي شهد أيضاً عملية التهجير من مدينة حلب إلى محافظة إدلب شمال سوريا، الأمر الذي أجبره على الانقطاع عن دراسته في المرحلة الابتدائية، والاندماج في سوق العمل؛ لتأمين احتياجات عائلته.
فقد أوضح ذلك بقوله أنه :”ترك الدراسة في المرحلة الابتدائية، وتحمل العبء الثقيل لإعالة عائلته بعد اعتقال والده عام 2016 ونزوح عائلته من منزلهم في عام 2017. ولأنه كان المعيل الوحيد، اضطر إلى العمل ليسد احتياجات عائلته، ولسوء الحظ، بذلك لن يتمكن من مواصلة دراسته في المدرسة، وخصوصا الصف التاسع فأجبر على أن يدرسه بنفسه ويقدمه بشكل حر”.
أنس يجتاز التحديات مع مبادرة مسارات
اجتاز أنس تحديات كثيرة ليكمل تعليمه، ويتخطى مرحلة التعليم الثانوي، فقد تمكن من الانضمام إلى مبادرة مسارات التي حققت له الفوائد وخففت عنه أعباء الحياة، وذلك من خلال تمكنّه من حضور دروسه بشكل مباشر والتفاعل مع المعلمين وهو يعمل في
الوقت نفسه.
و يشاركنا في الفيديو تجربته مع مبادرة مسارات وكيف استفاد منها في دراسته، حيث ذكر أنه: ” استفاد كثيرا من تسجيله في هذه المبادرة، حيث كانت الدروس دائما في المساء، وإذا كان هناك درس في النهار، فإنه يستخدم سماعات الرأس ويتابع درسه أثناء عمله.
وقد تم إيصال الدروس له عن طريق البث المباشر، وتمكن من التواصل بكل سهولة مع الأساتذة، كما لو أنهم متواجدون معهم في الصف نفسه. وفي النهاية قدم أنس نصيحة رائعة لجميع الطلاب الذين تعرضوا لظروف قاسية بأن يعودوا للتعليم ويحققوا أحلامهم”.
مبادرة مسارات: دعم متواصل للأيتام
يسعى أنس إلى تحقيق حلمه بالدخول إلى كلية الهندسة المعلوماتية، بعد اجتيازه المرحلة الثانوية في مبادرة مسارات التي ساعدته وقدمت التعليم الإلكتروني المجاني له ولأكثر من 1100 طفلا يتيما انقطع عن تعليمه ويعاني من ظروف صعبة، كما أنها أمدتهم بالتوجيه والإرشاد اللازمين لتساعدهم على بناء مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم.