فريضة الزكاة من أهم الشعائر الدينية التي فرضها الله على عباده المؤمنين، لينفقوا من أموالهم بما يحق للفقراء والمساكين والمستحقين لهذا المال، وأنزل الله لها أحكام محددة، وطرق مشروعة لإنفاقها في أوقات محددة لتكون خير دليل للمسلمين في كيفية إخراج زكاتهم.
في مقال اليوم نسلط الضوء على حكم الإسلام في تأخير إخراج الزكاة، وكفارته التي فرضها، والحالات التي أباحها ديننا الحنيف لتأخيرها، وأخيراُ نجيب عن أكثر الأسئلة المطروحة في هذا الشأن.
حكم تأخير إخراج زكاة المال عن وقتها في الإسلام
سن الله تعالى على عباده أداء فريضة الزكاة في وقت محدد بعد تحقيقها لشروط الزكاة سداً لحاجة الفقراء والمحتاجين على مدار العام دون تأخير أو تراخي من المزكين.
وعليه فحكم تأخير إخراج زكاة المال لا يجوز شرعاً في الإسلام إلا بوجود عذر شرعي كاستحالة إيصال لمن هم في حاجة، أو عدم توفر فقراء في وقت إخراج الزكاة، أو غير متاح مصرف من مصاريف الزكاة في المكان المُزكّى فيه. وفي ذلك جاء قول الإمام النووي: “الزكاة عندنا يجب إخراجها على الفور. فإذا وجبت وتمكن من إخراجها لم يجز تأخيرها. وإن لم يتمكن فله التأخير إلى التمكُّن. فإن أخر بعد التمكن عصى وصار ضامنا“.
أي أجاز الإسلام التأخير في إخراج الزكاة في الحالات التالية:
- إذا تعذر الإخراج لسبب.
- إذا وقع عليه ضرر بإخراج الزكاة دون تأخير.
- إذا كان التأخير لمصلحة للفقير أو حاجة تصب في مصلحة الفقير.
هل يجوز إخراج الزكاة المتأخرة؟
نعم، لأن إخراج الزكاة يجب أن يكون بمجرد انتهاء الحول، والزكاة هي فريضة من الله وحق لعباده، فإن التأخير بإخراجها لا يجوز، لذا يجب إخراج ما تأخر من الزكاة لوفاء حق الفقراء من هذا المال، ولكن التوبة عن تأخير إخراج الزكاة والالتزام بشعائر الله هي الأصل.
ويقول الإمام النووي: إذا مضت على المال سنون ولم يؤد زكاته لزمه إخراج الزكاة عن جميعها سواء علم وجوب الزكاة أم لا.
حكم تأخير الزكاة لعدم وجود سيولة مالية
الأَولى في إخراج زكاة المال أن تُدفع فور حلول وقتها، لذا وجَب على المزكّي المسارعة في إخراج زكاة ماله، ومع ذلك يُقرّ الشرع بوجود ظروفٍ استثنائيةٍ تبرر تأخير الدفع من بينها:
- وجود ضرر على المزكّي أو ماله
- عدم امتلاك المال الكافي لإخراج قيمة الزكاة.
ما حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر؟
الأصل في أداء الزكاة في الإسلام وجوبها في وقتها، وعدم تأخيرها إلا بعذر شرعي بموجب فتوى من أصحاب الشأن؛ وعدا ذلك وجب الاستغفار والتوبة عن أي تأخير في إخراجها، والإسراع في تأديتها.
قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)؛ وتفسير الآية أن هذا الشأن يجب تنفيذه فوراً كما ذكر الكثير من العلماء، حيثُ أن مال الزكاة حق من حقوق الفقراء لذا وجب إعطائهم حقوقهم كما ينبغي ولا يجوز التأخير.
هل هناك كفارة لتأخير الزكاة؟
لم يفرض الإسلام كفارة عن تأخير أداء الزكاة إلا الإسراع في قضائها دون زيادة أو نقصان. إذا المال بلغ النصاب، وحال عليه الحول ولم تخرج الزكاة، وجب أن يخرج المزكي زكاة ماله ويحسب كم سنة يجب عليه القضاء، فإذا بلغ سنة واحدة فقط يقضي الزكاة عن سنة وإذا كان أكثر يجب التوبة عن تأخير الزكاة ويجب عليه قضائها دون زيادة بل فقط ما يجب عليه إخراجه من نصاب المال.
مبادرة مسارات لتعليم وتدريب الشباب في سوريا
في مسارات، نعتمد منهجية مستدامة في تقديم خدماتنا التعليمية عن بٌعد للطلاب السوريين، وخاصةً المحتاجين من الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين والمهجّرين.
نبني فيها طلابنا من خلال أربع مسارات تعليمية: التعليم المدرسي، الأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني، إضافة إلى بوابة المعرفة المفتوحة على اليوتيوب.
مساهمتك معنا تساعدنا في توفير خدماتنا لأكبر عدد من الشباب السوري الطموح، والوصول لأكبر شريحة من المحتاجين، يمكنك المساهمة بالتبرع بزكاة مالك الآن وتكون جزءاً في إحداث تغيير إيجابي في حياة من يحتاجها بالفعل.