في عالم النهضة والتقدم، يقف العلم و تقف المعرفة مثل أعمدة شاهقة تضيء دروب المجتمعات نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يكتسب الأفراد المهارات والمعارف، التي تمكنهم من التفكير النقدي وحل المشكلات والابتكار، مما يؤدي إلى تكوين أفراد يمتلكون القدرة على تحقيق نهضة شاملة مستدامة، فالتعليم ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة فقط، بل هو أساس لتنمية رأس المال البشري وتعزيز الجوانب المختلفة للحياة.
في هذا المقال سنتكلم عن دور التعليم في تطوير المجتمع، ودور التكنولوجيا في تعزيز التعليم، وعن مبادرة مسارات التعليمية..
دور التعليم في تطوير المجتمعات
يعدُّ التعليم الأساس الذي يقوم عليه بناء المجتمع ككل، فهو الوسيلة الأولى والأهم لتنشئة جيل متسلّح بالعلم قادر على رصد نقاط القوة والضعف في مجتمعه، فيعمل على تعزيز الجيد منها، وتحسين المجالات التي تحتاج للتطوير، لذلك فدور التعليم في تطوير المجتمعات كبير، يمكن لنا أن نذكر منه التالي:
1- توفير حياة مجتمعية إيجابية
من خلال إتاحة فرص أكثر أمام أفراد المجتمع للعمل بما تعلموه، والإبداع في مجالات متعددة، وبالتالي ترتفع السوية الاقتصادية، و يتعزز الشعور بالإنجاز لديهم، مما يزيد من الرضا والثقة العامة في المجتمع، كل هذه الأمور تؤدي في النهاية لبناء مجتمع إيجابي قادر على التطوير المستمر.
2- تحقيق النمو الاقتصادي
يساهم التعليم في تعزيز كفاءة الأفراد في أداء أعمالهم، وإنجازها بجودة عالية، مما يجعل مجالات العمل أكثر استقرارا وتطوراً، ويبدأ التفكير بطرق التنمية المستدامة، فكلما ازداد التعليم، ازداد الإنجاز وكانت الخيارات أوسع وأشمل، وتحقق النمو الاقتصادي في الحاضر والمستقبل.
3- التعزيز و التمكين
للتعليم أثر كبير في نشر الوعي والعمل على تحقيق العدل المجتمعي، بحيث يتم إعطاء كل فرد حقه كاملاً من الفرص بالتعليم والعمل وغيرها، كما يلعب التعليم دوراً حاسماً في تعزيز دور المشاركة الفعالة لكل فرد في التنمية المجتمعية وإحداث الأثر.
4- التقليل من العنف المجتمعي
يعزز التعليم الوعي بأهمية الالتزام بالقوانين واحترام حقوق الآخرين، حيث يعي المتعلمون المساواة في القيمة الإنسانية و يدعمونها، ويعملون جاهدين لمحاربة العنف المجتمعي والمنزلي، الذي يقف عائقاً أمام تطور المجتمع وبنائه.
أثر المعرفة على الوعي الاجتماعي
تلعب المعرفة دوراً محورياً في تعزيز الوعي الاجتماعي، الذي ينعكس إيجاباً على المجتمع بأسره, حيث توفر المعرفة العميقة:
- فهماً شاملاً للقضايا الاجتماعية المهمة، مثل ” العدالة وحقوق الإنسان “.
- يسهم الوعي الاجتماعي في تقوية الروابط بين الأفراد والمجتمعات.
- فهم مشترك للقضايا والأزمات والتحديات.
- الرغبة الجماعية في العمل على تحسين الظروف المعيشية.
- إرادة حل المشكلات الاجتماعية.
- إدراك أهمية المشاركة في الأنشطة السياسية.
- الوعي بأهمية تحقيق تأثير إيجابي مستدام.
كما أن تعميق الوعي الاجتماعي العام، يظهر دور التكنولوجيا ومتابعة التطوّر الرقمي كمحرك أساسي في مجال التعليم، من حيث:
- تعزيز التعليم.
- توفير أدوات ووسائل تعليمية مبتكرة.
- زيادة كفاءة عملية التعليم وجعلها عملية أكثر تفاعلية وجاذبية
وهذا بالضبط ما تعمل مبادرة مسارات عليه، وهي مبادرة تعليمية، تهدف لإيصال العلم والمعرفة عن بعد لكل من يحتاجها، وخاصة في الأماكن المنكوبة المتضررة من الأزمات الطويلة، مثل الشمال السوري، حيث تقدم لمنتسبيها من الطلاب التعليم الأكاديمي، بأحسن جودة ممكنة، وبأفضل الكوادر من المعلمين والمعلمات، وتستثمر في ذلك أدوات رقمية حديثة للتواصل وإدارة العملية التعليمية بأكملها، وبالطبع فإن هذه المبادرة انبثقت من الصعوبات التي يواجهها المجال التعليمي في سوريا، والذي لابدَّ لنا من التوسع فيه، والحديث أكثر عنه..
صعوبات الوصول إلى التعليم في سوريا
تواجه سوريا العديد من التحديات في قطاع التعليم بسبب سنوات الحرب والصراع الطويلة، مما أدى إلى تدهور البنية التحتية التعليمية، وكان له تأثيرات سلبية واسعة على النظام التعليمي بشكل عام، تشمل هذه الصعوبات ما يلي:
1. تدمير البنية التحتية التعليمية
تعرضت العديد من المدارس والجامعات للتدمير الجزئي أو الكامل بسبب الصراع، وقد أعاق ذلك وصول الطلاب إلى أماكن تعليمهم، وحرمهم من الحصول على المعرفة بشكل آمن ومستدام، وإعادة بناء هذه المنشآت سيتطلب وقتاً وجهداً ومقدرات مادية وبشرية كبيرة جداً.
2. النزوح والتهجير
أدت الحرب إلى نزوح ملايين السوريين داخلياً وخارجياً، مما جعل من الصعب على الأطفال والشباب الوصول إلى مؤسسات تعليمية مستدامة لإكمال تعليمهم، وحتى اللاجئون في الدول الأخرى يواجهون تحديات كبيرة في الاندماج مع البيئة، ومع الأنظمة التعليمية فيها.
3. نقص الموارد التعليمية
المؤسسات التعليمية أو المدارس التي ما زال بإمكانها أن تؤدي مهمتها، تعاني من نقص في الكتب المدرسية، والأدوات التعليمية، والمعلمين المدربين بشكل كافٍ، وهذا النقص يؤثر بطبيعة الحال على جودة التعليم المقدمة، ويحد من قدرة الطلاب على التعلم بفعالية.
4. الظروف الاقتصادية الصعبة
تعاني أغلب فئات المجتمع من ظروف اقتصادية صعبة، مما يجبر الأطفال على العمل لتأمين لقمة عيشهم، بدلاً من الالتحاق بالدراسة، وهذا الوضع يؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي ويحد من فرص الحصول على التعليم لنسبة كبيرة جداً من الطلاب، وبحسب اليونيسيف فإن هناك ما يقارب من 4.2 مليون طالب غير ملتحق بمقاعد الدراسة في سوريا.
5. التحديات النفسية والاجتماعية
بكل أسف فإن الأطفال والشباب الذين عاشوا خلال الحرب هم من أكثر الفئات تضرراً، والكثير منهم يعاني آثاراً نفسية واجتماعية سلبية تؤثر على قدرتهم ورغبتهم بالتقدم والإنجاز، وهذا يتطلب التعامل الممنهج مع هذه الآثار ، وتأمين الدعم النفسي والاجتماعي المكثف، وهذا ما لا يتوافر بشكل كافٍ أمامهم.
حلول مقترحة لتحسين فعالية التعليم في تنمية المجتمع
1. إعادة بناء البنية التحتية التعليمية
بمساعدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، لا بدَّ من العمل على إعادة بناء وترميم المدارس والجامعات، ومختلف المؤسسات التعليمية المتضررة، وهذا يتطلب توفير تمويل كافٍ وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية.
2. دعم برامج التعليم الطارئ
توفير برامج تعليمية طارئة للأطفال والشباب في المناطق المتضررة، من شأنه أن يساهم في إعادة عجلة التعليم للعمل في ظل الظروف الصعبة، ويمكن أن تشمل هذه البرامج التعليم عن بعد واستخدام التكنولوجيا لتوفير الدروس عبر الانترنت.
ومثال ذلك ما تقوم به مبادرة مسارات التي تؤدي رسالتها التعليمية عن طريق التعليم عن بعد، وتخدم طلابها من خلال 4 مسارات مختلفة، هي:
هذه المسارات مجتمعة، تعمل بشكل متكامل لدعم الطلّاب أكاديمياً، ومعرفياً، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهم التقنية والناعمة، وتوجيههم بالشكل الأنسب لكل منهم، بحيث يساهم كل ذلك في بناء الإنسان الذي يحمل هم نهضة مجتمعه وأمته..
يمكنكم الاطلاع أكثر على مجالات العمل في المبادرة من خلال موقعنا أو التواصل معنا
كما يمكنكم تقديم الدعم الذي تقدرون عليه لمساندة تعليم الطلاب في الشمال السوري
3. تعزيز تدريب المعلمين
الاستثمار في تدريب المعلمين، وتعزيز قدراتهم التعليمية، يُعد من الاستثمارات عظيمة الفائدة التي يجب أن تُعطى اهتماماً كبيراً، من حيث تزويدهم بالأدوات والموارد اللازمة لتحسين جودة التعليم، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية مستمرة، لاطلاعهم على أحدث التقنيات والتوجهّات التعليمية.
4. تقديم الدعم الاقتصادي للأسر
وهذا من شأنه أن يساعد في تقليل نسبة التسرب المدرسي، ويُشجّع أولياء الأمور على إبقاء أولادهم في المدارس، ويمكن أن يشمل هذا الدعم تقديم منح دراسية ومساعدات مالية مباشرة، تخفف من حاجة الأهل لإرسال أولادهم إلى العمل بدل المدرسة.
يمكنكم تقديم هذا النوع من الدعم للطلاب في الشمال السوري، وحيثما كان مكان تواجدكم من خلال كفالات الطلّاب عبر مبادرة مسارات، وأن تساهموا في تحويل حياة هؤلاء الطلاب من عتمة الجهل إلى نور المعرفة والأمل..
5. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي
يقوم الدعم النفسي والاجتماعي المكثف للأطفال والشباب المتضررين من الحرب، بدور مهم جدّاً في مساعدتهم ليتمكنوا من التكيف مع الظروف المحيطة بهم، ويمكن أن تشمل جهود الدعم النفسي توفير استشارات نفسية وبرامج دعم اجتماعي في المدارس والمجتمعات المحلية.
بتطبيق مثل هذه الحلول وغيرها، يمكن تحسين فعالية التعليم في سوريا، والمساهمة في تنمية المجتمع بشكل مستدام، مما يساعد في بناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.
6 فوائد يحققها دور التكنولوجيا في تعزيز التعليم والمعرفة
يؤدي استخدام تكنولوجيا التعليم إلى العديد من الفوائد التي تعود على عملية التعليم بالنفع من حيث الجودة والأداء الأفضل، وتظهر أهمية استخدامها فيما يلي:
1- الوصول إلى مزيد من المعلومات:
تساعد التكنولوجيا الطلاب في الوصول إلى معلومات أكثر كمّاً ونوعاً، وأكثر تعمقاً، مما يسهم في زيادة المعرفة والتحصيل العلمي، وزيادة القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات بطرق شتّى، والاستفادة منها بأفضل شكل.
2- تيسير عملية التعليم:
تجعل التكنولوجيا عملية التدريس أكثر سهولةً من خلال استخدام الوسائل التفاعلية، مثل” الفيديو، والرسومات، والألعاب التفاعلية ” مما يفيد في:
- تبسيط المعلومات وزيادة وضوحها.
- يساعد المعلم على توصيل المعلومات للطلاب بشكل أسهل.
- أن تتناسب عملية التعليم مع إمكانياتهم وقدراتهم الفردية المختلفة.
3- التعامل مع العوائق الزمانية والمكانية:
يمكن للمتعلمين العودة للمحاضرات، والدروس لدراستها في الوقت المناسب لهم، حسب ظروف حياتهم، كما يمكن لأي شخص بغض النظر عن مكان تواجده أن يتلقى مستوى التعليم الذي يرغب فيه، مما يجعل عملية التعليم سهلة الوصول للجميع، وبشكل خاص لذوي الاحتياجات الخاصة، وللطلّاب في الأماكن المنكوبة.
حيث تجعل التكنولوجيا تجربة الطلّاب أصحاب الهمم أكثر سهولة ويسر , فيمكنهم الحصول على فرص تعليمية بجودة عالية، في أي وقت وأي مكان، حسب قدراتهم الشخصية، من خلال استخدام برامج وتقنيات حديثة، مثل:
“تحويل النصوص المكتوبة إلى محتوى صوتي، والعكس أيضاً، مما يساعد الطلاب الذين يعانون من ضعف السمع والبصر مثلاً، من الاستفادة بأقصى قدر ممكن والتغلب على مختلف أنواع العوائق التي تقابلهم “
في مبادرة مسارات نهتم بأصحاب الهمم هؤلاء اهتماماً خاصّاً، لأننا ندرك أنهم بحاجة لمساندة إضافية، فالإرادة والهمة والرغبة بالإنجاز متواجدة في قلب كل طالب منهم، وكل ما ينقصهم هو أن نأخذ بأيديهم فنساعدهم ليكملوا طريق علمهم.
يمكنكم أن تضيؤوا النور الذي يعطيهم الأمل ليتابعوا مسيرة تعليمهم، من خلال التبرع بالدعم المادي لدعم الطلاب ذوي الهمم عبر مبادرة مسارات
4- توفير الوقت في عملية التعلم
وهو من أهم مميزات التعليم عن بُعد، حيث لن يحتاج المعلمون أو الطلاب إلى قضاء فترات زمنية طويلة في التنقل من وإلى المؤسسات التعليمية، بل يمكنهم حضور الدروس والانتهاء من واجباتهم وهم في منازلهم، مما يجعل لديهم متسع من الوقت للهوايات والنشاطات الاجتماعية الأخرى.
5- إعداد الطلّاب للمستقبل
في عصرنا الرقمي تدخل التكنولوجيا في مختلف المجالات، مما يجعل من الضروري إعداد الطلاب للتعامل معها بشكل أفضل، ويتم ذلك من خلال:
- التعليم الإلكتروني.
- تعليمهم كيفية استغلال التكنولوجيا في حل المشكلات.
- تعليمهم التواصل الفعال من خلال الأدوات الرقمية.
- القضاء على الحواجز النفسية المرتبطة بصعوبة استخدامها.
6- الوصول للمعرفة و تبادل الأفكار
يستطيع الطلاب من خلال المنصات التعليمية المتعددة، الوصول إلى دورات متخصصة، و بشكل مجاني، مما يعزز قدرة الأفراد على التعلم المستمر، حتى في البيئات سريعة التغير.
كما يسهم التعليم عن بعد في غرس القدرة في نفوس الطلاب على التعامل مع أشخاص من ثقافات متنوعة، وتقبل الاختلافات الموجودة بين المجتمعات، والتعامل مع الأفكار المختلفة، وتبادلها باحترام.
من المنصات التي تعتبر مفيدة في هذا المجال:
1- منصة إدراك
وهي منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر (MOOCs). تم تأسيس إدراك لدعم التعليم والتنمية، ومن باب الحرص على بذل كافة الجهود والمساعي للمساهمة في تحسين التربية والتعليم كونهما حجر الأساس لتطور وازدهار الشعوب.
2- منصة كورسيرا
وهي شركة تعليمية عبر الإنترنت، توفر مساقات هائلة مفتوحة أنشأها مدرسون متخصصون، تعمل كورسيرا مع جامعات عالمية على طرح مساقاتها التعليمية عبر واجهة كورسيرا لإدارة النظم التعليمية.
3- مبادرة مسارات التعليمية
على ذات النهج الذي يعمل لتحسين التعليم وتطويره انبثقت مبادرة مسارات، من منطلق إيماننا بأن المعرفة هي الأساس الجوهري لبناء الإنسان وتمكينه في المجتمع، وأن التعليم الحقيقي يستمر مدى الحياة.
مسارات مبادرة تطوعية تعليمية غير ربحية، تعمل على تيسير وصول المعرفة للمتعلم في أي مكان (خاصة في المناطق المنكوبة)، و ندرك في مسارات أهمية التعليم في بناء أفراد مبدعين ومنتجين قادرين على صناعة مستقبل أفضل.
و نسعى لتأمين الأدوات اللازمة لحصول المتعلم على المعرفة في أي زمان ومكان، باستخدام أفضل الأدوات التكنولوجية، التي تسهّل وصول المعرفة للطلاب، وتجعل العملية التعليمية سلسة مرنة فيها تحفيز ليحقق الطالب إنجازاته التي يرغب بها، ويكون عضواً فاعلاً في نهضة مجتمعه وأمته.
قصة نجاح الطالبة رضيّة
يمكننا توضيح دور التكنولوجيا في تعزيز وصول العلم والمعرفة لكل من يرغب به، من خلال قصة الطالبة رضية، التي تسكن مخيمات اللجوء، و تمكنت من العودة لمقاعد الدراسة بعد انقطاع دام أكثر من 30 عاماً، من بينها سنوات طويلة من التهجير والنزوح والظروف القاسية التي عانت منها رضية بسبب الصراعات الموجودة في المنطقة، والتي أثرت بشكل مباشر على المجال التعليمي والبنية التحتية، وبالتالي على ما يقارب من 2.4 مليون طالب تركوا مقاعد دراستهم في عموم سوريا.
رضية وأخيراً تمكنت من ملامسة حلمها من جديد، استطلعت العودة لمقاعد الدراسة من خلال انضمامها لمبادرة مسارات، مستفيدة من الخدمات التي تقدمها المبادرة عبر منصتها التفاعلية، بالاعتماد على تطبيق مايكروسوفت تيمز.
اليوم تتابع رضية تعليمها، في الصف التاسع، وهي تعي جيداً أهمية التعليم في تمكين الفرد وتطوير مهاراته، مما يجعله قادراً على لعب دور أكبر وأكثر فاعلية في مجتمعه..
تحلم رضية بإكمال دراستها، لتكون مثالاً يحتذى به، و لتثبت أن التعليم لا يقتصر على سن معين وأن الفرصة متاحة دائماً لمن يجرؤ على التغيير ومتابعة أحلامه.
قصة رضية هي مثال عن آلاف القصص للطلّاب الموجودين في الشمال السوري، وأنتم يمكنكم أن تكونوا جزءاً من هرم نجاح رضيّة وزملائها من طلّاب مسارات الذين يشاركونها نفس الصعوبات، من خلال الدعم المادي الذي تقدمونه، لتستطيع مسارات الاستمرار في تقديم خدماتها بأعلى جودة، ومساعدة الطلاب في الشمال السوري لإتمام مسيرة تعليمهم، وتحسين أحوالهم للأفضل، ليكونوا بناة المستقبل القادم لمجتمعهم وأمتهم.
مبادرة مسارات لنشر المعرفة عن بعد بين السوريين
التعليم هو أساس نهضة المجتمعات، وتوفير التعليم الجيد يتطلب جهوداً طويلة الأمد لاستثمار القدرات وتوجيه الطاقات في المسار الصحيح. في مناطق النزاعات، يتعرض المجال التعليمي لتحديات كبيرة. في سوريا وحدها، هناك 2.4 مليون طالب منقطع عن الدراسة، وفقًا لتقارير اليونيسف.
مبادرة مسارات تبنت قضية التعليم، حيث نؤمن بأن لكل طالب حق في التعليم الذي يضيف له القيم ويمنحه المهارات الحياتية اللازمة لتحقيق تطلعاته. نعمل بجهد كبير لتقديم التعليم من خلال مسار التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب المهني بشكل احترافي، بحيث تتكامل جميع الجهود لخدمة الطلاب والارتقاء بهم أكاديمياً وحياتياً.
ندعوكم لتكونوا جزءاً من قصص النجاح التي نحققها، من خلال دعمكم لمشاريعنا التي يستفيد منها آلاف الطلاب الراغبين في استكمال تعليمهم بشكل كامل. مساهماتكم تحدث فرقاً كبيراً وتترك أثراً عظيماً. لا تترددوا في دعم مبادرة مسارات الآن.
الكاتب: ندى محمد علي متطوعة في مبادرة مسارات