المرأة صنو الرجل وشريكة في بناء المستقبل والحياة، للمرأة مكانة أساسية في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذه المكانة قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات.
سنناقش في مقالنا هذا دور المرأة الحيوي كشريكة في بناء المستقبل وتأثيرها التاريخي والحديث في تحقيق نهضة المجتمعات. تعرف على مكانتها المميزة في الإسلام والتحديات التي تواجهها، بما في ذلك الظلم والتمييز. استكشف كيف تغلبت المرأة على هذه العقبات لتصبح رمزًا للقوة والتغيير الإيجابي، والدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وتقدمًا.
دور المرأة في الإسلام
إن للمرأة مكانة في الإسلام عظيمة فقد ذكرها الله تعالى بكثيرة من الآيات وخصها بسورة كاملة؛ “سورة النساء” فقد أتى الإسلام وحررها من قيود الجاهلية، وجعلها متساوية مع الرجل في التكليف والثواب والعقاب.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم “إنما النساء شقائق الرجال”.
الجانب المظلم في حياة المرأة
هناك ظواهر ظلم مسلّط عليها، الأمية والبطالة والعنف الأسري، هي كوارث اجتماعية تصيب المرأة وتمنعها لأجيال كثيرة من التطور الذي تطمح إليه، إضافة إلى التمتع بحقوقها في ظلّ قوانين عادلة.
ولم يكن وضع المرأة العربية مختلفاً عمّا كان عليه في مناطق أخرى من العالم، حيث مرّ هذا الوضع عبر التاريخ في مراحل من التمييز ممّا أدّى لخضوعها إلى قيود على حقوقها وعلى حرّياتها، والعديد منها يرجع إلى الموروث الثقافي والمعتقدات الدينية المتعصبة، بالرغم من أن الإسلام ركّز في تعاليمه وأحكامه على رفعة المرأة وتعزيز مكانتهم، حيثُ كرمها بوصفها أم وابنة وزوجة.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا”.
ويذكر أنّ هناك سبعة ملايين من النساء السوريّات يقمن بإعالة أسرهن لكنهن يتعرضن للعنف ويحتاجنّ للمساعدة.
إنّ الأزمة السورية أثرت على المرأة؛ من خلال الممارسات ضدها مثل: الاختفاء القسري والقتل والتهجير،وهناك ازدياد في حالات الطلاق؛ يعود سببها فقدان الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي، وقد عانت النساء من مختلف الطوائف من ويلات الحرب.
وتعاني الأمرّين في ظل التوتر القائم والنزاعات، والظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها، حيث يطلب منها ضمن ما تعيشه من ظلم وقهر أن ترعى أسرى كاملة، وأن تعيل أبنائها، وهذا ما يسبب خلل في بنية المجتمع فلكل من المرأة أو الرجل دور ضمن الأسرة يجب أن يؤديها، ولكن هذه الظروف القهرية جعلتها تبحث عن فرص لتحسن معيشتها، مما اضطرها لممارسة الأعمال الخارجية بجانب مسؤوليتها تجاه أسرتها.
لذا؛ دعونا ننظر إلى عمل المرأة وما يحمله من ميزات والسلبيات، وهي:
- الضغوطات التي تعاني منها لتوافق بين الجانبين، العمل ومسؤولة أسرتها.
- أحياناً العمل خارج المنزل يسبب للمرأة إرهاقاً زائداً، ولا تستطيع بعض النساء التعامل مع المستويات العالية من هذا الإرهاق.
- للنساء طبيعة خاصة تجعلها أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب مقارنة بالرجل.
- يجب على الأمهات العاملات إبقاء أطفالهنّ في مراكز رعاية الأطفال، حيثُ لا تتمكن الأم أن تعتني بهم.
أثبتت المرأة بأنها قادرة على التوفيق ما بين عملها خارج المنزل وما بين الاهتمام ببيتها وأسرتها، فالمرأة اليوم أصبحت طبيبة ومعلمة ومهندسة.
كما أنها استطاعت أن تقف بالمرصاد للجهل و الأميّة، فتحرر المرأة لم يكن بمعزل عن تحرير عقليّة مجتمع بأسره وبناء مجتمع قائم على المساواة، ولم تحقق الحداثة خارج هذا البعد العربي الإنساني.
فهل من مشاريع تقديمية تؤمن بقيمة المرأة والحداثة التي تصبو إليها سائر المجتمعات بعيداً عن الطرح الفردي وبرؤية إنسانية شاملة؟
مبادرة مسارات للتعليم وتمكين المرأة في سوريا
بفعل الحرب في سوريا، حرم مجتمع كامل من النساء من التعليم لسنوات بسبب الزواج المبكر، والهجرة القسرية، والفقر المدقع، والنزوح. لقد اضطروا إلى إعطاء الأولوية لرعاية أسرهم وسط ظروف الحياة القاسية. ومع ذلك، لا يزال المئات منهم يحلمون بالعودة إلى المدرسة.
تقدم مبادرة مسارات التعليم المجاني عن بعد لهذه الشريحة من المجتمع، عن طريق التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، وتنمية المهارات العملية، عبر منصتنا الإلكترونية سهلة الاستخدام، مما يضمن الراحة والمرونة.
بتبرعكم سنمهد الطريق لنهوض المرأة وتمكينها في المجتمع، وتجهيزها تعليميا لتكون قادرة على تعليم أطفالها وتربيتهم، ومع نهوض المرأة، يتشكل مجتمع مستنير وواعي، يرعى مستقبلاً مبنياً على الوعي والمعرفة.
مساهمتك ليست مجرد استثمار في مستقبل هؤلاء النساء؛ إنه استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا وإنصافًا للجميع.
لا توجد أفكار عن “دور المرأة الفعال: من شراكة في البناء إلى تحقيق النهضة في المجتمعات”
مقال جيد