زكاة عروض التجارة تعد من أهم أنواع الزكاة، حيث لها النصيب الأكبر في امتلاكها من التُجار، تكمن أهمية معرفة أحكام زكاة عروض التجارة في تنظيم العلاقة بين الأموال الزكوية والفقراء والمساكين، وكيفية إخراجها لمن هم بحاجة لهذه الأموال.
زكاة عروض التجارة تشمل جميع الأصول التجارية مثل البضائع والمخزون والمعدات والمباني التجارية، وغيرها من الأصول المستخدمة في العمل التجاري. يُحسب مبلغ الزكاة بنسبة 2.5% على قيمة هذه الأصول بعد خصم الديون والنفقات اللازمة للتجارة.
في هذا المقال، سنستكشف أهمية زكاة عروض التجارة وأثرها على المجتمع والاقتصاد، وسنتناول أيضاً كيفية حسابها وأحكامها الشرعية، مع التركيز على دورها في تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي وضمان التكافل في المجتمع.
ويمكن من خلال المقال أيضاً التعرف على مبادرة مسارات للتعليم والتدريب المجاني، لتتمكن من تقديم يد العون والمساعدة للطلاب في الشمال السوري وذلك بإرسال زكاة أموالك لهم.
حيث تقدم المبادرة حلولاً منهجية لسد فجوة تراجع مستويات التعليم هناك، وخاصة لمن يعانون من نقص في الموارد الأساسية المتاحة.
تعريف زكاة عروض التجارة
بداية يجب التعرف على دلالة الكلمات لغوياً لنعرف معنى زكاة عروض التجارة حقيقةً؛ كلمة عروض: مفرد عَرْض وهو كل مال ما عدا النقدين “الذهب والفضة”، وسبب التسمية بهذا الاسم أن عرضه لا يستقر متغير يُعرض ويزول.
التجارة: وتعنى المتاجرة بالمال بيع وشراء، من أجل الريع العائد والربح.
ومصطلح عروض التجارة يعنى: المال الذي يعدّ من أجل التجارة، إذا كان من جنس الذي تجب فيه زكاة العين مثل الإبل، أو مثل الثياب.
ما هي شروط وجوب الزكاة وأدلة وجوبها في عروض التجارة؟
أولاً شروط وجوب الزكاة في العروض التجارية:
١- أن العروض تبلغ النصاب، سواء بنفسها أو بما يملكه المزكي من أموال زكوية أخرى.
٢- أن يحول الحول على أموال هذه العروض التجارية من حين امتلاكها.
٣- أن تكون النية عند الشراء هي التجارة.
٤- العروض التجارية يكون امتلاكها بفعل المسلم المزكي مثل الشراء.
والأدلة التي ذهب إليها أغلب الفقهاء المسلمين وهم مالك والشافعي وأبو حنيفة في وجوب الزكاة بعروض التجارة هي:
١- قوله تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)
٢- حديث عن النبي، عَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب رضي الله عنه قَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَ الصَّدَقَةَ مِنْ الَّذِي نُعِدُّ لِلْبَيْعِ). رواه أبو داود
كيف تُحسب زكاة عروض التجارة وما نصابها؟
إن زكاة عروض التجارة تحسب عندما تبلغ النصاب؛ ونصابها هو 85 غراماً من الذهب، فإذا بلغت البضائع لدى التاجر مقدار نصاب الذهب فيجب إخراج الزكاة.
وتحسب الزكاة بدقة شديدة، بحيث يعلم المزكي ما له من بضائع وما الأسعار التي تباع بها في الأسواق، وتحرى قيمتها عند البيع وليس الشراء.
وإذا كان لدى التاجر ديون مرجوة يجب أن تضم لحساب الزكاة، وإذا كان عليه دين يخصم، والمجموع إذا بقي نصاباً وجب إخراج 2,5% من القيمة الكلية.
كيفية حساب زكاة عروض التجارة الأزهر
طريقة حساب الزكاة في عروض التجارة هي:
١- تسعير البضائع المعدة للبيع التي عند التاجر “سعر الجملة”.
٢- ضم ما لدى التاجر من أموال زكوية سواء كانت نقدية أو ذهب وأيضاً ديون مرجوة.
٣- اقتطاع الديون التي على التاجر من رأس ماله.
٤- تخرج الزكاة من صافي رأس المال إذا كانت تبلغ النصاب.
٥- ومقدار النصاب هو 85 غراماً من الذهب عيار 21.
والواجب إخراجه كزكاة في عروض التجارة 2.5% من مجموع الأموال الزكوية.
٦- الزكاة تجب بعد مرور حول من امتلاك المال أو هذه السلع ملكية تامة.
٧- تقييم البضائع بسعر الجملة عند إخراج الزكاة.
٨- تخرج زكاة عروض التجارة نقداً وهو مذهب الجمهور.
زكاة عروض التجارة في المذاهب الأربعة وعند الفقهاء والجمهور
عند ابن عثيمين والألباني
زكاة عروض التجارة عند ابن عثيمين؛ أن كل ما أعده الإنسان للكسب فهو عروض تجارية وتجب فيها الزكاة، أي نوع من أنواع المال إذا كان أبل أو غنم أو خشب أو حديد. وأيضا الأرض إذا تاجر فيها المسلم من بيع وشراء.
الشيخ الألباني رحمه الله خالف إجماع علماء الأمة بأنه لا زكاة في عروض التجارة، ورأي لا ليس في عروض التجارة زكاة، وقال من أرد أن يتصدق تطوعاً وإلا فلا.
في الدرر السنية ودار الإفتاء المصرية
تقوم زكاة عروض التجارة في الدرر السنية على أساس ما كان معدّ للتجارة فإنه تجب فيه الزكاة؛ وذلك بإجماع علماء الأمة، وما كان غير معدّ للتجارة لا تجب فيه زكاة عروض اتجارة.
في المذهب المالكي وعند الشافعية والحنفية
تجب زكاة عروض التجارة وذلك بإجماع المذاهب الفقهية الأربعة المالكية والحنابلة والشافعية وأيضاً الحنفية، وبه أفتى جمهور العلماء.
قال تعالى: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ”
واستندوا إلى معنى “الكسب” أي الربح.
كيف حساب زكاة عروض التجارة وكم مقدارها؟
يمكن حساب زكاة عروض التجارة من خلال حساب مقدار ما يملكه المزكي من عروض تجارية وتحسب بسعر البيع وليس سعر الشراء.
ثم يقوم بإضافة الديون المرجوة السداد؛ وخصم ما عليه من دين؛ فإذا بلغ المال الذي يمتلك النصاب، المقدر ب 85 غرام ذهب، وجب الزكاة فيه بإخراج 2,5% من المجموع الكلي لما يملكه التاجر.
ما هي عروض التجارة التي تجب فيها الزكاة؟
زكاة الغنم في عروض تجارة
عندما يعد الغنم للتجارة فإن زكاته تكون زكاة العروض التجارية، وذلك إذا تحقق شرطان:
١- أن يكون الغنم الذي يمتلكه المزكي؛ قد وصل نصاباً أي مجموع سعر بيعه بالسوق وصل لمقدار 85 غرام ذهب.
٢- أن يتم المال الحول وهو مرور سنة هجرية كاملة على أصل المال، فإذا بلغ النصاب وأتم الحول وجب إخراج الزكاة بمقدار 2,5%.
زكاة عروض التجارة في العقارات
زكاة عروض التجارة في بيع الشقة
إذا نوى المالك شراء هذه الشقة للتجارة وجب إخراج الزكاة عنها، كل سنة بعد أن تتم الحول، وتخرج الزكاة عند بيع الشقة من كامل حقها وتحسب نسبة (2.5%).
زكاة عروض التجارة والأسهم والسندات
إذا اقتنى المزكي الأسهم بغرض التجارة، يجب أن تزكي زكاة العروض التجارية، وعندما يكون حول الزكاة والأسهم ما زالت ممتلكة لنفس الشخص، يجب أن تزكي قيمتها السوقية.
ويخرج ربع العشر أي “2,5%” من القيمة المجموعة للأسهم، وإذا حصلت هذه الأسهم على ربح تخرج عنها زكاة أيضاً.
مبادرة مسارات للتعليم عن بعد ونشر المعرفة في سوريا
اللاجئون والنازحون يعانون من نقص الموارد الأساسية و تحديات هائلة في الحصول على تعليم جيد. يقبعون في بيئات حيث التعليم قد يكون حلما بعيد المنال، ولكن مع دعمكم، يمكن تحويل هذه الأحلام إلى حقيقة.
بتبرعك بزكاة الدهب ، تُشعل نور المعرفة في قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. كن سببا في تغيير مسار حياتهم وإشراكهم في مستقبل مشرق، من هذا المنطلق، تدعوكم مبادرة مسارات للتبرع لدعم برامجنا التعليمية المتعددة، التي تشمل:
التعليم المدرسي: ضمان استكمال الطلاب اللاجئين، الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة لمراحلهم الدراسية الأساسية والانتقال إلى التعليم الجامعي والعالي.
الأنشطة الطلابية: تقوية وتنمية المهارات الناعمة للمستفيدين من خلال برامج متنوعة تشجع على الإبداع والتفاعل.
الإرشاد الأكاديمي: اكتشاف ميول الطلاب وتوجيههم نحو مسارات مهنية وأكاديمية تتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم.
التدريب المهني: تأهيل المستفيدين للانخراط في سوق العمل، خاصة في مجالات العمل عن بُعد التي توفر فرصًا واسعة.
الدعم النفسي والتقني: توفير الدعم اللازم لضمان استمرارية التعليم في ظروف مواتية، بالإضافة إلى المتابعة الدورية من قبل قسم شؤون الطلاب لضمان تحقيق الأهداف التعليمية.
دعمك لمبادرة مسارات يمثل فرصة لبناء جيل مثقف وقادر على مواجهة التحديات.