مع قدوم شهر رمضان المبارك، تتزين المساجد بأصوات التهجد، وتنبض القلوب بروحانية القيام، فتكون صلاة التراويح من أعظم العبادات التي يُقبل عليها المسلمون طلبًا للأجر والمغفرة، فهي سنة مؤكدة سنّها النبي ﷺ، وجعلها بابًا من أبواب الرحمة، حيث قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه” (متفق عليه).
في هذا المقال من مسارات، سنتحدث عن عدد ركعات صلاة التراويح وفضلها وحكمها وأثرها على النفس، لنعرف سرّ هذا الشعور الإيماني العميق الذي يجده كل من وقف بين يدي الله في ليالي الشهر الفضيل.
عدد ركعات صلاة التراويح
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعات، يُسلِّم من كل اثنتين، ثم يوتر بواحدة).
وقالت رضي الله عنها: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنََّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي ثلاثًا”. (متفق عليه)
وفي عهد عمر بن الخطاب، روي عنه أنهم كانوا يقومون رمضان بعشرين ركعة.
أقل عدد ركعات صلاة التراويح
العدد الأدنى لركعات صلاة التراويح هو ثمان ركعات وبعدها الوتر، وأن تصلى ركعتين ركعتين.
دعاء آخر ركعة في صلاة التراويح
يُمكن للمصلي أن يرفع يديه بالدعاء موجهًا قلبه نحو الله سبحانه وتعالى، مستشعراً فضل هذه اللحظات، ويكون الدعاء شاملًا لكل ما يُحب المرء أن يسأل الله عنه، ومنها أن يقول المؤمن: (ربنا تقبّل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا).
وقد فضّل العلماء للداعي أن يقدم بين يدي دعائه عملاً صالحاً بنية خالصة، ويتوسل بذلك إلى الله تعالى، فإنه أرجى لقبول دعائه، وما أجمل أن يكون عمل الخير فيه سعادة تدخلها على قلب مسلم، ربما تكفل تعليم يتيم يحتاج منك الدعم ليكمل دراسته، ثم ينهض بنفسه وأسرته، أو تشارك في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون في أيدٍ حانية تمتد لهم فتعينهم ليحصلوا على تعليمهم ويحققوا نجاحاتهم..
مبادرة مسارات تيسر لك ذلك من خلال حملاتها التي تدعم تعليم الطلاب الأيتام، وتعليم أصحاب الهمم، فلا تبخل على نفسك بعظيم الأجر، والخير الذي تقدمه لوجه الله تعالى قبل أن ترفع يديك إليه بالدعاء.
تبرع الآن لدعم تعليم الأيتام في سوريا
أصل صلاة التراويح
تعود جذور صلاة التراويح إلى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصليها في جماعة ثم تركها خوفًا من أن تُفرض على أمته فهي سنة مؤكدة.
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ صلَّى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلَّى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله ﷺ، فلما أصبح قال: “قد رأيتُ الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيتُ أن تُفرض عليكم”. (رواه مسلم)
ويُستدل بهذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على التخفيف عن أمته، وأن صلاة التراويح سُنَّة مؤكدة، لكنه امتنع عن الاستمرار بها جماعة خشية أن تُفرض على المسلمين فيشق عليهم أداؤها.
حكم صلاة التراويح
حكم صلاة التراويح أنها سنّة مؤكدة بالإجماع للمذاهب الأربعة، مستدلين على ذلك بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
بالإضافة إلى صلاة التراويح، يُستحب في رمضان الإكثار من الأعمال الصالحة مثل التبرع والصدقة، خاصة في ليلة القدر.
فضل صلاة التراويح
قد بشّر النبي ﷺ عباده بقوله: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه” (متفق عليه)، وهذا الحديث يفيض بمعاني الرجاء، إذ يجعل قيام الليل في رمضان بما في ذلك ركعات التراويح والقيام سببًا لمغفرة الذنوب الماضية، متى ما أخلص العبد نيته واحتسب أجره عند الله.
إن هذه الصلاة هي موعدٌ روحيٌ مع السكينة ومناجاةٌ ورجاء وفرصةٌ يتجدد بها العهد مع الله، إذ يقف العبد بين يديه خاشعًا يقرأ كتابه ويتأمل آياته ويطيل السجود بين يديه، مستنزلاً رحماته ومستلهماً عفوه.
لماذا نتكلم عن صلاة التراويح هنا ؟
لأننا نؤمن أنَّ فيها من الترويح عن القلب والنفس ما يحتاجه كل مسلم منا، فيها من التقرب لله تعالى ومناجاته ما يجعلنا نشعر أننا في كنفه لا يضرنا ولا ينفعنا إلّا ما كتب لنا.
ويجعلنا نشعر بأننا أبعد ما نكون عن كيد الشيطان وأذاه، تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادى مناد كل ليلة: يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة “.
لذلك نتقرب لله تعالى بأعمال البر والخير، نستثمر فيها شهر الفضل في شهر الرحمة والإحسان، فنكثر من الصدقات والتبرعات لأكثر الناس احتياجاً، ونحن نستذكر قول الله تعالى ” الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “، فنجود بما يرضى قلوبنا وأنفسنا.
ونحاول أن تكون صدقاتنا لأكثر المشاريع أثراً ومنفعة، المشاريع التي تهتم ببناء الإنسان، الفرد المسلم معرفيّاً ومهاريّاً، ليكون قادراً على النهوض بنفسه وأسرته دون احتياجٍ لأحد، وليكون فاعلاً في مجتمعه وأمته.
لذلك نضع بين أيديكم مجموعة من الحملات التي تعمل عليها مبادرة مسارات في هذا الشهر المبارك، علّه يكون لديكم مساهمة خيّرة تضيفينها فتصنعون فيها فرقاً كبيراً:
- حملة تعليم الطلاب الأيتام في سوريا
- حملة تعليم أصحاب الهمم
- حملة تعليم نازحي المخيمات
- حملة دعم التدريب المهني للشباب
- حملة علّم وأطعم
هنا نحن نتكلم عن دعم أكثر الفئات احتياجاً في سوريا، من نشترك معهم بالقيمة الإنسانية، ونختلف عنهم بالظروف التي أنعم الله بها علينا، واجبنا تجاههم كبير وكل مساهمة أو تبرع منك لدعمهم إنما تضيئ لهم من خلالها طريق التغيير والانتقال من واقعهم لواقع أفضل.