عمار أبو حمزة، شاب سوري متطوع في الدفاع المدني، يحمل في قلبه الكثير من الشغف والإصرار رغم ما تعرض له من صعوبات في حياته، فقد تعرض للتهجير القسري من بلدته، وانقطع عن تعليمه منذ عشر سنوات، إلا أنه لا يزال يحلم بالعودة للتعليم والإسهام في بناء مستقبل أفضل لوطنه.
درب الأمل، والتطوع شغف لا ينقطع
عشرة سنوات مرت على انقطاع عمار عن التعليم، بسبب وفاة والده في مرحلته الدراسية وتهجيره قسرياً من الغوطة الغربية في دمشق إلى إدلب نتيجة للأوضاع السياسية التي شهدتها المنطقة، وبسبب المجازر الوحشية التي شاهدها خلال الست سنوات الأخيرة من حياته الصعبة في إدلب، نمت في داخله رغبة قوية للتطوع في الدفاع المدني، ليتمكن من إنقاذ أرواح الأطفال البريئة، والتخفيف من آلامهم.
ويتحدث عن سبب عمله في الدفاع المدني، بقوله أنّ: “تجربته في التطوع مع فريق الدفاع المدني جاءت بسبب الأوضاع الصعبة التي كانت تشهدها المدارس جراء القصف المتكرر، حيث لم يعد الأطفال قادرين على الدراسة بسبب تدمير المدارس، وفقدان العديد من الأساتذة لحقوقهم في العمل وتأسيس جيل جديد يعلمهم ويؤهلهم لبناء مستقبل مستدام في هذه البلاد”.
هدف يتجسد بالتعليم عن بُعد
حلم عمار بإكمال تعليمه لم يتوقف رغم عمله، لكنّه عندما كان يفكر في التعليم عن بُعد، كانت هناك شكوك كبيرة تحوم في رأسه، ورفضه لهذه الفكرة كان قوياً جداً نظراً لاعتقاده الراسخ بأنّ التعليم الفيزيائي هو الأفضل، لكن عندما رأى زميله في العمل يدرس عن بعد من خلال مبادرة مسارات، ورأى كيفية سير العملية التعليمية فيها، شعر عمّار بالإلهام والتشجيع، وقرر الانضمام لهذه المبادرة والاستفادة من كلّ ما توفره من مزايا.
وحين تم سؤاله عن هدفه الذي يريد تحقيقه، عبّر عن طموحه بالقول أنّه: “الآن في مرحلة البكالوريا، ويسعى جاهدًا للالتحاق بالجامعة في التخصص المناسب، لأنّه يؤمن بأنّ بناء المجتمع يبدأ من تكوين الفرد، ولذلك يحرص على تعلّم كل ما يمكنه تعلّمه لينقله لأطفاله، فهو يريدهم أن يصبحوا أشخاصًا ناضجين يساهمون بفاعلية في تحقيق التنمية في المجتمع، ويُعِدّون الأجيال القادمة لتحمل مسؤولياتها”.
مسارات: درب الأمل لتحقيق أحلامك
مسارات المبادرة التي تعد درب الأمل للطلاب السوريين، فقد حرصت على تلبية كافة احتياجاتهم من خلال تقديمها التعليم الإلكتروني المجاني لهم، والإرشاد التربوي، الذي عزّز مهاراتهم ومكّنهم من تحقيق أحلامهم المستقبلية.