بشَّر الرسول الكريم ﷺ راعي اليتيم وكافله الجنة: حيث قال: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني: السَّبَّابةَ والوسطى) [صحيح الترمذي – 1918]، وأوصى رسولنا الكريم باليتيم في أكثر من عشرة أحاديث مسندة، نظراً للمكانة الرفيعة التي يتمته بها من يكفله، وبالمقابل حذر من أكل حقوقه وعواقبها.
ولأهمية هذا الموضوع، نسلط الضوء عليه في مقال اليوم لنناقش فيه مسألة رعاية اليتيم في الإسلام بتفصيل يغطي جميع جوانبها تُمكنك من فهم هذا الموضوع فهماً شاملاً.
اليتيم في الإسلام
اليتيم في الإسلام هو الطفل الذي فقد والده قبل أن يبلغ سن الرشد، حيث يُعد الأب عمود الأسرة والمسؤول الأول عن رعاية الطفل وحمايته. فقدان الأب يُدخل الطفل في حالة ضعف وحاجة للرعاية المادية والمعنوية. وقد عرّف الإسلام اليتيم تحديدًا بأنه من فقد والده وهو دون البلوغ، فإذا بلغ سن الرشد لم يعد يُعتبر يتيمًا شرعًا.
الإسلام أولى اليتيم اهتمامًا خاصًا وجعل كفالته ورعايته من أعظم القربات إلى الله تعالى، حيث نصت النصوص الشرعية على ضرورة الإحسان إليه وحفظ حقوقه. ومن ذلك قول الله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞ” [البقرة: 220]، مما يعكس ضرورة العناية بمصلحة اليتيم في كل جانب من حياته. هذه الرؤية تجعل الإسلام دينًا شاملاً يرعى المحتاجين والأكثر ضعفًا، ليضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا مستقرًا.
معلومات حول رعاية اليتيم في الإسلام
خص الدين الإسلامي “اليتيم” بمكانة خاصة ورفيعة، فكرّمه وأمر بالإحسان إليه، ووعد الله تعالى كافله بأجرٍ عظيم في الدنيا والآخرة، فكان من أبواب الخير التي ينال بها العبد السعادة في الدنيا والتكريم في الآخرة.
قال تعالى في كفالة اليتيم ورعايته: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) [البقرة: 220].
فماذا يُقصد بكفالة اليتيم، وما فضلها في الإسلام وغيرها من التفاصيل في السطور التالية:
ما المقصود برعاية اليتيم؟
ربما لا حاجة لك لشرح القصد من مصطلح “رعاية اليتيم”، ولكن اسمح لنا أن نشاركك إياه تذكيراً وإضاءةً لما قد تكون غفلت عنه.
يُستخدم مفهوم “رعاية اليتيم” للإشارة إلى جميع الأفعال التي تتصل بالإحسان إليه، وحفظ حقوقه وماله، وتنشئته على دين الله.
وفي هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن هذه الرعاية لا تقتصر على تقديم المأكل والمشرب، بل كلمة الإحسان تشمل دلالة أوسع على مستوى الفعل والقول معاً، فالإسلام، يُحرّم قهره أو ذلّه أو التعدّي عليه وعلى حقوقه بجميع أشكالها، ويحث على تربيته على القيم والأخلاق الفاضلة، وتعويضه بالقدر الكافي عما فقده من الحب والحنان بموت أبيه، مع توجيهه بالشكل السليم وتعديل سلوكه باتجاه الاستقامة، وردعه عن الخطأ والانحراف.
في هذا الإطار، تأتي حملة قطرة التي أطلقتها مبادرة مسارات لتكون جسرًا يمكن من خلاله تحقيق هذه الرؤية الإنسانية النبيلة. فكل تبرع بمثابة “قطرة” تساهم في توفير تعليم مستدام وبرامج تربوية ودعم نفسي للأيتام والمحتاجين، مما يساعدهم على النهوض بأنفسهم وبناء مستقبل واعد. دعمكم لحملة “قطرة” يعني أنكم لا تساهمون فقط في سد احتياجاتهم اليومية، بل في تمكينهم ليصبحوا أفرادًا فاعلين في المجتمع. كن جزءًا من التغيير، وامنح الأيتام فرصة للتعلم والنمو عبر التبرع أو الاشتراك في النشرة البريدية لمعرفة المزيد عن حملاتنا.
فضل رعاية اليتيم في الإسلام
كرَّم الله سبحانه وتعالى كافل اليتيم، ووعده بالرزق والمغفرة، وجاء تأكيده في كلام رسولنا الكريم الذي وعد في حديثه الشريف من يكفل يتيماً بالعديد من الخصال والفصائل والمنزلة الرفيعة، فله “صُحبة الرسول في الجنة، وأجر عظيم في الدنيا، ففيه تنقية وتطهير للمال وتزكيته وبركة وزيادة في الرزق”.
هل تجب رعاية اليتيم والإحسان إليه في الإسلام؟
كما حث الإسلام على الزكاة والصلاة والشعائر الإسلامية التي توصل صاحبها للخير والجنة، خص أيضاً “اليتيم” وكافله ومن يرعاه بخصال كبيرة.
فأمر الإسلام بالإحسان إليه، ونهى عن أكل حقوقه وحذر منها؛ فكان أكل مال اليتيم أحد الموبقات السبع التي أمر الرسول الكريم بتجنبها، ونهى الله -عزّ وجلّ عنها في قوله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).
آيات وأحاديث عن اليتيم وفضل رعايته من القرآن
فما هي السياقات التي جاءت فيها مسألة رعاية اليتيم في الإسلام وكفالته في كتاب الله تعالى التي تكون لنا -كمسلمين- مرجعنا الذي يذكرنا دوماً بأن فعل ذلك يقربنا من رضا الله تعالى ورسوله أكثر وأكثر
ذكر القرآن الكريم “اليتيم” في ثلاثة عشر موضعاً، ووعد الله تعالى كافله بأجرٍ عظيم في الدنيا والآخرة، فكفالة اليتيم من صفات الأبرار والمتّقين حيث قال تعالى: ( لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ) [سورة البقرة 177].
وأنكر الله تعالى في القرآن الكريم سلوك من يسيء إلى اليتيم، وينتقص من كرامته، ورُبط ذلك بالدين، وبيّن أهمية رعايته وحفظ حقوقه فقال: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ).
كما جاء ذكر “اليتيم” في القرآن الكريم في معرض الحديث عن أركان الإيمان؛ لتكون دلالةً على أهمية البر به وحسن معاملته، فقال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ).
وأكد ربنا على أهمية الإحسان لليتيم والرحمة، فقال: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ…)، وأكد على ضرورة التربية الصالحة القويمة في المجتمع وذّكر نبينا الكريم في إحدى الآيات قائلاً جل وعل: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ).
ونبه القرآن الكريم لأهمية حفظ حقوق ومال اليتيم، فجاء في آياته: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)، فقد ارتبطت الآية السابقة الدالة على حفظ أموال الأيتام ثمّ دفعها لهم بعد رشدهم بما قبلها من الآيات في سورة النساء التي تأمر بوجوب تقوى الله -عزّ وجلّ-.
أحاديث نبوية عن فضل رعاية اليتيم
يروى عن الرسول الكريم، العديد من الأحاديث الصحيحة المسندة التي خص فيها “اليتيم” ومن يرعاه، ولعل أبرز تلك الأحاديث الشائعة قول رسولنا في كافل اليتيم: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني: السَّبَّابةَ والوسطى) [صحيح الترمذي – 1918].
وقال الحافظ بن حجر في شرح هذا الحديث “قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك” ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أنه ما بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر بسيط وهو التفاوت الموجود ما بين السبابة والوسطى”.
ونبه الرسول – كما أسلفنا – لعواقب أكل مال اليتيم، حين قال: “اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هن؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ”. رواه البخاري.
ومن أحاديث الرسول الكريم عن اليتيم، ما رواه أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ” رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم: “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك”.
عن أبي أمامه رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السبابة والوسطى”.
إيجابيات رعاية اليتيم على الفرد والمجتمع
لطالما حث ديننا الحنيف على بناء مجتمع قوي متماسك بأفراده الذي يمثل اليتيم شريحة واسعة منهم في مجتمعاتنا، والذي تتطوي رعايته وكفالته على العديد من المكاسب لليتيم نفسه وللمجتمع أيضاً ونلخصها في النقاط التالية:
- بناء الفرد بناء صحيح هو أساس في بناء مجتمع صحي.
- التنشئة السليمة على جوهر الدين الإسلامي والقيم والعادات الصحيحة.
- بناء مجتمع متماسك يقوم على تراحم وتعاضد أفراده.
ضرورة التوعية بأهمية رعاية اليتيم
“اليتيم” كما أسلفنا هو فرد من أي مجتمع، وهو جزء لا يتجزأ من مجتمعه، له قدرات وإمكانات هائلة يجب تطويرها وتنميتها لخدمة هذا المجتمع بالشكل الصحيح، ويكون ذلك من خلال التنشئة الصحيحة القائمة على ركائز الدين التي أوصى بها ربنا الكريم.
فلم يغفل ديننا الحنيف عن أهمية الدعوة والحض على كفالة اليتيم في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تؤكد على المعاملة الحسنة والاحتضان لليتيم، وبشَّر بالخير والرزق والرضا والرفقة للنبي في الجنة لمن يكفله بالحسنى.
وحمل علماء الأمة والمؤسسات المجتمعية في مختلف الأزمنة على عاتقهم مسؤولية التوعية المجتمعية على أهمية رعاية اليتيم، ونشأة الطفل نشأة طبيعية، تتحقق فيها العدالة المجتمعية القائمة على التضامن والترابط بين أفراد المجتمع.
أنواع وأنماط رعاية اليتيم
تتعدد أنواع رعاية اليتيم وكفالته، وتقوم بعدة أشكال، أعلاها وأحسنها في اعتباره جزءاً من أسرتك، فاحتضانه ودمجه بين أطفالك وجعله واحداً من الأسرة التي ستعوضه عما فقده وما يعانيه من حرمان وحنان، فيعيش ضمن الأسرة كأنه فرد منها، لا يشعر بالفقد ويعامل بالمثل كباقي أولادها، ويكون هذا حتى يبلغ الطفل، وهذا النوع الذي كان شائعاً في زمن صحابة الرسول الكريم.
أما الشكل الثاني لرعاية اليتيم، فتكون بالإنفاق عليه ضمن أسرته الأساسية، من خلال تلبية متطلباته في المجتمع الذي يعيش فيه، عبر نفقة أو كفالة تكون سنداً له في مواجهة خطوب الحياة عبر المنظمات أو الجمعيات الخيرية أو الأشخاص أنفسهم وهو الشائع في زماننا الحاضر.
ومن أشكال رعاية اليتيم أيضاً المساهمة ماليا من خلال دفع مبلغ مالي على سبيل المثال لدور الأيتام التي تتولى رعاية الأيتام وتنشئتهم ضمن برامج موحدة في مدارس أو جمعيات أو مراكز مخصصة تعتمد على الدعم الذي يصلها لتقديم الرعاية لهؤلاء الأيتام على كافة الأصعدة سواء المأكل والملبس والتعليم والتربية وغير ذلك.
ولعل أبرز أشكال رعاية اليتيم احتضانه عاطفياً وتعويضه عن الحب والعاطفة التي فقدها بخسارة أبيه ولا سيما في سن صغيرة، ويأتي على هيئة دعم نفسي، لاسيما في الأزمات والكوارث، ليتمكن اليتيم من تجاوز الواقع الذي عايشه من فقد وحرمان، ويستطيع إعادة بناء شخصيته ويكون قادراً على تجاوز الصعاب مستقبلاً بنفسه.
وتلخيصاً لأشكال رعاية اليتيم في الإسلام وكفالته، يمكن وضع كل ما ذُكر تحت هذه الفئات:
- الرعاية الاقتصادية والمالية
-
الرعاية الاجتماعية
-
الرعاية الصحية
-
الرعاية النفسية
-
الرعاية التعليمية والتربوية
تتماشى أشكال رعاية اليتيم، من التعليم والرعاية النفسية والاجتماعية إلى الدعم المالي والتربوي، مع أهداف مبادرة مسارات التي تسعى لتأمين التعليم الإلكتروني المجاني، وتوفير التدريب المهني والعمل على دعم الأيتام نفسيًا واجتماعيًا عبر مساحات نشاط تعزز مهاراتهم وتكتشف مواهبهم. من خلال حملات مثل “قطرة“، تسهم مسارات في تقديم رعاية شاملة للأيتام تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا مستدامًا. دعمكم لهذه المبادرة هو خطوة نحو تمكين الأيتام ليصبحوا أفرادًا منتجين ومؤثرين في مجتمعهم.
هل كفالة اليتيم من مصارف الزكاة
لم يُذكر اليتيم بشكل صريح من المستحقين للزكاة، فأموال الزكاة لها مصاريف محددة، تكون للفقراء والمساكين والعاملين عليها وابن السبيل، من خصهم الله تعالى في قوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة/60.
و”اليتيم” رغم أنه لم يذكر صراحة في الآية القرآنية، إلا أنه قد يكون واحداً من هؤلاء (فقيراً أو مسكيناً.. )، فيجوز دفع الزكاة له، ولكن قد يكون ميسوراً غنياً مكتفياً، فعندئذٍ يخرج من مستحقي الزكاة.
وسُئل الشيخ “ابن عثيمين رحمه الله”، عن دفع الزكاة في كفالة الأيتام فأجاب: “الأيتام الفقراء من أهل الزكاة، فإذا دفعت الزكاة إلى أوليائهم فهي مجزية إذا كانوا مأمونين عليها، فيعطى وليهم ما يسد حاجتهم ويشتري بها هو نفسه ما يحتاجون”.
وقال أيضاً: “ولكن هنا تنبيه: وهو أن بعض الناس يظن أن اليتيم له حق من الزكاة على كل حال، وليس كذلك فإن اليتيم ليس من جهات استحقاق أخذ الزكاة، ولا حق لليتيم في الزكاة إلا أن يكون من أصناف الزكاة الثمانية، أما مجرد أنه يتيم فقد يكون غنيًّا لا يحتاج إلى زكاة “.
دور العمل الجمعياتي في رعاية اليتيم
باتت الجمعيات ودور الرعاية هي النظام المتبع في غالبية المجتمعات لتتولى هذه المهمة والمسؤولية السامية في المجتمع بمساعدة كوارد مدربة محترفة.
فتلعب هذه الجمعيات دوراً محورياً وداعماً للجهود الرسمية في حماية الأيتام من الضياع في مجتمعاتهم، وتقديم الرعاية اللازمة لهم بصورة مدروسة تقوم على برامج وأنشطة متنوعة مخصصة لهذه الشريحة من المجتمع، وتعطيهم عناية خاصة في مختلف جوانب الحياة بما يساهم في بناء شخصياتهم ودعمهم في تجاوز النواقص والقصور لديهم، وتعزيز خبراتهم.
مسارات للتعليم المهني والأكاديمي الموجّه لليتامى في الشمال السوري
تعمل مبادرة مسارات على تقديم التعليم المجاني في سوريا كجزء من رسالتها الإنسانية لدعم الطلاب الأيتام والمحتاجين، خاصة في المناطق المتضررة. تأمن المبادرة التعليم الإلكتروني المجاني للطلاب عن بعد الذين انقطعوا عن التعليم بسبب الفقر والنزوح، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجًا.
بالإضافة إلى ذلك، توفر مسارات برامج الإرشاد الأكاديمي التي توهل الطالب للدخول إلى الجامعة وبداية رحلته الجامعية، وتدريبًا مهنيًا مجانيًا يساعدهم على اكتساب مهارات العمل عن بُعد. كما تتيح المبادرة مساحات نشاط طلابي تهدف إلى تعزيز المواهب وتنمية القدرات الفردية للطلاب، مما يمنحهم الفرصة لإعادة بناء حياتهم وتحقيق أحلامهم.
من خلال دعمكم لمبادرة مسارات، يمكنكم المساهمة في بناء مستقبل مشرق لهؤلاء الأطفال، ومنحهم أملًا جديدًا في حياة كريمة عبر التعليم، وهو أساس التغيير المستدام.