كيفية التغلب على قلق الامتحان: استراتيجيات فعالة لتحسين التحصيل الدراسي

ينافش مقالنا القلق الامتحاني أسبابه وعلاجه وأهم استراتيجات التخلص منه؛ فالقلق من الاختبارات حالة عامة بين الطلاب وتحتاج الوعي من الأسرة والمربين لمعرفة كيفية التعامل معها وتجاوزها لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

القلق الامتحاني وعلاقته بالتحصيل الدراسي

يعرف قلق الامتحان والتحصيل الدراسي بأنَّه حالة انفعالية تترافق مع التوتر والخوف وتصيب الإنسان في مراحل مختلفة من حياته، وتكون مرتبطة بعمليات التقييم والاختبار والامتحانات، فتظهر على الشخص المُمتَحن علامات عديدة تعكس قلقه.

وإنَّ خطر القلق الامتحاني والتحصيل الدراسي يكمن في المراحل المتقدمة منه؛ إذ يتوقف المفعول الإيجابي للتوتر والقلق والاضطراب في كونه محفزاً نحو بذل مزيد من الجهد من أجل اجتياز الامتحانات وتحقيق النجاح، ويبدأ المفعول السلبي له بالظهور، فيتضاعف القلق ويصل إلى مراحل غير طبيعية تمنع حصول الطالب على الاستقرار والهدوء قبل الامتحان أو نتائج التقييم أو خلاله.

لقد تحدَّث المتخصصون وعلماء النفس عن علاقة متينة تربط عملية التعلم بظاهرة القلق، وأظهرت الأبحاث والدراسات التي قاموا بها على عدد من الطلبة أنَّ قسماً لا بأس به منهم قد ظهر مستوى أقل من قدراته أثناء التقييم في الامتحان مما هو عليه في الواقع، ولقد عزوا السبب في ذلك إلى ظروف ومواقف تحرض لديهم الضغط النفسي والتوتر عند المرور بعملية الاختبار، وهذا يجعل علامات التوتر والاضطراب تظهر عليهم، وهذا ما سمي بقلق الامتحان.

بناء على ذلك يمكن تعريف مفهوم قلق الامتحان والتحصيل الدراسي على أنَّه حالة قلق من الاختبار الذي يخضع أو سيخضع له الطالب، وهو شعور عصبي يشعر به بعض الطلاب في بداية الاختبارات أو قبلها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الشعور بالقليل من التوتر والقلق قبل الاختبارات أمر طبيعي، إلا أنَّ الأعراض القوية للقلق التي يحفزها وجود الاختبار والتي تتمثل في انعدام التركيز في الاختبار والتأثير في الأداء فيه وترافُق مشاعر القلق الشديدة بأعراض جسدية كالألم في المعدة والصداع والتعرق والارتجاف وتسرع ضربات القلب هو ما ليس طبيعياً، وفي بعض الحالات يكون قلق الامتحان الحاد سبباً في إفقاد الطالب وعيه وإغماءه.

أسباب قلق الامتحان 

تتعدد أسباب قلق الامتحان والتحصيل الدراسي، وهي في المجمل مجموعة من المحفزات الفكرية التي تولِّد ردة فعل سلبي تجاه أشياء سيئة يُتوقع حدوثها، فيتأثر كل من العقل والجسد بذلك، ويؤدي إلى إفراز هرمون الأدرينالين الذي يتسبب وجوده في الدم بحدوث العديد من الأعراض الجسدية مثل خفقان القلب بسرعة وسرعة التنفس والتعرق، وكل ذلك بسبب تركيز تفكير الشخص على أشياء سيئة من الممكن أن تحدث في الامتحان أو بعده أو أحداث سلبية مر بها في السياق ذاته.

في حالة قلق الامتحان والتحصيل الدراسي

• الأفكار السيئة أو السلبية المتواردة على رأس الطالب من قبل (ماذا لو لم أستطع تذكر ما أدرسه في الامتحان؟)، (هل من الممكن أن أرسب في الاختبار على الرغم من كل هذا التعب؟)، (ماذا لو لم تأتِ الأسئلة كما أتوقع وجاء في الاختبار كثير من الاستنتاجات والمعلومات السابقة؟)، (إذا لم أحصل على العلامة الكاملة فسأخسر المركز الأول في الصف)، (سيغضب والداي كثيراً إذا فشلت في النجاح في الاختبار).
• إنَّ مثل هذه الأفكار وغيرها التي تخطر في بال الطالب بسبب الاختبار تحفز لديه مشاعر القلق الشديد، وتكون في الحقيقة هي جوهر أسباب قلق الامتحان والتحصيل الدراسي، وكلما زاد تركيز الشخص على هذه الأحداث السلبية محتملة الحدوث، فإنَّ قلقه من الامتحان والتحصيل الدراسي سوف يتضاعف، ومن ثم يتشتت عن التركيز أثناء قراءة الأسئلة والإجابة عنها، بعدها سيبلي بلاءً سيئاً في الاختبار.

أعراض قلق الامتحان والتحصيل الدراسي

• اضطراب الأداء المتعلق بالعمليات العقلية مثل التفكير والتذكر والتركيز.
• آلام في البطن وضيق في التنفس وتعرُّق غزير وتسارع في ضربات القلب وجفاف الشفتين والحلق،
• سيطرة أفكار سلبية وسواسية على ذهن الطالب أثناء الاختبار أو خلال فترة التحضير له تسبب للطالب الأرق ومشكلات النوم والتوتر
• صعوبة في تذكُّر المعلومات أثناء الاختبارات، وتشتت الانتباه وانخفاض القدرة على التركيز أثناء الاختبار وفي المواقف التعليمية المختلفة.

كيفية التخلص من قلق الامتحانات

الحصول على نوم جيد

النوم الجيد هو أحد أهم طرائق علاج قلق الاختبار والتحصيل الدراسي، وإنَّ النوم لساعات كافية قبل الاختبار هو واحد من الأمور التي يجب التأكد من تحقيقها وذلك لأنَّ القلق من الاختبار يدفع الشخص المختَبر إلى مزيد من المذاكرة على حساب نومه، وهذا يزيد من قلقه ويُتعِب جهازه العصبي ويقلل من تركيزه وقدرته على التذكر؛ لذا يجب التأكيد على نوم الشخص لساعات كافية قبل الاختبار والحرص على تناوله فطوراً جيداً وصحياً غنياً بالبروتين والفيتامينات قبل الذهاب إلى الاختبار.

التواصل مع الممتَحن

يعد التواصل مع المختبَر والاستماع له من طرائق علاج قلق الاختبارات والتحصيل الدراسي الفعالة والمتاحة في أي وقت؛ إذ يمكن التحدث معه وإفساح المجال له للتعبير عن مخاوفه وأفكاره، وتقديم إجابات مريحة ومطمئنة للتساؤلات والأفكار السلبية التي تدور في ذهنه. إنَّ هذا الحوار الهادئ والدافئ من شأنه أن يهون عليه ويوضح له أنَّ مخاوفه من الامتحان طبيعية وتحدث مع معظم الناس عندما يقدمون على خطوات مصيرية في حياتهم، وأيضاً من الممكن تقديم توجيهات للتخفيف من توتره مثل أداء تمرينات التنفس العميق.

تعزيز ثقة الطالب بنفسه

تعزيز ثقة الطالب بنفسه وتوضيح مفهوم الاختبار الحقيقي يساعد على علاج قلق الامتحان والتحصيل الدراسي، إذ يجب إفهام الطالب أنَّ الغرض من الامتحان هو التعلم بحد ذاته وحفظ المعلومات وفهمها وليس الحصول على الدرجات الكاملة، وهذا من شأنه أن يخفف العبء والضغط النفسي إضافة إلى الإضاءة على نقطة هامة هي أنَّ درجته في الاختبار لا تحدد مستوى ذكائه ولا تعد معيار تفاضل بينه وبين زملائه.

المذاكرة مع الطالب

قد يكون الجلوس مع الطالب في أثناء المذاكرة لقراءة كتاب أو لمتابعته في أثناء الدراسة من الطرائق الفعالة في علاج القلق الامتحاني والتحصيل الدراسي عنده.

تخفيف العبء النفسي

يعد تهوين موضوع الاختبار من طرائق علاج قلق الاختبار والتحصيل الدراسي وللأسف فإنَّ معظم الأهالي يكونون هم سبب القلق وذلك بسبب تعليق آمال كبيرة على الطالب وإشعاره بأنَّ أداءه وتحصيله في الاختبار هو سبب تعاسة أو سعادة الأهل، وهذا من شأنه أن يزيد العبء النفسي على الطالب كونه يحمِّله مسؤولية مشاعر ذويه، ومن ثم يزيد من قلقه بشأن الامتحانات.

يعد قلق الامتحان والتحصيل الدراسي عند البالغين هو أمر طبيعي إذا ما كان ضمن درجاته الطبيعية التي تكون دافعاً للإنسان للاجتهاد والعمل بجد، ولكنَّ خطورته تكمن إذا ما زاد عن حدِّه الطبيعي وتحوَّل إلى حالة عصبية مؤذية نفسياً وجسدياً، حينها يجب التوقف عنده على الفور من أجل علاجه والتخلص منه ومن آثاره السلبية.

الكاتب: أ. سليم الحامض مدرس مادة اللغة العربية في مبادرة مسارات