منَّ الله على عباده بإنزال أحكام وتشريعات لإدارة شؤون حياتهم ومنها فريضة الزكاة التي تعدّ من أهم الشعائر الدينية الواجب تأديتها، وأنزل في كتابه الكريم سور وآيات تضبط وجوه تصريف الزكاة.
نتحدث في هذا المقال عن ضوابط وأحكام إخراج الزكاة، لمن تُعطى، وكيف تُصرف، ومن هم مستحقيها، ونختم مع أهم الأسئلة الشائعة.
لمن تُعطى زكاة الذهب؟
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
تشير الآية الكريمة إلى مستحقي الزكاة سواء كانت زكاة ذهب، أو زكاة مال، أو أي من تفرعات الزكاة كزكاة الإبل وزكاة العروض التجارية.. إلخ.
وصنفتهم في ثماني فئات مُرتبة حسب الأولوية كالتالي:
- الفقراء لأنهم لا يجدون الكفاف.
- المساكين في المرتبة الثانية؛ فهم لم يبلغوا مرحلة الكفاية دون الحاجة، وبإعطائهم الزكاة تتم كفايتهم ويبقى مستغنى عن السؤال.
- العاملون عليها من يجمعون الزكاة أو يحفظونها، فهو أجر لأعمالهم فيها.
- المؤلفة قلوبهم الذين بإعطائهم الأموال تؤلف قلوبهم لحب الإسلام، أو صاحب النفوذ من له قوم يتبعونه.
- في الرقاب الذين تُعتق رقابهم من العبودية.
- الغارمون من عليهم دين الذي ولا يستطيعون أن يوفوه.
- في سبيل الله من المجاهدين الذين بحاجة لعدة، أو لتجهيز جيوش الفتح الإسلامي بإمداده بالعتاد.
- ابن السبيل الذي انقطع من المال وكان في مكان لا مال لديه بحاجة إلى مكان وطعام.
وجوه تصريف زكاة الذهب
وفق الآية الكريمة التي أشرنا إليها، تُصرف زكاة الذهب ضمن أحكام محددة وفئات محددة حددها الله في كتابه الكريم لا يجب أن تخرج عنها إلا بشروط محددة يذكرها الفقهاء وعلماء المسلمين.
عن زياد بن الحارث الصدائي رضي الله عنه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته -وذكر حديثاً طويلاً- فأتاه رجلٌ فقال: أعطني من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله لم يرضَ بحكمِ نبيٍ ولا غيره في الصدقة حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانيةَ أجزاء فإن كنت في تلك الأجزاء أعطيتك حقك) رواه أبو داود.
فإذا كانت الزكاة المراد صرفها ضمن الفئات والأصناف التي ذُكرت في القرآن فهو مجاز، والأقربون أولى بالمعروف لمن لديه قريب فقير أو مسكين وجبت عليه إخراج الزكاة لهم من غير حق في التحكم في وجوه صرفها، لأن المال صار ملك المحتاج، ولا يحق للمزكي أن يتحكم به، وكلما أسرع المُزكّي بإخراج ماله وأجود ما يملك للمحتاجين كلما زاده ذلك أجر وثواب.
مسارات للتنمية المستدامة والتعليم في الشمال السوري
اللاجئون والنازحون يعانون من نقص الموارد الأساسية و تحديات هائلة في الحصول على تعليم جيد. يقبعون في بيئات حيث التعليم قد يكون حلما بعيد المنال، ولكن مع دعمكم، يمكن تحويل هذه الأحلام إلى حقيقة.
بتبرعك بزكاة، تُشعل نور المعرفة في قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. كن سببا في تغيير مسار حياتهم وإشراكهم في مستقبل مشرق، من هذا المنطلق، تدعوكم مبادرة مسارات للتبرع لدعم برامجنا التعليمية المتعددة، التي تشمل:
التعليم المدرسي: ضمان استكمال الطلاب اللاجئين، الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة لمراحلهم الدراسية الأساسية والانتقال إلى التعليم الجامعي والعالي.
الأنشطة الطلابية: تقوية وتنمية المهارات الناعمة للمستفيدين من خلال برامج متنوعة تشجع على الإبداع والتفاعل.
الإرشاد الأكاديمي: اكتشاف ميول الطلاب وتوجيههم نحو مسارات مهنية وأكاديمية تتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم.
التدريب المهني: تأهيل المستفيدين للانخراط في سوق العمل، خاصة في مجالات العمل عن بُعد التي توفر فرصًا واسعة.
الدعم النفسي والتقني: توفير الدعم اللازم لضمان استمرارية التعليم في ظروف مواتية، بالإضافة إلى المتابعة الدورية من قبل قسم شؤون الطلاب لضمان تحقيق الأهداف التعليمية.
دعمك لمبادرة مسارات يمثل فرصة لبناء جيل مثقف وقادر على مواجهة التحديات.